|
بحوث ضوابط العمل الإعلامي وأساليب الإعلام المعادي في صناعة الرأي العام*
فارس حامد عبد الكريم نائب رئيس هيئة النزاهة مقدمةً: تعد حرية التعبير والمعتقد من الاصول الاساسية التي يقوم عليها نظام الدولة القانونية الديمقراطية، كما وتعتبر أجهزة الإعلام بمختلف صورها من اهم وسائل التعبير عن حرية الرأي في العالم المعاصر. الا انه، وكما هوحال الحياة البشرية دائماً بما تولده من صراعات قائمة على منطق الخير والشر، فان منطق الخير والشر يمكن ان يطرق باب الاعلام، بل طرقه فعلاً، فمثلما وجد الاعلام الحر المحايد الذي لم يكتف بنقل الخبر وشواهد الفن والأدب والشعر بل عبر عنها بطرق فنية آخاذة ليساهم في تطوير وتحسين الرأي والذوق العام . الا ان الاعلام اضحى ايضاً من صور التعبير عن منطق الحروب والصراعات الدولية والمحلية والسياسية ووسيلة لتمرير الايديولوجيات والمؤامرات عبر تغيير القناعات وصناعة الرأي العام الموجه لخدمة ايديولوجية وسياسة وفكرة ومصلحة ما، ان بحثنا هذا يقوم على اسلوب الملاحظة والتحليل، نأمل ان يحقق الاهداف المرجوة منه. الفرع الاول حرية التعبير وضوابط العمل الإعلامي الاعلام علم وفن، فهوعلم لانه اسلوبه ومناهجه تستند الى نظريات علمية ودراسات نفسية واجتماعية، مما يتطلب اولاً تحديد المشكلة السياسية والاجتماعية والاقتصادية المطلوب مواجهتها اعلامياً ومن ثم وضع خطط مسبقة للاداء . والاعلام فن لانه صورة من صور التعبير عن الرأي الذي يقوم على الخلق والابتكار، انه فن مخاطبة عقول وضمائر الناس. مما يستدعي امتلاك ادوات العصر ودراسة وتحليل طبيعة وشخصية المُخاطبين. الا ان ان حرية التعبير عن الرأي في ادبيات الفكر الديمقراطي وفلسفته ليست مطلقة، وانما تحكمها عدة ضوابط، وهذه الضوابط قد تكون: ـ ضوابط قانونية تحكم النشاط الإعلامي وفقاً للتشريعات الجزائية والمدنية النافذة في الدولة. ويلاحظ ان اغلب الدول الديمقراطية قد تخلت عن مبدأ العقوبات الجزائية كالحبس والسجن كعقوبات تندرج تحت باب ما يعد قذفاً وسباً لصعوبة التمييز بين ما يعد نقدأ يندرج تحت باب حرية التعبير وبين ما يعد جريمة قذف وسب واختلاف المحاكم في الاجتهاد في هذه المسائل، واحلت محل هذه العقوبات مبدأ التعويض المالي وذلك عندما يتبين ان هدف النقد والتعبير عن الرأي هوالاساءة الشخصية المتعمدة ليس الا. ـ ضوابط مهنية تتعلق باخلاقيات وشرف المهنة. وتتجسد بمجموعة القيم والاعراف والتقاليد التي ترسخت عبر الزمن في الوسط الاعلامي نتيجة الحكمة والخبرة والممارسة وتولد بشأنها شعور عام بوجوب الالتزام بها وايقاع الجزاء بمن يخالفها . وتشرف النقابات الخاصة بالمهنة على مسألة الالتزام بها وايقاع الجزاءات عند مخالفتها. ـ ضوابط تتعلق بفكرة النظام العام والاداب العامة. وتعبر هذه الفكرة عن المعتقدات العليا للشعب وبعبارة اخرى هي مجموعة القيم الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية العليا التي تسود مجتمع ما وتعبر عن ضميره الادبي في زمان معين ومكان معين.والمساس بهذه الضوابط قد يؤدي الى ازمة اجتماعية كبرى. ومن امثلتها المساس بالقيم الدينية ورموزها ونشر قيم الكفر والالحاد في مجتمع متدين، ومحاولة فرض نظام سياسي غير مقبول اجتماعياً بالمرة، ونشر صور اباحية وغير ذلك من اراء تخالف النظام العام والاداب العامة. ـ ضوابط تتعلق بمصالح الدولة العليا تبرز عادة في الاحوال الاستثنائية التي تمر بها الدولة وتهدد وجودها . كالحروب والازمات بمختلف انواعها وحالات الطوارئ، وهذه ذات طبيعة قانونية واخلاقية. وتعبر هذه الضوابط عن مدى حرص الإعلامي والمواطن حينما يمارس حريته التعبيرية على بلده ومدى ما يمكن ان يقدمه لبلده من مساعدة في مثل هذه الاحوال، وما يمكن ان يقال ولا يقال، ولواختلف في الرأي مع النظام السياسي القائم. الفرع الثاني عناصر ووسائل الخطاب الإعلامي المضاد شن الأعلام المعادي حرباً إعلامية شرسة ضد التجربة الدستورية والديمقراطية العراقية الجديدة، وتمكن منذ الأيام الأولى لسقوط النظام السابق، من امتلاك ناصية التأثير على قطاعات واسعة من ابناء شعبنا، وتغيير قناعاته باتجاه فرض ثقافة معادية لكل الانجازات التاريخية التي تحققت على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية في العراق الجديد. وقد حقق العدوهدفه عبر أساليب علمية مدروسة، مستخدماً في ذلك أسلوب الخطاب المباشر وغير المباشر ( الإيحاء )، يدعمه في جهده هذا خبراء مختصون وخبراء في المجال الإعلامي وصناعة الرأي العام وتمويل مالي ضخم قدمته عدد من دول الجوار. وهكذا تمت ادارة الصراع الاعلامي من قبل ذوي الخبرة في التأليف والتمثيل والتلحين والانتاج والاخراج .... فأُنتجت المسلسلات والتمثيليات والاغاني والتحقيقات الاخبارية المفتعلة، التي تهدف الى التشكيك بالتجربة العراقية وخلق قناعة عامة رافضة ومنتقدة لها، وكان كل شيء سيئاً من وجهة نظر هذا الاعلام، ويمكن تحليل عناصر الخطاب الإعلامي المعادي ووسائله على النحوالأتي: 1ـ تحويل الانتصارات والمنجزات الى هزائم: مثلما كان اعلام النظام السابق يحول الهزائم المرة التي لحقت به الى انتصارات كبرى، فان خطاب الاعلام المعادي اتخذ وضعاً معاكساً ولكنه يعتمد على ذات النهج، هوتحويل انتصارات العراقيين الكبرى الى هزائم مرة، ويتجسد ذلك من خلال الامثلة التالية: أـ استخدام تعبير " سقوط بغداد " بدلاً من " سقوط النظام السابق ": ترتبط بغداد عاصمة العراق باذهان العراقيين والعرب والمسلمين بكونها عاصمة امجاد الحضارة العربية والاسلامية التي وصلت الى ذروتها في ايام الحكم العباسي حسب التاريخ المكتوب، وعندما سقطت بغداد بيد المغول بعد ذلك، كان ذلك السقوط المدوي إيذاناً بانكماش الحضارة العربية والإسلامية وبدء عصور التخلف والانحطاط. وعلى هذا النحوفان استخدام تعبير " سقوط بغداد " يعطي دلالات مأساوية في اذهان المعاصرين. ب ـ الزعم بأن مجلس الحكم تجسيد للطائفية: ان مجلس الحكم فكرة طائفية من وجهة نظر الاعلام المعادي، لانه قام على اساس مكونات الشعب العراقي العنصرية والطائفية وليس على اساس الكفاءة والمهنية، على حد زعمهم. ان هذا الزعم المراوغ لا يستند الى حقيقة معاني المصلحات وجوهرها، لان تكوين مجلس من العرب والاكراد والمسلمين السنة والشيعة، والمسيح والتركمان .. لا يعد تجسيداً لفكرة الطائفية مطلقاً، لان الطائفية تعني من بين ما تعني ان تستحوذ طائفة معينة على مقاليد الامور في البلد وتستبعد غيرها ... ج ـ الزعم ان الانتخابات غير شرعية لانها تمت في ظل الاحتلال. في حين ان اول خطوة للتخلص من الاحتلال واسترداد السيادة من خلال الاداء السياسي كما هومقرر في القرارات الدولية الصادرة من الامم المتحدة هوان تكون هناك حكومة عراقية وطنية منتخبة قادرة على الادراة وبسط الامن والاستقرار. في حين ان ذات الاعلام المعادي اعتبر الانتخابات الفلسطينية التي تمت في ظل الاحتلال الصهيوني وفازت بها قائمة منظمة حماس انجازاً تاريخياً وخطوة كبرى نحوانشاء الدولة الفلسطينية. د ـ الزعم ان زيادة رواتب الموظفين التي تمت بعد سقوط النظام السابق هي للتغطية على سرقة النفط العراقي من قبل المحتلين. فزيادة رواتب الموظفين من وجهة نظر الاعلام المعادي هي رشوة من الاحتلال للعراقيين للسكوت على الاحتلال. ومن المعلوم ان رواتب الموظفين في ظل النظام السابق كانت تتراوح بين( 3 ـ 5 ) دولارات شهرياً، فكان راتب حملة الماجستير والدكتوراه عند التعيين لا تتجاوز ( 5 ) دولارات شهرياً، وهومبلغ لا يكفي لمتطلبات يوم واحد في ظل ارتفاع جنوني للأسعار . وهكذا اضحى بؤس الرواتب في ظل النظام السابق فضيلة وزيادة الرواتب في العراق الجديد سيئة من السيئات. هـ ـ لفت الانتباه الى امور ثانوية. وفي اطار انتخابات مجالس المحافظات التي يجرى الاستعداد لها هذه الايام، يسعى الاعلام المعادي، وفي اطار محاولته لافشال هذا المنجز التاريخي، الى تشويه صورته في اذهان الناس من خلال لفت الانتباه الى امور ثانونية، مثل طرح السؤال التالي على المواطنين: هل تعتقد ان وضع ملصقات الدعاية الانتخابية على الجدران الكونكريتية هوعمل حضاري؟ وعندما توجهت هذه الفضائيات الى النجف الاشرف تغير السؤال الى صيغة : هل تعتقد ان وضع ملصقات الدعاية الانتخابية على جدران مقبرة السلام يليق بقدسية هذا المكان ؟ اكثر من فضائية طرحت مثل هذا السؤال مما يشير الى وجود خطة مشتركة فيما بينها. اما الانتخابات كحق اصيل من حقوق المواطنة وصورة من صور حرية التعبير عن الرأي لطالما قدمت الشعوب اضخم التضحيات من اجل نيله، فلا يلتفت اليه مطلقاً. 2 ـ استثمار الثقافة الشعبية الوطنية: وذلك من خلال ترسيخ فكرة ان قادة العراق الجديد قد قدموا للعراق على ظهر الدبابات الأمريكية وتم تسليمهم الحكم عنوة بعد اغتصابه من اصحابه الشرعيين، لتنسجم هذه الفكرة مع الثقافة السائدة المعادية للغرب وللدول الرأسمالية عموماً . علماً ان ثقافة معاداة الغرب في البلاد العربية هي من صنع الاعلام والمخابرات الإسرائيلية، حيث يؤكد العديد من العارفين بخفايا السياسة الدولية ان المظاهرات التي كانت تخرج ضد الغرب والمطالبة بغلق سفاراتها في البلاد العربية تمت في الغالب بتمويل إسرائيلي. 3 ـ النفاذ عبر الثقافة الدينية المحدودة: من خلال الزعم بان رئيس النظام السابق كان مسلماً وينطق بالشهادتين وانه افضل من الكفار على اية حال كان عليها. وهذه طبعاً كذبة كبيرة لانه يفترض بالمسلم الحقيقي ان يكون اكثر حرصاً على حياة المسلمين وأموالهم ويكون مسؤولاً عن حياتهم وأموالهم وأعراضهم أمام الله والناس اكثر من الكافر. وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفة المسلم في كثير من المواضع منها قوله الكريم: ( من غشنا ليس منا ) أي ان ( من غش المسلمين ليس منهم ). 4 ـ اشاعة تطبيق فكرة اسرائيل الكبرى : من خلال إشاعة خبر كاذب مفاده ان الصهاينة اشتروا نصف بغداد وانهم يقيمون بفندق معين، ويتم التسجيل لهم على الفور في التسجيل العقاري، الذي لم يكن قد باشر أعماله بعد طبعاً . 5 ـ المكائد والمؤامرات: وذلك عن طريق افتعال الخبر ‘ فقد سربوا مثلاً خبراً عبر العديد من الفضائيات مفاده انهم وجدوا في أروقة المخابرات بيانا موجه لأزلام النظام يتضمن توجيهات لما بعد سقوطه، والواقع انه كان عملية مفبركة تتضمن توجيهات وضعت بعد سقوط النظام تم تبليغ المعنيين بها بهذا الأسلوب المخادع، الذي ساهمت فيه العديد من وسائل الاعلام الأخرى دون ان تدرك كنهه بحسن نية وبدونها. وقد تحقق لهم ما ابتغوه حيث بادر ازلام النظام السابق على الفور الى الالتحاق بعدد من الأحزاب والمؤسسات الرسمية وعمل عدد كبير منهم كمترجمين مع القوات الأجنبية. فضلاً عن افتعال الحدث والخبر كما في حال المرأة التي ادعت انها اغتصبت من قبل افراد الجيش العراقي. 