نامي ليلكِ يا بغداد طويل

غطي اغصانـك برماد رموشٍ محترقةْ

غُضي الطرفَ عن الجو البر البحرِ العالمِ

واستلقي حالمةً بالخبز ِالتينِ الزيتونْ

نامي يملآ جوفكِ خوفٌ وهمومٌ وشجونْ

يروي قلبكِ نهرُ الظلمةِ والافيون ْ

نامي ليلكِ يا بغدادُ طويل

ستقصُ عليك الأمُ الملغومة ُبالاحزان الرؤيا

سيمشطُ شعرك كف الجلادِ الاعظم ِ

والاعنفِ والاعتى

نامي خلف شبابيك تلاوات الجرحى

حيث الأفئدة المكلومة والأسرى

حيث اللا رحمة ُ لا بسمة ُ لا مأوى

غطي اطرافكِ بغبارات هراواتِ

البيتِ الأبيضِ

النازيونَ التفوا حول الجسدِ العاري

بأصابعهِمْ حفروا مقبرة َ الشهداء

خلعوا عنك ثيابَ العِزة ْ

قامتْ اركانُ سماسرة الجسدِ العاري

سموا أجوافَ الأطفال

نامي ليلك يا بغداد طويل

غطي جذعك بدخان الثلج المتراكم

ضمي الاوراقَ الى صدرك ِ

وقفي عند الصبحِ ِ قصيدةْ

هذا العالم محض خرافة

هذا العالمُ محض خرافة ْ

أتعبني .. انهكني .. أبقاني

بين يدي السيافِ الأعظم

والاعنف ِ والأعتى

اطبقَ بالصمتِ على همسي

آدمى قدمي .. وجهي .. لوني

أوغلَ في جرحي في الكبتِ

أبقاني بين الفكين ِ

بين الموتِ وبين الصمت ِ

يرسمني تيهاً وفناءاً

يطعمني سماً وهباءاً

يكرمني الأرقَ الاعياءا

يصلبني صبحاً ومساءاً

يرسمني تيهاً يطعمني يكرمني ارقاً

يصلبني يتقاسمني أنى شاءا

لن اقبلَ مأساتي ابداً

لن أبقى رهنَ الاقدار ِ

لنْ يُرْهبنَي الموتُ ويبقى صوتي وسلاحي

وقراري

فأنا مظلومٌ مظلومٌ

مسلوب الخيمةِ والدار ِ

مظلومٌ مُذْ .. مُذ ْ لا أدري لا يفقه ُ

سمعي إبصاري

لا النارُ أنطفأتْ في صدري

ما لا مس لحنٌ أوتاري

مخنوقٌ بغبارِ الصيحة ِ

مدفونٌ برمادِ النار ِ

الآن انكشفت أسراري

وانتحرتْ كل الاسحار ِ

سجدَ النخلُ يُقَبلُ ماءاً

فاغتسلتْ كل الانهار ِ

فجرها الاكرمُ بركاناً فتزلزلَ عَرْشٌ الاشرار ِ

وانتفضتْ كل حناجرنا تصدح بألذِ الاشعارِ

قسمَ الآباءِ الاجدادِ

قسماً بالماءِ وبالزاد ِ

وبهذي التربةِ والضادِ

سَالَمْلمُ اشلاءَ فؤآدي

وابدلُ صفحةَ ميلادي

وسأرسمُ اسمك يا وطني

في الجو البرِ البحر ِ العالم

نوراً في كل الابعاد ِ

هذا وطن العلمِ السلم ِ العدل ِ الحق

الحر بلادي

هذا الوطنُ الحرُ بلادي