|
بحوث مفاعلات الكيان الصهيوني والتاثيرات البيئية على المنطقة
د.مؤيد الحسيني العابد الحلقة الأولى
تعتبر مشكلة
النفايات النووية مشكلة العالم على وجه العموم، ناهيك عن كون
منطقتنا تتصف بمواصفات تزيد من خطورة التعامل مع هذه النتائج
الخطيرة القادمة من معامل ومفاعلات وغير ذلك من المصادر
الاخرى، والمحتوية على العديد من المؤثرات، أولها النشاط
الاشعاعي الذي تحويه هذه النفايات النووية المتضمنة من ضمن ما
تتضمن تلك النظائر المتنوعة والتي تمتلك اعماراً نصفية مختلفة
وشدّة مختلفة المقادير، ينشأ عن ذلك العديد من التأثيرات
الخطيرة على الصحة خصوصاً، وعلى البيئة المحيطة عموماً كالارض
والمياه والهواء المستنشق وغير ذلك. ولا شكّ أنّ هذه النظائر
المشعة بما تحتويه من مواصفات خطيرة يصبح من الصعب السيطرة
عليها إن لم تتوفر التقنية المتقدمة للتعامل معها عموماً بعد
أن يتم التعامل معها بالخصوص، أيّ لكلّ مجموعة منها لها تعامل
خاص وفق تقسيمها حسب خواصها الفيزيائية الى الصلبة والسائلة
والغازية علاوة على تقسيمها وفق الاعمار النصفية أي الى ذات
الاعمار النصفية القصيرة وذات الاعمار النصفية الطويلة. الى
غير ذلك من التقسيمات التي يراد منها تقليص نفوذها بعد أن
تبرمج مجموعة التعاملات معها كما ورد.
مفاعلات الكيان الصهيوني والتاثيرات البيئية على المنطقة الحلقة الثانية
إنّ ممّا
يثير الدهشة والإستهجان معاً أن تتمّ المبالغة في مكان فيه
جملة من الشكوك لم تصل بها كلّ مجاميع المفتّشين التابعين
للوكالة الدولية للطاقة الذريّة الى أيّ نتيجة تؤكّد وجود
برنامج نووي يستخدم للاغراض العسكرية في هذا البلد أو ذاك،
وتتمّ عملية إهمال أو تجاهل لبرنامج خصّص منذ البداية للاغراض
العسكرية بل وصل الامر الى أن تظهر دلائل فعلية ونقلية
ووثائقية عن البرنامج النووي المذكور بل والتطوير المستمر لهذا
البرنامج من قبل تلك الدول التي تدّعي العدل والعدالة والتي
نفسها تقوم برمي التهم على هذه الدولة أو تلك. والمقصود من تلك
الدولة أو الدويلة هي كيان إسرائيل التي وصل بها الامر أن
تهدّد الدول التي تفكّر في وضع خطط لبرنامج نووي وإن كان
ضعيفاً وإن كان غير مكتمل ناهيك عن أنّ هذا البرنامج مخصّص
للاغراض السلمية بالتفصيل.
اسرائيل
ومحاولة امتلاكها للسلاح النووي قديمة تعود الى بداية
الخمسينيات حيث سعت في البداية الى امتلاك المفاعلات النووية
تحت ذريعة الاستخدام السّلمي فقط ، لكنّ الخديعة سرعان ما
تكشّفت.
مفاعلات إسرائيل النووية: هناك العديد من المفاعلات والمراكز البحثية العسكرية في إسرائيل بالاضافة الى المفاعلات المتعددة الصغيرة في الجامعات التي تستخدم لاغراض الابحاث العسكرية أيضاً. إلاّ أنّ الشيء الذي يثير الكثير من التساؤلات هو لم هذا العدد الكبير للمفاعلات النووية والابحاث بهذا الاتجاه في دويلة صغيرة الحجم قليلة العدد السكاني؟! وهي في محيط تتوزّع فيه النفوس البشرية بشكل غير منتظم. فقسم من المدن المحيطة بهذه الدويلة تبلغ نفوسها أضعاف مضاعفة لعدد سكان مدينة تعدّ من المدن التي تسمّى بمدن الاحاطة بالمحطات النووية. وسنلاحظ ذلك من خلال تسليط الضوء على بعض المعلومات لبعض المفاعلات الاسرائيلية:
اولا: مفاعل ديمونة:
يقع هذا
المفاعل على بعد 14 كم من مركز ديمونا البلدة الصحراوية
الواقعة في صحراء النقب بالقرب من بئر السبع.تتالف المنطقة
التصنيعية النووية في ديمونا من ابنية متعددة يصل عددها الى
تسعة ابنية. البناءات 1,2,8,9 تصنع بشكل مباشر السلاح النووي
والنووي الحراري . اما البقية فتقدم لسابقاتها الدعم الخدمي من
اجهزة ثانوية ومركبات الكترونية كما يحتوي بعضها على معامل
لمعالجة النفايات المشعة ذات الاشعة العالية والمحتوية على
منتجات انشطار نووي فتقوم بتخزينها وتعبئتها في براميل خاصة
لتخزن في مقابر جهزت لهذا الغرض علماً ان هذه المقابر او
المستودعات المؤقتة مطمورة تحت الارض وقد يرشح بعضها وترتفع
درجات حرارتها فتولد غازات قابلة للاشتعال خلال فترة زمنية
قصيرة لتحدث كارثة في المنطقة لاتقل عن الكوارث التي شابهتها
بالاساس. اما اذا حدث ما لاتحمد عقباه كالزلازل او الهزات
الارضية كالتي حدثت قبل فترة قصيرة في مثلث العقبة- سيناء, فان
هذه المستودعات ستتحول الى مزابل اشعاعية قاتلة لا يمكن
السيطرة على اشعاعاتها باي شكل من الاشكال ومن الغازات المتوقع
تسربها مثلاً الكربتون – 85 وعمره النصفي 10.72 ساعة (يسبب
سرطان الدم ويهاجم كل الاعضاء) الزينون- 133 وعمره النصفي
5.25يوم (يهاجم كل الجسم ويسبب عدداً من الامراض الخطيرة).[
العمر النصفي : هو الفترة الزمنية اللازمة لهبوط النشاط
الاشعاعي للنظير المشع الى النصف, فمن النظائر ما يصل عمرها
النصفي الى 4.5 مليار سنة ومنها ما يصل الى اجزاء الثانية]
إضافة الى النظائر الظاهرة في النفايات مثل اليورانيوم 235 و
238 والبلوتونيوم 238, 239, 240 (اعمارها النصفية تصل الى
24390 سنة كما في البلوتونيوم239 ).اما النفايات ذات الاشعاع
المتباين السائلة فتوضع في اوعية خاصة كما ان هذه النفايات
المشعة تحتوي على اشعاعات كاما وبيتا والنظائر المعروفة
بالثقيلة مثل النبتونيوم والبلوتونيوم والامريسيوم والكوريوم
وهي مواد ذات فعالية اشعاعية عالية تؤثر مباشرة بالطبيعة
والكائنات عموماً بضمنها الانسان[كل هذه العناصر تتسرب في
العظام فتسبب ارتخاءها وعدم استطاعتها حمل الجسم].
بعض خواص مفاعل ديمونة:
1- تتم
التهدئة بالماء الثقيل الذي يتم انتاج اكبر قدر منه داخل
اسرائيل نفسها( المهديء: يعمل بشكل اساسي لتقليل طاقة
النيوترونات السريعة الناتجة من انشطار نوى اليورانيوم وذلك
لتتم السيطرة على احداث اي تفاعل قادم وهو يحيط باليورانيوم
الطبيعي المستخدم كوقود نووي بحيث اذا اصطدم النيوترون بهذا
المهديء يفقده جزءاً كبيراً من سرعته( او من طاقته) وجزيئة
الماء الثقيل عبارة عن اوكسيد الديتيريوم , ذرتان للهيدروجين
الثقيل المعروف بالديتيريوم( نواته تحتوي على نيوترون وبروتون)
وذرة اوكسجين واحدة. 5- يعمل المفاعل كل ثمانية اشهر سنوياً ينتج 5 كغم من البلوتونيوم شهرياً.
6- يتوفر في
ديمونة معمل لاعادة التصنيع , وفيها يتم فصل البلوتونيوم
بالطرق الكيميائية عن وقود اليورانيوم غير المستخدم , باستخدام
طريقة معروفة اسمها بيوريكس وفيها تستخدم مادة ثلاثي بوتيل
الفوسفات المذاب في هيدروكربون الكيروسين كونه عاملاً لفصل
المواد.
من مشكلات النفايات النووية في منطقتنا الحلقة الثالثة هذه هي الحلقة الثالثة من مشكلات النفايات النووية في منطقتنا ـ حول مفاعلات الكيان الصهيوني. لقد تطرّقنا في الحلقة الاولى والثانية الى بعض المعلومات حول مفاعلات هذا الكيان حيث أشرنا في (أولاً) الى مفاعل ديمونا والآن الى (ثانياً).
ثانياً: مفاعل ناحال سوريك هناك مركز يطلق عليه مركز الابحاث النووية في سوريك : Soreq Nuclear Research Center يقصد بكلمة ناحال بالعبرية الوحدات العسكرية التابعة للجيش والتي تقيم في المستوطنات مع الهدف الاستراتيجي الذي (تناضل!!) من أجله. وهناك معنى آخر ليس بعيداً عن المعنى الاول(بالممارسة العملية التي نراها ونسمعها!!) وهو التيّار والنهر. وقد قيل في العديد من الكتب المتداولة في داخل دولة الكيان الصهيوني أن الاسم مقتبس من إسم آخر هو نوار هالوتزي لوحيم، وترجمته الشبيبة العسكرية المتطوعة(أو هكذا!). وهي منظّمة عسكرية خصّصت لبناء قرى جديدة أو مستوطنات زراعية أو تكوين بلدة ما إلى آخره. وقد أصبحت أخيراً إسماً لوحدة عسكرية قتالية أساسيّة. فتأمّل المعنى وما تصبو اليه يد عتاة الصهاينة من صانعى الاسلحة الفتّاكة لتدمير المنطقة. يضمّ مجمّع ناحال سوريك حسب المعلومات العامّة أكثر من 150 من العلماء والمهندسين كما ويضمّ العديد من المختبرات والمراكز البحثيّة والمراكز المتعلقة بتطوير وتوسيع المشاريع بهذا الاتّجاه. كما وتتبع هذا المركز مركز يختصّ بتحديد الاعمال التجارية مع الشركات العاملة في تطوير التطبيقات التجارية للتكنولوجيا النووية المتقدمة وهو الشريك المهم مع نيتزنانيم الحاضنة التكنولوجية والتي تتبع النشاط النووي المذكور والتي يديرها رئيس علماء من وزارة الصناعة والتجارة. وتقع المنشأة النووية في قرية ناحال سوريك على البحر المتوسط غرب يافن ورحبوت بالقرب من يافني الى الغرب من بيرشيب، بحيث يعتبر هذا الموقع مع القاعدة الجويّة بالميشيم مركزاً أمنياً مهماً لاسرائيل. وقد إبتديء العمل بإنشائه عام 1953 وإفتتح بشكل رسميّ يوم 18 كانون الثاني من عام 1959. نوع المفاعل الذي يحتويه الموقع هو : IRR-1 ويعتبر من المفاعلات التي تستخدم أسلوب التقنية القديمة وقد إبتدأت قدرته بحدود 1 ميغاواط. يعدّ سوريك من المرافق المهمّة والخطيرة في الكيان الصهيوني لكنّ المشكلة التي لم تكن بالهيّنة أنّ السرّية ترافق العمل في هذا المجمّع (كما هي العادة عن كيان إسرائيل!). فلا معلومات دقيقة حول المصادر المتاحة لمعرفة الكثير من التصاميم والمرافق السرّية. وليس هناك قدر كاف من الصور من الاقمار للاسباب المعروفة! إلاّ من تلك الصور القديمة منذ عام 1971. في المفاعل يستخدم الماء الخفيف للتهدئة وقادر على إنتاج البلوتونيوم وقد بدأ تشغيله عام 1960 بالقدرة المذكورة التي طوّرت بعد ذلك الى 5 ميغا واط في العام 1969. وقوده الإنشطاري اليورانيوم المخصّب بنسبة 90% وقد تطور في سنين السبعينيات الى 10 ميغاواط. وحيث أنّ الزيادة المقررة قد توفّرت إمكانيّاً للمفاعل وبهذه القدرة المذكورة فهو قادر على إنتاج الأسلحة النووية، حيث يذكر أحد المتخصّصين في هذا المجال أنّه(( خلال الفترة الواقعة ما بين 1960، 1966 وافقت الولايات المتحدة على تزويد إسرائيل بخمسين كيلو غراماً من اليورانيوم ـ 235 بإغناء 90% لتزويد مفاعل ناحال سوريك بالطاقة)).[نقلاً عن كتاب الاسلحة النووية في اسرائيل للدكتور تيسير الناشف .المؤسسة العربية للدراسات والنشر.1990 ]. ولمركز ناحال سوريك النووي توأمة مع المختبرات القومية للاسلحة في لوس ألاموس في الولايات المتحدة الامريكية. وهي مختبرات مهمّة للغاية تعمل على التطوير العملي المستمر للاسلحة النووية بالاضافة الى عملية تصميمها وتصنيعها والمسؤولة عن الكثير من التصاميم لاسلحة متنوّعة ضربت العديد من الاماكن في العالم كالعراق في سنوات 1991 و1997 ومن 2003 في العديد من الاماكن التي قصفت من الجوّ. وقد إستخدمت في غزّة من قبل الكيان الصهيوني وكلّ هذه الاسلحة أسلحة محرّمة دوليّاً!
التجارب النووية: تعتبر التجارب النووية من الضرورات لاختبار مادة التفاعل النووي وقدرتها على التدمير(اضافة الى تاثيرها بالمحيط الخارجي المشابه الى محيط جو العدوالمفترض)، بالرغم من عدم إمكانيّة الكثير من الدول اجراؤها لكثير من الاسباب، منها الجانب الامني اضافة الى حساسية اجرائها لما يرتبط بابعادها السياسية كذلك. ففي عام 1945 القت الولايات المتحدة الامريكية (كما هو معروف ) قنبلتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين، بالرغم من استسلام اليابان بشكل ميداني وواقعي وكانت هاتان القنبلتان بحق من اسوأ التجارب النووية التي اختبرت فيها القدرة النووية حتى اصبحت هاتان التجربتان معياراً للمتخصصين في هذا المجال! وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية استمرت التجارب النووية في عدد من الاماكن في العالم حتى بالرغم من توقيع عدد من الاتفاقيات بعدم اجرائها، حيث من المعروف ان معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية ومعاهدة الخطر الذي فرضته دول النادي النووي ابدتا شروطاً قاسية على دول (نووية) اخرى باستثناء دول النادي نفسها..فقد قامت فرنسا باستئناف تجاربها النووية اكثر من مرة فقد قامت بهذا الاستئناف عام 1995 جنوب المحيط الهادي وتصريح الولايات المتحدة الامريكية باعادة تحاربها النووية رداً على ذلك وكادت الامور ان تاخذ منحىً خطيراً الا ان دول النادي النووي المذكور عملت على تهدئة الموقف بسبب ما يمر به العالم من ظروف معقدة لاتحمل هذا الوضع علاوة على تاثير التجارب النووية على الصحة والبيئة اضافة الى الخسائر الاقتصادية حيث تكلف التجربة النووية الواحدة (من النوع الاعتيادي اذا اخذنا بنظر الاعتبار قدرتها المتواضعة ومادة التفجير دون التوجه الى تعقيدات البيئة التي لا تقدر مفاجآتها بثمن معين ) ما يقارب 90 مليون دولار امريكي. لقد وقعت العديد من الدول على معاهدة الحظر المذكورة ابتداء من تاريخ 25\1\1994 بالرغم من امتناع دول قليلة على التوقيع من ضمنها (اسرائيل) طبعاً اضافة الى الهند( علاقاتها جيدة مع اسرائيل من جهة اجراء التجارب المشتركة وبصورة غير معلنة وفي عدة اماكن ، حيث اجرت الهند تجربتها الاولى عام 1974 تحت سطح الارض اضافة الى التجارب الخمس التي قامت عام 1998 والتي ساهمت اسرائيل باكثر من واحدة على الاقل عدا التجارب المجراة بشكل غير رسمي!) لكن يبقى السؤال الذي يثار كثيراً: هل فعلاً اجرت اسرائيل تجارب نووية مسجلة؟ متى واين؟ في عام 1960 لغاية 1964 استفادت اسرائيل من المعلومات المعطاة لها من فرنسا عندما اجرت تجاربها النووية المعروفة حينذاك . فقد اجرت عدداً منها في الصحراء الكبرى شمال افريقيا، وقد قامت فرنسا بتزويد اسرائيل بمعلومات نتائج هذه التجارب بالتفصيل وقد قيل ان اسرائيل قد شاركت بالفعل بعدد منها وخاصة تلك التي اجريت في صحراء الجزائر خلال السنوات المذكورة، اي لغاية عام 1964. لقد وردت عدة تقارير كان مصدرها الولايات المتحدة الامريكية، انّ اسرائيل قد اجرت تجربة تحت سطح الارض في النقب بقوة تفجير ضعيفة بحيث لا تستطيع اجهزة الرصد الاشعاعي رصدها. كذلك يقول بعض الخبراء ان اسرائيل اجرت تجربة في النقب تحت سطح الارض على عمق 800 متر عام 1966 ومعروف ان التجربة او التجربتين كانتا معدتين لاختبار سلاح نووي جهز لخوض حرب قريبة (حزيران 1967 ) حيث اكد الكثير من العسكريين ان اسرائيل كانت على اهبة الاستعداد فعلاً لاستخدام مثل هذا السلاح لو حدث شيء لم يحسب حسابه!! حيث اكد عالم امريكي على صحة حدوث تجربة العام 1966 ، ذلك العالم الذي عمل على سفينة ابحاث بحرية، حيث رصد زيادة النسبة المئوية للتركيز الاشعاعي في مياه البحر المتوسط في ذلك الوقت، حيث ارتفعت بشكل ملفت للانتباه، وقد سجلت نسب متباينة لذلك في خليج العقبة حينذاك وفي عام 1979 وبالتحديد يوم 22 ايلول، سجل القمر الاصطناعي الامريكي (فيلا) المحلق فوق منطقة المحيط الهندي وجنوب المحيط الاطلسي، سجل وميضاً من الضوء ودونت التقارير ان هذا الوميض ناتج عن تجربة نووية اجريت مع جنوب افريقيا ( حيث كانت العلاقة متميزة بين جنوب افريقيا العنصرية واسرائيل). اضافة لما ذكر وعلى مسمع من العالم اجرت الهند بالتعاون مع اسرائيل التجارب الخمس انفة الذكر، وساهمت اسرائيل بخبرائهاونقلت العديد من المعدات والمواد للمشاركة في بعض من هذه التجارب التي ضمت احداها قوة تفجير تعادل 12 قنبلة نووية من التي سقطت على هيروشيما عام 1945. ولو القينا نظرة بسيطة على سنوات التفجير( 1961- 1966 ) ، 1970 ، 1998 نلاحظ الفرق البسيط بين كل منها.
تأثيرات مستقبلية: يعتقد الكثير من المتخصصين ان اسرائيل ستقدم على التصريح الرسمي بانها تمتلك السلاح النووي بالرغم من انها رفضت لاكثر من مرة ان تنظم الى دول النادي النووي او ان تسمح لوكالة الطاقة الذرية الدولية بتفتيش منشآتها النووية ومفاعل ديمونة بالذات الذي يعتبر من المفاعلات المتخصصة لانتاج السلاح النووي. لكن يبقى السؤال الاكثر حساسية هو ان لم تتوفر الظروف المؤدية الى استخدام هذه الترسانة النووية الاسرائيلية ، هل تبقى خطورة تذكر ام نقول ماذا لو حدث حادث كالتسرب الاشعاعي من المفاعلات المذكورة لاي سبب كان؟ ان المشكلة الاساسية في الموضوع تكمن في عدة اخطار منها التأثير السلبي للتجارب النووية التي تحدثها اسرائيل في ارض النقب او في مناطق تحت البحر مما يؤدي الى حدوث الزلازل او الهزات الارضية او التعجل بحدوثها ( يعتقد البعض ان الهزة الارضية التي حدثت في مثلث العقبة – سيناء في تسعينيات القرن الماضي هو نتيجة لتفجير نووي بقدرة معينة في قاع البحر الابيض المتوسط) او بالتسرب الاشعاعي المتوقع لاي سبب.. ان الخطورة الاساسية في استخدام الطاقة النووية ( لاغراضها السلمية) تكمن في تسرب جزء من النظائر المشعة والاشعاعات المؤينة الى الطبيعة بضمنها الانسان فتحدث تأثيراتها على المدى القريب والبعيد. ويمكن انتقال هذه الاشعاعات ومتعلقاتها بعدة طرق منها المباشرة ومنها غير المباشرة ففي الحالة الاولى يحدث الانتقال الى الانسان مباشرة بالتنفس او التعرض الشامل او الجزئي ، وكلما كانت كمية الاشعاع كبيرة كلما اصابت اكثر عدداً . وتتراوح الاصابات بشدتها لعدة اسباب منها، نسبة التعرض للاشعاع، مساحة التعرض ، اضافة الى حساسية العضو المتعرض