6ـ اضفاء الشرعية على الأعمال الإرهابية المسلحة: وذلك من خلال اطلاق صفة المقاومة الوطنية على الأعمال الإجرامية التي استهدفت مكونات الشعب العراقي ابتداءاً. خاصة وان مدلول هذا المصطلح التاريخي في نفوس الناس له وقع كبير عليهم. ولا يمكن من الناحية القانونية والواقعية اطلاق هذه الصفة على التنظيمات الإرهابية المسلحة التي باشرت عمليات القتل الأعمى والذبح العلني بحق أبناء الشعب العراقي، حيث عملت تلك التنظيمات بلا أية ضوابط وقواعد حتى تلك التي اشترطتها المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف كحد أدنى للاعتراف بشرعية أية جماعة مسلحة. ومنها عدم جواز الاحتماء بالمدنيين وإتباع القواعد الدولية المنظمة لمعاملة الأسرى. 7 ـ الكذب والافتراء ثم الاعتذار: من خلال نشر اخبار كاذبة عن عمد وبعد ان تترسخ في عقول الناس ويتصرفون وفقاً لها، يتم الاعتذار عن عدم صحة الخبر بزعم تسريبه من مصادر غير موثوقة. ومن ذلك نشر صور فلم فديومفبرك عن قيام الشرطة الوطنية بتنفيذ عمليات اعدام في الشوارع العامة، ومن ثم الاعتذار عنه بعد ان احدث ضجة كبرى وصدم ضمير الكثير من العراقيين الذين صدقوا الخبر الملفق. ليتحول الاعتذار الى موقف بطولي ومهني في نظر البعض. ونظير ذلك ما كان يقوم به النظام السابق، في اطار تصفية خصومه السياسيين من البعثيين، حيث يقوم بإعدامهم بكل قسوة، ومن ثم وبعد فترة من الزمن يعلن خطأه ويعتبرهم شهداء . وهكذا، ورغم صدور عفورئاسي، تمت تصفية عائلة حسين كامل عن بكرة ابيها في عملية انتقامية بشعة مرتبة ومخطط لها سلفاً والقيت جثث الموتى في ساحة للأزبال لترفعها عجلة رفع الازبال بعد ذلك، وبعد فترة من الزمن أطلق رأس النظام السابق على حسين كامل صفة ( شهيد الغضب العشائري ). وفي ضوء ما تقدم كانت هناك حاجة ماسة لوجود اعلام رسمي يكون بمستوى الحدث ويمتلك المواصفات العلمية والفنية لمواجهة الإعلام المعادي. الفرع الثالث الاعلام الرسمي في الغرب والشرق اولاً:الاعلام الرسمي في الغرب لا تحتاج الدول التي ترسخت في مجتمعاتها قيم الديمقراطية والقانون والأسلوب الحضاري في طريقة ممارسة الحريات العامة الى إعلام رسمي يوجه الرأي العام إلا في حدود ضيقة، وعادة ما يكون ذلك من خلال توضيح رسمي وبيان صادر من الناطق الرسمي للحكومة. والسبب في ذلك يعود الى عدة عوامل منها: 1: صعوبة اختراق عقل المواطن الغربي وإقناعه بآراء تتعارض مع مصلحة دولته العامة، سواء كانت محاولة الاختراق مباشرة وبأساليب ملتوية، لان مواقفه تبنى عادة على أساس المنطق لا مجرد العاطفة، وعلى هذا كانت أساليب استدراج المواطن الغربي لاتخاذ موقف معين هي الإغراء المادي . 2: ان المواطن الغربي لا يهتم بتفاصيل سياسة الدولة، ولا تتضمن جلساتهم الاجتماعية عادة مناقشة الأمور السياسية، إلا إذا مست مصالحهم المالية، لأنهم يثقون عادة بشخوص من تم انتخابهم ولوكانوا من غير القائمة السياسية التي يؤيدونها، ويعرفون انهم بأيدِ أمينة لا يمكن ان تفرط بمصالحهم. ثانياً: الاعلام في الشرق اما في عالمنا الشرقي وبالتحديد عالمنا العربي، فالامر مختلف لعدة اسباب منها: 1: انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم لاسباب تاريخية ترسخت في النفوس عبر الزمن، بعد عهود طويلة من الحكم التعسفي الفاسد. وعلى هذا النحوكان كل مواطن عربي مهما كانت بساطة تأهيله العلمي هو(سياسي بالفطرة)، ويدلوا بدلوه في كل ما يتعلق بتفاصيل سياسة الدولة، الا ان ذلك مبنياً في العادة على العاطفة لا على التحليل والدرس والمنطق. 2: يمكن بكل سهولة استدارج المواطن ليتخذ موقفاً معادياً لدولته وليكون جاسوساً وبالمجان، ودون ان يعلم انه جاسوس بالفعل، لان المواقف، كما سبق القول، تبنى عندنا على اساس العاطفة والشعارات الرنانة التي تخاطب الغرائز لا العقول . وعلى هذا النحوتمر المؤامرات المحاكة في الأقبية المخابراتية المظلمة والمستندة الى دراسات وبحوث علم النفس وعلم الاجتماع بفروعهما المختلفة، بسهولة ومن دون عناء كبير، حيث تجد ارض خصبة في نفوس من تم تهيأتهم مسبقاً لتمرير المؤامرة دون ان يدركوا انهم مجرد دمى تحرك بأيدي خفية. فهناك حقيقة ثابتة عند الاعلام المؤامراتي الذي يقوم على عمليات غسيل دماغ الجماهير، مفادها .. اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس . وبناءا على ذلك كان اعلام النظام السابق يتحدث عن الديمقراطية والحريات العامة وانجازات الثورة وان الشعب يرفل بالعز ويجند لتمرير ذلك الكذب جهود الفنانين والشعراء والاحتفالات الجماهيرية، وعلى هذا النحوينقلب البؤس الى نعيم وتنقلب الهزيمة الى نصر . واعلامنا الرسمي اعلام روتيني بامتياز، كما هوحال كل اداء حكومي، يتسم بالبطء وضعف الخلق والإبداع . خلاصة القول: ان بعض أبناء شعبنا تنطلي عليهم بسهولة اساليب الاعلام المعادي الملتوية، ذلك الاعلام الذي قادهم الى تبني فكرة الفشل في كل شيء، ذلك الاعلام الذي يعرف كيف يخاطب عقول الناس وغرائزهم، وكيف يرتب الأحداث التي تلائم مستواهم الفكري البسيط ... ونجح الاعلام المعادي الى تركيز الشعور بالخيبة وانعدام الثقة، رغم ان حكومتهم الوطنية ومعها جميع القوى الوطنية المخلصة قد قادتهم الى الانتصار على اشرس ارهاب دموي مجرم بعد ان قتل الالاف المؤلفة من النساء والرجال واغتصب الفتيات( وعبر قناة العربية تحدث احد اهل الدورة في قناة العربية كيف ان مجرما قاعديا يغتصب الفتيات ويتركهن ينزفن حتى الصباح ومن ثم يقتلهن، انظروا لعدوكم كيف ينتقم من فتيات العراق، رمز العفة ومعدنها (... يتركهن ينزفن .. ينزفن ... ينزفن ...للصباح ثم يقتلهن ) . وكيف يفرغ سموم حقده باطفالنا .. نعم انه ذبح اطفالنا بدم بارد ..... وعاث في الارض فساداً بما لا مثيل له في تاريخ الدنيا ... المهم ان الانجاز الكبير والضخم هوالانتصار على قوى البغي والعدوان وهزيمة تنظيم القاعدة ومن سانده من دول الجوار . وما برح الاعلام المعادي، الذي لا يعترف باية انتصارات وانجازات، يتحدث عن فشل الحكومة في تقديم الخدمات، المجاري .. والكهرباء.. والحصة..، نعم ان ما تقدم مطالب مشروعة وحق يتوجب اداؤه للشعب في المرحلة القادمة، نطالب به ونصر عليه ولكن ليس على طريقة واسلوب الاعلام المعادي، ولا شك في ان نجاح انتخابات مجالس المحافظات وحسن اختيار المرشحين وفق اسس موضوعية لا شخصية تقدم فيها مصلحة الناس على المصالح الضيقة سيكون عاملاً من عوامل الانتصار في ميدان البناء والاعمار. *************** *- بحث بأسلوب الملاحظة
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |