|
بحوث لمحات من قيادة الامام الصادق للامة .. القسم الثاني
الدكتور السيد علاء الجوادي التشيّع والإسلام التشيع والإسلام مصطلحان مترابطان ومتلازمان، فالإسلام هو الدين الختامي في حركة الأديان، ونبيّه خاتم الأنبياء والمرسلين في تلك السلسلة المطهرة التي بدأت بآدم(عليه السلام) مروراً بنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وما بينهم من الأنبياء الكرام مستحفظاً بعد مستحفظ، ومستودعاً بعد مستودع ونوراً فوق نور. إن الإسلام من حيث كونه ديناً مطروحاً في الكتاب والسنّة يحتاج الى مجموعة من الناس يحافظون عليه ويصونونه من التحريف وطمس الحقائق وهذه المجموعة من الناس ينبغي لها أن تحمل الصفات الإسلامية والفنية والحركية التي تؤهلها للقيام بهذا الدور الكبير، ولا بد لهذه المجموعة من قيادة تمتلك من المواصفات العلمية والأخلاقية والتكاملية الاُخرى ما يجعلها قادرة على قيادة هذا الركب السائر في حمل الإسلام حركة فاعلة في المجتمع الإسلامي. إنّ الأئمة(عليه السلام) هم المرشحون لهذا الدور، ولقد رشحهم الله تعالى وصدع به الرسول الكريم. من هذه النظرة نتعامل مع التشيّع كحركة جسدت الإسلام، فالتشيّع هو حزب الله والشيعة هم جند الله، وبين من نسوق لهم هذه الفكرة من راح يبحث عن الحركة التي تجسّد الإسلام ككائن حيّ متحرك، أو من راح يبحث عن مواصفات جند الله بعيداً عن مدرسة أهل بيت العصمة. ومن هنا نلغي النظرة التي تعبّر عن أتباع أهل البيت (الشيعة) بأنهم أصحاب مذهب مقابل للمذاهب الاُخرى كالحنفية والشافعية والمالكية والظاهرية... الخ. فالتشيع ليس مذهباً من المذاهب، بل هو الجهاز الحركي للإسلام الذي يستوعب ضمن منظور الاُخوة الإسلامية جميع أبناء المذاهب الاُخرى لغرض السير في طريق تطبيق الإسلام الذي بشّر به رسول الله(صلى الله عليه وآله). لقد انبثق التشيع يوم كان الرسول(صلى الله عليه وآله) يلجأ الى غار حراء والى جنبه ابن عمه علي بن أبي طالب والناس من حوله في جاهلية جهلاء. وانبثق يوم وقف الرسول يدعو عشيرته الأقربين، فكان الإمام هو المستجيب من دون الأقربين فكان هو الوزير والخليفة من بعده. وانبثق عبر مواقف الولاء والنصرة والذوبان بالرسالة على طول المسيرة النبوية الشريفة. وتوّج هذا الانبثاق بالبيان النبوي الواضح في خطبة الوداع يوم غدير خم فكان لسان حال المؤمنين على طول الأزمان، يقول ما قاله الشيخان في حديث «البخبخة» المعروف. لقد رفع لواء هذه المدرسة الإسلامية الحركية رجال بلغوا الذروة في مسيرة التشيّع تطابقهم مع الإسلام ومن نماذجهم: سلمان الفارسي المحمدي، وأبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود الكندي... الخ.
مسيرة التشيّع إنّ الإسلام يحتاج الى أن يتمثل في كائن حي يحمله وهذا الكائن الحي هو التشيع،وكل كائن يمر بمراحل نمو وتطور وهكذا كانت مسيرة التشيع في حمل الإسلام، ومن مراحل هذه المسيرة: 1 ـ المرحلة الاُولى: وكان الموالون أفراداً قلائل فيها، وهذه المرحلة كانت زمن رسول الله(صلى الله عليه وآله). 2 ـ المرحلة الثانية: وقد تعمّق وجود اُولئك الأفراد فى كيان الاُمة فظهرت العوائل والعشائر الموالية وكانت هذه العوائل والعشائر تنتشر في مختلف الحواضر الإسلامية خصوصاً الكوفة واليمن والمدائن ومصر. وبدت بوادر هذه المرحلة بعد زمن الرسول(صلى الله عليه وآله) وتعمّقت في خلافة الإمام علي(عليه السلام) والأئمة المتقدمين من ولده(عليهم السلام) .
نظرة في الفرق الشيعية 3 ـ المرحلة الثالثة: وقد تحوّل هذا الولاء المتمثل بالعوائل والعشائر الى ولاء ممثل بالمدن الموالية. إنّ ظاهرة المدن الموالية يعبّر عن نقلة نوعية في حركة التشيّع ويمثّل استقراراً بدرجة جيدة للسائرين على خط أهل البيت، فما أن انتهت الغيبة الصغرى للإمام المهدي(عج) إلاّ وقد ظهرت مدن واضحة الولاء لهذا الخط مثل الكوفة والمدائن وقم... الخ
4 ـ المرحلة الرابعة: قيام الدولة الشيعية ضمن مراحل تطويرية مختلفة. نظرة في الفرق الشيعية يختلف استيعاب الناس للتشيع من فئة الى اُخرى ابتداء من الولاء والحب العاطفي لآل محمد(صلى الله عليه وآله) وانتهاء بالوعي العميق لحركة التشيّع واستيعاب تاريخها وأهدافها المرحلية وآفاقها المستقبلية والمساهمة في بنائها وقيادتها. ونتيجة لوجود هذه الاختلافات بالمستويات نلاحظ ظهور اختلافات في صفّ الموالين في فهم معنى التشيّع مع بقاء الولاء لآل محمد(صلى الله عليه وآله) العقد الذي يوحّد مشاعرهم. وكما أن الكيان الاجتماعي للموالين يتطور مع الزمن كذلك الفهم العقائدي ـ العقيدة لا تتغير ـ متطور مع هذا العامل ومترابط مع العامل الاجتماعي. لذلك فمن المتوقع أن تفرز في كل فترة نواتج عرضية لحركة الفكر في المجتمع وبذلك تظهر الانشقاقات والتكتلات في الكيان الحركي للإسلام. وسنمرّ على نماذج من ذلك: 1 ـ الكيسانية إنّ الاتجاه الكيساني هو أول اتجاه انشقاقي عن الحركة الشيعية، وهو يتناول ببساطة بالغة قضية التشيّع معبّراً عن مرحلة بسيطة من الطرح الشيعي عندما كانت الدعوة تركز على أشخاص الإمام علي والحسن والحسين(عليهم السلام) والهاشميين، لذلك نلاحظ على الخط الكيساني بعد تثبيته للمقولة الأولية وهي الالتزام بأهل البيت يشطح شطحات كبيرة في: 1 ـ العقائد، بتبني مقولات تخالف الكتاب والسنة. ب ـ الممارسات السياسية، عندما تحولت الدعوة من العلويين الى العباسيين، وعندما أصبحت الكيسانية وعاءاً للتحركات الهادمة للإسلام. لم يستطع بعض الموالين فهم الدور المرحلي الذي قام به السيد الجليل محمد بن الإمام علي(عليه السلام) (محمد بن الحنفية) من الظهور على ساحة العمل كواجهة لتحرك القيادة الشرعية، فظهرت الكيسانية كمذهب منحرف وناتج سلبي عرضي للتحرك الإسلامي الأصيل. لقد شخّص الإمام الصادق(عليه السلام) تخلفهم الحركي بقوله: مازال سرّنا مكتوماً حتى صار في يدي ولد كيسان فتحدثوا به في الطريق وقرى السواد. 2 ـ الزيدية وقد اقتضت التطورات المرحلية في بعض الفترات قيام بعض آل محمد بالعمل المسلح ضد السلطة فكان خروج زيد بن علي(عليه السلام) وابنه يحيى(رضي الله عنه) وبعض من آل الحسن(عليه السلام) وتحت اشراف القيادة الشرعية في معظم الأحيان، ولكن عدم استيعاب المهمات المرحلية أدى بجماعة من الموالين الى التقوقع على هذا المفهوم فاشترطوا في إمامة الإمام أن يكون خارجاً على السلطة وحاملاً للسلاح. 3 ـ الإسماعيلية ولم تستطع جماعة اُخرى من الموالين فهم المعنى التنظيمي للسرية والدرجات الحركية فراحوا يلجون أبواباً من المطلسمات والتأويلات التي أدت بهم الى الانحرافات. إنّ قوام كل مذهب أو اتجاه من هذه المذاهب أو الاتجاهات العناصر التالية: 1 ـ قائد من آل محمد: فالكيسانية اتخذت محمد بن الحنفية إماماً، والزيدية اتخذت من زيد بن علي بن الحسين(عليه السلام) إماماً، والإسماعيلية اتخذت اسماعيل بن جعفر الصادق(عليه السلام) إماماً. 2 ـ جماهير من الموالين المخلصين الذين ينفذون عملهم المرحلي دون أن يعرفوا التفاصيل المتعلقة بالقيادة. 3 ـ عناصر ذكية منتفعة تسعى الى تحقيق مصالحها تحاول استغلال الملابسات في خلق انشقاقات وانحرافات تخدم أهدافها. فمثلاً كان محمد بن الحنفية مكلفاً بالقيام بعمل معين زمن السجاد(عليه السلام)، ولابد أن يساعده مجموعة من الناس للقيام بعمله هذا يتبعونه ويطيعونه دون أن تكشف لهم العلاقة الحقيقة بين الإمام وعمّه، وبطبيعة الحال إن مثل هؤلاء القوم مع اخلاصهم لأهل البيت لا يطيعون سوى محمد بن الحنفية وبعلم من القيادة المعصومة. ومن هنا يمكن للمنحرفين أن يدخلوا فيستغلون هذا الولاء من جهة، ووفاء للقائد من جهة اُخرى فيخترعون مذهباً جديداً وانشقاقاً في الخط الأصيل. روي في رجال الكشي ما يفيد أن شخصيات موالية مهمة ما كانت تعرف القيادة الحقيقية وإنما كان اتصالها عن طريق قيادات ثانوية وما كان يتاح لها من معرفة القيادة إلاّ بعد مدة طويلة وثقة عميقة. عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: كان أبوخالد الكابلي يخدم محمد بن الحنفية دهراً وما كان يشك في أنه إمام حتى أتاه ذات يوم فقال له: جعلت فداك إنّ لي حرمة ومودّة وانقطاعاً، اسألك بحرمة رسول الله وأمير المؤمنين إلاّ أخبرتني أنت الإمام الذي فرض الله طاعته على خلقه؟ قال:، فقال: يا أبا خالد حلّفتني بالعظيم، الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) عليّ وعليك وعلى كل مسلم. فأقبل أبو خالد لمّا ان سمع ما قاله محمد بن الحنفية. جاء الى علي بن الحسين(عليه السلام) فلما استأذن عليه فأخبر أن أبا خالد بالباب، فأذن له ولمّا دخل عليه دنا منه قال: مرحباً يا كنكر ما كنت لنا بزائر ما بدا لك فينا؟ فخرّ أبو خالد ساجداً شاكراً لله تعالى ممّا سمع من علي بن الحسين(عليه السلام)فقال الحمدلله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي. فقال له علي(عليه السلام): وكيف عرفت إمامك يا أبا خالد؟ قال انّك دعوتني باسمي الذي سمتني اُمي التي ولدتني، وقد كنت في عمياء من أمري، ولقد خدمت محمد بن الحنفية دهراً من عمري ولاشك إلاّ وأنه إمام حتى إذا كان قريباً سألته بحرمة الله وبحرمة رسوله وبحرمة أمير المؤمنين فأرشدني إليك وقال: هو الإمام عليَّ وعليك وعلى جميع خلق الله كلهم، ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك سمّيتني باسمي الذي سمّتني اُمي فعلمت أنك الإمام الذي فرض الله طاعته على كل مسل[1] وبعد هذه المقدمات نرغب بتثبيت أهم المراحل التي مرّ بها تحرّك الأئمة وهي كما نتصور أربع مراحل نلخصها بما يلي: 1 ـ المرحلة الاُولى الإمام الأوّل علي بن أبي طالب المرتضى(عليه السلام). الإمام الثاني، الحسن بن علي المجتبى(عليه السلام). الإمام الثالث، الحسين بن علي الشهيد(عليه السلام). ومن أهم ممارسات وتوجهات هذه المرحلة ما يلي: أ ـ كشف عدم شرعية الخطوط الحاكمة وتبيان انحرافها للاُمة. ب ـ إيقاف عملية التحريف وكشف الأشياء المحرّفة. ج ـ إيقاظ الاُمة وتحريك ضميرها باتجاه القيادة الشرعية. لقد كانت شهادة الإمام الحسين(عليه السلام) قمّة نضج هذه المرحلة، فقد كشفت الحكّام المنحرفين وكشفت التحريف وشدّت الناس بأهل البيت(عليهم السلام) . 2 ـ المرحلة الثانية: الإمام الرابع، علي بن الحسين السجاد(عليه السلام). الإمام الخامس، محمد بن علي الباقر(عليه السلام). الإمام السادس، جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام). ومن أهم توجهات وممارسات هذه المرحلة ما يلي: أ ـ نشر علوم أهل البيت وبث الإسلام الصحيح بين أبناء الاُمة. ب ـ كسب الاُمة فكرياً للخط الصحيح وانتقاء قطاعات مناسبة منها لإعدادها بموجب خط أهل البيت. لقد كان تحرّك الإمام الصادق(عليه السلام) القمة في تكامل هذا التوجه، فقد نشر العلم الإسلامي في أوسع مساحة ممكنة، وأوضح الكثير من المفاهيم الإسلامية للاُمة، كما أنه استطاع أن ينتقي الطليعة القادرة على نقل توجهات القيادة الشرعية للاُمة.
3 ـ المرحلة الثالثة: الإمام السابع، موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام). الإمام الثامن، علي بن موسى الرضا(عليه السلام). الإمام التاسع، محمد بن علي الجواد(عليه السلام). ومن أهم توجهات وممارسات هذه المرحلة ما يلي: أ ـ اتساع الممارسة السياسية للخط في معارضته للحكم المنحرف. ب ـ قيادة الجماهير الناقمة على السلطة ومحاولة ترشيد تحرّكها ضمن توجهات الخط الرسالي القائد. ج ـ بث الوكلاء في أرجاء العالم الإسلامي وتنضيج خطوط تحرك الخواص من أبناء الاُمة، لذلك سجن الإمام الكاظم(عليه السلام) تلك المدة الطويلة لكن ابنه الرضا(عليه السلام) اُجبر على استلام ولاية العهد، وبعده ابنه الجواد(عليه السلام)زوّج بابنة رأس النظام القائم، كل ذلك لاحتواء تحركهم السياسي المضاد للحكومة القائمة آنذاك. ونعتقد أن الإمام الجواد(عليه السلام) يمثل اكتمال ونضج هذه المرحلة.
4 ـ المرحلة الرابعة: الإمام العاشر، علي بن محمد الهادي(عليه السلام). الإمام الحادي عشر، الحسن بن علي العسكري(عليه السلام). الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف). ومن أهم توجهات وممارسات هذه المرحلة ما يلي: أ ـ اكتمال بناء الاُمة القائدة (الشيعة) وزرع بذور تنامي التحرك فيها. ب ـ اكتمال وتبلور بناء الجهاز المرجعي النائب عن الأئمة(عليهم السلام) في غيبة قائمهم. ج ـ إعداد الاُمة لغيبة الإمام الثاني عشر وتوليد حالة الانتظار عندها لظهوره. ولا يخفى أن الإمام المهدي سلام الله عليه لم ينتقل الى غيبته الكبرى إلاّ وقد أعدّ الاُمة إعداداً كاملاً قواعد وقيادة، فأصبحت قادرة على تسيير اُمورها حتى ظهوره وقادرة على تنضيج المسيرة الإسلامية للدرجة التي تتأهل الاُمة والعالم لتقبل الحكومة الإسلامية العالمية. هذه المقدمة تبيّن لنا طبيعة العلاقة التلازمية بين التشيع والإسلام ومراحل تطور المسيرة الشيعية والفرق المنشقة من الخط الأصيل وملابسات عملية الانشقاق وهي مساحة واسعة من تاريخ المسيرة. ويحتل الإمام الصادق(عليه السلام) دوراً مركزياً في كل آفاق هذه المساحة الواسعة. إنّ الإمام الصادق(عليه السلام) نجم لامع في سماء العلم والإمامة والقيادة، وكان له دور ريادي في بناء الاُمة الإسلامية وفي اعداد المجتمع الصالح، وإذا أردنا أن نبحث عن ملامح دور الإمام الصادق في المسيرة الإسلامية وحركة الإيمان فإننا سنجد عطاءات هذا الإمام عبر محطات نذكر منها: 1 ـ الحفاظ على سلامة الرسالة الإسلامية ومحاربة محاولات ومشاريع التحريف. 2 ـ تربية الاُمة على الصعيد العام (عموم المسلمين) والصعيد الخاص (النخبة الواعية المؤمنة). 3 ـ تقديم المثال الصالح للاُمة من خلال التجسيد لمفاهيم وعلوم الإسلام. 4 ـ دعوة الاُمة للالتزام بالخط الشرعي والقيادة الرشيدة ممثلين بالأئمة من أهل البيت. 5 ـ التصدي السياسي عبر الأساليب المختلفة. 6 ـ إعداد العلماء وبناء المدرسة العلمية لعلوم أهل البيت(عليهم السلام). 7 ـ ايضاح مستقبل المسيرة الإسلامية (القضية المهدوية). وسنسلّط الضوء على هذه المحطات من خلال مستويين هما عموم حركة الأئمة وخصوص حركة الإمام الصادق(عليه السلام) .
الحفاظ على سلامة الرسالة الإسلامية من أهم الأعمال التي تصدى لها الأئمة في حياتهم الشريفة هو حفظ الرسالة الإسلامية من التحريف والطمس وتبيان معالمها. إنّ مفردة حفظ الاُطروحة الإسلامية حيّة في عقول أبناء الاُمة الإسلامية بعيدة عن التحريف والطمس والإخفاء عمل مركزي في التحرك الإسلامي، فلا نستطيع القيام بالتحرك الإسلامي الصحيح بدون امتلاكنا للرؤية الإسلامية الصحيحة، فانّه بدونها سيكون تحركاً به جزء ضئيل من الحقيقة الإسلامية كما هو حال الرسالات التي جاء بها إبراهيم وموسى وعيسى(عليهم السلام)ولم تصل كاملة للأجيال التي جاءت من بعدهم. لقد مارس جميع الأئمة هذا الدور فطرحوا كامل الرسالة على الاُمة وصانوها من التحريف فأصبحت الاُمة بفضل الأئمة قادرة على معرفة أحكام الله على طول خط تحركها، وضمن هذا العنوان قام الأئمة بعدة ممارسات نذكر منها:
الأئمة وطرح الإسلام إنّ الجانب الإيجابي من حفظ الإسلام هو طرحه وترسيخه في الاُمة، وقد تصدى أئمتنا سلام الله عليهم وفي جميع فترات ولايتهم الى عرض الإسلام، ذلك الإسلام الذي صدع به رسول الله عن الله وبصورة دقيقة وكاملة ومفصّلة، ومن معالم ذلك:
تثبيت أنّ الأئمة هم مصدر العلم الإسلامي دأب الأئمة(عليهم السلام) على تأكيد هذه الحقيقة عند الاُمة وأن الاُمة إذا أرادت أن تأخذ الإسلام فلا يمكنها أخذه بصورة كاملة إلاّ منهم، وكانوا يبينون للاُمة أنهم هم الراسخون في العلم. عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «الراسخون بالعلم أمير المؤمنين والأئمة من بعده». وقال الصادق(عليه السلام): «إنّ سليمان ورث داود، وأن محمداً ورث سليمان، وإنّا ورثنا محمداً، وإنّ عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور وتبيان ما في الأرواح[2]
طرح العلم بعد كل تلك التهيئة التي قام بها الأئمة فلابد أن قطعات منها ستمد أعناقها إليهم تطلب منهم العلم وهذا ما كان يريده الأئمة، وقد قدّموا للاُمة جواهر من علومهم، وقد اشتركوا جميعاً بهذا النهج فنقوا العلوم للاُمة في مختلف حقول المعرفة الإسلامية فخلفوا لنا روائع في ميادين كثيرة بيّنت رؤية الرسالة في اُمور العقيدة السليمة، باُمور الفقه الصحيح، واُمور الأخلاق القويمة، واُمور التاريخ الموثوق... الخ وكتب الحديث والفقه والعقائد تقدم نماذج كثيرة جداً ومفصّلة مما روي من علم عن الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) كانت معالم الطريق لشيعة آل محمد، ولضخامة التراث الإسلامي المروي عن الإمام الصادق اكتسب أتباع أهل البيت اسم الجعفرية نسبة لهذا الإمام العظيم.
مكافحة التحريف والمحرفين ما ذكر أعلاه يمثل الجانب الإيجابي من حفظ الإسلام ولكن حفظه يحتاج الى ممارسة اُخرى وهي محاربة المحرّفين للدين. لقد شنّت السلطات الحاكمة وأتباعهم من علماء السوء حرباً شديدة على حديث رسول الله فراحوا يحرّفون الكلم عن مواضعه ويبدّلون الحق بالباطل فافتروا على رسول الله(صلى الله عليه وآله) عدداً ضخماً من الأحاديث، ويبدو أن المنافقين كانوا قد شرعوا بعملهم هذا منذ عهد رسول لله ممّا جعله ـ صلوات الله عليه وآله ـ ينبّه من ظاهرة كثرة الكذبة عليه، كما أنه نبّه الى أن هذه الظاهرة ستستفحل وتتسع في المستقبل. لقد تصدّى خط الإمامة الى مكافحة التحريف وكشف زيف المحرفين أمام الاُمة وقد ابتدأ هذا العمل أمير المؤمنين(عليه السلام). كما أن الأئمة(عليهم السلام) حاربوا المناهج المنحرفة عن الإسلام في استنباط الأحكام، وما موقف الأئمة من القياس إلاّ مصداق على هذا التوجه، ومن ذلك ما قاله الإمام الصادق(عليه السلام) لرجل من أهل القياس: لا تقس فإنّ أوّل من قاس إبليس لعنة الله عليه حين قال: (خلقتني من نار وخلقته من طين[3] وكذلك موقف الإمام الصادق(عليه السلام) من المعتزلة يدخل ضمن هذا الخط، فقد روي أنه دخل وفد من المعتزلة على الإمام الصادق(عليه السلام) فيهم عمرو بن عبيد، وواصل بن عطا، وحفص بن سالم، واُناس من رؤسائهم.. فتكلموا فأكثروا وخطبوا فأطالوا، فقال لهم أبوعبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام): إنّكم قد أكثرتم عليّ فأطلتم فاسندوا أمركم الى رجل منكم فليتكلم بحجّتكم وليوجز، فأسندوا أمرهم الى عمرو بن عبيد، وبعد أن قالوا ما عندهم فنّد الإمام جميع مدعياتهم وأثبت لهم تهافتها وبطلانها، ثم حذّرهم وحذّر منهم فقال: «اتّق الله يا عمرو وأنتم أيها الرهط فاتقوا الله فانّ أبي حدّثني وكان خير أهل الأرض وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله، أن رسول الله قال: من ضرب الناس بسيفه ودعاهم الى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلّف[4] وضمن محاربتهم للتحريف تراهم قد توجهوا الى محاربة تحريف العقائد كمسائل الجبر والتفويض وصفات الله... الخ، كما أنهم حاربوا أهل العقائد الفاسدة من مدعي التشيع. وعلى صعيد القضاء كان الإمام الصادق(عليه السلام) يؤكد على الخط السليم، فقد روى سعيد بن أبي الخصيب وهو من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) كما في رجال الشيخ الطوسي أنه قال: دخلت أنا وابن أبي ليلى المدينة، فبينما نحن في مسجد الرسول(صلى الله عليه وآله) إذ دخل جعفر بن محمد(عليه السلام)، فقمنا إليه فسألني عن نفسي وأهلي ثم قال: من هذا معك؟ فقلت: ابن أبي ليلى قاضي المسلمين! فقال: نعم، ثم قال له: أتأخذ مال هذا فتعطيه هذا، وتفرّق بين المرء وزوجه، ولا تخاف في هذا أحداً؟ قال: نعم. قال: فبأي شيء تقضي؟ قال: بما بلغني عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وعن أبي بكر وعمر. قال: فبلغك أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: «أقضاكم علي بعدي؟» قال: نعم. قال: فكيف تقضي بغير قضاء علي(عليه السلام) وقد بلغك هذا؟ قال: فاصفرّ وجه ابن أبي ليلى ثم قال: التمس مثلاً لنفسك، فوالله لا اُكلمك من رأسي كلمة أبد[5] قال: فآمن الزنديق على يدي أبي عبد الله فقال: هشام خذه إليك وعلّم[6] تربية الأئمة للاُمة من الاُمور المهمة التي مارسها الرسل والأنبياء مع اُممهم هي تربيتهم وتزكية نفوسهم لذلك نرى أن القرآن الكريم صدع بالضرورة للالتزام الأئمة وتربية الخواص من أبناء الاُمة بالخلق الإسلامي القويم. وباعتبار وراثة خط الأئمة لخط الانبياء كانت هذه المسألة تأخذ مأخذاً مهماً وجوهرياً في حركة الأئمة(عليهم السلام)، ولا نكاد نرى إماماً لم يمارس هذا الدور ولهم في ذاك أساليب منوّعة وطرق مختلفة يتوسلون بها لادخال التدين العميق في قلوب المسلمين، فقد استفادوا من الخطب الطوال والكلمات القصار والادعية والزيارات والاشعار. وقد ورثنا عن أئمتنا كنوزاً من التراث التربوي والعرفاني والاخلاقي، وقد تحرك الأئمة على عموم الاُمة وبذلوا لها ما بذلوا وكلنا نعرف مواقف أمير المؤمنين مع الاُمة وكيف كان يدعوهم، وموقف الحسين واضح كذلك فى نصحه للاُمة وهو في ساحة المعركة. ولا نريد أن نطيل فى ذكر الأمثلة عن الأئمة سلام الله عليهم للتدليل على ممارستهم جميعاً لهذا الدور وإنما نحيل إلى المجاميع الحديثية التي عنيت بنقل أحاديث أهل البيت لنرى ضخامة التراث التربوي. الأئمة وتربية الخواص من أبناء الاُمة ينبغي أن نشير أن التربية عند الأئمة أخذت بعداً معمقاً مع الخواص من أبناء الاُمة الاسلامية فقد بذل الأئمة جهداً مضاعفاً مع شيعتهم لجعلهم نماذج فى جانب التدين والالتزام بالاسلام. كان الأئمة يطلبون من شيعتهم باعتبارهم الطليعة الواعية من أبناء الاُمة الاسلامية أن يكونوا القادة الى الله بسلوكهم وعملهم الصالح.
قال أمير المؤمنين(عليه السلام) : «شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا، المتزاورون فى إحياء أمرنا، الذين إذا غضبوا لم يظلموا وإن رضو لم يسرفوا، بركة على من جاورهم، سلم لمن خالطوا». وفي كلمة للإمام الباقر يظهر منها القوة المطلوبة فى بناء الانسان المؤمن وربطه بالخط الصحيح، فقد خاطب جابر بن يزيد الجعفي فقال له: «واعلم بأنك لا تكون لنا وليّاً حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك، ولو قالوا إنك رجل صالح لم يسرك ذلك، ولكن اعرض نفسك على كتاب الله فإن كنت سالكاً سبيله زاهداً في تزهيده راغباً فى ترغيبه خائفاً من تخويفه فاثبت وابشر فإنه لا يضرك ما قيل فيك[7] «يا ابن جندب بلّغ معاشر شيعتنا وقل لهم لا تذهبن بكم المذاهب فوالله لا تنال ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الاخوان في الله، وليس من شيعتنا من يظلم الناس[8] ومن كلمات الإمام الصادق(عليه السلام) التي تعكس خصوصية اهتمام الأئمة بالطليعة الواعية من أبناء الاُمة ما نذكره أدنا[9] «شيعتنا أهل الهدى وأهل التقى وأهل الايمان وأهل الفتح والظفر». «إياك والسفلة فإنما شيعة علي من عفّ بطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه، فإذا رأيت اُولئك فأولئك شيعة جعفر». «إن شيعة علي كانوا خمص البطون ذبل الشفاه، أهل رأفة وعلم وحلم، يعرفون بالرهبانية فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد». لقد اهتم الإمام الصادق ببناء العناصر الواعية القادرة على الدفاع عن العقيدة الصحيحة، وقد قام اُولئك الرواد بدورهم فى حفظ الكيان ومواجهة الشبهات التي يبثها الاعداء ومن أمثلة ذلك مما روي عن يونس ابن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام فقال له: إني رجل صاحب كلام وفقه وفرائض وقد جئت لمناظرة أصحابك، فقال له أبو عبد الله: كلامك هذا من كلام رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو من عندك؟ فقال: من كلام رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعضه ومن عندي بعضه. فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): فأنت إذن شريك رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: لا. قال: فسمعت الوحي عن الله؟ قال: لا. قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: لا. فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) إليّ وقال: يا يونس بن يعقوب هذا رجل قد خصم نفسه قبل أن يتكلم، ثم قال: يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلّمته. قال يونس: فيا لها من حسرة، فقلت: جعلت فداك سمعتك تنهى عن الكلام وتقول ويل لأصحاب الكلام يقولون هذا ينقاد وهذا لا ينقاد، وهذا ينساق وهذا لا ينساق وهذا نعقله وهذا لا نعقله. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما قلت ويل لقوم تركوا قولي وذهبوا إلى ما يريدون، ثم قال: أخرج الى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فأدخله. قال: فخرجت فوجدت حمران بن أعين وكان يحسن الكلام ومحمد ابن النعمان الأحول وكان متكلماً، وهشام بن سالم وقيس الماصر، وكانا متكلمين فأدخلتهم عليه فلما استقرّ بنا المجلس وكنا فى خيمة لأبي عبدالله (عليه السلام) على طرف جبل بالحرم وذلك قبل أيام الحج بأيام، أخرج أبوعبد الله رأسه من الخيمة فإذا هو ببعير يخب فقال: هشام وربّ الكعبة، قال: فظننا أن هشاماً رجل من ولد عقيل شديد المحبة لأبي عبد الله (عليه السلام)، فإذا هشام بن الحكم قد ورد وهو أول ما اختطت لحيت[10] ومن ملامح عمل الإمام الصادق في صفوف الاُمة هو الموازنة الدقيقة بين التحرك على العناصر الشعبية وبناء النخبة الخاصة الصالحة. ففي موقفين يرتبطان بالامام الصادق والمفضل بن عمر الجعفي والقواعد الشعبية والنخبة الواعية يتضح لنا النهج الحركي الذي كان يتبعه الإمام الصادق في تعامله مع العناصر الشعبية والعناصر القيادية ضمن جماعة الشيعة، الجماعة الاسلامية الصالحة. الموقف الأول: عن محمد بن سنان، أن عدة من أهل الكوفة كتبوا إلى الصادق (عليه السلام)فقالوا: إن المفضل يجالس الشطّار وأصحاب الحمام وقوماً يشربون الشراب فينبغي أن تكتب إليه وتأمره ألا يجالسهم، فكتب إلى المفضل كتاباً وختم ودفع إليهم وأمرهم أن يدفعوا الكتاب من أيديهم إلى يد المفضل. فجاؤا بالكتاب إلى المفضل،منهم زرارة وعبد الله بن بكير ومحمد بن مسلم وأبو بصير وحجر بن زائدة، ودفعوا الكتاب الى المفضل ففكه وقرأه فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم: اشتر كذا وكذا واشتر كذا، ولم يذكر قليلا ولا كثيراً مما قالوا فيه، فلما قرأ الكتاب دفعه إلى زرارة ودفعه زرارة إلى محمد بن مسلم حتى أرى الكتاب إلى الكل. فقال المفضل: ما تقولون؟ قالوا: هذا مال عظيم حتى ننظر ونجمع إليك لم ندرك إلا نراك بعد ننظر في ذلك. وأرادوا الانصراف فقال المفضل: حتى تغدوا عندي، فحبسهم لغدائه ووجه المفضل إلى أصحابه الذين سعوا بهم فجاؤا فقرأ عليهم كتاب أبي عبد الله (عليه السلام) فرجعوا من عنده، وحبس المفضل هؤلاء ليتغدوا عنده، فرجع الفتيان وحمل كل واحد منهم على قدر قوته ألفاً وألفين وأقل وأكثر، فحضروا أو أحضروا ألفي دينار وعشرة آلاف درهم قبل أن يفرغ هؤلاء من الغداء. فقال لهم المفضل: تأمروني أن أطرد هؤلاء من عندي، تظنون أن الله تعالى يحتاج الى صلاتكم وصومكم[11] الموقف الثاني في هذا الموقف تكاد تنقلب الصورة، فقد روي عن المفضل أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال مرة وأنا معه: يا مفضل كم أصحابك؟ فقلت: قليل فلما انصرفت إلى الكوفة أقبلت على الشيعة فمزقوني كل ممزق يأكلون لحمي ويشتمون عرضي حتى أن بعضهم استقبلني فوثب في وجهي وبعضهم قعد لي في سكك الكوفة يريد ضربي، ورموني بكل بهتان حتى بلغ ذلك أبا عبد الله (عليه السلام)، فلما رجعت إليه في السنة الثانية كان أول ما استقبلني به بعد تسليمه عليّ أن قال: يا مفضل ما هذا الذي بلغني أن هؤلاء يقولون لك وفيك؟ قلت: وما عليّ من قولهم. قال: أجل بل ذلك عليهم، أيغضبون بؤس لهم، إنك قلت إن أصحابك قليل، لا والله ما هم لنا شيعة ولو كانوا شيعة ما غضبوا من قولك وما اشمأزوا منه، لقد وصف الله شيعتنا بغير ما هم عليه، وما شيعة جعفر إلا من كفّ لسانه، وعمل لخالقه، ورجا سيده، وخاف الله حق خيفته، ويحهم أفيهم من قد صار كالحنايا من كثرة الصلاة، أو قد صار كالتائه من شدة الخوف، أو كالضرير من الخشوع، أو كالضني من الصيام أو كالاخرس من طول الصمت والسكوت، أو هل فيهم من قد أذاب ليله من طول القيام وأذاب نهاره من الصيام، أو منع نفسه لذات الدنيا ونعيمها خوفاً من الله وشوقاً إلينا أهل البيت، أنّى يكونون لنا شيعة وأنهم ليخاصمون عدوناً فينا حتى يزيدوهم عداوة وأنهم ليهرّون هرير الكلب، ويطمعون طمع الغراب، وأما إني لولا أنني أتخوّف عليهم أن أغريهم بك لأمرتك أن تدخل بيتك وتغلق بابك ثم لا تنظر إليهم ما بقيت ولكن إن جاؤوك فاقبل الأئمة مثال صالح لأبناء الاُمة منهم، فإن الله جعلهم حجة على أنفسهم احتج بهم على غيرهم[12] ففي الموقف الاول يعبّر الإمام الصادق وممثله في الكوفة لقيادة الشيعة عن ضرورة الانفتاح على القطاعات الشعبية لأنها تستطيع القيام بأدوار مهمة لخدمة القضية يعجز عنها الكادر القيادي الواعي. لكن هذا الموقف لا يجعل القيادة الإسلامية غافلة عن تقييمها للأفراد وتحديدها للمستويات كما يظهر ذلك واضحاً في الموقف الثاني.
ــــــــــــــــــــــــ [1] اختيار معرفة الرجال المعروف بـ (رجال الكشي) لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي، تصحيح وتعليق السيد ميرداماد الاسترابادي، طبع مؤسسة آل البيت(عليهم السلام)1404 هـ 1/7 ـ 336 . [2] اُصول الكافي للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني: 1/175، تحقيق نجم الدين الآملي وعلي الغفاري، المكتبة الإسلامية طهران، 1388 هـ . [3] الشيخ أبومنصور أحمد الطبرسي: الاحتجاج، تحقيق السيد محمد باقر الخرسان، طبع منشورات النعمان: 2/117. [4] الاحتجاج: 2/121 ـ 122. [5] الاحتجاج: 2/102 ـ 103. [6] الاحتجاج 2 / 72 - 74 . [7] للشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني: تحف العقول، طبع مؤسسة الاعلمي، 1974، ص 223. [8] تحف العقول: 206. [9] أصول الكافي 2 / 186. [10] الشيخ أبو الحسن الاربلي: كشف الغمة في معرفة الأئمة، دار الكتاب الاسلامي بيروت، 2 / 385 - 386. [11] كشف الغمة: 2 / 385 - 386. [12] تحف العقول ص 385.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |