بحوث

أدب الأطفال في الوطن العربي

أدب الأطفال في العراق

الدكتور جميل حمداوي

المملكة المغربية / الناضور

توطئـــــة:

تعتبر العراق من أهم الدول العربية التي ركزت منذ وقت مبكر على أدب الأطفال سردا وشعرا وصحافة ونقدا ودراسة. وقد أولت العراق كامل عنايتها بفلذات أكبادها، وأعطت اهتماما زائدا بالطفل من مرحلة الروض حتى مرحلة الفتوة والمراهقة، فرسمت مجموعة من البرامج والمخططات التنموية للنهوض بالطفل العراقي في جميع الميادين، فاهتمت بجوانبه السيكولوجية والاجتماعية والتربوية والأدبية والعلمية. ثم سطرت مناهج اشتراكية علمانية إبان عهد حزب البعث في توجيه المدارس والهوايات والبرامج والأنشطة والكتب.

من المعلوم أن أدب الطفل لم يظهر في العراق بشكل حقيقي وفعال إلا في أواخر الستينيات من القرن العشرين متمثلا بصدور مجلة" مجلتي". وبعد ذلك أتبعت هذه الصحيفة بجريدة" المزمار" التي كان لها صيت كبير على مستوى الداخل والخارج، ومن هذه الفترة انطلق أدب الأطفال في تطوره مدا وجزرا حسب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعليه، فقد سار أدب الأطفال في العراق عبر مجموعة من المسارات الفنية والجمالية: كمرحلة الترجمة، ومرحلة الاقتباس، ومرحلة التأليف، ومرحلة التجريب، ومرحلة الإبداع، ومرحلة التأصيل .

ويمكن القول أيضا أنه اتبع مجموعة من المراحل التاريخية كمرحلة النشأة والتأسيس من العشرينيات حتى الستينيات من القرن العشرين، ومرحلة التطور والازدهار من السبعينيات حتى التسعينيات، ومرحلة التراجع والانحسار و مرحلة مراجعة الذات مع سنوات الألفية الثالثة.

إذا، ما هو واقع أدب الأطفال في العراق؟ وما هي الخطوات التي مر بها على مستوى التشكيل والتطوير؟ وما هي أهم الإنجازات التي حققها في مجال السرديات والمسرح والصحافة والفنون والمعارف الموسوعية؟

شعــــر الأطفـــال:

ظهر شعر الأطفال في العراق في العشرينيات من القرن العشرين تحت تأثير أحمد شوقي الذي كان يعد الرائد الحقيقي لأدب الأطفال في العالم العربي كما يتجلى ذلك واضحا في ديوانه " الشوقيات". ومن المجلات التي كانت متخصصة في نشر قصائد الأطفال نلفي مجلة" التلميذ العراقي" التي خرجت إلى حيز الوجود عام 1923م.

ومن أهم الشعراء العراقيين الذين كتبوا للأطفال نذكر: مصطفى جواد، ومحمد رضا الشبيبي، ومعروف الرصافي، ومحمد بهجت الأثري، وجميل الزهاوي، وعبد المحسن ألكاظمي.

ومن المعلوم أن الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي قد خصص للأطفال ديوانا شعريا بعنوان" تمائم التربية والتعليم" يحمل في طياته مجموعة من القصائد والأناشيد والمقطوعات الشعرية الطفلية ذات الأهداف التربوية والتعليمية والتهذيبية .

ولا ننسى أيضا الشاعر محمد باقر سماكة، عبد الرزاق الربيعي، عبد الرزاق عبد الواحد، مالك المطلبي، خيون دواي الفهد، محمد جبار حسن،سعد جاسم، كريم العراقي، جليل خزعل، صلاح حسن، فاضل عباس ألكعبي، الشاعر أحمد حقي الحلي، الذي أصدر مجموعتين شعريتين، أولاهما طبعت في مصر تحت عنوان:"الأناشيد الطفلية".

ومن يتأمل برامج المحفوظات المدرسية العراقية أو المناهج والمقررات المدرسية الابتدائية، فسيجد مجموعة من النصوص والأناشيد الشعرية الموجهة إلى التلاميذ الأطفال سواء أكانوا بنينا أم بنات في مختلف مستوياتهم العمرية والنفسية و(البيداغوجية).

وقد قامت مجلتا" مجلتي" و"المزمار" داخل الوطن وخارجه بدور هام في تنشيط أدب الأطفال بصفة عامة وتحفيز الشعراء المبدعين على نظم القصائد والأناشيد بصفة خاصة.

لكن مع التسعينيات من القرن العشرين، سيلاحظ المرء أن كثيرا من صحف الأطفال في العراق، قد تعطلت بسبب الظروف الطارئة بعد حرب الخليج الأولى على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري والثقافي ... محليا وعربيا ودوليا.

ولكن في المقابل وجدنا بعض الصحف العراقية الأخرى تخصص ملاحقها للأطفال ... يوميا أو أسبوعيا أو شهريا، كملحق ( تموز) الذي كان يصدر عن جريدة الجمهورية وملحق( شمس الصباح ) الذي صدر عن جريدة الصباح، و الملحق الأسبوعي لجريدة " طريق الشعب" وسواهما من الصحف اليومية والأسبوعية والشهرية.

سرديات الأطفال:

من المعلوم أن أدب الأطفال، على المستوى السردي والحكائي قصة ورواية وحكاية، لم يظهر في العراق إلا في فترة متأخرة من القرن العشرين لأسباب ذاتية وموضوعية. ومن ثم، لم تعن صحافة الأطفال في بداياتها الأولى " بالقصص التي ينجذب نحوها الأطفال حيث لم يحظ الأدب القصصي في مجمله إلا بنسب واطئة، ولم تظهر قصة الطفل ببعض مواصفاتها الحالية إلا في فترة متأخرة... حيث كان الأدب القصصي يتمثل قبل ذلك في مادة قوامها الحوادث التي تصاغ بشكل قريب من المقال القصصي، منها ما هي وقائع حديثة ومنها ما هي مستمدة من التاريخ، إضافة إلى بعض الحكايات الشعبية والحكايات المترجمة عن لغات أخرى."( )

ويذهب الدكتور عمر محمد الطالب في دراسة بعنوان:( قصص الأطفال في العراق بعد ثورة 17 تموز) ( )إلى أن الفترة ما بين الأعوام 1969 و1976م لم تثمر عن نتائج إيجابية فيما يخص سرديات الطفل . لكن إصدارات ( دائرة ثقافة الطفل)، " قد ساعدت على تفادي كثير من سلبيات ذلك التطور, وقد درس (عمر محمد الطالب) مائة قصة عراقية كتبت للأطفال بين عامي 1971-1979، وانتهى إلى حقائق أثبتت له أن هذا الفن لم يزدهر في العراق كما وكيفا إلا بعد ثورة 17 تموز 1968 بفضل تشجيع الدولة واهتمامها به .
وترى هذه الدراسة أن الكتاب العراقيين قد استفادوا كثيرا من التراث القصصي العربي ... وترى هذه الدراسة أيضا أن قصص الأطفال في العراق تجمع بين المتعة والفائدة، وتعتمد على فن الرسم، وتربط الأطفال بواقعهم المعيشي، وأن قصاصي الأطفال يجيدون صنعتهم وينجحون في توظيف كل عناصر القصة. وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة فإننا نراها – يقول الدكتور محمد أنقار- تتسم في كثير من جوانبها بالمبالغة وتجاوز الحقيقة".( )

ومن القصص التي ظهرت في العراق في تلك الفترة قصص الحيوان والنبات والجماد، وقصص الخوارق، وقصص البطولة والمغامرة، والقصص التاريخية، والقصة العلمية، والقصة الإنسانية والتعليمية، وقصص البطولة، بمفهومها الفدائي، المرتبطة بقضية فلسطين السليبة.

ومن أهم كتاب القصة والرواية والحكاية الطفلية بالعراق نستحضر على سبيل المثال: جاسم محمد صالح الذي ألف مجموعة من الأعمال السردية الطفلية كالروايات المصورة وغير المصورة" حميد البلام"، و"الليرات العشر"، و"الحصار"، و"الصفعة"، و"السيف"، و"الفأس"، و"صالح الخراشي"، و"ملكة الشمس"، و"منقذ اليعربي" ... كما أبدع أيضا العديد من المجموعات القصصية الطفلية مثل: مجموعة "الشجرة الطيبة" التي صدرت عام 1976، و"عروس البستان"، و"السمكة الملونة"، و"الحصان الأبيض"...

ويمكن الحديث عن كتاب آخرين مثل: ميسلون هادي، وصالح مهدي، وجعفر صادق محمد صاحب كتاب" قصص الأطفال في العراق 1969 ـ 1979م"، وحنون مجيد صاحب قصة" مغامرة في ليل الغابة"، وحسن موسى، طلال حسن، زهير رسام، لؤي أمين، وهناك كتاب عراقيون آخرون أبدعوا الكثير من النصوص السردية في مجال أدب الأطفال من الصعب أن نحيط بها في هذه الدراسة الموجزة و المركزة.

مســـرح الأطفـــال:

من المعروف أن العراق قد عرف المسرح المدرسي والمسرح التعليمي ومسرح الأطفال ومسرح القاراقوز ومسرح الدمى والعرائس. ومن أهم كتاب مسرح الأطفال في العراق، لابد أن نستدعي في هذا الصدد: حقي الشبلي، وطارق الربيعي، وضياء منصور، وأنور حيران، وعمو زكي، وعيسى عزمي، ورؤوف توفيق، وعبد الستار القره غولي، وعبد القادر رحيم، ويوسف العاني، وطارق الحمداني، وقاسم محمد، ومنتهى محمد رحيم، وسعدون العبيدي، وسليم الجزائري، وطه سالم، وعزي الوهاب، وحيدر منعثر، وهيثم بهنام مؤلف مسرحية" الحكيمة والصياد"، وحنان عزيز، وفاضل عباس، وجبار محيبس، وحسين علي صالح، وعواطف نعيم، وخميس نوري، وجاسم محمد صالح الذي كتب مجموعة من المسرحيات الطفلية كمسرحية " فرح وفرح"، و" بيت للجميع"، و"الأصدقاء الطيبون"، و"أصدقاء الشمس".

وتدل كل هذه المعطيات على أن مسرح الأطفال بالعراق قد عرف في العقود الأخيرة ازدهارا ملحوظا وتطورا كبيرا على صعيد الكتابة والتجربة والتشخيص والإخراج والتأثيث السينوغرافي على المستويين: التنظيري و التطبيقي.

صحافة الأطفال:

صدرت في العراق مجموعة من الصحف من جرائد ومجلات متخصصة في أدب الأطفال. ومن أهم المجلات المعروفة في البلد نذكر: جريدة" التلميذ العراقي" التي ظهرت في سنة 1923م تحت إشراف سعيد فهيم، وبذلك تكون أولى صحيفة في العراق تتخصص في أدب الأطفال . كما خرجت إلى حيز الوجود جريدة" الكشاف العراقي" التي ظهرت سنة 1924م برئاسة محمود نديم، ومجلة" المدرسة" التي صدرت عام 1926م، وجريدة " التلميذ" التي صدرت سنة 1929م.

وظهرت أيضا مجلات أخرى كمجلة" الطلبة" سنة 1932م، ومجلة" الفتوة" سنة1934م، ومجلة" دنيا الأطفال" لزكي الحسني (عمو زكي) سنة 1945م، ومجلة" جنة الأطفال" لعمو زكي سنة 1960م، ومجلة " سند وهند" عام 1958م، ومجلة " روضة الأطفال" لتوفيق علي ثروت التي صدرت في شكل أعداد متفرقة ما بين سنوات الأربعين والخمسين من القرن العشرين. ومجلة " صندوق الدنيا" لحميد المحل سنة 1959م، ومجلة " الجيل الجديد " سنة1968م، وبعد ذلك، ظهرت مجلة" مجلتي" الصادرة عن وزارة الإعلام العراقية منذ عام 1969م، وصحيفة" المزمار" التي ظهرت عام 1970م، وكان يشرف عليها عبد الإله رؤوف وفاروق سلوم وأمل الشرقي وعبد الرزاق عبد الواحد،إلى جانب مساعدين آخرين كالدكتور جعفر صادق. ومجلة المسيرة التي صدرت عن منظمة الطلائع التابعة للاتحاد العام لشباب العراق وهي مجلة توجهت لبناء الطفل بناء وطنيا وقوميا مع مراعاة تعزيز الروح الوطنية والانتماء الحقيقي للوطن وعلى اعتبار أن العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية, بيد أن هذه المجلات الرائدة عراقيا وعربيا تعثرت ولم تواصل صدورها لأسباب سياسية ومالية منذ التسعينيات من القرن العشرين بسبب آثار حرب الخليج الأولى وظروف الحصار الظالم الذي فرض على العراق .

لكن بعد هذه الفترة، ظهرت مجموعة من الجرائد الأسبوعية واليومية التي خصصت ملحقات وصفحات لأدب الأطفال كجريدة الصباح (ملحق شمس الصباح )، وجريدة طريق الشعب صفحة الأطفال (الجيل الجديد) .

وهناك الحديث اليوم في العراق عن مجلة جديدة وهي مجلة" حبيبي" التي صدرت في بغداد راصدة أحوال الطفل العراقي الذي يبلغ عمره ما بين 12و14 سنة، وتزخر المجلة بمجموعة من القصص والقصص المصورة وقصص السيناريوهات، أما ملحق (شمس الصباح) وهو ملحق أسبوعي لجريدة الصباح الشبه حكومية يشرف عليه القاص والرسام لؤي أمين، فتعد في الوقت الحاضر ركيزة مهمة لثقافة الطفل العراقي الجديدة، لبراعة الكتابة وجمال الرسوم وحسن التبويب والتنظيم على الرغم من قلة العاملين في الملحق والذي لا يتجاوزون الأربعة أشخاص لكن عملهم كان متميزا جدا ويعادل عمل مؤسسة صحفية كبيرة وهذا راجع لإخلاص القاص لؤي أمين وحبه الصادق للطفولة ولتضحياته الجسيمة من اجل ترسيخ وبناء ثقافة أصيلة للطفل العراقي واحتضانه للكتاب والرسامين وللمبدعين العاملين في مجال أدب الطفل، وهذا سر النجاح المتألق لهذا الملحق الناجح والذي اكتسح الساحة العراقية في مجال مطبوع الطفل، وهناك مجلة للأطفال هي مجلة ( الجيل الآن) والتي تصدر عن اللجنة الوطنية للنزاهة وهي مهتمة بنشر ثقافة النزاهة والسلوك القويم في نفوس الأطفال وقد صدر منها بعض الأعداد التي لاقت رواجا لدى الأطفال ولكن مما يؤسف له أن القائمين على تحرير هذه المجلة غير متخصصين بأدب وثقافة الطفل .

وهناك مجلة (العصفور) التي تصدر عن المديرية العامة لتربية الكرخ الثانية تحت إشراف الأستاذ (محمد رويح ) مدير النشاط المدرسي في المديرية، وقد أثبتت هذه المجلة وجودها على الساحة الإعلامية وأخذت لها مكانا متميزا في الصحافة العراقية الموجه للطفل لأهمية المواد المنشورة فيها ولتوجهها التربوي والعلمي المدروسين .

كتب المعارف والموسوعات:

صدرت بالعراق مجموعة من كتب المعارف والفنون والمعاجم الموسوعية الموجهة إلى الأطفال، ومن هذه الكتب : كتاب" الطاقة الشمسية"، و" سلسلة الكتاب الذهبي" التي اشتملت على كتاب رحلات السندباد البحري، وموسوعة الطيور، وهذه المؤلفات كلها من منشورات دار ثقافة الطفل ببغداد.

وهناك العديد من الكتب الموجهة إلى الأطفال كالكتب المدرسية في مختلف الشعب والمسالك والتخصصات، بله عن المعاجم والقواميس والموسوعات المعرفية والكتب العلمية والأدبية والدينية والأخلاقية.

دور النشر والطباعة:

تتوفر العراق على مجموعة من المؤسسات الطابعة ودور النشر التي تتخصص في طبع إبداعات أدب الأطفال، وأغلب هذه المطابع والمؤسسات توجد في مدينة بغداد، ومن هذه المؤسسات الساهرة على نشر أدب الأطفال نذكر على سبيل التمثيل: دار ثقافة الأطفال التي أنشئت في بغداد مع مطلع السبعينيات من القرن العشرين على يد صفوة مثقفة من كتاب أدب الأطفال منهم : محمد شمسي، وعبد الإله روؤف، وشفيق مهدي الحداد، فاروق يوسف، حسن موسى،أمل الشرقي، فاروق سلوم، رياض السالم، عبد الرزاق عبد الواحد، صالح مهدي حبيب وآخرون، وهناك أيضا دار القصة العراقية التي أنشأها محمد رشيد عام 1999م لتهتم بطبع جميع الأجناس الأدبية ولاسيما مطبوعات أدب الأطفال.

الفنون التشكيلية:

عرف الفن التشكيلي العراقي المقترن بالأطفال انتعاشا كبيرا بفضل مجهودات الدولة، وبفضل جهود المبدعين والفنانين العراقيين الخواص، ومن ثم، يمكن الحديث عن مجموعة من الفنانين التشكيليين الذين أبدعوا للأطفال، وقدموا لهم الكثير من اللوحات والرسوم التزيينية مثل: طالب مكي، أديب مكي، حنان شفيق، مؤيد نعمة، عبد الرحيم ياسر، نبيل يعقوب، علي المندلاوي، محيي خليفة، انطلاق محمد علي، ضياء الحجار، سعيد شنين ... وغيرهم.

أغــــاني الأطفـــال:
يمكن الحديث عن حركية فنية منتعشة في العراق في مجال أغنية الأطفال، وفي هذا الصدد يمكن استحضار الفنان حسين قدوري رائد أغاني الطفل وموسيقاه في العراق والباحث المتخصص في الألعاب الشعبية ومدلولاتها الفنية والغنائية عند الأطفال, وقد ألف موسوعة موسيقية ضخمة ملونة ومعززة بالنوتة العلمية، ومدعمة بثلاثة أجزاء ضخمة عن أغاني الأطفال ولعبهم .

هذا، وقد " أنجز خلال مسيرته الفنية أكثر من 300 أغنية للأطفال لحساب إذاعة بغداد وبعض الإذاعات العربية... كما لحن العشرات من القصص الغنائية للأطفال للإذاعة والتلفزيون في العراق.. وسجل خمسة أشرطة كاسيت سمعية لمجاميع غنائية خاصة بالأغاني الشعبية للأطفال، ولحن موسيقى الـ(16 مسرحية) الخاصة بالأطفال، بحيث أصبح حسين قدوري رائدا مهما من رواد أغاني وموسيقى الأطفال ليس في العراق فحسب، بل في الوطن العربي كله.

إلى جانب ذلك حازت أعماله على غير جائزة فنية، منها الجائزة الاولى لأحسن أغنية طفل (تحيا بلادي) في عام 1976م، والجائزة الاولى لأحسن أغنية طفل (دن دان) في مؤتمر اتحاد الإذاعات العربية بدمشق عام 1978 م، والجائزة الاولى لأحسن أغنية طفل (الأم) في العراق عام 1980 م، والجائزة الأولى في منبر موسيقى الطفل بالمؤتمر التاسع للمجمع العربي للموسيقى عام 1985 م إلى جانب عشرات الشهادات والأوسمة من مؤتمرات علمية عربية، ومن نقابة الفنانين العراقيين ووزارة الثقافة والإعلام وغيرها." ( )
وهكذا، فقد أنتج حسين قدوري أكثر من خمسمائة أغنية طفلية جمعت بين ما هو تراثي فلكلوري وما هو معاصر, ومن أهم أغانيه الطفلية المشهورة : الزهور، تعال نلعب، عندي حكاية، دولاب الهوا، جاء المطر، أمي، صفنا أحسن الصفوف... ومن الذين خدموا أغنية الأطفال بالعراق كذلك نستحضر : الفنان الكبير نجم عبد الله( نجم القيسي) الذي ساهم في تلحين العديد من الأغاني الموجهة إلى أطفال العراق تلك الأغاني التي كانت تعزز الروح الوطنية والقومية لأطفال العراق وخصوصا الطلائع منهم وقد لحن مئات الأغاني لإذاعتي بغداد وصوت الجماهير وتلفزيون بغداد ... الأغاني التي تركت بصماتها واضحة على الأغنية العراقية الموجهة للطفل من حيث النوعية وطريق الأداء والأسلوب، دون أن ننسى محسن فرحان ومحمد ضياء الدين وآخرين... ويعد في الوقت الحاضر (كاظم الساهر) من الفنانين العراقيين الذين غنوا للطفل العراقي، وقد فاز بجائزة اليونسكو في أغنية الطفل عن أغنيته المشهورة " تذكر" التي ترجمت إلى 18 لغة عالمية.

خاتمــــة:

نستنتج، مما سبق ذكره، بأن أدب الأطفال بالعراق قد انطلق في بدايات القرن العشرين مع سنوات العشرين حتى سنوات الستين، ليعرف بعد ذلك انتعاشا ملحوظا ما بين السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، لكن هذا الأدب سيعرف تعثرا واضحا وتراجعا مكشوفا في سنوات التسعين وسنوات الألفية الثالثة بعد نتائج حرب الخليج الأولى وآثار حرب الخليج الثانية .

وعلى الرغم من ذلك، فثمة مجهودات تبذل من قبل الحكومات المتعاقبة اليوم على سلطة الدولة العراقية بعد حرب الخليج الثانية، إذ قامت الدولة بإنجاز العديد من البنى التحتية وإعداد الكثير من المشاريع لصالح الطفولة العراقية، كما خصصت مجموعة من الجوائز لتشجيع أدب الأطفال في جميع الأجناس المنضوية تحته. ومن جهة أخرى، خصصت مؤسسات نشر كتب أدب الأطفال كدار ثقافة الأطفال ودار القصة العراقية مجموعة من الجوائز في القصة والرواية والمسرح والسينما والتشكيل للرفع من مستوى الإبداع الطفلي، وتحريك الساحة الثقافية العراقية المرتبطة بالنتاج الموجه للأطفال على جميع المستويات والأصعدة، ومن أهم هذه الجوائز جائزة أدب الطفل في الملتقى الثقافي العراقي الأول عام 2005 والذي أقامته وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الأدباء في العراق وفاز بالجائزة الأولى في أدب الطفل الأديب والقاص جاسم محمد صالح عن روايته : ( الخاتم) وكذلك جائزة المنتدى الثقافي العراقي عام 2009 المتخصصة في مجال أدب الطفل وفاز بالجائزة الأولى الشاعر جليل خزعل، وقد تألف اللجنة التحكيمية لفحص النصوص وتقييمها كل من : القاص حسن موسى، الشاعر محمد جبار حسن الذي فاز بالجائزة الأولى في مسابقة قطر الشعرية، القاص جاسم محمد صالح، وقد تنبهت المؤسسات العلمية والثقافية إلى أهمية تكريم الأدباء المبدعين المتميزين في عطائهم في أدب الطفل، فقد قامت محافظة بغداد عام 2008 بتكريم قاص الأطفال المبدع حسن موسى تثمينا لجهده المتميز في قصص الأطفال، كما أقامت المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق المواطن العراقي (أين حقي؟) حفلا لتكريم شاعر الأطفال العراقي الكبير محمد جبار حسن على تألقه في قصيدة الطفل ولفوزه بالجائزة الأولى في مسابقة قطر الشعرية للأطفال، كما كرمت المنظمة نفسها أديب الأطفال والتربوي المعروف جاسم محمد صالح في 7/5/2009 بمهرجان احتفالي كبير تكريما لجهوده الإبداعية في قصة ورواية ومسرحية الطفل، حيث أدلى جمع غفير من الأدباء والمثقفين والباحثين العراقيين بشهادات تقييمية مثمنين ذلك الإبداع، كما قامت المؤسسة العراقية للثقافة والتنمية بتكريم المحتفى به جاسم محمد صالح على جهوده في أدب الطفل، وهنالك توجه الآن لدى المؤسسات الثقافية العراقية الحكومية منها ومنظمات المجتمع المدني لتكريم الإبداع العراقي في مجال أدب لا سيما وان المهتمين في أدب الطفل في العراق في الوقت الحاضر قلة ويعدون على أصابع اليد بعد سنوات طويلة من التهميش والإقصاء والنظرة الدونية لإبداعهم .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org