للاشعاع علاوة على الواقع المناخي الذي يساعد في انتقال الاشعة من مكان الى آخر، كالريح والمطر( تشير التقارير المستمدة من واقع الحوادث النووية الى ان نسبة الوفاة تزداد عند تعرض انسان سوي الى 5 غراي او اكثر بتأثير هذه الجرعة في جهاز تكوين الدم بينما اذا تعرض الى جرعة 20 غراي فان تلفاً يصيب خلايا الدماغ والاوعية الدماغية فيحدث الوفاة:(الغراي: جرعة من الاشعة الممتصة طاقتها جول واحد ليصيب مادة كتلتها كيلو غرام واحد) كما ان نسبة الوفيات تزداد من 1% الى اكثر من 80% بين دائرة نصف قطرها كيلومتران الى ستة كيلومترات ودائرة نصف قطرها 1.3 كيلومتر.اما النسب الاخرى للتأثير فتبتديء من الاصابات بتأثير قصير المدى كامراض الجهاز الهضمي والتنفسي والبصري وسرطان الغدة الدرقية وتساقط الشعر الى تأثير بعيد المدى كالتاثير في الكروموسومات البشرية لتغير من طبيعتها كما حدث في تأثير تشرنوبيل في جمهورية اوكرانيا ، فقد ازدادت نسبة التشوهات بشكل ملحوظ في الجيل الاول بعد الاصابة ، ويعتقد انها ستزداد اكثر في الجيل الثاني والثالث) اما التاثير غير المباشر فينتقل عن طريق المياه والتربة والغذاء، ناهيك عن التاثير المباشر وغير المباشر للنفايات النووية التي باتت مشكلة معقدة في كيفية التخلص منها ، ولها مجال آخر في موضوع آخر اما لو عملنا مقارنة بسيطة لنسبة التسرب الاشعاعي من مفاعل تشرنوبيل ونفس النسبة من التسرب الاشعاعي المتوقع من مفاعل ديمونة الذي يعتبر اكبر واخطر ان من الغرض الذي صمم من اجله او من ناحية كمية المواد المنشطرة ونفاياتها.
العودة الى ديمونا! ان من اهم المعلومات التي سربها فعنونو هي تلك التي تتطرق الى إمكانيّة اسرائيل النووية، فقد ذكر بان اسرائيل ( قد انتجت بالفعل المواد النووية التي تكفي لصنع 150 سلاحاً نووياً ونووياً حرارياً) لذلك فان هذه المعلومات يضع الكيان الصهيوني في مقدمة الدول المصنعة للسلاح النووي ، علماً ان التوجه الذي تسعى اليه هو إمتلاك الاسلحة التي تساعد على إيصال هذا السلاح بصور متعددة الى جميع الدول العربية إبتداء من موريتانيا الى حدود العراق بل وحتى تشمل ذلك الدول الاسلامية الاخرى علماً انها ( اي اسرائيل) مستمرة بالعمل والانتاج لحد هذه الساعة ، ولا تخضع هذه المفاعلات لاية رقابة دولية! انّ التجارب النووية الصهيونية كانت تجرى بعلم الولايات المتحدة الامريكية من هذه التجارب التي علمت بها الولايات المتحدة مثلاً تجربتها مع نظام جنوب أفريقيا العنصري في منتصف سبعينيات القرن الماضي. وهناك معلومات وتكهنات في هذه الايام ( وليس سرّاً) على وجود امكانيات لتجربة نووية جديدة باسلوب جديد ولا يعرف مكانها الى الآن مثلما حدث لتلك التجربة التي اذاعتها اذاعة بي بي سي يوم 18 حزيران 1998 حيث تقول بان هناك معلومات باتت مؤثرة على إجراء هذه التجربة، وبنفس الاسلوب سنحصل على المعلومات من خلال الوسائط لا من خلال التنبّه الى ما اشرنا اليه أو لتراقب مراصد الدول المحيطة مراقبة جيّدة دون دخول التاثيرات السياسية على الخط ويا ليت تلك المراصد تصرّح ان تحرّك مؤشّرها!!!
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |