|
بحوث (المرأة سيدة العالم) .. بحث في أفضلية المرأة على الرجل
راسم المرواني المقدمة ربما، وبعد هذا الإرث الضخم من ثقافة تغييب ومصادرة المرأة، وربما بعد هذا التسليم (الأنثوي) بسيادة الذكورة (المشهورة)، سنجد من الصعب والمستصعب أن نخوض في أمر يشبه عند البعض (مخالفة المشهور)، وربما سيكون من المرهق أن نشاكس عقول البعض المكتنزة بسيادة الذكور، والتي توارثوها من البيئة والتربية، والمحيط، وروج لها رجال الدين وعلمائه، حتى بات – من الكفر – الرد أو الاستنباط أو الاستنتاج، وكأن الراد على المفسرين كالراد على الله، بيد أننا تلمسنا من بعض العلماء – وهم ندرة - من يحاول أن يدفع بالوعي الإنساني إلى تحريك العقل، وتشجيع القدرة على الخلق . ونحن حين نرفع شعار (المرأة سيدة العالم) فنحن لا ننكر أفضلية الرجل على المرأة في بعض المواطن، ولكننا نقول بأن (المرأة أفضل من الرجل) في مواطن أكثر، ولا نقول بالمساواة بين الرجل والمرأة، فالمساواة ( تؤدي إلى حكومة الغوغاء)، ويمكن أن نستشهد بمثال مهم كنا قد طرحناه سابقاً، ومفاده ما يلي : - (دعونا نتخيل أن شركة (مايكروسوفت) أنتجت حاسبتين، بنفس المواصفات، بنفس القدرة، بنفس القابلية، بنفس الدقة، بنفس الاستيعاب، وعرضتها للبيع، فجاءت شركتان، الأولى (شركة طبية) والأخرى شركة (عسكرية)، فطلبوا من شركة مايكروسوفت أن تصمم هياكل الحاسبتين على وفق متطلبات العمل، فالحاسبة الطبية يجب أن يكون هيكلها متأنقاً وناعماً ويتحمل العمل في ظروف المؤسسات الطبية، وبالتالي تمت تغذية الحاسوب بالبرامج والتصاميم التي تنفع في عمل الطب والتشريح وغيرها، أما الشركة العسكرية فطلبت تحوير الحاسبة بشكل يلائم العمل العسكري والظروف الصعبة، مع الحفاظ على مواصفاتها التقنية، وتم تغذية الحاسوب ببرامج عسكرية وبرامج تتعلق بالخطط وغيرها). وهنا يكمن الفرق بين الحاسبتين ... ولا أراه فرقاً، بل هو مواصفات ومزايا، وهذا هو أقرب مثال على تكوين وخلق المرأة، بل أجد أن المرأة مفضلة على الرجل في مواطن كثيرة - ربما أشرحها مستقبلاً -، ولذا فأنا لا أحبذ فكرة أن تطالب المرأة بالمساواة مع الرجل، لأن هذه المطالبة تشكل دليلاً على أنها لا تعرف بأن الله قد فضلها – في مواطن كثيرة - على الرجل . ما أثار حفيظة المتشددين من أنصار الرجل علينا، وتصور بعضهم بأننا ننحاز نحو نصرة المرأة، غير منتبه إلى أن الرجل والمرأة شريكان في الحياة، وإن بان لأحدهما الفضل على الآخر . ورغم ذلك، فليس من الصعب أن نستنتج موارد تفضيل المرأة على الرجل على وفق ما سيأتي، ولكن بدءً لا بد من طرح بعض الأسئلة على المرأة نفسها، ثم ننتقل بعدها إلى عالم الاستنتاج :-
أسئلة ...لسيدة العالم سيدتي :- 1/ أيتها الكائن الذي (لولاه ....لعُبد الله حقاً حقا)، أي قدرة تمتلكين ؟؟ وأي قابلية وضعها الخالق فيك ؟ ولماذا سلمك مقاليد بناء (الطفولة) ؟ ولماذا اختار حضنك الدافئ ليكون أول مدرسة للخليقة ؟ ولماذا دفع إليك مفاتيح قلوبنا مذ كنا أطفالاً ؟ ولماذا أوصانا بك (مرة ومرة ومرة) ؟ ولماذا جعل أخطر سنين تشكيلنا نقضيها في مراتعك الخضراء ؟ كل هذا، وهو – سبحانه – يعلم أن (لولاك لعبد الله حقاً حقا) . أتراه – سبحانه – يعلم أنك أفضل مني في احتضان الحياة ؟ أم يعلم أنك أقدر مني على صنع البدايات ؟ أم تراه – جل جلاله - يعلم أنك أجدر مني في صنع طفولة ستنبثق عن رجل بعد سنين؟
2/ أيتها المرأة ..أيتها الكائن الذي أمرني ربي أن أطرق بابه خاطباً، وأتنـزّل إليه راغباً، وأسوق إليه مقتنيات عمري كي أنال رضاه، وأبذل له مالي (مهراً) كي أتنفس وجوده، وأجمع له الحطب كي لا يبرد، وألملم له الدثار والقش كي ينام، وأمرني أن أكافح من أجل راحته، وأجاهد من أجل طراوته، ووضعني تحت الشمس، وعلى السفوح، وفي الخنادق كي أبني له مملكته، وكلفني وأوصاني برعايته، وفرض علي طعامه وراحته وكسوته، وجعل من بيتي مملكة له، وارتضاه أن يتسلط على مشاعري وقوتي وضعفي ووهني، لماذا كل هذا ؟؟ أ لأنك كائن ضعيف ؟؟لا لن أصدق ..فقد شاركتني في سوح الوغى حين تهددت بيضة ديني، وحملت معي الصخر والتراب حين استنفذت الدنيا طاقتي، ورأيتك تكافحين مثل الجبل حين أعياني نزف الحياة، لا لست بالكائن الضعيف .
3/ أيتها الكائن الذي يمتلك عرش مملكتي، لماذا لم يفرض الله عليك أن تكنسي داري ؟ ولم يجبرك على طبخ طعامي ؟ ولم يوجب عليك غسل ثيابي ؟ ولماذا أعطاك الحق في أن تطالبيني بخادمة، بعد أن دفعت لك مهراً صداقاً ؟ ولماذا منحك – الخالق - حق أن تحرميني من حق أباحه هو سبحانه لي في الاقتران بغيرك حين تشترطين علي ذلك في العقد ؟ أ لأنه يحبك أكثر مني ؟؟ أم لأنه أراد لك الراحة والفراغ لتصدري للمجتمع زُغُباً يملئون الطرقات بضحكات الملائكة، وتراتيل الآيات، وترانيم الأذكار على ألسنة الأطفال المهاجرين نحو الزمن ؟
4/ أيتها الكائن الذي اختار له الله الدفء والفيء، واختار لي النكد والكد والكبد، وأمرني أن أحمل سيفي، وأنزف عرقي ودمي، وأصارع الدواهي في ميادين الموت، وكتب علي الجهاد مع والهجرة والرحيل ومقارعة السيوف والرماح، واستساغ لي أن أكشف صدري بوجه البنادق، كل هذا الجهاد،وكل هذا العناء، وكل هذي الجراح، وتأتين أنت، ليكون (حُسن تبعلك) مساوقاً ومنافساً لمعاناتي وتعبي، وهل (حسن تبعلك) غير أن تصوني عفتك، وتربين صغاري، وتحيين بالبسمة داري ؟ فعفتك إذاً تعدل دمي وجسدي ودواهي ما أراه في جهادي، وتربية صغاري تعدل عند الله حياتي وبقائي، وبسمتك وغضاضتك وبشرك يعدل عند الله جراحي وألمي ... كم تعجبني هذه المعادلة ؟ وكم تثير في نفسي الرغبة أن أعرف لماذا يحبك الله هكذا ؟
5/ أيتها الكائن الذي يمتلك القدرة على يبنيني ويهدمني هل تقرأين معي ؟؟؟ ((إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت، وإذا الجبال سيرت، وإذا العشار عطلت، وإذا الوحوش حشرت، وإذا البحار سجرت، وإذا النفوس زوجت، وإذا الموءودة سئلت، بأي ذنب قتلت)) ...... واهٍ لسؤال الله، واهٍ لهذا الموقف، حين يبدأ الله – سبحانه – بالسؤال عن مخلوقته الحبيبة (لماذا وأدوها ؟)،.....هل أفهم من هذا أن الله سيكور الشمس، ويكدر النجوم، ويسير الجبال، ويعطل العشار، ويحشر الوحوش، ويسجر البحار، فيبدأ بالسؤال عنك ؟ ..... ولماذا أنت أولاً ؟؟ ألم يقتل الناس الأنبياء ؟ ألم يجعجعوا بالفقراء ؟ ألم يقطعوا أوصال الشهداء ؟ ألم يمتص الأغنياء دم الفقراء ؟ ألم يكن هناك في الأرض غدر وسفك دماء وخطايا ؟ ألم يقتل الناس (أولادهم) خشية إملاق ؟ ألم يكونوا أولاداً ؟ فلماذا هو – سبحانه – غاضب لأجلك ؟؟ أتراه يحبك أكثر من كل الموجودات ؟
الاستنتاج الأول أفضلية المرأة على الرجل من باب الوظيفة والتكليف (إن التربية الغالبة للأطفال إنما هي بيد النساء، وخارج عن طوق الرجال عمليا واجتماعيا وليس تشريعيا ولا نظريا وهذا وان كان صعبا نسبيا إلا أن معناه أن الله تعالى (حباها تكوينا) بتحمل مسؤولية التربية الأساسية للإنسان ومن ثم للبشرية وكانت هي الجانب الأهم فيها ومن المعلوم إن التربية الأساسية إنما يكون في الصغر وما يتعلمه الفرد في صغره لا يستطيع أن يتخلى عنه في كبره ولذا نلاحظ انه لو كان الأب والأم مختلفين في اللغة أو في اللهجة أو في أسلوب الكلام، كان الاتجاه الغالب في الذرية أو قل في الولد أو قل في البنت كان الاتجاه الغالب فيهم هو أسلوب الأم لكثرة المخالطة والمعاشرة بينهما بنسبة أعلى جدا من الرجل الأب) . السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر
يقول الله سبحانه وتعالى مخاطباً زوجات النبي خصوصاً، والنساء عموماً قائلاً :- (وقرن في بيوتكن)، وهنا يحق لنا أن نسأل، رغم أننا نعرف الإجابة مسبقاً، ولكن لا بأس بالسؤال للتأكيد، فقد سأل (الله) موسى عن عصاه قائلاً :- (وما تلك بيمينك يا موسى) رغم انه – سبحانه هو من خلقها وأهداها له . نسأل ..... هل (قرار) المرأة في بيتها، وبأمر من الله، عبثٌ من الله ؟ أم بحكمة ؟ وهنا سيقول :- هو بحكمة، وهنا يتبادر إلينا السؤال التالي،فنسأله، هل يمكن أن نفهم الحكمة من ذلك ؟ أم إنها ليست من واضحات علل الشرائع ؟ فإن قال : لا يحق لنا البحث عن الحكمة، قلنا له : من يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا، وإن قال بأن الحكمة من (قرار) المرأة في البيت هو خدمة الرجل، رددنا عليه قوله، وأشكلنا عليه جوابه، لأن الله فرق بين المرأة والخادمة، ولم يوجب تكاليف الطبخ والتنظيف والخدمة على المرأة إلا تطوعاً، ومن تطوع خيراً فهو خير له، والمتطوع فاضل، فالمرأة التي تؤدي خدمات المنزل، فهي متطوعة، وللمتطوع حق مضاف، وقد منحها الشارع المقدس حق المطالبة بخادمة . وإن قيل أن الغاية من (قرارها) في البيت هو للتزين والتزوق للزوج، قلنا له إن هذا هو العبث بعينه، فهل يعقل أن الله يخلق كائناً كي يتزوق للرجل، ويجعل من وجوده مستودعاً لتفريغ الشهوة ؟ وهل معناها أن الرجل محض شهوة ؟ وهل هو خاضع للغريزة فقط ؟ وهل علاقته بالمرأة تتعلق بالشهوة فقط ؟ فعن أي حيوان يتحدث المجيب ؟ وعن أي حيوانة يتحدث ؟ . فإن قال أن الغاية هي تربية العيال، قلنا له : ولماذا يختار الله المرأة لتربية العيال ؟ ولماذا لم يختر الرجل؟، فإن قال بأن وظيفة الرجل هي جلب القوت، قلنا له بأن غاية التربية أسمى، والقوت مكفول بالرزق، فإن قال بأن الجوع يؤدي للكفر، قلنا له بأن (الحسنين) كانا يتلمظان من الجوع، وأمهما (الزهراء) كانت تغلي القدر الفارغ على النار، وما كفرا، فإن قال، إنهما معصومان، قلنا له، جدهما خير منهما، وهو للمؤمنين أسوة حسنة، فإن قال (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، قلنا له بأن الله يقول (ولنبلونكم بشئ من الجوع ونقص في الأنفس والثمرات، وبشر الصابرين)، فإن قال، ليس الكل يصبر، قلنا له، وليس الكل يجزع. وإن قال بأن وظيفة الرجل هي حماية الأسرة من الخارج، قلنا له بأن هذه الوظيفة يمكن أن يؤديها عبد مشترى، أو كلب حراسة، أو جندي مأجور، فإن قال بأن الرجل أحرص على عائلته وحمايتها، قلنا له، بأنه دور يمكن أن يؤديه العم أو الخال أو القريب أو المرتزق . وإن قال بأن وجود الرجل خارج البيت يتعلق بوظيفة دفع المفاسد عن العائلة، قلنا له إن المفسدة الأخطر تأتي من الداخل، من التربية، من الحضانة، و (إصلاح ذات البين) أهم وأسمى وهو خير من عامة الصلاة والصوم، فضلاً عن العمل والتكسب، فإن قال بأن وظيفة الرجل هي توفير مستلزمات الأسرة، قلنا له إنك حططت من قدر الرجل، وألقيت عليه المسؤولية الأدنى، ويمكن لعبد أو خادم أن يقوم بهذا الدور بأجرته، فإن قال بأن وظيفة الرجل هي توفير المال وكسبه، قلنا له لقد جعلت الرجل أداة للاستثمار والكسب، ولم تفرق بينه وبين الآلة . فإن قال بأن الرجل شريك المرأة في تربية الطفل، قلنا له هذا خلاف وصية رسول الله، لأنه يقول، (دعه يلعب سبعاً، وأدبه سبعاً، وصاحبه سبعاً)، وسنين اللعب السبع، هي في حضانة المرأة (الأم)، وهي أخطر سنين التجارب والنمو عند الطفل، وهي بداية تكوين الإنسان، كما قال الحكماء وعلماء التربية والاجتماع المعاصرون، فإن قال بأن للرجل فيها حصة الشريك، قلنا له بل للرجل فيها حصة العامل الخادم العبد، فإن قال بأن السنين الأولى ليست مهمة في تنشئة الطفل، قلنا له إن هذا خلاف ما قاله رسول الله حين قال : (كل مولود يولد على فطرة الإسلام، يبقى على أمه وأبيه، يهودانه أو يمجسانه، أو ينصرانه)، فإن قال بأن الحديث يذكر الرجل والمرأة (الأب والأم)، قلنا له بأن الله قال (الأقربون أولى بالمعروف)، ولكنه اختص الأقرب فالأقرب، ومع ذلك، فقد جعل الصدقة على طالب العلم (الغريب عن العائلة)، أفضل من الصدقة على الأبوين . فإن قال بأن هذا لا يحجب دور الأب، رددنا عليه بمنع رسول الله للأب أن يتدخل بشأن تربية الطفل في السنين السبع الأولى، حين قال (دعه يلعب سبعاً). ولم يقل (دعيه يلعب سبعاً)، والرسول يعرف أن هناك أمهات بالبيوت، ولا يخفى عليه ذلك، ولم يخاطبهن بالمنع، فإن قال، هو خاطب الرجال كي يوصلوا الفكرة والمنع للنساء، قلنا له أخطأت، فالرسول كثيراً ما كان يخاطب النساء بشكل منفرد . فإن قال، إن للأب سلطة في البيت، قلنا له إن سلطة الأب وقتية، لا تتعدى فترة مجيئة منهكاً من العمل، ورغبته في الراحة، وهو إن ينشط في البيت فشتان بين النشاطين والناشطين، مع ما للأم من متسع في بناء الطفل والتأثير به . فإن قال، ربما تسئ الأم تربية الطفل، قلنا له إن الخلل في الشواذ وليس في القاعدة، فإن قال، ما المقصود من كل ذلك ؟ قلنا له : إن الله استودع المرأة مسؤولية تربية الطفل وتنشئته، وألقى على عاتقها مسؤولية صناعة الأجيال، وحجب هذه الوظيفة عن الرجل، لعلمه سبحانه أن الرجل لا يجيد هذا الدور، ليس لأن الرجل فاشل، بل لأن هناك من هو أقدر و(أفضل) منه على لعب هذا الدور، ربما بسبب التكوين العاطفي أو زيادة الحنان أو التركيب البيولوجي والنفسي لدى المرأة . فإن قال، أين التفضيل؟، قلنا له :في انتداب الله المرأة لهذا الدور، فإن قال بأن للرجل وظيفة مساوقة لوظيفة المرأة، قلنا له بأن الفرق واضح بين الوظيفتين، وثمة فارق مخبوء بين التكليفين، ففي الوقت الذي أوكل للمرأة مسؤولية بناء الطفل والأسرة، أوكل للرجل العمل خارج البيت، بنتيجة تفوق المرأة على الرجل في إدارة البيت والتربية، نجد للمرأة القدرة على مشاركة الرجل مهام العمل والتجارة خارج البيت أيضاً . الاستنتاج الثاني أفضلية المرأة على الرجل من حيث القدرة على تبادل الأدوار فإن قال بأننا (نغالي) بتفضيل المرأة على الرجل، نقلنا له رأينا كما هو وارد في كتاباتنا، ونقلنا له (نص) ما كتبناه :- ((دعونا نتخيل أن شركة (مايكروسوفت) أنتجت حاسبتين، بنفس المواصفات، بنفس القدرة، بنفس القابلية، بنفس الدقة، بنفس الاستيعاب، وعرضتها للبيع، فجاءت شركتان، الأولى (شركة طبية) والأخرى شركة (عسكرية)، فطلبوا من شركة مايكروسوفت أن تصمم هياكل الحاسبتين على وفق متطلبات العمل، فالحاسبة الطبية يجب أن يكون هيكلها متأنقاً وناعماً ويتحمل العمل في ظروف المؤسسات الطبية، وبالتالي تمت تغذية الحاسوب بالبرامج والتصاميم التي تنفع في عمل الطب والتشريح وغيرها، أما الشركة العسكرية فطلبت تحوير الحاسبة بشكل يلائم العمل العسكري والظروف الصعبة، مع الحفاظ على مواصفاتها التقنية، وتم تغذية الحاسوب ببرامج عسكرية وبرامج تتعلق بالخطط وغيرها . وهنا يكمن الفرق بين الحاسبتين ... ولا أراه فرقاً، بل هو مواصفات ومزايا، وهذا هو أقرب مثال على تكوين وخلق المرأة، بل أجد أن المرأة مفضلة على الرجل في مواطن كثيرة)) وهذا رأينا طرحناه منذ البداية، وما زلنا ملتزمون به، حتى يأتينا دليل مقنع يمكن أن يغير من قناعاتنا . فإن قال بأن من غير المنطقي أن تضرب مثلاً عن كائنين حيين، بحاسبتين جامدتين غير عاقلتين، قلنا، ليس، من المعيب أن تضرب الأمثلة، والأمثلة تضرب ولا تقاس، وكذلك فقد ضرب الله الأمثال للناس لعلهم يعقلون، فإن قال بأن مثل الحاسبتين، لا يعطي انطباعاً بأفضلية المرأة على الرجل، لأن الحاسبتين متساويتين من ناحية، القدرة والاستيعاب، قلنا له أعطنا الفرصة كي نسترسل، ففي الاستنتاج (الثالث) المقبل ما يشير إلى أفضلية المرأة على الرجل من حيث التصميم والخلقة والنتاج . والآن يمكن أن نتحدث عن الوظائف، فإن قال إن الوظائف لا تفضيل بها، قلنا له، بل تتفاضل الوظائف وتتفاوت، وثمة وظائف سامية وأخرى متدنية، كوظيفة الشرطي ووظيفة اللص، وكذلك حتى الوظائف السامية تتفاوت وتتفاضل فيما بينها، فوظيفة الشرطي ليست كوظيفة الوزير، وتتفاوت الوظائف المتدنية فيما بينها، فوظيفة اللص ليست كوظيفة القاتل المأجور، فإن قال بأن هذه الوظائف تحصيلية ولا علاقة للمنح والتفضيل الإلهي بها، قلنا، حتى الوظائف التحصيلية فلله فيها تفضيل من ناحية التوفيق ومنح القدرة، هذا ينطبق حتى على الوظائف التي تسمى بـ (التكاليف)، فتكليف النبي و (وظيفته) أسمى وأعلى من وظيفة وتكليف (ملاك موكل)، بل تصح المفاضلة حتى بين وظائف الأنبياء ووظائف الرسل، وتصح المفاضلة (من حيث الوظيفة) حتى بين الرسل أنفسهم، وقد أثبتنا في الاستنتاج الأول (أفضلية) وظيفة المرأة على وظيفة الرجل، من حيث كونها مسؤولة عن بناء المجتمع بالكامل، وتهيئة مستقبلة من خلال بناء الطفل . فإن قال بأن عمل الرجل يكمل عمل المرأة، قلنا له، وإن كان عمل الرجل مكملاً لعمل المرأة، ولكن تبقى، للتسلسل الوظيفي أهميته وتفاضله، كما يكمل (حامل) الطابوق عمل (المهندس) في البناء، ويبقى التفاضل قائماً بين وظيفة حمل الطابوق وهندسة البناء . فإن قال بأن (لا تفضيل) بين وظيفة الرجل ووظيفة المرأة، لأن كلاهما عاملان بتكليفهما، قلنا له إن التفضيل آت من الله، فإن قال بأن الله لا يفضل بين عباده، فكلهم عنده سواسية، قلنا له أنت مخطئ وخاطئ، وإن لم يكن هناك تفضيل، فزعم من يقولون بفضل الرجل على المرأة مدفوع، ومن ناحية أخرى، فإن الله فضل بعض عباده على بعض، وفضل بعض أنبياءه على بعض، فإن قال بأن (التفضيل) مناف للعدل، قلنا له، بل التفضيل وجه من وجوه العدالة، لأنه يمثل الاستحقاق . فإن قال بأن المفاضلة تأتي على وفق العمل بالتكاليف، فإن سقط التكليف، فلا مجال للمفاضلة، قلنا، التكليف يأتي على وفق القدرة، والوظيفة تأتي على قدر القابلية، فالوظيفة والتكليف الأفضل هو على وفق القدرة والقابلية الأفضل، والقدرة والقابلية متأتية من الله، وهو مانحها و (المتفضل) بها، فإذاً، سمت القدرات، سمت الوظائف، وازداد التكليف، ولذا، فالتكليف مرفوع عن المجنون مثلاً، وعليه، فالأفضلية في القدرة، تعني الأفضلية في التكليف والوظيفة . فإن قال بأن العدل الإلهي ينفي هذا التفضيل، قلنا له، لقد فضل الله عباده بعضاً على بعض بالرزق، بموجب الحكمة والاستحقاق، فقد ورد في الحديث القدسي :- (وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر)، فإن قال بأن الفقر حين يكون إصلاحاً، يصبح تفضيلاً، قلنا له شتان بين (الممنوع) إصلاحاً واستحقاقاً، والموهوب تفضيلاً . فإن قال بأن الرجل لو كان يمتلك مواصفات المرأة لقام بعملها، قلنا له، إذا حمل الرجل صفات المرأة، إذا يصبح امرأة، وسيتنافس على (سيادة البيت) اثنان ....ولفسدتا . فإن قال بأن سيادة البيت للرجل، قلنا له بأن الله (كما قلنا في استنتاجنا الأول) قد دفع مسؤولية بناء الأسرة المرأة، وهل البيت غير الأسرة ؟ فإن قال بأن العرف والدارج يطلق على الرجل تسمية (رب البيت)، قلنا له بأننا حتى لو سلمنا بهذه المقولة، فإن الربوبية هنا تطلق مجازاً، وهي لا تعني الربوبية المطلقة، بل قد تعني المالكية أو السلطة، كما قال يوسف الصديق لصاحبه في السجن (إذكرني عند ربك)، رغم أن يوسف يعرف بأن الله هو (الرب) بالمعنى المطلق . فإن قال بأن المالك أفضل من المملوك، قلنا له لا دليل على ذلك، فقد كان بلال أفضل من أمية بن خلف ومن جهة أخرى فالرجل يملك البيت والأثاث ولا يملك المرأة، وحتى عائدية ملكية البيت والأثاث، ففيه أقوال وآراء للفقهاء، وحتى لو سلمنا بأن الرجل هو مالك البيت والأثاث، ولكن الله دفع سلطة الإدارة للمرأة ( راجع استنتاجنا الأول)، فإن قال بأن المالك أفضل من (المدير)، قلنا بأن (المالكية) لا تعني النماء، بل تستمد النماء من الإدارة . فإن قال بأن دور المرأة محصور في البيت، فهي وإن تكن (سيدة البيت)، ولكنها وليست (سيدة العالم)، ولأن الرجل أقرب للمجتمع، فهو سيد العالم، قلنا له، ما دامت المرأة سيدة البيت فهي سيدة العالم، انتقالاً من الصغرى للكبرى، لأن البيت هو صانع العالم، ومن تخرج للعالم فهو صنيع البيت، ولذا، نجد سر الوصية في الأمهات، فقد أوصانا الله بأمهاتنا (ثلاثاُ) ثم عطف بواحدة رابعة على (الأب)، (أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك)، لأن الإنسان يعيش مع أمه رضيعاً، لا يعرف مقدار ما أنفقته عليه من ودها وحنانها وراحتها، وتكون ذاكرته غير مهيئة لتذكر هذه التضحيات، وربما بعد أن يبدأ بالتذكر ونضج الذاكرة والوعي، لا يتذكر منها غير القليل، بيد أن عقله الباطن – دون وعي - قد اكتنز بالتربية والمؤثرات، منذ أيام الرضاعة الأولى . فإن قال : وكيف للأم أن تفرض تأثيرها على طفل لم تنضج ذاكرته الخارجية، وهو ما زال في طور الرضاعة ؟ قلنا له : يمكنها أن ثؤثر فيه، وبطبائعه حتى في بدايات سلوكه الأولى، فيمكن أن تعوده على النوم بحضنها أو في مهده، وتنظم له عملية تغذيته، وهي بدايات السلوك . فإن قال بأن عهدة تربية الطفل للأم وإن كانت مزية وتفضيل، وهي مزية واحدة فقط، قلنا له، وهناك ما هو أخطر، ففي قدرة المرأة على أخذ دور الرجل (تفضيل) أوضح، فإن تفضل علينا، وسألنا ....ما المقصود بذلك ؟، قلنا له بأن للمرأة القدرة على لعب دور الأب، بل يمكنها أن تلعب دور الأب والأم في نفس الوقت، العمل، الجهاد، الكفاح، القتال، البيع، الشراء، المضاربة، المتاجرة، بل يمكنها أن تلعب أغلب أدوار الرجل من بيتها، ودون الحاجة لمغادر مملكتها، بينما يتعذر على الرجل أن يمارس دور المرأة في مواطن عدة . فإن قال فأين المفاضلة ؟ قلنا له، في قدرة المرأة على أن تمارس (كل) أدوار الرجل، وعجز الرجل عن أن يمارس (كل) أدوار المرأة، فإن سألنا عن دور واحد من أدوار المرأة لا يمكن للرجل أن يلعبه، ذكرناه بالرضاعة، وذكرناه بنعمة (نهدي) المرأة، هذان النهدان المغذيان، اللذان يمثلان عند الطفل بداية الحنان، ووسيلة من وسائل تطوره، وإشباع واكتفاء تكامله النفسي، وإن رأى البعض أن النهدين محل سخرية . الاستنتاج الثالث أفضلية المرأة على الرجل من حيث التصميم والخلق (إن نسبة الجمال وهو قلما يلتفت إليه وهو إن نسبة الجمال في الخلقة الإلهية في النساء أعلى جدا منه في الرجال، ونسبة القبح بالخلقة أيضا في الرجال أعلى جدا منه في النساء يكفي أن نلتفت وهذا أنا ملتفت إليه منذ زمان إلى أن نسبة الصلع في الرجال كثيرة في حين لا توجد امرأة صلعا تقريبا أو تحقيقا، فلم نسمع عن واحدة أصلا، وهذا من الكرامات العالية والنعم الضافية على نوع المرأة) السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (وستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة هي، الناجية) فإن قيل كيف نعرف هذه الناجية من بين الفرق ؟ . قلنا، عليك بحذف المتشابه، فإن قال ....وكيف ؟ قلنا له أبدر إلى جمع الفرق كلها، واجمع الصفات المتشابهة والمشتركة بينها، ثم أسقط كل ما تشابهت يه الفرق، وانظر أي فرقة لها من الصفات ما لم تجده لدى بقية الفرق، فهي الناجية . فإن قال، وما علاقة الموضوع بالمفاضلة بين الرجل والمرأة ؟ قلنا له، لا تعجل، فإن مع العجلة الزلة، بنفس الطريقة يمكنك أن تعرف الأفضل بين الرجل والمرأة، فإن قال، من أي ناحية ؟، قلنا له سنتناول اليوم (ناحية الخلق)، المتمثل بالجسم والأعضاء والوظائف والمنتج، فإن قال بأن المرأة ليست (خلقاً) جسداً فقط فهي كائن (يسكن) إليه الرجل، لأن الله سبحانه يقول (لتسكنوا إليها)، قلنا له، نحن نتحدث عن الخلق هنا أولاً، وسنتناول المزيد مستقبلاً إن بقيت الحياة، وثانياً، فإن السكن في الآية يشمل الرجل والمرأة، فإن قال إن الله استخدم ضمير المؤنث مضافاً إلى حرف الجر (إليها)، ما يعني أنه يقصد بالسكن المرأة، قلنا له هذا مدعاة أن نفهم أن المرأة أفضل، لأنها شاركت الرجل بالخلق (من نفسه)، وامتلكت عليه صفة أن لا (سكن) له بغيرها، وهي أقدم منه، لأن الضرورة أقدم . فإن قال بأن الشارع المقدس لا يقر بأفضلية خلق المرأة على الرجل، طالبناه بالدليل، وعدنا معه للمربع الأول، فإن قال بأن كتب الفقه والعقائد لم تذكر هذا التفضيل، قلنا له : إن فرض الحجاب الشرعي على المرأة، يمكن أن يكون دليلاً على التفضيل، وحسب رأينا، فالحجاب مسألة (تشريفية) قبل كونها (تكليفية) . فإن قال إنهما يمتلكان صفات مشتركة، قلنا له، تعال لنسقط المشتركات، فإن قال هما متشابهان، قلنا له ولكنهما غير متطابقين، بل يختلف أحدهما عن الآخر، فإن قال كيف .؟، قلنا إن في جسم المرأة (كل) ما في جسم الرجل، ولكن ليس (كل) ما في جسم المرأة موجود في جسم الرجل، وقلنا له إن للمرأة – مثلاً – نهدين، بينما هما ضامران لدى الرجل ضمورا خلقياً، مع ضرورة وجودهما بمقتضى الحكمة الإلهية . فإن قال إن للرجل عضلات بينما ليس للمرأة عضلات، قلنا له، إن علم التشريح يثبت أن كل عضلات جسم الرجل، موجودة في جسم المرأة ولكن أغلبها ضامر وصغير، فإن قال إن ضمور عضلات المرأة تساوي ضمور الصدر عند الرجل، قلنا له لا مجال للمقارنة، فضمور الأثداء عند الرجل ضمور خلقي بينما ضمور العضلات عند المرأة ضمور ناتج عن قلة الاستخدام، ويمكن لها تنميتها بالرياضة والتدريب . فإن قال إن للرجل القدرة على امتلاك نهدين بارزين كالمرأة، قلنا له، لا يتم ذلك إلا باثنتين، فإما أن يكون بديناً، وهي حالة من حالات التشوه، وأما أن يستخدم (هورمونات) أنثوية، وهي استعانة بما لدى المرأة للوصول لإحدى صفاتها الخلقية، وحتى لو حصل على نهدين بارزين بهاتين الطريقتين، فلن يستطيع منحهما (غدد الحليب) لتكتمل وظيفتهما . فإن قال إن صفة القوة غالبة على الرجل، وصفة الضعف غالبة على المرأة، قلنا له، هذا ليس بالمطلق عند الرجال، ولا بالمطلق عند النساء، كما يمكن للمرأة والرجل اكتساب القوة بالتدريب والترويض، وللتطبع أثر على الطبع . فإن قال بأن ما تم ذكره من ليس بالكثير المعتد به، قلنا له :- وللمرأة مبيضان، وهما ليسا لدى الرجل، وللمرأة رحم، وهو ليس عند الرجل، وللرجل والمرأة حوضان، ولكنه في المرأة أكثر اتساعاً لتسهل عملية الولادة، وعند المرأة غدد (صماء) ليست عند الرجل، ولديها غدد الحليب، وهي ليست موجودة عند الرجل، وفي جسم المرأة (هورمونات) لا يتم إنتاجها في جسم الرجل، كالأستروجين والبروجستيرون، حتى أن منطقتي (بروكا) و (فيرنك) في مخ الإنسان والمسئولتان عن اللغة، هما أكبر عند المرأة من الرجل، وعدد خلاياهما أكثر، بل إن الفص الجداري الأيمن في دماغ الإنسان، والمسؤول عن العمليات الحسابية، نراه عند المرأة أكبر، وقد وجد أن (آينشتاين) يتميز بكبر هذا الفص من الدماغ، وكذلك العباقرة والموهوبون، كما إن قدرة نخاع العظم الأحمر المسؤول عن إنتاج الدم، هو أنشط عند المرأة منه عند الرجل، وللمرأة (معطف) من الدهون على شكل طبقة تحت الجلد، تحميها من التقلبات الحرارية والبرد، وهي غير موجودة عند الرجل كما إن قوة المناعة، وحاسة السمع، والقلب، كلها أقوى عند المرأة منها عند الرجل (يعني أفضل)، وربما يوجد في جسم الرجل من الأعضاء المميزة، ولكن نظيراتها موجودة في جسم المرأة، ولكنها تؤدي وظائف أخرى، فإن قال، ما الدليل العلمي على ما تقول ؟، قلنا له، أنت مأمور بالبحث، فلا تبخل على نفسك به ونحن نغنيك عن البحث بالخلاصة . فإن قال إن الله يقول :(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، قلنا له ...أحسنت، وهذه كلها هبات فضّل اللهُ بها المرأة على الرجل، فلماذا لا نعترف بها ؟ فإن قال إن الآية تدل على تساوي خلقة الرجل والمرأة، قلنا له .... أخطأت، فإن رد على تخطئتنا له بكلمة ...كيف ؟ قلنا له، ليس في الآية ما يدل على التساوي، بل نستنتج من الآية أفضلية خلقة المرأة على الرجل لأنها تدل على (التقويم الحسن)، ونحن نشكل على من يسمي (الدودية) بالزائدة الدودية، فليس هناك زائد في جسم الإنسان، بل كل عضو له قيمته وتقويمه ووظيفته، ولذا ....فزيادة الأعضاء والنواتج في جسم المرأة عن جسم الرجل، يقتضي منا أن نقول بأن خلق المرأة (أفضل) من خلق الرجل، لوجود المفاضلة في الأعضاء المضافة، وهو معناه تطور خلقة المرأة على خلقة الرجل . فإن قال ..إن للكبش قرون، فهل هو أفضل من الإنسان ؟ قلنا له إن المفاضلة الحالية بين إنسان وإنسان، وليس بين إنسان وحيوان، فضلاً عن أفضلية (الإنسان) على كل المخلوقات، بل لا يمكن المفاضلة بين الحيوانات – نفسها - بشكل شمولي داخل المملكة ككل، إذ لا يجوز أن نفاضل بين الضفدع والذئب من ناحية الخلقة، بل يصح التفاضل بين السلالة الواحدة داخل المملكة الواحدة، أي، يصح التفاضل في التناظر، فإن قال، ما معنى التناظر ؟ نقلنا له قول أمير المؤمنين حين يقول : (الناس صنفان، إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق)، فإن قال إن زيادة الأعضاء لا تعني التفاضل، قلنا له، قد رددنا إشكالك في موضوع الكبش ورغم ذلك سنزيدك، التفاضل يأتي من نواحٍ عدة ..أهمها .: أولاً / القيمة الجمالية، فالإضافات الحاصلة عند المرأة أدت إلى قيم جمالية أخرى، حتى أن الله سبحانه جعل المرأة مكملة للجنة (بالحور العين)، ولم يجعلها في الجنة (لتفريغ الشهوة) فحسب، بدليل إن الله سبحانه يصفها وهي في الجنة بـ (عُرُباً أتراباً)، ولم يمنحها للرجل سفاحاً، بل تزويجاً، والزواج لا يقصد منه تفريغ الشهوة فحسب، سواء بالدنيا (الدنيـّة) أو في الجنة النقيـّة . وثانياً / القيمة الوظيفية، فزيادة الأعضاء تؤدي إلى زيادة الوظائف، على اعتبار أن ليس في خلق الله من عبث أبداً، وزيادة الوظائف تفضيل . فإن قال إن زيادة الأعضاء تؤدي إلى زيادة الإصابة بالأمراض، كسرطان الثدي..وسرطان الرحم عند المرأة، قلنا له إن الأمراض عوارض، والعارض (حدث)، والحدث لا يخل بالسياق كما يقول العقلاء، وما يصيب الرجل في الحروب والجهاد أكثر من وفيات النساء بالأمراض، والتفاوت النسبي الحالي بين الرجال والنساء في العالم كفيل برد الإشكال . الاستنتاج الرابع
في قيمومة الرجال على النساء
بسم الله الرحمن الرحيم ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)) صدق الله العلي العظيم
(والظاهر إن جملة من الأحكام إنما وضعت لمنع الاختلاط المتزايد بين الجنسين، وفرض الحد والحشمة والجدية في العلاقة بينهما، ولا اقل أن العلاقة إن وجدت فليست بإمضاء ورضاء الله سبحانه وتعالى بما في ذلك منع المرأة من إمامة الجماعة للرجال، والشهادة بالهلال في أول كل شهر فان أمثال هذه الأمور فيها اهتمام وازدحام وإزعاجات كفى الله تعالى المرأة عن تحمل مسؤولياتها ومضاعفاتها) السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ونحن حين نقول (صدق الله العلي العظيم) فمعناه، إننا نقر بكتاب الله، ونصدقه، فهو الكتاب الذي لا يأتيه، الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو الأول قبل كل المصادر في التشريع، ولكن ... يحق لنا أن (نحاور)، كتاب الله، ونسأله، ونناقشه، ونضع الأطاريح والإشكالات، لكي نصل إلى أعلى درجات الفهم فيه، فهو دستورنا .
فإن قال قائل، أنه ليس بوسعنا مناقشة القرآن، قلنا له كلامك غير صحيح، فالقرآن هو كلام الله سبحانه، والله – جل جلاله - قبل حوار (الملائكة) قبل أن يخلق آدم، فأخبرهم، واستفسروا منه، ورد عليهم، وحاورهم، وما استنكر منهم أو عليهم ذلك، بل لم يلمهم على ذلك وما غضب منهم أو عليهم، فاقرأ بدايات سورة البقرة، وحوار الله مع الملائكة في خلق آدم، وحتى حين أخطأ الملائكة في أطروحاتهم، فإن الله لم يقل له (أنتم تغالطون) ولم يشتمهم، ولم يتهم (أخلاقهم) بالسوء، ولم (يسخر) منهم، ولم يفرح سبحانه بأنه استطاع أن (يهدم هيبتهم) أمام هيبته اللامتناهية . فإن قال قائل أن ليس من حقنا مناقشة القرآن، قلنا له ..ما أنصفت القرآن، فالعزيز القدير يدفعنا – بقوة – لمناقشة القرآن، بل ويعاتبنا لأننا لا نناقش لقرآن حين قال :- (أفلا يتدبرون القرآن)، والتدبر يقتضي التفكير، والتفكير يقتضي التشكيك ووضع الأطاريح، ووضع الأطاريح معناه النقاش، ووضع الإشكالات، والرد عليها، للوصول إلى حقيقة الآيات، ومضانها، بل والشك في محتواها، فـ (الشك، هو الطريق إلى اليقين) . فإن قال، إن في ما جاء عن أهل البيت (ع) وصحابة رسول الله من تفسير يقطع أمامنا طريق التفسير، ويمنعنا من الخوض فيه، قلنا له، إن في الروايات ورجالها و (علم الدراية)، ما يفتح أمامنا آفاقاً للبحث والتمحيص والتجريح والخدش، ولكل مفسر رواته وثقاته ومعتبراته، بل حتى المفسرين، يضعون أطاريح قابلة للرد والنقض . فإن قال بأن أهل البيت أولى بتفسير القرآن، قلنا بأننا نقر قبله ... بأن (أهل البيت) هم تراجمة القرآن، وهم أحد الثقلين، فإن قال، بأن إقرارنا بأن أهل البيت هم تراجمة القرآن، يفرض علينا عدم تفسير القرآن، قلنا له، فلماذا قام علماء الشيعة بوضع التفاسير ؟ ولماذا جعلوا للتفسير بحوثاً (فلسفية) وعقائدية) و (علمية) ؟ ولماذا ملأوا كتب تفاسيرهم بأطاريح واحتمالات، ولماذا نقرأ في تفاسيرهم دائماً عبارة (والله أعلم) ؟، ولماذا لم يكتفوا بما ورد من البحوث (الروائية) بالتفسير ؟ . فإن قال بأن العلماء هم ورثة الأنبياء، ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم، قلنا له، فما هي الضابطة التي تسمح للعالم الفلاني أن يفسر القرآن ويناقشه، ولا تسمح لغيره بذلك ؟ فإن قال بأن الضابطة هي العلم والدراية والخبرة واللغة، قلنا له فمن يقرر العلمية والدراية والقدرة ؟ فإن قال بأن العلم هو الميزان في أحقية التفسير، قلنا له، بأن العلم ليس علامة على جبين العلماء، وكما قال رسول الله (ص)، (رب حامل فقه، غير حامل فقه، ورب حامل فقه، إلى من هو أفقه منه) . فإن قال بأن تفسير القرآن حصرٌ على العلماء، قلنا له، ما أنصفت إمامك المهدي، (عجل الله ظهوره المبارك) فنحن نعرف، وكما ورد في الأثر، بأن القائم ابن الحسن، سيأتي بدين جديد، وبقرآن جديد، وهل هناك من قرآن جديد غير هذا الذي نقرأ؟ ألم يقل الله :- (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ؟ فأي قرآن جديد سيأتي به الحجة ابن الحسن روحي له الفدا ؟ فإن قال بأنه قرآن يختلف، قلنا له، بأنك تقر اتهام البعض للشيعة بأنهم يقولوا بتحريف القرآن، بيد أن علماء الشيعة متفقون على أن القرآن (الحالي) لا زيادة فيه ولا نقصان، فإذا تحرف القرآن ...تحرفت الفهوم والأحكام والشريعة، والقول بتحريف القرآن مناف للآية الآنفة، بل إن علماء الشيعة الأعلام يستشكلون على من يقول بتحريف القرآن....فافهم . وإن قال بأن معنى القرآن الجديد هو الفهم الجديد، قلنا له وهل الفهم الجديد غير التفسير الجديد ؟ فإن قال بأن التفسير الحقيقي سيأتي به الإمام الحجة، قلنا له بأنك ألغيت العقل والمنطق والتفكير، وجعلتنا إمعات وبهائم، وألغيت تكليفنا في الفهم والبحث والدراسة، وجعلت من جهد المفسرين عبثاً لا غير . فإن قال بأن جهد العلماء والمفسرين محفوظ، وإن (لكل مجتهد نصيب)، قلنا له، بأننا الآن نجتهد، ونضع الأطاريح، وهذا من حقنا، وهو من تكليفنا، والملائكة ليسوا أشرف منا منزلة، كي يحق لهم التساؤل، بل نحن أشرف، لأن الله أسجدهم لنا، ولم يسجدنا لهم، ومنحنا العقل، والعقل هو أعظم المخلوقات، فقد ورد في الحديث المتفق عليه، (إن الله خلق العقل، فقال له أقبل، فأقبل، وقال له أدبر فأدبر)، فقال الله سبحانه (وعزتي وجلالي ما خلقت أعظم منك، بك أعاقب، وبك أثيب) . فإن قال بأن ليس من حقنا أن نجتهد، قلنا له بأن هذا هو ما قصم ظهورنا، حيث اقتصر الاجتهاد على فئة وبقي بقية خلق الله (توابع) وإمعات ونعاج، ولم يقوموا بتكليفهم في استحصال العلم والفقه، فإن قال بأن الاجتهاد (واجب كفائي)، قلنا له بأن واجب الإنسان التفقه بالدين، فإن استشهد بأن الله لم يأمر الجميع بالتفقه، قلنا له بأن قولك مردود بالحديث القدسي :(يؤتى بالعبد يوم القيامة، فيقال له لم لا عملت ؟ فيقول ما علمت، فيقال له، لم لا علمت؟)، فإن قال بأن الفقه من اختصاص العلماء حصراً، قلنا له بأن الفقه علم، ويسمى بـ (علم الفقه)، و ... (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) . فإن قال بأن تفسير القرآن يحتاج إلى مجموعة علوم، قلنا له لا بأس من محاورة القرآن ومناقشته واستفهامه بما من الله علينا من علم قليل، فإن قال بأن آية :- (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، واضحة، ولا تحتاج لتفسير أو تأويل، قلنا له، بل كل شئ خاضع للتفسير والتأويل والفهم والنقاش، حتى الشرائع، فمن حقنا أن نفهم حتى علل الشرائع . فإن قال بأن (تفضيل) الرجل على المرأة واضح في الآية، قلنا له ....لا تعجل، (فعند الصباح يحمد القوم السـُرى)، وسيأتيك الغد بشئ جديد، ولن نتأخر عليك إن شاء الله تعالى . اسمع لقول الله سبحانه :- (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (النساء:34) فما أروع كلام الله، وما أوضحه، وألذه، وأشد حججه، وما أوسع غوره، وما أقدره على تحريك العقل وما أحكمه . فإن قال قائل، بأن له ظهر وبطن، وله تفسير وتأويل، قلنا له، علينا تفسيره ومحاكاته، أما تأويله فلا يعلمه (إلاّ الله والراسخون في العلم)، فإن قال بأننا لا يمكن أن نعتمد على ظاهره، قلنا له بأن ظاهر القرآن حجة، فإن قال بأن تقليب ظهر المجون في التفسير صعب مستصعب، قلنا له ..فلمَ أنزله الله على عباده ؟ وجعله حجة عليهم ؟ . فإن قال بأن ظاهر الآية يدل على تفضيل الرجل، قلنا له، من أين ؟ فإن قال بأن كلمة (قوامون) تكفي، قلنا له (قام، يقومُ، قياماً، فهو قائمٌ، وهو قوّامٌ)، نفهم منها أن هناك شخصاً قائمٌ، وشخصاً جالس، ولنا – بعد أسئلة، ورأي وأطاريح، فإن قال ..لا يحق لكم ذلك، قلنا له، إنك تنهانا عما يأمرنا الله به، فهو يقول أفلا يتدبرون القرآن؟ ومن التدبر أن نسأل، ونفكر، فإن قال، لقد أغنانا المفسرون، قلنا، وهل المفسرون إلا رجال ؟ وهل جاءوا كلهم دفعة واحدة ؟ أم جاء السالف منهم، ولحقه آخرون ؟ وهل اتفقوا كلهم على رأي واحد ؟ ولماذا لم يتفقوا؟ . هل من الممنوع علينا أن نسأل أنفسنا (ونتدبر) ما المقصود بالقيمومة هنا ؟ فإن قال إن المقصود بها هو قيمومة الرجل على المرأة، قلنا له، فما هي حدود القيمومة ؟ فإن قال حدودها أن يأمر الرجل زوجته بتقوى الله، ويلزمها بحقوق الله، قلنا له، وكيف يُفترض أن يأمرها بذلك وقد (أسلمها الله) سلفاً مقاليد تربية الطفل، والعناية به ؟ فإن قال بأن القيمومة أن يذكرها بتقوى الله، قلنا، فهل كل مُذكرٍ قيم، وهل للمؤذن قيمومة على المصلين؟ فإن قال بأن القيمومة تعني النفقة بالمال ؟ قلنا، فهل كانت أم المؤمنين (خديجة) قيمة على رسول الله حين أنفقت عليه من مالها ؟ وهل قام الإسلام إلا (بسيف علي وأموال خديجة وصبر محمد ومواقف أبي طالب) ؟ وهنا ... لو سلمنا بأن المنفق قيم، فالمرأة التي تنفق على زوجها المريض قيمة عليه، والمرأة التي تنفق على بيتها حين امتناع زوجها تصبح قيمة عليه، والمرأة التي تنفق على بيتها من عملها حين يسجن زوجها تصبح قيمة عليه . فإن قال بأن خديجة قد وهبت مالها لرسول الله لينفق، قلنا له، فهل تبقى للرجل قيمومة إذا وهب زوجته ماله لتنفقه ؟ فإن قال بأن من القيمومة أن الرجل يحمي المرأة وبيتها، قلنا له، فكلب الحراسة الذي يبسط ذراعية بباب البيت، وحارس الليل، والعسس، والشرطة، والبندقية، والسيف، والخنجر، والمعول، والفأس، والعصى وآلة الصعق الكهربائي الذي تحمله المرأة لحمايتها من المتطفلين، كلها تمتلك (القيمومة) على المرأة . فإن قال بأن من القيمومة أن الرجل يجاهد العدو، قلنا له، فهي مأمورة أن تجاهد معه حين يغزو العدو بلاد المسلمين، فهل تبقى له قيمومة ؟ فإن قال بأن الرجل مأمور بالجهاد في (الغزو) وهي ليست مأمورة، قلنا له، فإن انتهى الغزو، فهل تبقى للرجل قيمومة ؟ . فإن قال بأن قيمومته على مالها، قلنا له، لا قيمومة للرجل على مال المرأة، ولا قيمومة له على تجارتها، ولا قيمومة له على ارثها ولا على قراراتها في نفسها، بل لا يحق له أن يفرض على المرأة أن ترضع ولدها التي ولدته، وعليك بمراجعة أراء الفقهاء . فإن قال بأن قيمومته في السكن وتوفير حاجاته، قلنا له قد نفينا ذلك أعلاه . فإن قال بأن القيمومة في الولاية، قلنا، تنتفي الولاية بالرعونة والجهل والسفاهة، وتنتهي معها القيمومة . فإن قال بأن القيمومة في الإمرة، قلنا له، فإن كان ظالماً، أو كان يأمرها بالبغاء، فهل تبقى له من ولاية ... أو قيمومة ؟ . فإن قال بأن هذه المواضع شواذ، قلنا له، بل ليست بالشواذ، وما أكثرها، وما أشهرها، ولذا أحق الله للمرأة أن تطالب بالطلاق، لعدم وجود القيمومة . فإن قال بأن القيمومة (قانون) وضعه الله للفطرة، قلنا له إنه ليس بقانون، فهو قابل للتغيير حسب الواقع ولذا فهو لا يمتلك القدرة على الثبات، فالرجل الذي لا ينفق على زوجته، يحق لها الطلاق منه، وتنتفي عنه صفة الديمومة، بل قد تصبح المرأة قيمة على الرجل عند الإنفاق، على فرض أن القيمومة في الإنفاق، وتصبح قيمة عليه إذا كانت أعقل منه وأتقى، على فرض أن القيمومة في الأمر بالتقوى والإرشاد، وقد تصبح هي قيمة عليه إذا جاهدت وهو عاجز، على فرض أن القيمومة في الجهاد، وقد تصبح قيمة عليه في مواضع كثيرة حين تنقلب الموازين المفترضة الأخرى للقيمومة، وهذه كلها بعين الله، وبسابق علمه . فإن قال بأن قيمومة الرجل واجبة، فهي الأفضل، قلنا له، وقيمومتها على (اولادها) وتربيتهم واجبة، فلماذا لا تكون أفضل، فهي قيمة على النساء (البنات) والرجال (الأولاد) في بيتها، وخصوصاً أن المفاضلة بالوظيفة قد أشرنا إليها في استنتاج سابق . فإن قال بأن القيمومة المذكورة في الآية للرجال على النساء، قلنا له، ليس في الآية ما يدل على (ديمومة) قيمومة الرجل على المرأة، فبرغم ما أوردناه سابقاً، فإننا نؤمن بقصدية لغة القرآن، وعدم استخدامها للمجازات والكنايات والبدائل، لأن الله ليس بعاجز عن الوصول الى القصد في اللغة والمعنى، فاقرأ الآية (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ (بَعْضَهُمْ) عَلَى (بَعْضٍ) وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، فالخالق القدير يقول (بما فضل الله بعضهم على بعض)، ولو شاء الله سبحانه لقال (بما فضل الله الرجال على النساء)، أم ترى بأن الله عاجز على أن يصوغ الجملة القرآني بهذا الشكل . فإن قال بأن دليل العائدية يعود على الرجل، بدليل قوله (وبما أنفقوا من أموالهم)، والمقصود بها دفع المهور والصداق، قلنا له، فديمومة النفقة على المرأة أولى بالتفضيل من المهور والصداق، فإن قال بأن (ما أنفقوا) تدل على عموم النفقة، قلنا له، فما فائدة حرف الـ (واو) ؟ فإن قال إنها (معطوفة) على الرجال، قلنا فأين قيمومة الرجل العاجز أو الممتنع عن النفقة ؟ وإن قال إنها معطوفة على (بعض)، قلنا أين الدليل على أن الـ (بعض) تختص بالرجال ؟ ولماذا جاء بمفردة (بعض) مبهمة مرتين ؟بل نحسب أن مفردة (بعض)، جاءت لتدل على أن الـ بعض (مفضلاً) من ناحية، و(مفضولاً) عليه من ناحية أخرى، وهنا يصعب أن نستدل على عائدية الـ (بعض) . فإن تفضل علينا، وسألنا عن رأينا، قدمنا له شكرنا، وابتدأنا بالبسملة والحمدله .. وقلنا :- (سننفرد عن المفسرين برأي جديد) . فالقيمومة – عندنا - قيمومتان، القيمومة (الوهبية) والقيمومة (الكسبية)، ولتقرأ الآية كما يلي :- (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) و ... (وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) . فــ (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)) إنما هي آية تعطينا الفكرة الكاملة والواضحة لـ (نوعية الرجال) الذين يمتلكون (القيمومة) المطلقة على النساء، وهم ليسوا كل الرجال، بل هم الذين فضلهم الله سبحانه على بقية الرجال (بما فضل الله بعضهم على بعض) بالنبوة، والحاكمية والولاية والقضاء وبقية مختصات الرجل . وعليه، فكأن الآية تريد أن تقول لنا بأن (الرجال القوامون على النساء هم الذين فضلهم الله على بقيةِ الرجال بالقيمومة الوهبية التي لا يمتلكها بقية الرجال) فموضوعة (بعضهم على بعض) تتعلق بالرجال فيما بينهم، ولا علاقة لها بالنساء . ومع ذلك، فالآية لا تسد منافذ القيمومة أمام بقية الرجال، بل تضع (حرف الواو) لتشكل فرصة جديدة أمام الرجال كي يصبحوا قيمين على النساء (بما أنفقوا من أموالهم) .وهي القيمومة (الكسبية) التي يمكن أن يحصل عليها الرجل إذا قام بواجبه في الإنفاق على المرأة . فإن لم ينفق على زوجه فلا قيمومة له . بل إن القيمومة (الكسبية) هي ليست حصراً على الرجل دون المرأة، بل تصبح القيمومة للنساء إذا أنفقن على الرجال، وعليه ....فالقيمومة (الوهبية) ليست عامة لكل الرجال، أما القيمومة (الكسبية) فيتشارك فيها الرجال والنساء . فإن قال معنى هذا أن خديجة قيمة على رسول الله، لأنها كانت تنفق عليه، قلنا له، لا مجال للمفاضلة، فبرغم إن السيدة خديجة كانت تنفق على رسول الله، ولكنه سبقها الى القيمومة (الوهبية) بالنبوة، والقيمومة الوهبية أعلى من القيمومة الكسبية، لأنها مـتأتية من تفضيل الله، وهي (ذاتية) وكلنا يعلم الفرق بين العصمة الذاتية وفضلها على العصمة المكتسبة .
مناقشة هادئة (النساء ... نواقص عقول، نواقص حظوظ، نواقص إيمان) هذا قول منسوب لأمير المؤمنين، وسيد الوصيين، ولم أجد له مصدراً معتبراً، وكم أشتهي أن أسأل أمير المؤمنين، من تقصد يا (أروع خلق الله بعد النبي) بهذه العبارات ؟ أهي أمك بنت أسد، أم زوجك الزهراء ؟ أم بنتك العقيلة ؟ أم أمّ زوجك خديجة ؟؟ أم قد تعني بها مريم العذراء أو آسيا بنت مزاحم، أم مريم المجدلية ؟ بودي أن أعرف .
1/ نواقص إيمان وقد وقف عليها من وقف، وحاول أن يجد لها تبريراً، فالقول (نواقص حظوظ، نواقص عقول، نواقص إيمان) منسوب لأمير المؤمنين، وهو (ع) معصوم، والمعصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولذا، بدلاً من أن يحاول البعض تفكيك هذا القول، والوقوف على نسبته الصحيحة، بدأ يبرر، ويشرح، ويجد المنافذ، وقد رأينا من خلال تجربتنا الشعرية، أن هناك من يخلق البيت والبيتين، وينحله لأحد الشعراء الكبار، كي ينفذ هذا القول ولا يـُناقش، وهذا كذاك . فإذا كان النقص بالعبادة هو نقص بالإيمان، فالرجال والنساء متساوون بهذا النقص، فإن رد علينا أحد وقال، بأن هذا النقص محصور بالنساء، قلنا له، بل هو عام، يشمل المرأة والرجل، فقد يقصر المسافر بصلاته، فإن قال بأن هذا رخصة من الله، قلنا له فالمرأة تقضي ولا يقضي المسافر، فإن قال بأن التقصير هدية من الله، للمسافر، قلنا بأن السفر خاضع لإرادة الإنسان ورغبته، بيد أن الحيض خارج عن إرادة الإنسان، وهو من أصل الخلق . فإن قال بأن الأصل في أداء العبادات ولو منقوصة، قلنا، فللمسافر والمريض أن يمتنعا عن الصوم، وهنا امتناع كامل عن أداء عبادة من العبادات، فهل يعني بأن المسافر والمريض ناقص إيمان ؟ . فإن قال بأن السفر والمرض عارضان، قلنا له، فهناك من هو دائم السفر والترحال لأسباب متعددة، وهناك المصابون بأمراض مزمنة تمنعهم من الصيام منذ طفولتهم، فإن قال بأن الحكم يتعلق بالسياق لا بالحدث، قلنا له، فعلينا أن نطلق كلمة (ناقص إيمان) على كل مسافر ومريض . فإن قال بأن الانقطاع عن العبادة نقص بالإيمان، قلنا له إن العبادة ليس دليلاً على الإيمان دائماً، وثمة قوم (نحقر صلاتنا أمام صلاتهم، ونستصغر صومنا أمام صيامهم، ولكنهم يمرقون عن الدين مروق السهم عن الرمية)، ولنا في صلاة وصيام وتلاوة (التكفيريين) ما يغني عن التفصيل . فإن قال بأن من العبادات هي من مؤشرات الإيمان، قلنا له، وللإيمان مؤشرات أخرى، وإن للإيمان مظاهر أخرى، وللإيمان صور شتى، فالإيمان ليس موقوفاً على أداء العبادات، فإن قال بأن لا إيمان بدون الصلاة والصوم والحج وغيرها من العبادات، قلنا له بأننا نفهم إن الإيمان هو، (عقد في القلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان)، فمن أين نحصل أن المرأة الحائض لا تقر بإيمانها في القلب، ولا تنطق به باللسان، أما قعودها عن العمل بالأركان، فقد أشار إليه (سيد العرفاء) السيد محمد محمد صادق الصدر في كتابه (فقه الأخلاق)، حين قال :- (وقد يستغني الإنسان عن العبادات الظاهرية كالصلاة والصوم والحج وغيرها، ويكتفي بالعبادات الباطنية كالأذكار والاستغفار وغيرها) . فإن قال بأن هذا نادر في زمننا، قلنا له، ولكنه محتمل، ويمكن للمرأة أن تلجأ إلى الأذكار والعبادات الباطنية، وتعوض بذلك عن عباداتها الظاهرية، بل قد تكون الأذكار أكثر شرفاً، (والذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم)، وفيها صور مخالفة لهيئة الصلاة ولكنها ممدوحة، (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض)، والتفكير تعني التدبر، والتدبر يوصل لليقين، وقد قال أمير المؤمنين، (تدبر ساعة، خير من عبادة عام) . فإن قال إن لجوئها للعبادات الباطنية لا يكمل إيمانها، قلنا له، بل سيزيد من إيمانها وفضلها عند الله، فالحيض والولادة والنفاس (وظائف بيولوجية) مصحوبة بالألم والوجع، ومقتضى تمريرها يستدعي الصبر، وهي من أصل الخلقة، وهي هبات أو (تكاليف) من الله للمرأة، فإن صاحبتها (الأذكار) تكون بذلك مدعاة للفضل، فإن قال بأن الحيض والنفاس وغيرها، لا فضل فيها، قلنا، فالحيض والولادة والنفاس تكون مصحوبة بالألم وهي تشبه (المرض)، وحسب علمنا، فالألم والمرض والأذى، زكاة للإنسان من الذنوب، وهنا نفهم، بأن لمواضع التي تستدعي(نقص الإيمان)، هي نفس المواضع التي تستجلب المغفرة ؟ فهل يصح ذلك ؟ . فإن قال بأن الألم المصاحب للحيض والنفاس والولادة، والإنكسار النفسي المصاحب لهما، يعيقان تكامل الإيمان، قلنا، بأن كل هذه العوارض مصحوبة بالزكاة من الذنوب، وخاضعة لأداء الغسل، فإن رافقتها، الأذكار، كانت مزية مضافة، وتأدية لدور، وصبر على المشيئة، وللصابرين فضل بما لا يقبل الشك، وهو فرصة للمرأة كي تنال أجر الصابرين، لم يمنحها الله للرجل . فإن قال بأن هذه العوارض مصحوبة بالدم والنجاسات، ووجود النجاسات ....(طارد للملائكة، مقرب للشياطين، مبعد عن الإيمان)، كما يصرح بعض الأقوام، قلنا فالعملية الجنسية، وإفراغ الفضلات، والنزف في الحرب، كلها مقربة للنجاسات، مبعدة للملائكة، فهل فيها نقص في الإيمان ؟ . فإن قال بأن المرأة تمر بهذه الأطوار، فتقعد عن أداء الفرائض، ويقل أجرها، قلنا له فالألم مصنوع من الله، هو خارج عن إرادتها، وشأنه شأن المرض، وقد صرح الله بذلك في آية المحيض، (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، حين أشار إلى أن المحيض (أذىً)، وأحسب أن الأذى هنا متعلق بالمرأة ومنع التقرب – أثناءه - من النساء . فإن قال بأن مجرد (الاعتزال) فهو مأخذة على النساء، قلنا بأن المنع متأت لأغراض تخص النساء، فهن غالباً يكن في حالة ألم، وتعب، وتغيرات نفسية، تقتضي أن يعاملهن الرجل برفق، ويحتمل منهن، ولا يزيد أذاهن أذىً، فالوصية هنا بالمرأة، رحمة بها ورأفة، ومعونة لها على تخطي وظيفتها . فإن قال بأن (اعتزال) المرأة يعني أنها يجب أن تنبذ، قلنا له، هذا قول اليهود، فقد كانوا يعتزلون المرأة ولا يكلموها ولا يخالطوها ولا يؤاكلوها إذا حاضت، بيد أن الرسول (ص) كان يقول :- (إصنعوا كل شئ ...إلا النكاح) . فإن قال بأن الأذى ربما يعود على الرجل من المرأة، وبذلك، فهي مؤذية للرجل وممرضة له، قلنا، هذا خلاف الواقع، ففي فترة الحيض يفرز جسم المرأة هرمونا يختلف عن الذي يفرزه في الفترة العادية، وهذا الهرمون يجعل المرأة في حالة نفسية ومعنوية غير عادية، فتصاب كثير من النساء في هذه الفترة باضطرابات عصبية وتكون كارهة للجماع، ففي تركه احترام وتوقير لمشاعرها وظروفها الخاصة . فسبحان الله، ما أشد حبه لمخلوقته التي منع الرجل من أداء حقه معها، إكراماً لها، ومساوقة لمشاعرها، وأسقط حق الرجل لمجرد أن (مخلوقته) كارهة لأداء هذا الحق . فإن قال بأن هذا لوحده لا يكفي سبباً، قلنا له، فقد أثبت الطب والعلم المزيد، ففي فترة المحيض، أيضا تكون أعضاء المرأة التناسلية كالرحم والمبيض في حالة احتقان شديد، وهذا يجعلها عرضة للجراح الصغيرة والتسلخات غير المرئية أثناء المجامعة، وقد يسبب ذلك دخول الميكروبات التي تسبب التهابات قد تؤدي إلى العقم .....فانظر لرحمة الله ورأفته . فإن قال بأن الحيض هو (ثورة الرحم) ضد المرأة، قلنا له صحيح، فهذه المقولة قال بها بعض الحكماء، ونحن نقول بها، ولكن ثورة الرحم ليس ضد المرأة فحسب، فالرحم يبني ويؤسس ويمد أوعيته وينتظر البويضة ويشكل أوعيته بانتظار التلقيح وبداية حياة جديدة وجنين جديد، والبويضة تأتي، وتستقر، بانتظار (حيمن) يكمل المسيرة الخلقية، وحين يطول انتظار البويضة والرحم، فإن الرحم ينزع سرادقه، ويهدم ما بناه، ثورة على تعبه المضاع، وغضباً لنعمة تم التفريط بها، ولكن، لا يد للمرأة في ثورة الرحم، بل هي تدفع ثمنه من راحتها، وتدفع فاتورة هذه الثورة ألماً وانكساراً، ونحن نرى، بأن الحيض هو (ثورة) الله على تقصير الرجل وغضبه – سبحانه – على تفريط الرجل عن أداء دوره في البناء، والمرأة هنا، ناقل لهذه الثورة، وحامل لشعاراتها . فإن قال بأن المرأة المتزوجة أقل ألماً، وأقل تعرضاً لما تتعرض له العزباوات والعوانس، قلنا له، فحياء المرأة يمنعها أن تقف على قارعة الطريق بحثاً عن ذكر، واعتدادها بنفسها يمنعها أن تكتب على باب بيتها يافطة تقول :- (يوجد لدينا امرأة للزواج) ... وثم، ما ذنب المرأة الدميمة، أو المرأة التي شاء الله أن يؤجل زواجها لحكمة . فإن قال بأن النقص في الإيمان يبقى ملاصقاً للمرأة، قلنا، فهو بأمر الله، وهو من الله، وهو بعلم الله، وهو بمشيئة الله، ولا نجد أن ما يأتي من الله منقصة، بل نجده نعمة من نعم الله . فإن قال بأن النقص في إيمان المرأة حاصل لا محالة، قلنا، فأين الصالحات والراكعات والقانتات والحافظات لفروجهن، أ فيصيب الله عباده بخلق، ثم يجعلها منقصة عليهم ؟ أ وليس هذا قول الجبرية ؟ . فإن قال بأن (لله في خلقه شؤون)، قلنا له، فهو الملك الحق العادل المطلق، والحيض والنفاس وغيرها، كلها وظائف من الله للمرأة، وليس من العدل أن يلقي إليها بوظيفة، فتؤديها، وتحتمل منها ما تحتمل، ثم يعتبر أداء هذه الوظيفة منقصة . فإن قال بأنها منقصة، لا يؤآخذ عليها الإنسان، قلنا فمجرد تسميتها (نقص) فهو النقص بعينه، ولا نعتقد بأن أمير المؤمنين، وسيد البلغاء، يسمي المرأة (ناقصة)، وهو يعلم بأن للمرأة مشاعر وأحاسيس، وجرحها أعمق من جرح الرجل، ولذا، فأمير المؤمنين (ع) نفسه يقر بشفافية المرأة، ورهافة إحساسها، حين قال بأن :- (المرأة ريحانة) .
2/ (نواقص حظوظ)
يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ (آية 11/ سورة النساء) هذه هي وصية الله سبحانه، وهي (قانون) ثابت، وقوانين الله لا تتعلق بمصلحة الله، بل تدور في فلك مصلحة الإنسان، ودوام سعادته، والفرق بين قوانين الله وقوانين السلطات الوضعية، أن السلطات تضع القوانين لكي تبعد المواطن عن حدود السلطة، بيد أن الله يضع القوانين ليقرب الإنسان منه . وقانون (مثل حظ الأنثيين)، هو منهج الله التشريعي في حفظ الحياة، وهو وسيلة لضمان التوازن بين الإنتاج والتوزيع، فإن قيل أن فيه تفضيل للرجل على المرأة، قلنا بل هو تفضيل للمرأة على الرجل، وبأقل تقديراته فهو تكافؤ بين المخلوقين، فإن قال بأن الله فضل الرجل على المرأة حين جعل نصيبه ضعف نصيبها من الميراث قلنا بأن الله سبحانه قد استنزف الحصة المضاعفة للرجل، بالمهور، والنفقات، وتوفير الحاجات . فإن قال بأن الله لو علم بأن الخير في التساوي لفعل، قلنا بأن التساوي في الإرث مخالف للعدالة، فالمرأة ترث النصف، وليس عليها أي واجب في أن تنفقه على أحد، بينما يرث الرجل الضعف، فينفقه على (البنت، والزوجة، والأخت، والأم)، فلو تساوى الغطائان لأنكشفت بعض الأرجل . فإن قال بأن المسألة تتعلق بـ (الحظ)، قلنا فإن المرأة تعيش (بنتاً) تحت نفقة الأب والأخ الواجبة، وتعيش (زوجة) تحت نفقة الزوج الواجبة، وما تحصل عليه من الإرث فهو خالص لها، ومضاف إليها، فالضعف الذي يرثه الرجل (هو حظ قابل للزوال) بالنفقة، والنصف الذي ترثه المرأة (هو حظ قابل للنماء) . فإن قال بأن النماء بيد الرجال، قلنا، لم يمنع الشارع المقدس أن تتاجر المرأة وتنمي ثرواتها، ولم يجعل للزوج من سلطة على أموال زوجته، ولم يوجب عليها النفقة على الزوج والعيال، فإن قال بأن الفضل للمنفق، قلنا صحيح، ولكن هناك فرق، فالرجل مأمور بالنفقة، أما المرأة فنفقتها تأتي من التطوع، فإن قال بأن (النصف) أدنى من الكل، قلنا، فهو ليس مدعاة لوجود النقص، والكثرة لا تعني التفضيل، وقليل دائم خير من كثير زائل . فإن قال فالمرأة أقل من الرجل حظاً، قلنا له بأن المسألة خاضعة للإستحقاق، ففي أسوأ الحالات، وفي الظروف التي لا تجد المرأة من يعيلها، فالنصف يكفيها، لأنها تنفق على نفسها فقط، أما الرجل، ففي أحسن الحالات فهو (معيل)، والضعف قد لا يكفيه، فالمرأة تعيش حياتها كلها في كنف رجل مسئول عنها، فإن كانت فتاة، فالذي ينفق عليها هو والدها، وإذا فقدت والدها أنفق عليها أخوها، أو عمها أو خالها، ولذلك فهي مكفولة من رجل دائما. فإذا تزوجت، فزوجها هو الذي ينفق عليها، ويوفر لها مقومات حياتها، وعلى أسوأ الأحوال فهي مسئولة عن نفسها فقط، وهي ليست مسئولة شرعاً أن تنفق على إنسان آخر مهما كانت درجة قرابته، وهذا ما أوردناه في قصيدتنا عن (الفرق بين الرجل والمرأة) حين قلنا :- لك (نصف) ما يرث الرجال، محرراً ..... و (الضِعف) عنـــدي ضاع بالنفقات وفيها إشارة فقهية . فإن قال بأن الاستشهاد بالشعر لا ينفع، قلنا بأننا إنما نورد الشعر للتبليغ، وليس هناك ما يمنع من الاستشهاد بالشعر على اللغة، والتشريع، والتفسير، فقد استشهد الفقهاء والمفسرون على تحريم الخمر – ابتداءً - ببيت لدريد ابن الصمة يقول فيه : شربت الإثم حتى ظل عقلي ..... كذاك الإثم تذهب بالعقول واعتبروه دليلاً على أن كلمة (الإثم) الواردة في آية (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم) تعني الخمر . واستدل صاحب المراجعات بأبيات لشاعر النيل يثبت بها وقوع حادثة يوم الباب، واستشهد صاحب (الغدير)، بأبيات حسان بن ثابت على بيعة الغدير، وهناك مزيد . فإن قال بأن الدراج عند المفسرين والعامة، أن المرأة ناقصة حظ في حصتها بالميراث، قلنا بأنه لو تساوت الوظائف، واختلفت النسب، لاعتبرناه نقص في الحظوظ، ولا نجد هنا أي معنى للدونية، بل نجد العدالة والمساواة - بأدق تفاصيلها - في هذا الميزان الشرعي . فإن قال بأن الآية دالة على اعتبار حظ الرجل بحظ امرأتين، قلنا، ولكن في الآية نكتة مهمة، فقد قال (مثل حظ الأنثيين)، فكأن الأصل في الإرث هو حظ الأنثى ..وعليه قاس حظ الذكر، والله أعلم .
3 / نواقص عقول (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجلٌ وامرأتان) (لقد خلق الله العقل، فقال له أقبل، فأقبل، وقال له أدبر فأدبر، فقال الله، وعزتي وجلالي ما خلقت أعظم منك) (ما ورد بمضمون إن الحاكمين أو القضاة أربعة واحد منهم في الجنة قاض قضى بالباطل وهو يعلم انه باطل
وقاض
قضى بالباطل
وهو لا يعلم انه باطل
وقاض قضى بالحق وهو لا يعلم انه حق
فهؤلاء كلهم في
النار وقاض قضى بالحق وهو يعلم انه حق فهو في الجنة،
ولا فرق من هذه
الناحية بين القضاء والفتوى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ولأن الله سبحانه قد خلق الإنسان في أحسن تقويم، فقد منح العقل للرجل والمرأة لكي يستكملوا مسيرة الحياة فإن قيل أن عقل المرأة دون عقل الرجل، قلنا، بأن الله شهد لها بالعقل، حين قال سبحانه :- (إن كيدكن عظيم) وهل الكيد غير نتاج العقل ؟؟ فإن قال بأن الله جعل شهادتها نصف شهادة الرجل، قلنا، فلا معنى ولا دليل على نقصان عقلها . فإن قال إن اعتبار شهادتها بنصف شهادة الرجل، يكفي بأن يكون دليلاً على أن عقل الرجل ضعف عقل المرأة قلنا أن الشهادة أمام القضاة ليست مقياساً لكمال العقل أو بطلانه، بل ربما أن الآية تدل على أن للمرأة كيداً يمكن أن يقنع القضاة ويغير وجه الحقيقة، وهو دليل الكفاءة العقلية والقدرة على التمرير والإقناع، ولذا، اصطحبت معها من تقنن لها الشهادة . فإن قال بأن الله رضي شهادة رجل واحد، واعتبرها مغنية عن امرأتين، قلنا، ولكن .... في موضع آخر رضي الله لشهادة المرأة أن تكون بشهادة ثلاثة رجال، فشهادتها لوحدها على (فرجها)، تعدل شهادة ثلاثة رجال فإن شهد عليها ثلاثة رجال ولم يأتوا بشاهد رابع، وشهدت هي لنفسها، رجحت كفتها، ونقضت شهادتهم، ولحقهم (حد القذف)، ولم يلحقها شئ، بل ..ربما من أشد النكات غرابة في هذا الموضوع، أن الرجل، حتى لو جاء معه بثلاثة شهود، فأصبحوا أربعة، فما لم تتطابق شهادتهم، فشهادتهم مرفوضة، ويستحقون العقوبة وتصبح شهادة المرأة (أصح) وأولى، وأعدل، وأدق، وهي امرأة واحدة، فانظر . فإن قال بأن وظيفة الشاهدة الأخرى لتذكر المرأة، والمرأة كثيرة النسيان، قلنا بأن (النسيان) لا يدل (لوحده) على نقص العقل أو كماله، فهناك مظاهر أخرى للعقل، منها ... حدة الذكاء، والقدرة على الاستنباط والقابلية الذهنية، وشدة الوعي، والقدرة على التحليل، وأما النسيان، فهو الأقل خطورة من الخطأ، والنسيان ليس حصراً على النساء . فإن قال بأن السبب هو في غلبة الجانب العاطفي عند المرأة، قلنا، نطابقك الرأي، ونخالفك الاستنتاج، فالمرأة والرجل متساويان بالعقل (إن لم تكن هي أدهى منه وأمكر وأكثر حيلة وقدرة)، ولكنها تمتلك عاطفة وأحاسيسَ أشد رهافة من الرجل، وهي مزية لا يمتلكها الرجل .... هذا لو سلمنا بأن الرجل ليس له عاطفة وهذا ذم للرجل وليس مدحاً، ولو أسلمنا بأن الرجل محض عقل ومنطق وتفوق وحكمة ودراية، فمن منحنا حق إخلائه من العاطفة ؟ وهل حب النساء إلا عاطفة ؟ فانظر للإمام الصادق من آل محمد ماذا يقول : ((من أخلاق الأنبياء حب النساء))، فهل الأنبياء مفرغون من العاطفة ؟؟ وكيف يحبون وهم بلا عاطفة ؟ ولماذا كان (حب النساء) من أخلاق الأنبياء ؟ فإن قال بأن العاطفة إذا زادت، قل معها العقل، قلنا، لا دليل على ذلك، فقد تمتلك المرأة مقداراً من العقل بقدر مقدار ما يملكه الرجل، بيد أنها تمتلك بنفس القدر مقدار من العاطفة لا يملكه الرجل، وهذه لها، وليست عليها . فإن قال بأن العاطفة تفسد العقل، قلنا، فأنت تفسد عقل الأنبياء، وقلنا ...بأن العاطفة، وما يترتب عليها من دفق الحنان والأنوثة والحب، كلها صفات إنسانية تحتاجها المرأة في بناء البيت وتربية الطفل، وإذكاء السعادة في بيت الزوجية . فإن قال بأن العقل أفضل من العاطفة، قلنا له صحيح، فإن الإسلام يحاول بناء المجتمع على الأسس العقلية وليس على الأسس العاطفية، ويسعى إلى الصلاح العقلي داخل منظومة السنن الاجتماعية، دون الالتفات إلى أمزجة وأهواء وإحساسات وعواطف الأفراد، ولكن، هذا لا يلغي سمو العاطفة والإحساس والمودة والحب . فإن قال بأن الأحاسيس والمودة والحب ليست مهمة، قلنا، فإن أساس الولاية هو الحب، (قل لا أسألكم عليه من أجر إلاّ المودة في القربى)، وهل المودة إلا الحب ؟ فإن قال بأن الفرق واسع بين العقل والعاطفة، قلنا بأن الله جعلهما في حاضنة واحدة ...هي القلب . فإن قال بأن (الحب) والمودة لا يكفيان في الوصول إلى الحقيقة، قلنا له، فإن (الاطمئنان القلبي) معترف به عند العلماء، وعليه عوّل سيد العرفاء و (سلطان المراجع) في الوصول إلى حقيقة (الأعلمية)، وهو وسيلة معتمدة عنده في اختيار التقليد، وللتقليد أهميته في جوانب الحياة، فــ (عمل المكلف دون تقليد أو اجتهاد، باطل، وغير مجزئ، ولا مبرئ للذمة) . فإن قال بأن الاطمئنان القلبي لا يكفي، بل لابد له من داعم عقلي كي يكون مقبولاً، قلنا له ..لقد أخطأت فالفقهاء يقولون بالاطمئنان القلبي، ولم نسمع منهم مصطلح (الاطمئنان العقلي)، وعشاق الحسين، ومحبي، أمير المؤمنين، ليسوا كلهم فقهاء، بل ربما أن أغلبهم بسطاء، ولا علم لهم بالدراية، ولا يفقهون من التشريع إلا القليل ربما، ومع ذلك، فلم يرفض الله محبتهم، ولم يستنكر عليهم اعتمادهم على العامل العاطفي. فإن قال بأن العقل يكفي في بناء معتقد الإنسان، قلنا .. في البدايات الأولى لبناء الأسرة، يصبح البناء العقلي محتاجاً للأسس العاطفية، للتعاطي مع أنموذج البناء الأول، وهو الطفل، فتحتاج المرأة إلى الصبر، والحب، والحنان، والرحمة، والشفقة، والتسامح، وتحتاج للعاطفة كي تتمكن من استساغة تنظيف فضلات الطفل، لكي تستطيع ضمان ديمومة العلاقة بينها وبين الطفل . فإن قال بأن المرأة لا تحتاج إلى العقل في بناء الطفل، بل تحتاج إلى الأحاسيس لرعايته، قلنا، فقد فسدت المنظومة الأسرية، وانهارت الغاية من تربية الطفل وتنمية عقله . فإن قال بأن (آية الشهود) تشير إلى غلبة العاطفة على العقل عند المرأة، قلنا، بل تشير إلى (احتمال) غلبة العاطفة على العقل عند المرأة، لأن العقل والعاطفة متساويان عند المرأة، ولا ضمان من تقافز العقل على العاطفة أو العاطفة على العقل، رغم إننا رأينا الكثير من النساء يملكن عقولاً أرجح من عقول الرجال . فإن قال بأن العقل يغلب عند الرجل على العاطفة، قلنا بأن العقل عند الرجل والمرأة متساويان، ولكن المرأة تمتلك عاطفة مساوية للعقل، بينما يمتلك الرجل عاطفة أقل من العقل . فإن قال بأن هذا (تفضيل) للرجل على المرأة بسبب رجاحة العقل، قلنا نعم، هو تفضيل للرجل على المرأة برجاحة العقل، ولكنه بنفس الوقت لا يدل على نقص في عقل المرأة، بل يدل على أفضلية المرأة في امتلاك عاطفة مغذية للحياة وديموتها . فإن قال بأن غلبة العقل أفضل، قلنا، فصانع العقل والعاطفة لم يخلقهما عبثاً، بل جعل لكل منهما دواًر في الحياة، والعاطفة ليست عيباً لدى المرأة، بل هي قيمة عليا من قيم الإنسانية، وحين جعل شهادتها نصف شهادة الرجل، فإنما أراد حمايتها من الانحراف نحو الجانب العاطفي، وأراد لها أن تعيش الضوابط الداخلية والخارجية، فقد ترى في المحكمة ما يستفز عاطفتها فتشهد بما تمليه عليها رؤيتها العاطفية، وبالمقابل، فقد خاطب الله الجميع (رجالاً ونساءً) باجتناب (قول الزور)، ولم يستثن منه الرجل أو المرأة . فإن قال بأن هذا دليل على عدم وجود القدرة الذهنية لدى المرأة، قلنا، بأن الإسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة من حيث التصدي لمناطق القوة والضعف، ولما كان الجانب العاطفي غالباً على تكوين المرأة، فقد احتاط الإسلام للعدالة في شهادتها، وقنن دورها هاهنا . فإن قال بأن هذه منقصة في المرأة، قلنا، فإن كرامة الإنسان لا تتمثل بممارسة كل الأدوار، بل إن الكرامة تتمثل في الدور المناط به، والمتساوق مع قدراته وقابلياته، والقادرة على التأسيس لمصالحه في الحياة . (سنكتفي بهذا القدر، مذكرين الرجال والنساء بآية في كتاب الله تقول (ولا تتمنوا ما فضَّل اللهُ به بعضَكم على بعضٍ للرجال نصيبٌ مما اكتسبوا وللنساء نصيبٌ مما اكتسبن وسلوا اللهَ من فضله إن الله كان بكل شيء عليماً) وعليه، ينبغي أن تحتفظ المرأة بخواصها التي فضلها الله بها على الرجل، ولا تتمنى (ظاهر) ما تراه تفضيلاً للرجل عليها، ومذكرين الرجل بأن الله فضله على المرأة في مواطن، ولكنه – سبحانه – فضلها عليه في مواطن أخرى، بل الغالب عندنا هو تفضيل المرأة على الرجل في مواطن أكثر من مواطن تفضيل الرجل على المرأة، ومن العدل أن لا نبخس المرأة حقها)
الاستنتاج الخامس ((فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً)) (قانون الانتحاب الطبيعي ...البقاء للأصلح) ولا غرابة في تفضيل الله المجاهدين على القاعدين، فالجهاد فضيلة منحها الله لتوصل للشهادة، والشهادة .... منزلة ادخرها الله لخاصة أولياءه، وهي ليست مخصوصة بالرجال دون النساء، منبهين على أن (الحياة في سبيل الله) لا تقل أهمية عن (الموت في سبيل الله)، وربما يكون الموت في سبيل الله أسرع، والفسحة فيه أوسع، بيد أن الحياة في سبيل الله تحتاج إلى صبر أكثر، وجلادة أوفر، وللشهادة – بعدُ - عنوان لا يتجاوزه أحد . فإن قيل إنها مخصوصة بالرجال، قلنا، فقد سمعنا بنساء استشهدن في الميدان، وللنساء في أم وهب أسوة طيبة وما استنكر أبي عبد الله الحسين خروجها وما استأثم ذلك منها، فضلاً عن كون الشهادة ليست حصراً على السقوط في سوح الوغى، فإن قال قائل ٌ بأن هذه حالة واحدة، ولا يعتد بها، ولم أجد من مواقف الجهاد (النسوي) مع رسول الله شيئاً، قلنا له، فهذه أمُّ عمارة، نُسيبة بنت كعب الأنصاريَّة النَّجَّارية، شَهِدَت أُحُدًا مع زوجها وولدها، ثم شَهِدَت قتال مسيلمة باليمامة وجُرِحَت يومئذ اثنتَي عشرةَ جِرَاحةً وقُطعت يدها وقُتل ولدُها حبيب، ولا يخفى على أحد قصة أُميّة بنت قيس بن أبي الصلت الغِفَارية التي أبلَت بلاءً عظيمًا يوم خيبر وقد علمنا بأن أم سليم اتخذت خنجرًا يوم حنين فقالت : (اتخذته إن دنا منى أحد من المشركين بقرت بطنه) . فإن قال بأن هذا لا يدل على جهاد المرأة، بل ربما أن هؤلاء النساء لسن من ذوات المسؤولية البيتية، قلنا صحيح إن الواجب البيتي (الأسري) مقدس، فإن الله أختص المرأة لتخريج المجاهدين، وصناعة الأبطال، وزراعة الشجاعة عند الرجال، ولم نعلم بأن رسول الله استوحش من مشاركتهن، ولم يسألهن عن التزاماتهن البيتية . فإن قال، شتان بين التكليفين، و(الأجر على قدر المشقة)، قلنا، وبرغم فضل اختيارها كصانعة للرجال فهي بعد مأمورة بالجهاد (الثانوي)، فحين تتهدد بيضة الإسلام، وحين يغزو العدو أرض المسلمين، يصبح لزاماً على المرأة أن تشارك أخيها الرجل في الجهاد، فهي (تختص وتنفرد) عن الرجل بتكليفها الأسري، و(تزاحمه وتشاركه) في تكليفه الجهادي . فإن قال بأن الجهاد في الغزو حصراً على الرجال، قلنا بأن للمرأة دور في الغزو، فهي الساقية، والممرضة، والمعالجة، والمشجعة، والمستنفرة، والمستصرخة، فإن قيل بأن هذا من الشواذ، قلنا بأن لنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد كان (ص) يصطحب معه نساءه في الغزو، وثنّى أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب، حين اصطحب معه عقيلة البيت الهاشمي (أخته زينب) إلى كربلاء، وزوجاته وبناته، ونساء أصحابه، فإن قيل بأن رسول الله والحسين فعلا ذلك لغاية لا علاقة لها بالجهاد، قلنا، أ فبأمر الله كان هذا الاصطحاب أم تعدياً على الله ؟، فإن قيل إنه بأمر الله، قلنا، فللجهاد أنواع وأشكال متعددة في الميدان، والسيف ومقارعة الرجال واحد منها، والعيادة والسقاية والضماد والعناية من الجهاد، بل إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما من الجهاد، وكلنا سمع بأن، (أفضل الجهاد، كلمة حق عند سلطان جائر)، وللجهاد بعد أشكال وصروف متعددة . فإن قيل بأن الأصل في الجهاد هو حمل السيف، قلنا، إن هذا من الخطأ، وهذا كتاب الله يشير الى منطلقين في الجهاد، هما (النفس) والمال، فقد قال الله سبحانه وتعالى : (وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم)، فكم من امرأة جاهدت في سبيل الله بأموالها ومقتنياتها ؟ وكم من امرأة جاهدت في سبيل الله بنفسها، وبعلمها، وبخطابها، وبصبرها، وبوجودها المعنوي الذي يدفع الرجال على المجالدة ؟ فإن قيل بأن هذا مخالف ومربك لدور المرأة في تربية العيال، قلنا، فلها بعد أجرين، أجر التربية، وأجر الجهاد، أجر للواجب، وأجر للمندوب، فإن قيل بأن الله اختص الجهاد بالمجاهدين، قلنا، لا بأس، فجهاد المرأة (حسن التبعل)، فإن قيل بأن (حسن التبعل) شأن القوارير، قلنا، لقد رضي الله لها هذا الجهاد، والمرأة كما ورد في الأثر .. (بين حملها إلى وضعها إلى نفاسها، إلى فطامها، إن ماتت فهي شهيدة) . فإن قيل بأن جهاد المرأة في (حسن التبعل) والحج، هو أدنى منزلة من القتال، قلنا لقد رضي الله للمرأة أن تجاهد هاهنا، وأمرها بمشاركة الرجل الجهاد هناك، فانظر، لماذا جعل الله الغزو على الرجال دون النساء، بيد أنه أمرهن بعدم الجهاد في الغزو، في حين أنه أمرهن بالجهاد عند تهديد بيضة الإسلام، فماذا نفهم من ذلك ؟ أليس معناه أن تربية الطفل أهم من الغزو ؟ أليس معناه أن الجهاد في الغزو أدنى من مهمة تربية الطفل ؟ فإن قال بأن (حسن التبعل) تكفي إشارة لأفضلية الرجل، وتكفي لنفهم أن الله خلق المرأة للتبعل، قلنا له، كأنك فهمت من (حسن التبعل) أنه الخدمة ؟ فالخدمة مرفوعة عن الزوجة، أو فهمت منها الوقوف على حاجات الرجل، وهذا أيضاً ليس من شأن المرأة، بل (حسن التبعل) هو حسن (الإقتران بالبعل)، وهو يشمل المسؤوليات التي تتعلق ببناء الأسرة، ورقابة البيت، وتربية الطفل، وتهيئة المستلزمات النفسية لجميع الأسرة وليس للرجل حصراً . (لجهاد، فانه خاص بالرجل ولا يشمل المرأة بضرورة الدين والمفروض في الجهاد انه موجب للقتل أو احتمال القتل، وبهذا تحرز النساء سلامتهن من الموت وبقاءهن على قيد الحياة كما قال الشاعر: كتب القتل والقتال علينا .... وعلى المحصنات جر الذيول) السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر فإن قال بأن الله رضي للمرأة الدعة، والجلوس في الأفياء، والغزل، والتربية ...لأنها ضعيفة، وليست بمستوى الصبر على التعب والجلد، وهي دون مستوى قوة الرجال في الجهاد والمناضلة، قلنا، إذا كانت المرأة ضعيفة، ونحيلة، وهزيلة، وخائرة القوى، جبانة، فلماذا لم يستثنها الله من واجب حمل السلاح في الدفاع عن بيضة الإسلام ؟ ولماذا منحها حق الدفاع عن نفسها ؟ . فإن قال بأن الضرورات تبيح المحذورات، قلنا له، ليس كل الضرورات، تبيح كل المحذورات، فـ ....... (ليس من التقية شرب الخمر، أو الضرب على الخفين)، ولقد أوجب الله القصر بالصلاة في السفر، رغم أن المسافر قد يسافر بالطائرة، أو بوسيلة مريحة، ولكن الله (أهداه) ركعتين من كل أربع، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم . فإن قال بأن ليس كل النساء يجاهدن بأموالهن وأنفسهن، قلنا له، وليس كل الرجال يجاهدون أيضاً، وكفى بـ (الخوالف) الذين ذكرهم الله في كتابه أنموذجاً، فإن قال، فهناك (القواعد من النساء)، بإزاء (الخوالف) من الرجال، قلنا له، إن القواعد من النساء، هن اللائي (قعدن) عن المحيض أو الإنجاب، ولذا قال سبحانه (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ)، ولو فرضنا بأن النساء (قواعد) عن الجهاد، فقد قعدن بأمر الله ورخصته، بيد أن (الخوالف) قعدوا عن الجهاد عصياناً لله . فإن قال إن فضيلة (الجهاد) تكمن بأصل التشريع، وهو الحصر بالرجال، قلنا، فمن تطوع خيراً، فهو خير له وفي التطوع زيادة في الفضل، شريطة أن لا تنبذ تشريعاً، أو تلغي حكماً، فإن قال بأن الغالب في الجهاد هو مسؤولية الرجال، قلنا، فإن لم تخرج المرأة للجهاد، فلا حرج عليها، كما أنه ليس على الأعمى والأعرج من حرج، وليس على الذين لا يجدون نفقة للجهاد من حرج . فإن قيل، إن الله يقول (وقرن في بيوتكن)، قلنا له أحسنت، لقد أمرهن الله بالقرار بالبيوت، والعناية بالأسرة ولكنه لم يقطع أمامهن سبيل الجهاد، ولم يستثنهن من الدفاع عن الأرض والعرض والدين . فإن قيل ما الخلاصة ؟ قلنا، إن الجهاد بالسيف (أو مطلق السلاح) جهادان : أولهما / الغزو في سبيل الله، أو الهجوم، وهو متوقف حالياً، وإن وجد، فللمرأة فيه حق التطوع، بالتمريض والسقاية، والمعونة، أو إدارة شأن البيت وحسن التبعل، وهما من الجهاد أيضاً . ثانيهما / جهاد الدفاع، والمرأة مأمورة به كما الرجل، فهي شريكته في الجهادين، قامت أو قعدت . والجهاد له طريقان أو وسيلتان أقرهما القرآن، وهما :- أولاً / الجهاد بالنفس، والمرأة لها فيه حصة كما أسلفنا وثانياً / الجهاد بالمال، وقد تتفوق فيه المرأة على الرجل حسب الإنفاق .
هل صحيح أن المجتمع العربي (ذكوري) ..والمجتمع الغربي (أنوثي) ؟ يدو أن مسألة الظاهر والباطن بدأت تكتنف كل الأشياء، بدءاً من المسائل التعبدية الخالصة، ومروراً السياسة وغيرها، وانتهاءً بصفات وطبقات المجتمع، حتى إننا بدئنا نلمس الظاهرية والباطنية في تعاملاتنا اليومية المجتمعية والأسرية، ومصداق ذلك ما تعارفه الناس من المثل القائل (إياكِ أعني ..واسمعي يا جارة) فعلى صعيد الفهومات الدينية، نجد الكثير من المفاهيم التي تتعلق بالعرفان والفتاوى والتفسير والتأويل، وكلها لا تخلو من انطباقات مع معاني الظاهر والباطن، حتى أننا نسمع غالباً أن للكتب السماوية (ظهر وبطن)، ولما يقوله الأنبياء والمرسلون من أحاديث ظهر وبطن، ولما يتفوه به العلماء ظهر وبطن أيضاً، ولست بحاجة للخوض في التفاصيل، فـ (إن اللبيب من الإشارة يفهمُ). وعلى صعيد السياسة في العالم، فحدث ولا حرج، فهناك الكثير من القادة والزعماء والرؤساء والملوك ممن يمثلون الواجهة (الظاهر) في أحزابهم أو حكوماتهم، بيد أن الفاعل الرئيسي والمحرك الكبير (الباطن) قد يقف خلف الكواليس، أو في العتمة، ودون أن يراه أحد، كأنموذج (سرجون) الذي كان يعمل خادماً لدى (يزيد) والذي أوحى وسوغ ليزيد قتل الحسين، ورأينا ألأتراك والفرس وغيرهم كيف عاثوا بقرارات أمراء المؤمنين في الدول التي يتمسح بها العرب ويسمونها عربية، ونتلمس تأثيرات اليهود والنصارى على قرارات أمراء المؤمنين في الدول التي يعتقد البعض إنها كانت إسلامية . وليس معنى هذا إننا نقف ضد من يعتنق بقية الأديان، مسيحياً كان أو يهودياً أو صابئياً أو غيرهم، ولسنا من دعاة التطرف، ولكننا نقف موقف (مستضد الضد) مع من يحمل مشروعاً دينياً متطرفاً كالمشروع الصهيوني أوالنغمة التي يعزفها بعض من يدعون أنهم حماة الصليب، يريدون بها أن يطفئوا نور الله في الأرض، ويقمعوا وجود الإنسان . في السياسات المعاصرة، قد يتصور البعض إن الرئيس الأمريكي هو الأب الراعي لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية، غير ملتفت إلى الأيدي المؤسساتية والشركات الاستثمارية والعقارية، وأصحاب رؤوس الأموال، واللوبي الصهيوني في الوقوف خلف الكواليس والتأثير على القرارات ومفردات الأجندات والتطبيقات، ولست أخفي دهشتي من همسة همسها بأذني بعض من أعرف، حين قال لي – والعهدة عليه – بأن أي قرار أو مشروع أمريكي لن يبصر النور دون أن يوافق عليه (اللوبي الصهيوني) ويباركه (البابا) شخصياً . وعلى كل الأصعدة، فهناك الظاهر والباطن، وهنا أتذكر مثلاً عراقياً كان يردده العراقيون الذين سافروا في حينها الى دول أوربا والدول العربية، فقد كانوا حين يتذاكرون (الفساد) والانفتاح والانشراح يرددون المثل العامي الذي يقول (القول لندن ..والفعل بيروت)، ومعناه أن السمعة للندن، بيد أن الفعل الحقيقي في بيروت، ولست معنياً بصحة أو خطأ هذا القول (المثل) أو غيره، ولكنني أوردته لأثبت أن (الظاهر والباطن) موجود بأدق وأكبر تفاصيل حياتنا . وللعودة الى أصل عنوان المقالة، فعلينا أن نتسائل عن معنى كون المجتمع (ذكوري) أو (أنوثي)، فالأعم الأغلب من الناس، والمرأة العربية الذات، تتهم المجتمع العربي بأنه مجتمع (ذكوري) ولا مجال للمرأة فيه، وهذا ما طبل وزمر له أعداء المجتمع العربي والإسلامي في الغرب . والكثير من الناس، والمجتمعات النسوية العربية بالذات، تثني على المجتمعات الغربية، وتعتبرها مجتمعات (أنوثية)، وتشعر أن فيها للمرأة متسعاً وأفقاً شاسعاً، وهذا ما تشبث به الغربيون، واعتبروه مفخرة لهم، وهلل وكبّر له المتأثرون بثقافة الغرب . ولكي نكون دقيقين في التوصيف، فعلينا أن ننتبه الى أن البعض يتصور بأن أنوثة المجتمع تتمثل بالإباحية والعري والمتاجرة بأجساد ومفاتن النساء وتسويق البضائع من خلال صورهن المثيرة للشهوة والغريزة والمسيلة للدموع واللعاب بنفس الوقت، و هذا الكم الهائل من الأفلام والصور الإباحية، بل البعض يرى (أنوثة) المجتمع الغربي من خلال إعطاء الحرية للبنت - حين تبلغ الثامنة عشر - لكي تغادر بيت العائلة وتلتحق بالحشـّاشين ومدمني المخدرات وتتسكع في الأحياء وتمارس الجنس أو ترتاد بيوت الدعارة وتتعرض للاغتصاب والامتهان أو استغلالها والمتاجرة بجسدها، كل هذا لتشعر أنها كائن موجود، وتتمتع بحريتها وكيانها، فهذا سوء فهم لمعنى الحرية وكرامة ووجود المرأة، ولا داعي لأن نناقش في التفاصيل، ولو أن مجتمعاتنا العربية في الوقت الحاضر ليست بمعزل عن هذه الممارسات الأخلاقية تماماً، ولدينا من جرائم الاغتصاب وأمراض السحاق والمثلية وانتشار بيوت الدعارة ومحلات المتاجرة بالنساء وغيرها ما لا يمكن كتمانه، ولا يمكن البوح به . وعلى كل حال، فهناك - أيضاً - من يرى (أنوثة) و (ذكورة) المجتمعات من خلال نسب توزيع المناصب والمقاعد والوظائف بين النساء والرجال في المجتمع، وهذه طريقة خاطئة ومخطئة أخرى، لأن المجتمع العربي والإسلامي يؤمن بأن صلاح المجتمع لا يكتمل إلا على يد امرأة، ولذا أمرها طلب العلم والثقافة، ثم أعطاها (أهمية ودور وصلاحية ووجوب) أن تتولى رعاية البيت، وحماية أمن الأطفال والأسرة من الانزلاق في المهاوي، وأعطاها أكبر وظيفة من وظائف الكون، وهي بناء الأسرة، التي من خلالها سيتم بناء المجتمع بكامله، ولا أعتقد بأن وظائف (الصادر والوارد) أو وظائف السكرتارية أو العمل كنادلة في الكافتيريات والمقاهي يمكن أن توازي حجم وأهمية مسؤولية بناء المجتمع . ولكي نفهم أي المجتمعين ذكوري وأيهما أنوثي، فعلينا أن نعرف بأن أغلب أفراد وشركات المجتمع الغربي كانت وما زالت تعتبر المرأة سلعة للتسويق، خصوصاً عمليات التسويق إلى المجتمعات العربية التي يؤمن أغلب أفرادها بأن أهم ما في الإنسان هو (البطن ..وما تحت البطن)، ولأن أغلب أفراد المجتمع الغربي كانوا قد عاصروا الإباحية والابتذال واعتادوها، وأصبحت لديهم من المألوفات والمسلّمات، فقد اكتنزت بوعيهم مفاهيم أن المرأة سهلة ورخيصة ومباحة، وإنها ليست بالغلاء الذي تتصوره، ولذلك، فقد فقدت المرأة الغربية شعاعها وأنوثتها وأهمية وجودها المعنوي، وفقدت تأثيرها وسحرها على الرجل، وهذا ما دفع بالأمريكية (أنجيلا ديفز) أن ترفع شعار (الرجل سيد العالم) كرد فعل متناغم مع اليأس والإحباط الذي أصاب المرأة الغربية، وهو يشبه مقولة (اليد التي لا تستطيع قطعها، فعليك تقبيلها) . في وقت نجد فيه أن المرأة في المجتمع العربية، ما زالت تمثل مصدراً من مصادر الخلق المجتمعي، وتشكل عند الرجل العربي وسيلة من وسائل الارتياح والأمان، وتسبب له الرغبة في اكتشاف عوالمها المخفية (الغالية) جداً، وما زالت المرأة التي ترتدي القناع تثير رغبة العربي في سبر أغوار عالم الأنوثة، ولهذا، وبسب طبيعة تكوين وحرارة الرجل العربي، ما زالت المرأة لديه، تمثل التناغم الحقيقي مع الاحترام والتبجيل، ونجد أن للمرأة تأثيراً واضحاً على سياسة وأحكام وقدرات وقرارات الرجل في المجتمع العربي، بدءاً من أبسط قرارات الأسرة، وانتهاءً بقرارات الساسة والمسؤولين في الحكومات، وهذا موجود في ماضي الأمة العربية وحاضرها، وسيمتد إلى مستقبلها، وكلنا يتذكر كيف أن (دولة كندة) قد تقوضت تحت مطارق جمال وأنوثة امرأتين فارسيتين . وختاماً ...علينا أن نتذكر بأن الصوت الغربي الذي رفع شعار (الرجل سيد العالم)، فإن المجتمع العربي ما زال يردد شعار (وراء كل رجل عظيم امرأة) ....وهنا يكمن الظاهر والباطن في سلطة القرار والتأثير في المجتمع . ما يجب أن تعرفه المرأة المسلمة عن نفسها الإسلام - كدين إنساني - مبتلى بالتقوّلات والتخرصات التي يثيرها أعداءه من جهة، ومبتلى أيضاً بسوء الفهم المجتمعي - الناتج عن سوء الإفتاء - من جهة أُخرى، فغالباً ما يطلع علينا أعداء الإسلام بكتاب أو مقالة أو دراسة تتناول مفهوماً من المفاهيم الإسلامية بالنقد الذي يصل حد التجريح والتقريع والاتهام فيما يخص حقوق الإنسان، وبالذات حقوق المرأة في الإسلام، معززاً بالصور والوثائق التي تدين تعامل ورؤية الإسلام للمرأة، متكئاً على سوء تصرفات البعض من المتمسحين بعباءة الإسلام، وتواتر الأحداث التي يقوم بها جهلة المتدينين تجاه هذا الكائن الأهم والأجمل والذي نسميه غالباً بـ المرأة . فالمجتمع الغربي – باعتباره عبداً لآلة الإعلام - ينظر إلى مفردات وتشريعات وتطبيقات الدين الإسلامي على أنها القيد الأكثر قسوة من بين القيود الاجتماعية التي فُرضت على المرأة في كل مجتمعات العالم، ويرى بأن الإسلام يشكل بمفاهيمه وتشريعاته نوعاً من أنواع الاعتقال والمصادرة لقابليات المرأة الفكرية ووسيلة من وسائل إذابة طاقاتها الكامنة، متناسياً بأن المسلمين – على أقل اعتبار – قد سبقوا الغربيين بقرون طويلة في إلغاء ممارسة (بيع النساء) في سوق النخاسة، والتي بقي الغرب يمارسها حتى عقود قريبة، ولو أنه ما زال يستخدم هذه التجارة - النخاسة - بأسلوبية جديدة في المتاجرة بجسد وكرامة وقيمة المرأة . وأعتقد أن سبب هجوم المجتمع الغربي على تعامل الإسلام مع المرأة لا يكمن في توجهات وإملاءات الإعلام الغربي فقط، بل إن جزءً كبيراً من المسؤولية يقع على عاتق الكتاب والإعلاميين والمفكرين الإسلاميين الذين لم يخاطبوا العقل العربي والغربي بما يحمله الدين الإسلامي من احترام للمرأة يفوق كثيراً ما يحمله المجتمع الغربي للمرأة من احترام وتقدير . إن أول مشاكل الإسلام مع الكتّاب السطحيين هي مشكلة تأكيد الإسلام على أن تكون مملكة المرأة داخل بيتها، دون مراعاة أن الدين الإسلامي إذ (يحبذ) للمرأة البقاء في البيت – ولا أقول (فرض) عليها البقاء في البيت - فإنما يريد لها أن تضطلع بأكبر مسؤولية من مسؤوليات بناء المجتمع، وتحديد شكل مستقبله وخطوات تكامله، وذلك حين منحها الصلاحيات الواسعة في التعامل مع أخطر مرحلة من مراحل بدايات تشكيل المؤسسة الاجتماعية المتمثلة بـ الطفل، ومنحها سلطة بلورة فكره ووعيه ورؤيته للخارج، وهو بذلك يمنحها – دون الرجل - الثقة الأكبر في هذا الجانب من الجوانب الوظيفية، وهو في حقيقته تفضيل (واضح) للمرأة على الرجل بمقتضى أهمية الدور والفاعلية، بل جعل الرجل وسيلة من وسائل توفير مستلزمات الحياة والأمان للمرأة والطفل، وفرض عليه العمل كعامل مهم من عوامل منح المرأة متسعاً لتقوم بدورها الخطير في البناء . وحين فرض الجهاد على الرجل وحجبه عن المرأة فذلك ليس امتهاناً لدور المرأة أو قدرتها، بل لأنه يؤمن بأن المرأة تمثل (المعسكر التدريبي) الأكثر أهمية في صناعة أجيال تؤمن بالوطن والإنسانية، ويمكن للمرأة أن تزج بنتاج وعصارة جهدها إلى ميدان المعركة بما صنعته من جيل وأشخاص . ومن جانب آخر فان الإسلام الحقيقي تعامل مع المرأة على أنها كيان مستقل ومقدس، واحترم خصوصياتها التي من شأنها أن تمنحها التألق في مسيرتها العملية، ولم يسخرها كأداة استقطاب لنزوات الرجل أو وسيلة رخيصة من وسائل الدعاية لضمان ترويج البضائع وزيادة المبيعات من المنتجات، ولم يغمطها حقها ودورها الخطير، ولم يركز دورها على مقدار ما تملكه من صفات أنثوية (تجارية) تتعلق بالجمال الجسدي ولم يتجاوز فيها القيم الجمالية الروحية والفكرية . إن الفهم الإسلامي للمرأة والرجل يكمن في التفريق بين الأدوار والوظائف ليس إلاّ، فلو أننا تخيلنا أن شركة من شركات صناعة الحاسبات (الكومبيوترات) قد أنتجت حاسبتين متماثلتين بالقدرة والاستيعاب والسرعة والدقة والذاكرة والسعة، ولكن إحدى الحاسبتين كان المفترض بها أن تزج في أعمال التصميم، ولذا تم شحنها بالبرامج المتعلقة بهذا التخصص، والثانية خصصت للأعمال الحسابية، فاقتضت الضرورة أن يتم شحنها ببرامج المنطق والعمليات الحسابية المتعلقة بالرياضيات العليا، ومع مراعاة مكان وأجواء العمل تم تغيير بعض مفردات التصاميم الخارجية للحاسبتين، وبالتالي، فالتماثل والتفاضل لا يأتي من القدرة وسعة الخزن والسرعة وغيرها من مواصفات المصنع ما دامت الحاسبتان تحملان نفس المواصفات ولكن التفاضل بينهما يأتي من خلال الدور والوظيفة، وتحسب القيمة بناءً على مقدار الإنتاج نوعاً وكمّاً . ومن هنا يمكننا أن نفهم بأن الدور الأهم والأخطر هو الجهد المبذول في بناء الإنسان جسدياً ونفسياً واجتماعياً وثقافياً في مراحله الأولى، ويمكن لهذا الدور أن يصبح من أسوأ الأدوار إذا انزاح نحو هدم الإنسان أو بناءه بالشكل الذي يعرقل مسيرته في المجتمع . مشيرين إلى حقيقة امتلاك الرجل والمرأة لنفس القابلية والقدرة على تبادل الأدوار، حيث يمكن للرجل أن يأخذ دور المرأة وأن تأخذ المرأة دور الرجل حين تقتضي الضرورة، كما يمكن تحميل إحدى الحاسبتين ببرامج الحاسبة الأخرى . فالإسلام يؤمن بفاعلية المرأة في المجتمع، وأهميتها في الوجود، واستقلاليتها، وهو أول من أشار إلى أن حاجة الرجل للمرأة في عملية التناسل أشد من حاجة المرأة إليه، فبمقدور المرأة أن تستغني عن وجود الرجل في عملية الإخصاب عبر قصة السيدة (مريم) الواردة في القرآن، والتي أصبحت حقيقة علمية بعد استكشافات عملية الاستنساخ البشري والتي أثبتت أن بويضة المرأة يمكن أن تستغني عن (حيامن) الرجل وتعويضها بنواة من أي خلية بشرية، مع وجود العامل الفيزيائي المحفز (كما أثبته الدكتور ماك ديرميت) في أبحاثه الأخيرة حول الاستنساخ البشري . ومن الغريب أن المرأة المسلمة لا تعي حجم وأهمية مواصفاتها الأصلية ولا تعرف بالضبط مقدار حقوقها وواجباتها، وهذا ليس بسبب إغماض الإسلام عن حقوق المرأة وتجاوز خطورة دورها، بل المسألة تتعلق بخبث ولؤم أعداء المرأة من المتدينين الذين ادخروا كل طاقتهم في إضفاء الضبابية والتعتيم على حقيقة رؤية وفهم الإسلام للمرأة من جهة، وعلى قدرة المرأة نفسها على استيعاب دورها وفعاليتها الطبيعية التي أرادها لها الإسلام، وإحجامها عن مناقشة ومساجلة المتدينين حول حقيقة رؤية الإسلام للمرأة، بل أجد أن النساء اللواتي بحثن في هذا الموضوع يكدن لا يتعدين عدد الأصابع، وإن كان أغلبهن لا يدخلن البيوت من أبوابها، بل يحاولن الانفلات عن الواقع والثورة بوجه المجتمع بسبب النقمة والشعور بالاضطهاد، فتأتي أبحاثهن متشنجة ومتوترة ومدعاة للرفض . ولسنا نقصد من هذا المقال أن نتعرض إلى ما يدّعيه أعداء الإسلام بخصوص رؤية الإسلام للمرأة، ولكننا نطمح إلى إفهام المرأة بضرورة استلهام روح الوعي والثقافة التي تفتح أمامها سبل الالتحاق بالركب الاجتماعي، وبما يؤهلها لممارسة دورها الخطير في المجتمع . إن إلصاق مقولة إن (النساء نواقص عقول، نواقص حظوظ، نواقص إيمان ) بأمير المؤمنين (علي) عليه السلام، إن هي إلاّ واحدة من آلات الإعلام التي زجها الأمويون لإثارة حفيظة زوجات النبي ضد علي بن أبي طالب، وإلا فليس من المعقول أن هذا الإنسان - الذي عرف عنه أنه من أساطين البحث عن كرامة وقيمة الإنسان – يمكن أن ينتهك حرمة كائن من الكائنات، مع علمه بوجود حواء، وأمهات المؤمنين، وآسيا بنت مزاحم، ومريم العذراء، وخديجة الكبرى، وزوجته الزهراء بنت رسول الله (ص)، وابنته (عقيلة البيت الهاشمي) زينب . وليت شعري كيف يقر الدين بـ (نقص عقل المرأة) ثم يأمرها بطلب العلم والتفقه فيه ؟ فتحصيل الثقافة والعلم واجب (عينيّ) على المرأة، ولا يمكن للمرأة التنصل عن واجبها الشرعي، وذلك لقول رسول الإنسانية (صلى الله عليه وآله) عندما يقول بعبارة واضحة غير قابلة للتأويل والتغيير والاجتهاد : طلب العلم (فريضة) على كل مسلم ومسلمة، ولا أعتقد أن هناك رجلاً وامرأة يصعب عليهما فهم معنى الفريضة، فكما أن الصلاة والصيام وغيرهما من العبادات تمثل فرائض وواجبات (عينية) على جميع المسلمين، فكذلك طلب العلم لا يقل أهميّة عن بقية الفرائض والمسؤوليات والواجبات الملقاة على عاتق المسلمين لاستكمال انتمائهم للدين الإسلامي . بل من المنطقي أن طلب العلم على المرأة أشد فرضاً مما هو عليه لدى الرجل، ذلك لأن المرأة تتحمل شرف ومسؤولية بناء الكائن البشري علمياً وتربوياً وأخلاقياً وتهيئه للخروج إلى المجتمع ومواجهة التحديات والتداعيات، ولسنا نفهم كيف يمكن أن تمارس المرأة دورها هذا دون أن تمتلك القدر الأوسع من العلم والثقافة وبالشكل الذي يمنحها متسعاً لتشكيل نفسية الطفل وثقته بنفسه لمواجهة المجتمع ومواكبته . ولو إننا أجرينا استفتاءً لدى عدد من النساء اللواتي لمعرفة مقدار معرفتهن بحقوقهن الزوجية لخلصنا إلى نتيجة محبطة، ولعرفنا أن أغلبية النساء المسلمات – وغيرهن - لا يعرفن من حقوقهن الزوجية غير المهر المقدم (الحاضر)، ومؤخر الصداق، وغرفة النوم المصنوعة من (الساج)، ومجموعة ملابس من سوق (الإكسسوارات) حسب مستوى رغبة المرأة في التباهي، وما إلى ذلك من الأمور التي لا تشكل ثقلاً في ميزان الحقوق والواجبات . وربما أن المرأة لا تشعر بأن الله فضلها على الرجل، فألقى إليها وظيفة بناء الإنسان وتكامله، وألقى للرجل وظيفة وواجب أن يتقدم وأن يخطب وأن يضحي وأن ينفق وأن يتعب وأن يتواضع وأن يبذل الجهد من أجل الحصول على رضا المرأة، ومن أجل أن يستحق الرجل بعدها الاقتران بهذا الكائن الرائع الناعم، والقوي المتمكن، الذي جعل الله الوصية فيه وليس إليه، حتى ليخيل لمن له وعي بأن الله أحرص على المرأة منه على الرجل، وأن المرأة أحب إليه من الرجل، وأنه – سبحانه – لم يشأ أن تبتذل مخلوقته الأثيرة أو ينالها الرجل بسهولة، فأتعبه للوصول إليها، وضمن لها حقوقها ومستقبلها، كي لا يفرط بها أو يضطهدها . ولو أننا سألنا أية امرأة عن بقية حقوقها لقدمت لنا قائمة (متواضعة) ومملة من المفاهيم العامة دون الخوض بتفاصيلها، فنراها تتشدق بمفردات مثل (حريتي) و (كرامتي) و (استقلاليتي) و (شخصيتي) وغيرها من المصطلحات المستهلكة، والتي يبدو لي أنها دون استحقاقات المرأة التي أرادها لها الله بكثير، وهي بذلك تشبه إنساناً بيتاً كبيراً، يحتاج إلى تنظف وإعادة ترتيب، فيغادره، ويبحث عن بيت جديد للاستئجار . ولو أننا بدأنا – على سبيل المثال - بطرح سؤال ربما يصعب على الكثير من النساء الإجابة عليه وهو : هل يحق للزوجة أن تمنع زوجها من الزواج بامرأة ثانية ؟؟ ومهما يكن جواب المرأة، ولكننا سنجيب نيابة عنها بكلمة (نعم)، فالإسلام رغم إباحته لتعدد الزوجات ولكنه أعطى الحق للزوجة أن تشترط على زوجها – أثناء العقد - أن لا يتزوج بأُخرى دون موافقتها، ليس هذا فقط، بل لتعرف المرأة المسلمة أن الإسلام نظر إليها بتوقير واحترام والتقدير بالشكل الذي لم تنظر به بقية الشرائع والقوانين الأرضية إليها، بل نظر إلى ضرورة التزام الرجل بالعدالة والمساواة المعقولة بين زوجاته حتى بعد موافقة المرأة أن يقرنها زوجها بزوجة ثانية، فقد جعل الله سبحانه – نفسه – محامياً مراقباً مدافعاً عن حق المرأة، مع الاحتفاظ بخصوصية الرجل وحقوقه هو الآخر . فالإسلام لا يوجب على المرأة القيام بالأعمال المنزلية في بيت الزوجية، وبالتالي فقد منحها حق المطالبة بالخادمة، ذلك لأن الإسلام يفرق بين وجود المرأة كـ (سيدة) للمنزل وبين وظيفة الخادمة، واكتفى بتصديها لمسؤولية التربية والعناية بالأولاد وعدم الانشغال عنهم، كما لم يلزمها رضاعة الطفل، ومنحها حق أخذ الأجرة على الرضاعة، أو الامتناع أصلاً عن إرضاع المولود إذا كان ذلك يسبب لها حرجاً أو يسبب لها ترهلاً أو فقدانا لقيمة من قيم جمالها الجسدية، لأن الإسلام لا يريد إخراج أو عزل المرأة عن جسدها، وربما هو ينتبه إلى ضرورة وأهمية وجود القيم الجمالية الجسدية لاستمرار الألفة بين الرجل والمرأة . ومما يُسغرب أن المرأة المسلمة – حتى بعد مرور ألف وأربعمائة ونيف من الأعوام على نزول الوحي - تعتقد بأن (مؤخر الصداق) هو ضمان مؤجل لها، وأنها لا تستحقه إلا بعد الطلاق، ولا تعي أن مؤخر الصداق هو من حقها الثابت الذي يمكنها المطالبة به متى تشاء، بل إن البعض من علماء الدين لا يقرون بوجود صداقين (مقدم) و(مؤخر) بل كلاهما مقدم، ولكن أحدهما يبقى دين بذمة الزوج يسدده للزوجة حين (المطالبة) أو (الميسرة) . ومنحها الشارع المقدس – جل ثناؤه - حرية التصرف بأموالها أسوة بالرجل،ولم يمنح الرجل حق التصرف بأموالها دون موافقتها، ثم فضلها على الرجل حين جعل سهمها من الإرث نصف سهم الرجل، لأنه أعطاها حق الاحتفاظ بسهمها وادخاره أو استثماره دون الرجوع لرأي أو موافقة الزوج، بينما (أمر) الرجل بإنفاق سهمه عليها، هذا إلى الكثير مما يجب على المرأة المسلمة أن تطلع عليه من حقوقها التي فرضها لها الشارع المقدس . فهي مأمورة بطلب العلم والتفقه كنظيرها الرجل، وإلاّ فإن جهلها بدينها وعدم فهمها لحقوقها قد يفسح المجال أما المتخرصين وأعداء الإسلام لإحراجها عند النقاشات والحوارات التي يراد منها الطعن بالإسلام، وهي بعجزها عن مواصلة الحوار تقوم بتشجيع هؤلاء ونظرائهم في التعرض للمفاهيم الإسلامية الإنسانية، فنحن لا نريد للمرأة المسلمة أن تصاب بحالة من الـ ( بُكم ) الناتج عن قلة الثقافة عندما تُسأل عن حقوقها التي ضمنها لها الإسلام .
شذرات .. من أقوال السيد الشهيد محمد صادق الصدر في المرأة 1/ والتدخل في الأمور الاجتماعية، فانه غالبا وعرفا للرجال وليس للنساء ولا يخفى ما فيه من احراجات وإزعاجات حتى تؤدي إلى السجن أو التعويق أو القتل أو الغرق أو الحرق في حين تضمن المرأة سلامتها من هذه الجهات والشارع المقدس حين أعفاها عن الرئاسة والولاية إنما ضمن سلامتها من هذه الجهة وضمن الراحة لها في الحقيقة .
إن الله تعالى ابتلى الرجل بمسؤولية الاجتهاد والفتوى، بل قد يكون ذلك واجبا إما بالوجوب الكفائي أو بالوجوب العيني أحيانا في حين يكون ذلك ساقطا عن ذمة المرأة أي ليس واجبا وان كان مستحبا ولكنه لا يحتمل فيه الوجوب أصلا، فإذا علمنا أن مسؤولية الفتوى عظيمة عند الله وإنها مظنة الحرام والعقاب في الجحيم لأنها إذا كانت بغير حق ماذا تكون نتيجتها غير الجحيم، عرفنا عندئذ ما (حبـّا الله للمرأة من فراغ الذمة وعدم المسؤولية من هذه الناحية) فلا مورد لها أي للفتوى بالنسبة إلى النساء كي تبتلي بالعقوبة التي يمكن أن يبتلي بها الرجال
أن ننظر إلى الثواب الجزيل الذي وضعه الشارع المقدس الله سبحانه وتعالى المولى الحقيقي وضعه للمرأة إذا قامت بمسؤوليتها الشرعية وأطاعت ربها حق الطاعة قال الله تعالى(إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) وقال تعالى(إن أكرمكم عند الله اتقاكم) فلو كانت المرأة أفضل في التقوى من أي واحد من الرجال كانت خير منه، ولا تزاحم في ذلك ولا بأس به، وقال تعالى :(لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فلو كانت المرأة أعلى درجة في العلم أي في العلم الحق في الحقيقة من أي واحد من الرجال كانت خيرا منهم كما قال الشاعر : ولو أن النساء كمن عنينا .... لفضلت النساء على الرجال
كشف الرجل رأسه في الحج فان ذلك واجب وجزء من الإحرام كما ثبت في الشريعة في حين إن هذا غير موجود للمرأة فلها أن تلف رأسها اعتياديا ويلحق بذلك عدم جواز التظليل للرجل ومعنى ذلك أن الرجل يجب أن يبقى رأسه تحت الأنواء الجوية من حر أو برد أو رياح أو شمس في حين إن المرأة سالمة من كل ذلك وهذا وان كان في سبيل الله والإطاعة لأمر الله، والتضحية في سبيل الله أمر جيد وقليل أمام الله سبحانه وتعالى ولكن كما قال الإمام في بعض الأدعية (ولكن عافيتك أوسع لي) فالمرأة من هذه الناحية في عافية .
5/ ومن الممكن القول وهذا بمنزلة النتيجة انه إذا قيست مصاعب المرأة التي تشتكي منها هي بمصاعب الرجل فان مصاعب الرجل عموما أقوى وأرجح من مصاعب المرأة وهذا من (النعم الإلهية) بطبيعة الحال على المرأة .
وقد ورد بمضمون :إن جهاد المرأة حسن التبعل وحسن تربيتها لأولادها، وهو التعويض الذي عوضها الله سبحانه وتعالى به عن تحمل مسؤولية الجهاد للرجال، ومعنى ذلك وهو أيضا قلما يلتفت إليه إن لهن في العناية بالزوج والأولاد ثواب الجهاد فعلا وان التي تموت في هذا الصدد تموت شهيدة كالذي يموت في الجهاد فعلا ومن المعروف إن المرأة لو ماتت في الولادة وانتم تعرفوه وموجود في الارتكاز المتشرعي ومروي إن المرأة لو ماتت في الولادة فإنها ممن تجب لها الجنة، وقد كان الطب خلال مئات السنين السابقة ضعيفا ومن هنا كان موت الوالدات ظاهرة متكررة كثيرا فإذا ماتت المرأة عند الولادة وهي بعقيدة سليمة دخلت الجنة لا محالة .
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |