بحوث

نساء متميزات في القوش

 

 نبيل يونس دمان

 تناول تاريخ بلدتنا الحبيبة القوش، كتبة ومؤرخون من كل عصر، واضعين الرجل في الصدارة من النواحي الدينية، الوجاهة، الشجاعة، والثقافة، فيما اغفلوا المرأة التي تكاد تكون ظل الرجل، والتي لا يستطيع التحرك بدونها، فهي رفيقته التي تشد ازره في الصعاب، وبحسن تصرفها تجعله يقتحم محيطه، فيبرز ويتفوق ويدخل اسمه في عالم الشهرة. لقد قالوا ان المراة هي المدرسة الاولى للطفل يتعلم منها الابجدية الاولى ويرضع من صدرها نعم الحياة، فحتى لا يجنى على المراة علينا بين ردح وآخر ان نتذكرها انصافا لها وتشجيعا للمرأة العصرية التي تدخل اليوم بنجاح منقطع النظير، في ميادين العمل الجسدي والفكري، والنشاط الثقافي والاجتماعي.

 لقد ظلم الزمان المرأة منذ العصور الوثنية، فرفع دور الرجل الى القِمة، اذ نادراً ما يذكر التاريخ إمراة بارزة من بلادنا، باستثناء عشتار التي قصتها اقرب الى الاسطورة منها الى الواقع. تأملوا في الانبياء والاولياء ورؤساء الاديان ترى امامك اسماء الرجال، تاملوا الملوك والقادة والعظماء والفلاسفة فجلهم من الرجال، وفي الوقت الحاضر بدات تلك المعادلة بالتغير وان ببطأ ولكنها في نهاية المطاف ستتسارع وتستعيد المراة دورها كاملا ومساويا للرجل، ذلك من صميم متطلبات العصر، ومنطق العلم والحياة.

 آن الاوان ان ننهض بمهمة متواضعة في نفض غبار الزمن عن تلك الكتب التي تناست دور المراة ولو بشيء من الوفاء لتلك الاوجه النسوية في حياة بلدتنا الصامدة في ظروف قاهرة على تراب بيث نهرين، اقتبس منه العالم نفح الحضارة، التي احوج ما يكون عالم اليوم الى تذكرها والوقوف الى جانب المضطهدين من سليلي ذلك القوم، وما تبقى منهم في نينوى وحدياب ونوهدرا وكرخسلوخ وبغداد والبصرة.

 لنبدأ بامرأة اسمها( داي ميا)* من بيت شكوانا، فعندما داهم رجال نادر شاه الفارسي( طهماسب) بلدتها عام 1743، خطفوا وحيدها كوركيس، فبقيت كسيرة القلب، حزينة، وباكية، ثم نهضت ذات صباح، واخذت على عاتقها مهمة البحث عنه. تركت القوش باتجاه بلاد فارس، لاقت صعوبات لا يسع المجال لذكرها، حتى بلغت احدى قرى في اطراف( تبريز) هناك التقت وكيل القرية، طلبت منه اسعافها بالماء والطعام، نظر اليها جيدا، سمع صوتها، علم انها والدته، فاخفى ذلك عنها، وسألها عن قصتها بعد تناول العشاء، فحدثته عن كل شيء، ثم استفسر منها عن علامات ابنها الفارقة حتى تتمكن من التعرف عليه، فقالت : له جرح في اسفل رقبته من الخلف، فقال لها كوني هادئة ورابطة الجأش، فانا اعرف مكان ولدك وساوصلك اليه متى ما تصرفت بهدوء، وجعلها تعيش معه لفترة حتى انتهى موسم جمع غلة اميره، وفي ليلة فاصلة من حياتهما احنى راسه امام المرأة ليريها الجرح القديم في رقبته. ارادت ان ترتمي عليه لتقبله، لكنه اوقفها وذكرها بالاتفاق وبان حياتهما في خطر ان فعلت ذلك، ثم شرح لها خطته في الهروب. في اليوم الثاني اخذ والدته وعبر طرق وعرة ومنهكة في اورميا وراوندوز، وصلا الى بلدتهما التي استقبلتهما بالدموع والقبل.

 الامراة الاخرى هي كوزي اسحق، اخت البطريرك مار يوسف اودو، المتزوجة من حنا كورو رئيس، عندما توفي زوجها في الربع الاول من القرن التاسع عشر، كان ابنها يوسف( ويلقب ايسف) طفلاً، فخلف والده في رئاسة البلدة التي كانت ترزح تحت الديون ويستغل ذلك اغوات المنطقة لابتزازها، انبرت تلك المراة بارشاده، بعقلها وحسن اطلاعها لاوضاع المنطقة، فسار على هدى تلك النصائح، التي اثمرت بعد مدة في تحسن ظروف البلدة، وزيادة الاحترام لها من قبل اغوات المنطقة، واكثر من ذلك حظي ايسفي كوزل( نسبة الى امه كوزي) بمكانة مرموقة عند والي الموصل الذي كان الحاكم المطلق، وصار رئيس القوش الشاب مقربا اليه، وبعد مدة قصيرة اوكل اليه مهمة اختيار وعزل اغوات المنطقة من كل الطوائف والاديان، حتى وصل نفوذه الى مشارف العمادية.

 في الشجاعة يتصدر اسم الماص حسقيال زلفا التي كانت زوجة المناضل المعروف توما توماس، والكل يتذكر وقفتها في عام 1969 عندما دخلت مركز شرطة القوش وطلبت من المعتدين على البلدة مغادرتها، رافقتها امراة اكبر منها سنا وهي نَعمِه زوجة بيبي تولا، اهتز مركز الشرطة من كلماتها وغادرتهم مهددة، لم يطل الوقت كثيرا حتى وصل زوجها ومعه العشرات من المسلحين الذين اجبروا بالقوة، كل المعتدين على القوش ان يغادروها مخذولين. غداة وفاتها في دمشق اواخر عام 1991 كتبت رثاء لها بعنوان ( مهلاً ايها الموت.... ) اقتبس منه الاسطر التالية:

جسد ام جوزيف الطاهر

 وقلبها الجسور، يعود للركون

 ويخيم الصمت والسكون

 مهلاً ايها الموت!

انت كالح ممقوت!

كوجه الطاغوت!

فطريقها زهور وورود

ومحطتها مجد وخلود

 هناك اسماء كثيرة اخرى وقفت الى جانب الرجل في التصدي للصوص الذين كانوا يداهمون البلدة. بعد انقلاب 8 شباط عام 1963 التحقت بالحركة المسلحة، في جبل القوش كل من: سعيدة اسرائيل تومكا و سارا لازو( زوجة يوسف ككا). وفي الثمانينات من القرن الماضي وصلت مواقع الانصار( البيشمركة) المناضلتان: منى توما توماس( ام اذار) واختها ماريا، والتحقت من اوربا المناضلة كاترين الياس الصفار الى ذرى جبال كردستان، عند هذه الانسانة اتوقف قليلا في التفصيل لاعطي حقها ومكانتها التي تركته للتاريخ. زميلتي كاترين في ثانوية القوش وجامعة الموصل عُرفت بنضوجها السياسي مذ شبت على الحياة، فواصلت طريقها الشاق في الثمانينات، كنصيرة مسلحة حتى عام 1988، عند انتهاء الحرب العراقية- الايرانية، وبدء حملة الانفال سيئة الصيت. لا زالت كاترين في ذلك الحماس، تندفع في النضال لنصرة المراة العراقية، وفي الاسهام في تقريب يوم استقرار العراق ورسوخ الديمقراطية فيه. دفعت كاترين ثمنا باهضا في نضالها المتواصل، فقد تركت مدرستها في عام 1963 لصدور امر القاء القبض عليها، وعاشت فترة في القرى المحيطة مع باقي اخوتها وامها، وفي كهوف بيرموس ولد شقيقها سردار، لن اطيل الحديث كثيراً، فهي للان تنشط في الساحة بجرأة واندفاع، لا يعرف الخوف طريقا الى قلبها، ولا الوهن سبيلا الى جسدها.

 

 

 وفي البطولة ايضا لا يمكننا المرور دون ذكر الشهيدة البطلة تماضر يوسف ديشا التي قضت في سجون الفاشست في الثمانينات من القرن الماضي ولم يعثر لحد الان على رفاتها، وكذلك الشهيدة ثائرة فخري بطرس التي قتلت في بيروت عام 1982.

 في الايمان بشكل عام ترى المرأة الالقوشية ملتزمة في الدين، تخشى الخالق وتتذرع اليه لمساعدتها على الدوام من الظلم الذي تشعر به من الاعراف البالية ومن تسلط الرجل، ولحسن حظها فقد اندثرت معظمها في السنين الاخيرة، واصبح للمراة مساحة اكبر للحرية، خصوصا في الدراسة واداء الوظيفة، والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية.

 من هنا نشير الى بعض النسوة اللواتي برزن في حقل الدين، ففي النصف الاول من القرن السابق، نطالع عن الامراة التقية مكو كريش، المتزوجة من كوريال شبو، فقد شاهدت في حلم لها القديس قرداغ، وهو يطالب باقامة مزار له او سيفني الحي السكني الحديث انذاك( خيبرتا) تكرر طلبه في الايام التالية، انتشر مرض اطفال في تلك المحلة، مما حدا بالاهالي النزول عند رغبته، وبناء مزار له، الذي اصبح اليوم صرحا دينيا هاما في البلدة، وتسمى مجموعة البيوت المحيطة به( حي مار قرداغ).

 امراة اخرى هي أنّو چونا التي كانت ملتزمة بواجباتها الكنسية وتساعد الفقراء، في ايام ( السفر برلك) لجأت امراة اسمها( مرّي) الى القوش فآوتها، وعاشتا بقية عمرهما معا كشقيقتين، كنت في صغري( حوالي 6 سنوات) اراهما تجتازان بيتنا في محلة اودو الى كنيسة مار كوركيس. الامراة الاخيرة التي اود تسليط الضوء عليها هي وارينة شاتو( الشيخ اصفر) التي سلخت سنوات من عمرها في كرم الرب، كنت اراها في الستينات متأبطة كتبها الدينية، من والى الكنيسة، عرفت بقوة شخصيتها، الى درجة كان الاطفال في الازقة يهابونها، مثلا عند تلفظهم كلمات نابية، تقف امامهم بقامتها ونظرتها الصارمة، فلا ترى اثر لطفل مخطئ الا واختفى من امامها. لم ترزق وارينة شاتو باولاد، لذلك تبنت ولدا من اسرة فقيرة الحال آنذاك، فتربى ونشأ نشاة حسنة في بيتها، انه الصديق اندراوس هرمز زلفا.

 في باب الشعر والغناء، عرفت الام كجكي التي كانت متزوجة من هرمز حميكا، في مقتبل حياتها نحو الربع الاول من القرن الماضي، قتل اخوها الشاب هرمز اورو حفتو( شبلا) في الموصل، فبكته بشدة وتفجر في داخلها بركان الحزن، فانطلقت تؤدي الغناء الحزين في المآتم، فتبكي من حولها ويقال مجازا انها كانت تبكي حتى احجار الحيطان، كانت كلماتها بالسورث وبالكردية تفعل فعل النار في الهشيم، فتنشد الصبر والنسيان لمن اثقلهم مصاب جلل.

 في مجال اغاني الطرب فقد مارست تلك الهواية نسوة في حفلات زفاف اقربائهن واصدقائهن، فكانت تبعث النشوى، وتطرب المستمعين، فيزداد الحماس في اداء الرقصات الفردية والجماعية، وفي السنين الاخيرة تميزت بعض بنات القوش بالغناء من وراء المايكروفون مثل: لينا صارو، نضال تومكا، وغيرهن.

 في الشعر عرفت كتي كچو( شقيقة المطران اسطيفان والساعور بتي) والدة حنا شبلا باشعار نظمتها بالفطرة منها قولها:

كم قطيلي هيلاني

بزالي لاثري وموطاني

انا وكلي منكياني

كو اره بالي بقومي

بداث موثه مخبلانه

لآزه وملكه وشلطانه

 اضافة الى النظم ، يروى عنها في ايام الجاويش احمد الصقلي( 1914- 1919) انه سجن اثنين من الشباب العرب في سرداب بيتها، فقامت في الليل وفتحت الباب لهم لتطلق سراحهم، وطلبت منهم فقط ان يرفعوا الباب من ركائزه ويطرحوه ارضا، فشكروا لها صنيعها وفي اليوم الثاني اقبل الصقلي وهو عازم على ارسال الشابين للموت، فراى الباب مخلوعا والشباب لا اثر لهم، فعربد وصاح على الامراة، فقالت" لا علم لي بما جرى، نهضت في الصباح فرايت المنظر الذي تراه" فمضى في سبيله، عابسا، متجهما، ولافظا كلمات بذيئة.

 اما الشعر الحديث فابرزهن الشاعرة الراحلة بسمة كوريال جما( 1964- 199) وسهام يونس قيا التي سمعتها عام 1963 وكنت حينها في السادس الابتدائي تنشد للشهيد بطرس هرمز جركو:

 دم الشهيد ينادي الثأر يا ابناء بلادي

 واليوم ترد اسماعنا اشعار للاخوات: جنينة جميل حيدو، ثورة ابراهيم حيدو، منال ايليا ابونا، واديبة جلو( التي تكتب مواضيع ادبية مختلفة ايضا) وغيرهن.

 وفي الفنون برزت الامراة الالقوشية في مجال الفنون منها النقوش والتطريز وصنع الطباق والسلال واغطية الراس من سيقان الحنطة، وصبغتها بمختلف الالوان. هناك امراة تخصصت بالدمي التي تتزين بالالبسة الشعبية المختلفة، وانواع الحلي وغيرها، تلك هي الفنانة الموهوبة استر حنا زرا. بجانبها امراة اخرى هي سمرية بحو شهارا التي كانت تصنع التحفيات المختلفة من البلاستيك وكذلك في التطريز وفي صنع وترتيب غطار الراس( البوشية) الجميل والشهير والذي يعود الى ازمنة غابرة في عمق التاريخ. هناك فنانة اخرى في عالم المعجنات، وفي الرسم والديكور انها لبيبة سليمان جهورو صاحبة الذوق الرفيع. فنانة اخرى هي جميلة موسى ساكو التي ادت ادوارا بارزة في الاعمال المسرحية، مثل تمثيلية بصخوثا( الفرحة).

 جمال المراة هبة من هبات الطبيعة مظاهره، الطول، لون البشرة، العيون، الى خفة الروح، طيب المعشر، والسمعة الطيبة، هكذا كانت في زمانها سرّي رئيس الملقبة( تُرّا) ووارينة نجار( قچمي) المتزوجة من اسطيفو اودو. اما گوزي يلدكو فكانت جميلة الى درجة تغزل بها حتى الرهبان،عندما ترتقي طريق دير الربان هرمزد الملتوي مع قريناتها، كان يقف الراهب الشاعر برعيتا منشداً:

گوزي:

 دَمرَتّخ شتله دمرقوزِه

كُدْ گدَه أليلخ ربّانِه

كم گرمزي گرموزِه

( اشبهك يا گوزي بشتلة النرجس، عندما يلمحك الرهبان، ينكمشوا على بعضهم)

وفي صديقتها ناني يترنم برعيتا:

ناني:

 دَمرَتّخ شتله دريحانه

كُدْ گدَه أليلخ ربانه

طالخ كْپيشي حيرانِه

( ناني اشبهك بشتلة الريحان، عندما يلمحك الرهبان، تنتابهم الحيرة).

 كانت يد الامراة الحنون في العلاجات الشعبية تبعث الراحة في المريض، ابرز امراة في هذا المجال كانت صارا يقوندا التي كانت تجبر الكسور في النصف الاول من القرن العابر، كثير من الحالات عالجتها بنجاح فيما عجز اطباء الموصل عن ذلك، هناك مجبرة اخرى اسمها حبوبة( زوجة يوسف جولاغ) وكذلك كانت مريم واصلها من سعرت( والدة رزوقي) تداوي العيون، وحاليا تقوم جميلة برنو( زوجة يوسف قس يونان) ببعض العلاجات الشعبية المختلفة.

 كثير من بنات القوش اشتهرن وابدعن، نلن الشهادات العالية منهن حملة الدكتوراه، والماستر، والبكالوريوس، ومنهن الطبيبات والمهندسات والمدرسات وغير ذلك، وممن يحظرني اسمها الاخت جانيت حبيب شهارا التي برز اسمها على نطاق العراق في التمريض، كذلك تبوأت مؤخرا السيدة سلمى داود حيدو( ام رنا) بمنصب سكرتير رئيس الجمهورية لشؤون المراة، ومعروف انها فصلت من جامعة بغداد في الستينات لاسباب سياسية، فاكملت دراستها في اوربا الشرقية، هناك اقترنت بالشخصية العراقية المعروفة د. لبيد عباوي( ابو رنا) وكيل وزير الخارجية الحالي. الى هذا الحد نتوقف، ونحن على اعتقاد جازم باننا اغفلنا اسماء عديدة، بسبب محدودية مجال استقصائنا، والنسيان وليس الاغفال، لكننا نتذكرهم متى ما ارشدنا القارئ العزيز اليهن، عن طريق مراسلتنا او الاتصال بنا، ليكتمل الموضوع، ونقدر بان قلم كتابنا في قابل الايام سيتناولهن بجلال ومهابة.

 * داي ميا( داي من الكردية بمعنى الام) اصبحت في مغامرتها السالفة مشهورة، خصوصا بعد ان استقر احد احفادها في تلكيف فنشأت عشيرة( دايميا) في تلك البلدة العريقة في التاريخ، كحاضرة من حواضر نينوى العظمى.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org