بحوث

على اعتاب شهر رمضان المبارك

 

الدكتور السيد علاء الجوادي

خاطرة رمضانية من رشحات الزمن الصعب

في ايام الشباب وفي اجواء بغداد كان مجيئ شهر رمضان يعني التفرغ الكامل للعمل في سبيل الله لا سيما في اوساط المؤمنين الرساليين من دعاة وعقائديين. ومن ملامح ايام الله في تلك السنين ورغم الحصار القاسي الذي كان يواجهنا به العفالقة واجهزتهم الامنية المرعبة، الا اننا كنا نصارع كل العقبات من اجل احياء امر الله.

كنا نتحرك في اوساط الامة من اجل تعميق رسالة الله بين الناس. اتذكر تلك الايام بكل حذافيره. . . مواصلة الزيارات لامامنا موسى بن جعفر عليه السلام. . متابعة المرحوم الدكتور الشيخ احمد الوائلي في مجالسه المختلفة اي من مجلس الى مجلس. . زيارة الامام الحسين(ع) كل ليلة جمعة والاحياء في روضته الشريفة. . . الاحياءات الحافلة في ليالي القدر المباركة. .  حضور الدروس الفقهية واذكر بالمناسبة شيخنا الجليل الشيخ هادي الساعدي رحمه الله الذي كان يحرص على القاء المسائل الفقهية يوميا وشرحه افضل شرح وادق شرح لمستمعيه من رواد حسينية الانصار وتذكيره للمؤمنين بالاعمال المستحبة لكل ليلة من ليالي رمضان. . وكنا نكسب في المواسم الدينية مثل محرم ورمضان الكثير من الشباب الى حضيرة الدين والالتزام الاسلامي. . وفي اوائل السبعينيات كان الشاب السيد ابو هاشم يحف به اكثر من ثمانين شابا يتلقون منه دروس العمل للاسلام والتحرك ضد الدكتاتورية الجاثمة على صدر العراق. . كانت له معهم كلمات وتوجيهات وكانت تنتقل بين اخوته بكلمات الشفاه او بقصاصات الاوراق. . وما كانت الا مقتبسات من القرآن او الحديث النبوي او الادعية او فتاوى الفقهاء وكان يدرس في تلك الايام المباركة كتاب الاخلاق للسيد عبد الله شبر ويدرس في جامع السعادات للشيخ النراقي الفصول المتعلقة بشهر رمضان وكان يتدارس واخوته كتاب تحف العقول للشيخ ابن ابي شعبة الحراني وهو كتاب جمع احاديث مختارة عن اهل البيت محورها بناء الشخصية الرسالية الملتزمة . .  وبعد صدور احكام ابادتنا من قبل النظام الدكتاتوري حصلت الهجرة الكبرى من البلد الحبيب. . وهناك كتبت تلك الافكار ونشرتها بين المؤمنين. . ثم كتب بعض صفحات هذا الموضوع في اوائل ثمانينيات القرن المنصرم وقد نشرت في عدد من الصحف يومها. واعدتُ صياغتها واضفت اليها في ايام شعبان المباركة اول شهر آب سنة 2010 استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك لهذا العام.

واتشرف بتقديم هذا الجهد بعد تطويره والاضافة اليه للقارئ الكريم لعلي احقق بعض الخدمة الثقافية له واساهم بدوري في التبليغ الرسالي.

مع تحيتي لكل اخوتي الاعزاء واسأل الله لي ولهم قبول الاعمال والتوفيق لاداء الطاعات ونحن جميعا في ضيافة الله عز وجل. واسألهم كذلك الدعاء لي بحسن العاقبة وبخير الدنيا والاخرة واسألهم قراءة سورة الفاتحة على روح بنتي المرحومة العلوية الشابة الصيدلانية كوثر الجوادي تغمدها الله برحمته الواسعة وحشرها مع خديجة الكبرى وفاطمة الزهرا وزينب بطلة كربلا.

ومن جملة ما كنا نتداوله في تلك الايام الباهرات قصائد من الشعر الهادف. . واحببت ان اقدم بها بحثي هذا هدية للاخوة والاصحاب. . وقد ادليت بدلوي يومها فنظمت ابيات شعر بكلمات منْسابة بسيطة تنبع من قلب شاب نشأ وترعرع في بيت مؤمن طاهر وتربى في حركة عقائدية مجيدة لم تلوثه بعد اثام الحياة ولم تصيبه السياسة بالافات المهلكات. . وتلوتها على الاحباب فنالت الاستحسان والاعجاب. . فاسأل الله في هذه الايام المباركات ان يتغمد اخوتي اولئك بالرحمة والرضوان الاحياء منهم والاموات لا سيما الشهداء وبالاخص الشهيدين السعيدين محسن نامخدا وبشار هاشم. . الذين لا ازال اتذكر الاجتماعيين الرمضانيين الكبيرين الذين اقاماهما كل منهما في داره بامر من التنظيم لاخوتنا العاملين وكنت فيهما اتحدث لاخوتي عن طبيعة المرحلة القادمة لتحركنا النضالي ضد الدكتاتورية ودولة اعداء الشعب والبلاد. . وافترقنا بعدها لنلتقي اذا شاء الله في جواره مع الاحبة.

 

قصيدة حول شهر رمضان المبارك

لاح نور واهلا خـــير ضيف قد اطـلا

ضيفنا وهو مضــيف فهو قدسي معـلا

جاء شهر الله شهر الروح والايمان حـلا

وهو للناس الى الاســـلام نبراس مدلا

عشقنا صار صياما وصــــلاه لا يملا

وبه الجوهر يسمو وبه الله تجـلى

فأمنع النفس عن الرجس أو الفكر المخـلا

واصحب القرآن حتى تربح القدح المعلى

السيد علاء الجوادي في بغداد بتاريخ15/9/1972

 نداء لتحرير الذات في شهر الله

يطل علينا مرة اخرى الضيف المبارك، ذلك الضيف الذي يضيف المؤمنين. . شهر رمضان الكريم، شهر الرحمة والخير والبركة، شهر الله..

هذا الشهر الذي يتخذ منه الرساليون وعموم المؤمنين محطة للتزود من وقود المعرفة والايمان والعمل الصالح لشق الطريق في دروب الحياة القاسية، وهم يواصلون كدًهم وكدحهم نحو الله.

 يا اخوتي في المسيرة الانسانية والمسيرة الايمانية والمسيرة الاسلامية. . يامن عاهدتم الله على ان تواصلوا السير حتى احقاق الحق وازهاق الباطل. . يا من آمنتم بمواصلة مسيرة الانبياء والمرسلين والائمة الميامين من آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين وسير الصلحاء والمصلحين.

 انتم في هذا الشهر في ضيافة الله على موائد جوده وكرمه وعفوه ومغفرته ورضوانه. . فعليكم ان تغترفوا من عطاءات هذا الشهر المبارك. . عليكم ان تربوا انفسكم وتقدموا كل ماتستطيعون من خدمة لبلدكم الجريح ولشعبكم المظلوم ولرسالتكم العظيمة، رسالة الاسلام المجيدة الخالدة رسالة الانسانية الكريمة. . يا رهط الصلاح وقافلة الخير لاتفوتكم الفرصة، بل اغتنموها وواصلوا السير في طريق الصالحين طريق الانسان ونحو اهدافكم الرشيدة في اقامة مجتمع العدل والسلم والسعادة العراقي والعالمي حتى بزوغ فجر آل محمد صلوات الله عليهم، عند قيام راية بقية الله ثم دولته في كوفان.

 ان شهر رمضان المبارك شهر التضحية والتربية والمعرفة والعهد فلنضحي بمصالحنا الضيقة الزائلة من اجل وطننا وشعبنا وامتنا ورسالتنا. ولنري انفسنا ولنكتسب المعارف الالهية ونعاهد ربنا على التوبة والاخلاص والطاعة والصبر.

 يا طلائع المسيرة الرشيدة المجاهدة يا ابناء الرافدين دجلة والفرات من اختاركم الله لتكون دولة الامام المهدي المنتظر تتمركز في بلادكم. . ونحن في ضيافة الله ينبغي ان نجدً في التصدي لهجمة عدو الاسلام وعدو العراق اللعين الذي يريد ان يدمر العراق العظيم ويشن اقسى هجماته على ارض الائمة الاطهار ارض العراق المظلوم والذي عاث به المجرم وحزبه العفلقي الفساد لعقود من السنين، فاهلكوا العباد وخربوا البلاد وتركوا المأسي تفتك لحد الان باهل العراق. . وادعوا الله وانتم تجاهدون كل نوازع الشر في هذا الشهر الكريم وبكل سوح الجهاد ان يقصم الله ظهر الارهاب والفساد وظهور اعوانهما ولتقر عيون المؤمنين بوطن تسوده الحرية وشعب ينعم بالسعادة. ولندعوا بالفرج لكل مظلوم ومهموم ومهضوم في العراق، حتى يفرح احبتنا الشهداء ان دمائهم اثمرت بتحقيق اهدافهم التي ضحوا من اجلها، وهم في مقعد صدق عند رب العالمين.

ان شهر رمضان مدرسة لاعداد الشخصية الانسانية والاسلامية والايمانية الهادفة المسؤولة في مختلف جوانبها، فلا ندعنه تنقضي ايامه دون الاستفادة منه من اجل تحقيق بناء الشخصية بناءا رساليا انسانيا محكما، والحمد لله رب العالمين.

 شهر رمضان دوره ايمانية ثقافية فقهية قرآنية مهمة ارادها الاسلام لبناء الشخصية الرسالية للفرد المسلم وقد اهتم بها الرسول صلى الله عليه واله وسلم والائمة الاطهار عليهم السلام والعلماء الربانيين رضوان الله عليهم فقد حدّث الرسول واهل بيته الكرام الامة الاسلامية باحاديث تتضمن محتويات هذه الدورة التربوية المهمة كما ان العلماء الربانيين الفوا الكتب المختلفة للتعامل مع هذه المناسبة شهر رمضان المبارك لذلك ينبغي علينا ان نهتم بما اهتم به الاسلام وان نستفيد من اجواء هذه الذكرى اقصى درجات الفائدة، وفيما يلي منهجا مختصرا للتعامل مع هذا الشهر المبارك.

الصيام مشكاة نور في طريق التكامل الانساني

الصيام

الصيام لغة هو مطلق الإمساك وشرعا: الامتناع عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنيةالتقرب إلى الله.

والصوم ركن من أركان الإسلام، فُرض في السنة الثانية للهجرة والدليل من القرآن والسنة وإجماع المسلمين. وأرشدنا الرسول إلى أحكام الصيام وآدابه، وحثنا على الإخلاص فيه، والإكثار من الأعمالالصالحة. فهو فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مقيم صحيح البدن.

ولقد بيّنت الآيات الكريمات أن الصوم عبادة فرضها الله في جميع الشرائع وأن الحكمة الأسمى منها هو تحقيق تقوى وخشية الله سبحانه ومراقبته في السر والعلانية. والتقوى التي يحققها الصوم وينميها في الإنسان: هي المراقبة الدائمة لله سبحانه والحذر من الوقوع فيما يغضبه،والابتعاد عن الانسياق وراء الشهوات والغرائز.

 الصيام في الديانة اليهودية

فى الديانة اليهودية نجد صيام الأربعين يوما عند موسى عليه السلام، وقد كان امتناعا عن الطعام والشراب مدة أربعين يوما ويبدوا أن موسى عليه السلام اختص بها بغرض التقرب الى الله تعالى، واستقبال وحيه ، كما كان للاستغفار عن ذنوب اليهود وخطاياهم وهو ما اشار اليه القرآن الحكيم بوضوح:

"واذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون"

"وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين الأعراف اية 142.

وكان ذلك بعد أن جاوز البحر وبعد سؤال قومه أن ينزل عليهم كتاباً من عند الله، وهى التى صامها موسى للغرض المشار.

هذا ما كان عليه موسى عليه السلام غير أن اليهود أعرضوا عن ذلك، ولم يلتزموا بالصيام الأربعين واقتصروا على صيام يوم واحد هو يوم الغفران، وهو اليوم العاشر من الشهر السابع حسب التقويم العبرى وكل ما هو مطلوب: تذليل النفوس، والامتناع عن كل عمل، وهو يوم عطلة مقدسة، يصومون فيه ويقدمون قربانا للرب.

جاء في العهد القديم من الكتاب المقدس موضوع الصيام في عدة مواضع منها:

في سفر زكريا الاصحاح 18:

18 وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ رَبِّ الْجُنُودِ:

19 هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنَّ صَوْمَ الشَّهْرِ الرَّابِعِ وَصَوْمَ الْخَامِسِ وَصَوْمَ السَّابِعِ وَصَوْمَ الْعَاشِرِ يَكُونُ لِبَيْتِ يَهُوذَا ابْتِهَاجاً وَفَرَحاً وَأَعْيَاداً طَيِّبَةً. فَأَحِبُّوا الْحَقَّ وَالسَّلاَمَ

ومن ايام الصوم المميزة عند اليهود هو صوم يوم الغفران. جاء في سفر الاويين من التوراة الاصحاح 23

26 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى:

27 امَّا الْعَاشِرُ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ السَّابِعِ فَهُوَ يَوْمُ الْكَفَّارَةِ. مَحْفَلا مُقَدَّسا يَكُونُ لَكُمْ. تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ وَتُقَرِّبُونَ وَقُودا لِلرَّبِّ.

 وفي صوم يوم الغفران يمتنع اليهود عن متع الجسد وهي حسب أعتقادهم الطعام والشراب، الاستحمام، والجنس وأرتداء الاحذية الجلدية. هذا طبعاً غير الامتناع عن أي عمل يؤدي الى نتيجه.

31 عَمَلا مَا لا تَعْمَلُوا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي اجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ لاويين،26:31. وواضح ان الهدف من هذا الصوم هو تطهير النفس وتهذيبها.

 وهناك انواع من الصيام اليهودي عبرت عن الحداد والحزن وتم العمل بها بعد خراب الهيكل الأول. ومن الأمثله على ذلك كما جاء في العهد القديم هي:

وَلَكِنِ الآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ سفر يوئيل،2:12 .

7 وَنُودِيَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ: لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئاً. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً.

8 وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ وَيَصْرُخُوا إِلَى اللَّهِ بِشِدَّةٍ وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِم ْسفر يونان، 3:78.

3 وَفِي كُلِّ كُورَةٍ حَيْثُمَا وَصَلَ إِلَيْهَا أَمْرُ الْمَلِكِ وَسُنَّتُهُ كَانَتْ مَنَاحَةٌ عَظِيمَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَصَوْمٌ وَبُكَاءٌ وَنَحِيبٌ. وَانْفَرَشَ مِسْحٌ وَرَمَادٌ لِكَثِيرِينَ . سفر أستير،4:3

 ومن ايام الصيام الثابته عند اليهود:

 *السابع عشر من تموز: تاريخ المصائب في أورشليم

 *التاسع من آب: خراب أورشليم وكلا الهيكلين

 *الثالث عشر من آذار: صيام أستير

 *العاشر من تشرين أول: صوم الغفران وهو أهم ايام الصيام عند اليهودعلى الاطلاق

من الملاحظ انه بعد موسى عليه السلام تعدد الصيام عند اليهود فهناك من التزم بصوم الأربعين يوم الذي صامه موسى. ومن اليهود من يصوم عند دفن الميت سبعة أيام، ومن يصوم للضراعة والاسترحام، او صيام لاذلال النفس وارهاق الجسد.

وقد اختلف اليهود فى اوقات الصيام بعد موسى عليه السلام فبعضهم يصوم يوم الخميس، وهو يوم ذهاب موسى عليه السلام للجبل لاستقبال الوحى الالهى، ويوم الاثنين الذى عاد فيه من الجبل. وكان اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر محرم. فتأثر بهم بعض الملسلمين وروّج ذلك حكام بني امية لوقوع مقتل الحسين في يوم العاشر فحولوه من يوم حزن على الحسين الى يوم فرح بانتصار موسى!!!

ويروون ان النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجدهم يصومونه فسألهم عن ذلك، فقالوا: هذا يوم نجَّى الله فيه موسى وقومه من فرعون فنحن نصومه شكراً لله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه »!!!

 الصيام في الديانة المسيحية

جاء في انجيل متــــى الاصحاح 6 الايات التالية:

16وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ.

17 وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ،

18 لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.

" 18وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 19فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. 20وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. " مرقس 2: 1820

" 29فَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ». " مرقس 9: 29

" 11أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هَكَذَا: اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ وَلاَ مِثْلَ هَذَا الْعَشَّارِ. 12أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ " لوقا 18: 1112

" 21فَلَمَّا حَصَلَ صَوْمٌ كَثِيرٌ حِينَئِذٍ وَقَفَ بُولُسُ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ: «كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْ تُذْعِنُوا لِي وَلاَ تُقْلِعُوا مِنْ كِرِيتَ فَتَسْلَمُوا مِنْ هَذَا الضَّرَرِ وَالْخَسَارَةِ. " أعمال الرسل 27: 21

"لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ إِلَى حِينٍ لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضاً مَعاً لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ. " رسائل بولس 1 كورنثوس 7: 5

" فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ. فِي أَسْهَارٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ. فِي أَصْوَامٍ مِرَاراً كَثِيرَةً. فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ. " رسائل بولس 2 كورنثوس 11: 27

يتخذ الصوم في الديانة المسيحية عدة صور ويكون باساليب متنوعة. فهناك عدد من الايام يتم فيها الصيام. وعلى سبيل المثال فهناك صيام الميلاد 40 يوما وصيام القيامة 55 يوما.

ومن انواع الصيام كذلك هو الامتناع عن اكل الاطعمة نهائيا من الساعة 12 ليلا حتى انتهاء الصلاة فى الكنيسة تقريبا حوالى الساعة 3 عصرا.

ومن انواعه ايضا الامتناع عن اكل ما تشتهية النفس حتى ولو كان ماكولات نباتية والامتناع نهائيا عن اى ماكولات حيوانية مثل اللحوم واللبن والبيض مدة الصيام بالكامل.

والصيام عند المسيحيين يختلف باختلاف الكنائس من الكاثولوكية او البروتستانتية او الأرثودكسية وباختلاف الزمان والمكان والظروف.

 يتفق المسيحيون في كل كنائسهم على صيام يوم واحد يسمونه عيد المسيح يصومونه قبل حلول عيد الفصح الذي يحتفلون به قبل نهاية السنة الميلادية بخمسة أيام أي يوم 25 ديسمبر من كل عام.

وتختلف هذه الكنائس بصيام أيام أخرى كصوم يوم واحد لكل عيد من أعيادهم: كعيد الصليب والرسل والعذراء والفِطاس والأربعين يوماً وبعضهم يصوم أربعين ساعة فقط بدلا عن الاربعين يوما.

يمتنعون فيه عن الأكل والشرب والجماع من منتصف الليل حتى الظهر هذا للشيوخ المسنين والضعفاء أما القادرون فيلزمهم الإمساك إلى قبل غروب الشمس بساعة واحدة، وهذا الامتناع إنما يكون فقط عن أكل اللحم وما ينتج من الحيوان مما لونه أبيض كبياض البيض والزبدة واللبن وما عدا ذلك يجوز طبخه وأكله بشرط ألا يطبخ إلا بزيت نباتي. وفي صوم يوم الميلاد: يجوز فيه أكل السمك وأنواع الفاكهة لا غير.

ويلخص الاستاذ د. نادى فرج درويش العطار مدير مركز ابن العطار للتراث، انواع ايام الصيام العامة عند المسيحيين وهي سبعة:

1 الصوم الكبير. ومدته: ثمانية أسابيع أو خمسة وخمسين يوما. تنتهى بعيد قيامة يسوع المسيح من الأموات حسب اعتقادهم ويسمى أيضا بصوم الأربعين يوما المقدسة. وقبله يصومون أسبوعا يسمى بـمقدمة الصوم الكبير ويلحق بصوم الأربعين أسبوع الآلام بعد جمعة ختام الصوم، وهو صوم مستقل.

2 صوم الميلاد، ومدته ثلاثة وأربعون يوما، تنتهى بعيد ميلاد يسوع او عيسى عليه السلام ومن الأقباط من يضيف عليه أسبوعا سابقا أو أسبوعا لاحقا ومنهم من يستمر إلى عيد رأس السنة. أول توت.

3 صوم الحواريين ويسمى بصوم الرسل، أو صوم التلاميذ. أو صوم العنصرة أو البندكوستى ويبدأ بعد عيد القيامة بخمسين يوما وينتهى فى الخامس من شهر أبيب.

4 صوم العذراء مريم. ويسمى بصوم عيد السيدة أو صوم شهر أغسطس. ومدته خمسة عشر يوما، ويبدأ بالسابع من أول شهر مسرى إلى السادس عشر منه.

5 صوم يونان ومدته ثلاثة أيام، ويسبق الصوم الكبير بخمسة عشر يوما.

6 صوم البرامون ويسبق عيد الميلاد، وعيد الغطاس. وهو صوم نسكى، مدته بين يوم واحد وثلاثة أيام، لأنه إذا وقع عيد الميلاد أو الغطاس يوم السبت كان البرامون يوما واحدا هو الجمعة وإذا وقع يوم الأحد كان البرامون يومين هما الجمعة والسبت وإذا وقع يوم الاثنين كان البرامون ثلاثة أيام هى الجمعة والسبت والأحد. والبرامون كلمة يونانية معناها: " الالتزام باستمرار فى الخدمة " أو " المثابرة " أو " الثبات " أو " المداومة "

7 صوم يومى الأربعاء والجمعة، من كل أسبوع، على مدار السنة، ويستثنى منها أيام الخمسين التالية لعيد القيامة.

وفى الصوم الكبير ينقطع الصائم عن الطعام من الساعة الثانية عشرة مساء إلى الغروب فى اليوم التالى، وفى أسبوع الآلام ينقطع إلى المساء. وفى الأصوام الأخرى إلى الساعة الثالثة، على الأقل من بعد ظهر اليوم التالى.

ويفطر الصائم بعد فترة الانقطاع على الأطعمة النباتية، ويمتنع عن أكل اللحوم بأنواعها وعن البيض، واللبن، ومستخرجات الألبان، كالجبن والزبد. ومن أحكام الصوم عندهم: أنه لا يعقد فيه زواج، وتمنع فيه المعاشرات الجنسية بين المتزوجين.

وأما ايام الصوم الصغرى فهي:

صوم الأعياد السيدية أى الخاصة بالسيد المسيح ومن ذلك:

1 عيد الختان فى السادس من شهر طوبة.

2 عيد دخول المسيح الهيكل فى الثامن من أمشير.

3 عيد دخول المسيح أرض مصر فى الرابع والعشرين من بشنس.

4 عيد عرس قرية فانا، فى الجليل فى الثالث عشر من طوبة.

5 عيد خميس العهد ويقع فى أسبوع الآلام.

 ايام الصيام الخاصة بمريم العذراء ومن ذلك:

1 عيد البشارة بميلاد العذراء مريم من أبويها يهوياقيم وحنة ويقع فى السابع من مسرى.

2 عيد ميلاد العذراء فى أول بشنس.

3 عيد دخولها طفلة نذيرة إلى الهيكل فى أورشليم القدس فى الثالث من كيهك.

4 عيد دخولها أرض مصر فى الرابع والعشرين من بشنس.

5 عيد موتها فى الحادى والعشرين من طوبة.

6 عيد صعود جسدها إلى السماء فى السادس عشر من مسرى.

7 عيد العذراء حالة الحديد ويقع عادة فى الحادى والعشرين من بؤنة.

 ايام صيام أعياد الشهداء والقديسين:

فهى كثيرة. جاء فى القانون الثلاثين من قوانين القديس باسيليوس الكبير: " وإذا اتفق فى صوم عيد من أعياد شهداء، أن أسقف أو قسيس، بحجة موت الشهيد، فليقطع، لأنه صار سببا لشر نفوس كثيرة، فإذا فطروا هم من تلقاء أنفسهم، فليفرزهم الأسقف أو القسيس، لأنه لا يجب أن يفطروا فى أعياد الشهداء، إذا كانت أيام صوم، لأن الشهداء ماتوا جياعا عطاشا، وحرقوا بالنار"

خلاصة

يتضح مما مر معنا ان للصيام في الاديان القديمة والاديان الكتابية عدد من الاهداف والغايات نذكر منها:

·  كان الأنسان يصوم حتى ينال رضى الرب.

·  مقاومة اغراءات الشيطان.

·  تهيئة النفس وتدربها لمواجهة التجارب.

·  لتحرير النفس. من قيودها الارضية.

·  وقد كان الصيام منذ القدم وسيلة للتقرب الى الله تعالى.

·  كما أنه كفارة للذنوب لدى بعض الديانات.

·  كما كان يزامن المناسبات السعيدة أحيانا.

·  وفى مناسبات الوفاء أحيانا أخرى.

·  كمن كان تضرعا إلى الله تعالى لكشف الضر.

·  وكان البعض يخلط الصيام بالشعوذة والسحر استنادا على اعتقادهم أنَّ الشياطين تدخل في عصاة بني آدم ولا تخرج منهم إلا بالصوم.

 وكما ذكرنا فالصيام اتخذ اشكال متنوعة بين امتناع كامل أو جزئي عن الطعام أو عن الشراب كله أو بعض انواعه، او الامتناع عن الملذات الحياتية الأخرى او الامتناع عن الكلام.

وجاء الاسلام ليقر مبدأ الصيام ولكن لينظم عمليته وانواعه بعيدا عن الغلو او التساهل بالاحكام.

 أهل الكتاب والصيام:

يذهب البعض الى انه عندما فرض الله عليهم الصيام ثلاثين يوماً وصادف حراً شديداً تضايقوا منه فاجتمع علماؤهم ورؤساؤهم فجعلوه في فصل الربيع بين الشتاء والصيف وهذا هو النسيء الذي حرَّمه الله في القرآن ثم إنهم زادوا فيه عشرة أيام كفارة لضيقهم فصار الصيام عندهم أربعين يوماً، ثم إن ملكاً من ملوكهم اشتكى مرضاً نزل به فنذر لله إن برأ من وجعه أن يزيد في صومه أسبوعاً فبرأ فصار يصومها أي 47 يوماً، فلما توفي أمر الملك الذي جاء بعده بصيام ثلاثة أيام فصارت أيام الصيام 50 يوماً موزعة على أشهر السنة. ووجهة النظر هذه نابعة من ان الصيام الذي كلف الله به عباده في الاديان السابقة هو نفسه من حيث التفاصيل في الديانة الاسلامية. ولم يلتفتوا الى ان الثابت هو اصل الصيام اما التفاصيل فهي من المتغيرات التي اكملها الاسلام فيما اكمل من الشرائع القديمة.

 شهر رمضان والصيام في القرآن الكريم

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم القرآن الكريم في سورة البقرة المباركة:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ القرآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون* وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ * أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ* سورة البقرة الايات 183 187

 معنى كلمة رمضان

رمضان هو اْسم من أسماء الله، كما روى ذلك مجاهد:" ولما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها، فوافق شهر رمضان أيام الحَرّ وشدته، فسمي به ".

وقيل: شهر رمضان مأخوذ من رمض الصائم، أي أنه يرمض إذا حرّ جوفه من شدة العـطش.

قال الله عز وجل: " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.

وكما أن كلمة رمض، تعني وضع لشىء بين شيئين أملسين وسحقه بشكل تدريجي ودقيق. فمعنى رمضان مأخوذ من رمض الصائم، والرمض معناه الجوع والعـطش الشديد.

 خطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قبيل شهر رمضان المبارك

روى الشيخ الاجل الصَدوق رحمه الله بسند مُعتبر عن الامام الرّضا عليه السلام، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبنا ذات يوم فقال:

أيّها النّاس

أنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة، وقُلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإن الشّقي من حُرم غفران الله في هذا الشّهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقرّوا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم وتحننوا على أيتام الناس يتحنّن علي أيتامكم وتوبوا إليه من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم فإنها أفضل السّاعات ينظر الله عز وجل فيها بالرّحمة إلى عباده يجيبكم إذا ناجوه، ويُلبّيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه.

أيّها الناس

إنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخفّفوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسمَ بعزّته أن لا يعذّب المصلّين والسّاجدين، وأن لا يروعهم بالنّار يوم يقوم النّاس لرب العالمين.

أيها الناس

من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشّهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه.

قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس كّلنا يقدر على ذلك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، اتقوا النّار ولو بشربة من ماء، فإن الله تعالى يهب ذلك الأجر لمن عمل هذا اليسير إذا لم يقدر على أكثر منه.

يا أيها النّاس

من حسّن منكم في هذا الشهر خُلقه كان له جواز على الصّراط يوم تزلّ فيه الأقدام، ومن خفّف في هذا الشّهر عمّا ملكت يمينه خفّف الله عليه حسابه، ومن كفّ فيه شرّه كفّ الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رَحِمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رَحِمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطّوع فيه بصلاة كتب الله له البراءة من النّار، ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب مَن أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور، من أكثر فيه من الصّلاة عليّ ثقل الله ميزانه يوم تخففّ الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشّهور،

أيّها الناس

إن أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتحه فسلوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم، وأبواب النّيران مغلقة فسلوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم، والشّياطين مغلولة فسلوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقمت وقلت: يارسول الله ما افضل الاعمال في هذا الشهر؟

فقال: يا ابا الحسن أفضل الاعمال في هذا الشهر: الورع عن محارم الله.

 من احاديث الرسول في فضل شهر رمضان الكريم

رويت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم العديد من الاحاديث الشريفة في فضل شهر رمضان المبارك وسنذكر طرفا منها مما رواه المسلمون من الشيعة والسنة في هذا المجال المقدس.

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

لكل شيئى زكاة و زكاة الابدان الصيام.

الكافى، ج 4، ص62، ح 3

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

الصوم جنة من النار.

الكافى، ج 4 ص162

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

الصوم فى الحر جهاد.

بحار الانوار، ج 96.

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله: قال الله تعالى

الصوم لى و انا اجزى به

 وسائل الشيعه ج 7 ، ح 15 و 16 ؛ 27 و 30

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

من منعه الصوم من طعام يشتهيه كان حقا على الله ان يطعمه من طعام الجنة و يسقيه من شرابها.

بحار الانوار ج 93 ، 331

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

طوبى لمن ظمأ او جاع لله اولئك الذين يشبعون يوم القيامة

وسائل الشيعه، ج 7 ص299، ح‏. 2

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

ان للجنة بابا يدعى الريان لا يدخل منه الا الصائمون.

وسائل الشيعه، ج 7 ص295، ح‏. 31 ومعانى الاخبار، 116

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

الشتاء ربيع المومن يطول فيه ليله فيستعين به على قيامه و يقصر فيه نهاره فيستعين به على صيامه.

وسائل الشيعه، ج 7 ، 302

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله

و هو شهر اوله رحمة و اوسطه مغفرة و اخره عتق من النار.    

بحار الانوار، ج 93.

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله

ان ابواب السماء تفتح فى اول ليلة من شهر رمضان و لا تغلق الى اخر ليلة منه

بحار الانوار، ج 93.

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله

لو يعلم العبد ما فى رمضان لود ان يكون رمضان السنة

بحار الانوار، ج 93.

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: وهو شهرٌ دُعيتُم فيه إلى ضيافةِ الله، وجُعِلتُم فيه مِن أهل كرامةِ الله. أنفاسُكم فيه تسبيح، ونومُكم فيه عبادة، وعملُكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب.

وسائل الشيعة للحرّ العاملي 227:4 ـ كتاب الصوم

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أيُّها الناس، إنّه قد أقبلَ إليكُم شهرُ اللهِ بالبركةِ والرحمة والمغفرة، شهرٌ هو عندَ اللهِ أفضلُ الشهور، وأيّامُه أفضلُ الأيّام، ولياليه أفضلُ الليالي، وساعاتُه أفضلُ الساعات.

وسائل الشيعة للحرّ العاملي 227:4 ـ كتاب الصوم

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن تطوّع فيه بصلاةٍ كتَبَ اللهُ له براءةً مِن النار، ومَن أدّى فرضاً كان له ثوابُ مَن أدّى سبعين فريضةً فيما سواه من الشهور، ومَن أكثرَ فيه مِن الصلاةِ علَيّ ثقّل اللهُ ميزانَه يومَ تخفّ الموازين، ومَن تَلا فيه آيةً مِن القرآن كان له مِثلُ أجرِ مَن ختم القرآن في غيره من الشهور.

وسائل الشيعة للحرّ العاملي 227:4 ـ كتاب الصوم

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: صوموا تصحّوا.

بحار الأنوار للشيخ المجلسي 255:96

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لكلّ شيء زكاة، وزكاة الأبدان الصيام.

بحار الأنوار للشيخ المجلسي 246:96 ، عن فضائل الأشهر الثلاثة للشيخ الصدوق

* روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لأصحابه: ألا أُخبركم بشيءٍ إن فعلتموه تَباعَدَ الشيطان منكم كما تباعد المشرق مِن المغرب؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الصوم يسوّد وجهه، والصدقة تكسر ظهرَه، والحبُّ في الله والموازرة على العمل الصالح تقطع دابرَه، والاستغفار يقطع وتينَه.

الكافي للكلينيّ 62:4 / ح 2 ـ باب فضل الصوم

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أيُّها الناس، مَن حسّنَ مِنكم في هذا الشهرِ خلُقَه، كانَ له جَوازاً علَى الصراطِ يومَ تَزلّ فيه الأقدام. ومَن خفّفَ في هذا الشهر عمّا ملكتْ يمينُه، خفّف اللهُ عليه حسابَه. ومَن كفّ فيه شرَّه، كفَّ اللهُ عنه غضبَه يومَ يلقاه. . 

وسائل الشيعة للحرّ العامليّ 227:4 ـ كتاب الصوم

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما مِن صائم يحضر قوماً يطعمون إلاّ سبّحت أعضاؤه، وكانت صلاة الملائكة عليه، وكانت صلاتهم له استغفاراً.

من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق 52:2

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً، وكفّ سمعه وبصره ولسانه عن الناس، قَبِل اللهُ صومَه، وغفَرَ له ما تقدّم مِن ذنبهِ وما تأخّر، وأعطاه ثوابَ الصابرين.

المُقنعة للشيخ المفيد 49

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما مِن عبدٍ صالحٍ يُشتَم فيقول: إنّي صائم، سلامٌ عليك، لا أشتمُك كما شتمتني، إلاّ قال الربّ تبارك وتعالى: استجار عبدي بالصوم مِن شرّ عبدي، قد أجرتُه مِن النار.

الكافي للكليني 88:4 / ح 5 ـ باب أدب الصائم

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:

إنّ للجنّة باباً يُدعى « الريّان »، لا يدخل منه إلاّ الصائمون.

معاني الأخبار للشيخ الصدوق 409 / ح 90

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:

عليك بالصوم، فإنّه جُنّه مِن النار.

الصومُ جُنّة ما لم يخرِقْها.

بحار الأنوار للشيخ المجلسي 258:96، 296

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لجابر بن عبدالله الأنصاريّ:

يا جابر، هذا شهر رمضان، مَن صام نهاره، وقام وِرْداً مِن ليله، وعفّ بطنَه وفَرْجَه، وكفَّ لسانَه، خرج مِن ذنوبه كخروجه مِن الشهر.

فقال جابر: يا رسول الله، ما أحسنَ هذا الحديث! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا جابر، وما أشدَّ هذه الشروط!

الكافي للكليني 87:4 / ح 2 ـ باب أدب الصائم

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أيُّها الناس، إنّ أبوابَ الجِنان في هذا الشهر مفتّحة، فاسألوا ربَّكم أن لا يغلقها عنكم، وأبواب النيران مغلّقة، فاسألوا ربَّكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة، فاسألوا ربَّكم أن لا يسلّطها عليكم.

 وسائل الشيعة للحرّ العاملي 227:4 ـ كتاب الصوم

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر، كان له بذلك عند اللهِ عتقُ رقبة، ومغفرةٌ لِما مضى مِن ذنوبه. . 

وسائل الشيعة للحرّ العاملي 227:4 ـ كتاب الصوم

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أيُّها الناس، إنّه مَن ورَدَ عليه شهرُ رمضان وهو صحيح سَوِيّ، فصام نهارَه، وقام وِرْداً مِن ليله، وواظب على صلاته، وهجّر إلى جمعته، وغدا إلى عيده، فقد أدرك ليلة القدر، وفاز بجائزة الربّ.

* قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أيُّها الناس قد أظلّكم شهرٌ عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلةٌ العملُ فيها خيرٌ مِن ألف شهر. . هو شهرٌ أوّلُه رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخِرُه عِتْقٌ من النار.

بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 342:96 ـ عن دعائم الإسلام لمحمّد بن النعمان

* قال رسول الله صلى الله عليه و آله: إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ.

رواه البخاري ومسلم

* كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القرآن، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.

رواه البخاري

* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ. وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ.

* عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونَ.

رواه البخاري

* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وعنه أيضاً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وأخيراً عنه أيضاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.

رواه البخاري ومسلم في صحيحهما

* ويقول عليه الصلاة والسلام يقول الله عز وجل كل عمل بن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فانه لي و أنا أجزى به ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلى للصائم فرحتان فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.     رواه البخاري ومسلم في صحيحهما

* الصيام جنة فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث و لا يصخب فان سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم.

رواه البخاري ومسلم في صحيحهما

* عن أبي أيوب رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر".

رواه مسلم

* عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.      ورواه الطبراني

* عن طلحة بن عبيد الله أن أعرابياً جاء إلى رسول الله ثائر الرأس فقال: يارسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة، فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً، فقال: أخبرني ما فرض الله علي من الصيام، فقال شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة، فقال: فأخبره رسول الله رضي الله شرائع الاسلام. قال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئاً ولا انقص مما فرض الله شيئاً. فقال رسول الله أفلح إن صدق أو دخل الجنة إن صدق.

* عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين.

* عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا رأيتموه فصوموا وإذا رايتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له.

* عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي رضي الله أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي رضي الله القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة.

* عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان

* عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى.

* عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده.

* قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:

إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين>

رواه مسلم 1079

* عن علي بن أبي طالب عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان يقول في آخر وتره:

"اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك

لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك "

* عن أبي هريرة: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب. وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة.

اخرجه الترمذي682قال الشيخ الألباني: صحيح

*عن النّبي صلى الله عليه
وآله وسلم ايضاً انّه كان يدعو في أوّل ليلة من شهر رمضان فيقول:

اَلْحَمْد للهِ الَّذي اَكْرَمَنا بِكَ اَيُّهَا
الشَّهرُ الْمُبارَكُ، اَللّـهُمَّ فَقَوِّنا عَلى صِيامِنا وَقِيامِنا، وَثبِّتْ
اَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرينَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْواحِدُ
فَلا وَلَدَ لَكَ، واَنْتَ الصَّمَدُ فلا شِبْهَ لَكَ، واَنْتَ الْعَزيزُ فَلا
يُعِزُّكَ شَيْءٌ، وَاَنْتَ الْغَنِيُّ وَاَنَا الْفَقير، وَاَنْتَ الْمَوْلى
وَاَنا الْعَبْدُ، واَنْتَ الْغُفورُ وَاَنا الْمُذْنِبُ، وَاَنْتَ الرَّحيمُ
وَاَنَا الُْمخْطِئُ، وَاَنْتَ الْخالِقُ وَاَنَا الَْمخْلُوقُ، وَاَنْتَ الْحَيُّ
وَاَنَا الْمَيِّتُ، اَسْاَلُكَ بِرَحْمَتِكَ اَنْ تَغْفِرَ لي وَتَرْحَمَني،
وَتَجاوَزَ عَنّي اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدير.

 احاديث قدسية عن شهر رمضان

* قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسيّ:

الصوم لي، وأنا أَجزي به.

الكافي للكليني 63:4/ح 6

* قال الله تعالى في الحديث القدسيّ الشريف:

والصائم يفرح بفرحتين: حين يُفطر فيَطعَم ويشرب، وحين يلقاني فأُدخله الجنّة.

الخصال للشيخ الصدوق 45/ ح 42 ـ باب الاثنين

* في حديث المعراج، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا ربّ، ما أوّل العبادة؟ قال: أوّل العبادة الصمت والصوم. قال: يا ربّ وما ميراث الصوم؟ قال: الصوم يُورث الحكمة، والحكمة تُورث المعرفة، والمعرفة تورث اليقين، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح: بعسر، أم بيُسر.

بحار الأنوار للشيخ المجلسي 27:77 / ح 6، عن إرشاد القلوب للديلمي، الباب 54

* قال الله تعالى في حديث المعراج:

يا أحمد، إنّ العبد إذا جاعَ بطنُه، وحَفِظ لسانَه، علّمتُه الحكمة، وإنْ كان كافراً تكون حكمته حجّةً عليه ووبالاً، وإنْ كان مؤمناً تكون حكمته له نوراً وبرهاناً، وشفاءً ورحمة، فيعلم ما لم يكن يعلم، ويُبصر ما لم يكن يُبصر، فأوّل ما أُبصره عيوبُ نفسه حتّى يشتغلَ عن عيوب غيره، وأُبْصره دقائقَ العلم، حتّى لا يَدخُلَ عليه الشيطان.

يا أحمد، ليس شيءٌ مِن العبادة أحبّ إليّ مِن الصمتِ والصوم.

إرشاد القلوب للديلمي

* في الحديث القدسيّ، يقول الله تعالى لجبرئيل عليه السّلام: اِنزلْ على الأرض فَغُلَّ فيها مَرَدةَ الشياطين؛ حتّى لا يُفسِدوا على عبادي صومَهم.

بحار الأنوار للشيخ المجلسي 348:96 ـ عن نوادر الراوندي

من اقوال اهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان

الامام علي بن ابي طالب عليه السلام

* قال أمير المؤمنين عليه السلام:

فرض الله الصيام ابتلاء لاخلاص الخلق

نهج البلاغه، حكمة 252

* قال أمير المؤمنين عليه السلام

صوم النفس عن لذات الدنيا انفع الصيام.

غرر الحكم، ج 1 ص416 ح 64

* قال أمير المؤمنين عليه السلام

الصيام اجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب.

بحار الانوار ج 93 ص249

* قال أمير المؤمنين عليه السلام

صوم القلب خير من صيام اللسان و صوم اللسان خير من صيام البطن.

غرر الحكم، ج 1، ص417، ح 80

* قال أمير المؤمنين عليه السلام

كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع و الظمأ و كم من قائم ليس له من قيامه الا السهر و العناء.

نهج البلاغه، حكمة 145

* قال اميرالمومنين عليه السلام

شهر رمضان شهر الله و شعبان شهر رسول الله و رجب شهرى

وسائل الشيعه، ج 7، ح. 23

* وقال الإمام عليّ عليه السلام: الصيام أحدُ الصحّتَين.

غرر الحِكَم للآمدي 39

* قال أمير المؤمنين عليه السّلام: نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف، إنّ للصائم عند إفطاره دعوةً لا تُرَدّ.

بحار الأنوار للشيخ المجلسي 360:93

 

فاطمة الزهراء البتول عليها السلام

* عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها :

ما يصنع الصائم بصيامه اذا لم يصن لسانه و سمعه و بصره و جوارحه.

بحار الانوار، ج 93 .

* قالت فاطمة الزهراء صلوات الله عليها: فرَضَ اللهُ الصيامَ تثبيتاً للإخلاص.

 بحار الأنوار للشيخ المجلسي 368:96 ـ عن علل الشرائع للشيخ الصدوق

الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام

* قال الإمام السجّاد عليه السّلام: الحمدُ لله الذي حَبانا بدِينه، واختصّنا بملّته، وسبّلنا في سبيل إحسانه؛ لنسلكها بمَنّه إلى رضوانه، حمداً يتقبّلُه منّا، ويرضى به عنّا. والحمد لله الذي جعل مِن تلك السبل شهرَه شهرَ رمضان، شهرَ الصيام، وشهر الإسلام، وشهرَ الطَّهُور، وشهرَ التمحيص، وشهرَ القيام.

الصحيفة السجّادية للامام علي بن الحسين زين العابدين ـ الدعاء رقم 44

* في وداعه لشهر الله، قال الإمام السجّاد عليه السّلام:

السلامُ عليك يا شهرَ اللهِ الأكبر، ويا عيدَ أوليائهِ.

السلام عليك يا أكرمَ مصحوبٍ مِن الأوقات، ويا خيرَ شهرٍ في الأيّام والساعات.

السلام عليك مِن شهرٍ قَرُبتْ فيه الآمال، ونُشِرتْ فيه الأعمال.

السلام عليك مِن قرينٍ جلّ قَدْرُه موجوداً، وأفجَعَ فَقْدُه مفقوداً، ومَرْجُوّاً آلمَ فراقُه.

السلام عليك مِن أليفٍ آنسَ مُقْبِلاً فَسَرّ، وأوحشَ منقضياً فمضّ.

السلام عليك مِن مجاورٍ رقّتْ فيه القلوب، وقلّتْ فيه الذنوب.

السلام عليك مِن ناصرٍ أعان على الشيطان، وصاحبٍ سَهّل سُبُلَ الإحسان.

السلام عليك ما أكثرَ عُتقاءَ اللهِ فيك، وما أسعدَ مَن رعى حرمتَك بك.

السلام عليك ما أمحاك للذنوب، وأسْترَك لأنواعِ العُيوب.

السلام عليك كما وَفَدْتَ علينا بالبركات، وغسَلْتَ عنّا دنَسَ الخطيئات.

السلام عليك كم مِن سوءٍ صُرِف بك عنّا، وكم مِن خيرٍ أُفيض بك علينا.

الصحيفة السجّادية للامام علي بن الحسين زين العابدين الدعاء رقم 45

 الامام محمد الباقر عليه السلام

* قال الباقر عليه السلام:

بني الإسلام على خمسة أشياء، على الصلوة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية.

فروع كافي، ج 4 ص62، ح 1

* قال الباقر عليه السلام

لا صيام لمن عصى الامام ولا صيام لعبد ابق حتى يرجع ولا صيام لامرأة ناشزة حتى تتوب ولاصيام لولد عاق حتى يبر.

بحار الانوار ج 93، ص295.

* عن فضيل بن يسار قال :كان ابو جعفر عليه السلام اذا كان ليلة احدى و عشرين و ليلة ثلاث و عشرين اخذ فى الدعا حتى يزول الليل فاذا زال الليل صلى.

وسائل الشيعه، ج 7، ص260، ح 4

* قال الإمام الباقر عليه السّلام: بُنيَ الإسلامُ على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحجّ والصوم، والولاية.

المحجّة البيضاء للفيض الكاشاني 122:2 ـ 123

الامام جعفر الصادق عليه السلام

* قال الصادق عليه السلام:

انما فرض الله الصيام ليستوى به الغنى و الفقير.

من لا يحضره الفقيه، ج 2 ص43، ح 1

* قال الصادق عليه السلام

اذا صمت فليصم سمعك و بصرك و شعرك و جلدك.

الكافى ج 4 ص87، ح 1

* عن الصادق عليه السلام فى قول الله عز وجل

واستعينوا بالصبر و الصلوة

قال: الصبر الصوم.

وسائل الشيعه، ج 7 ص298، ح 3

* قال الصادق عليه السلام

من جاء بالحسنة فله عشر امثالها من ذلك صيام ثلاثة ايام من كل شهر.

وسائل الشيعه، ج 7، ص 313، ح 33

* قال الصادق عليه السلام

من صام ثلاثة ايام من اخر شعبان و وصلها بشهر رمضان كتب الله له صوم شهرين متتابعين.

وسائل الشيعه ج 7 ص375،ح 22

* قال الصادق عليه السلام:

من فطر صائما فله مثل اجره.

الكافى، ج 4 ص 68، ح1

* قال الصادق عليه السلام

من صام لله عزوجل يوما فى شدة الحر فاصابه ظمأ و كل الله به الف ملك يمسحون وجهه و يبشرونه حتى اذا افطر.

الكافى، ج 4 ص64 ح 8؛ بحار الانوار ج 93 ص247

* قال الصادق عليه السلام

للصائم فرحتان فرحة عند افطاره و فرحة عند لقاء ربه

وسائل الشيعه، ج 7 ص290 و 294 ح‏6 و26.

* قال الصادق عليه السلام

من افطر يوما من شهر رمضان خرج روح الايمان منه

وسائل الشيعه، ج 7 ص181، ح 4 و 5

* قال الصادق عليه السلام

رأس السنة ليلة القدر يكتب فيها ما يكون من السنة الى السنة.

وسائل الشيعه، ج 7 ص258 ح 8

* قيل لابى عبد الله عليه السلام

كيف تكون ليلة القدر خيرا من الف شهر؟ قال: العمل الصالح فيها خير من العمل فى الف شهر ليس فيها ليلة القدر.

وسائل الشيعه، ج 7 ص256، ح2

* قال الصادق عليه السلام

التقدير فى ليلة تسعة عشر و الابرام فى ليلة احدى و عشرين و الامضاء فى ليلة ثلاث و عشرين.

وسائل الشيعه، ج 7 ص259

* قال الصادق عليه السلام

ان من تمام الصوم اعطاء الزكاة يعنى الفطرة كما ان الصلوة على النبى صلى الله عليه و آله من تمام الصلوة.

وسائل الشيعه، ج 6 ص221، ح 5

* قال الإمام الصادق عليه السّلام: إنّما فرَضَ اللهُ صيامَ شهر رمضانَ على الأنبياء دون الأُمم، ففضّل اللهُ به هذه الأُمّة، وجعل صيامَه فرضاً على رسول الله صلّى الله عليه وآله، وعلى أُمّته.

 من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق 62:2

* قال الإمام الصادق عليه السّلام: إذ دخل شهر رمضان، فاجهدوا أنفسَكم؛ فإنّ فيه تُقسّم الأرزاق، وتُكتب الآجال، وفيه يُكتَب وفدُ الله الذين يَفِدون إليه، وفيه ليلةٌ العملُ فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر.

 بحار الأنوار للشيخ المجلسي 375:96 ـ عن أمالي الشيخ الطوسي

* قال الإمام الصادق عليه السّلام في قوله تعالى: (واستعينوا بالصبرِ والصلاة ) سورة البقرة:45: يعني بالصبر الصوم. وقال عليه السّلام: إذا نزلت بالرجل النازلةُ أو الشدّة فَلْيَصُمْ؛ فإنّ الله تعالى يقول: (واستعينوا بالصبرِ والصلاة ).

الكافي للكلينيّ 63:4 / ح 7

* قال الإمام الصادق عليه السّلام: أمّا العلّة في الصيام؛ ليستويَ به الغنيُّ والفقير، وذلك لأنّ الغنيّ لم يكن ليجد مَسَّ الجوع فيرحمَ الفقير، لأنّ الغنيّ كلّما أراد شيئاً قدر عليه، فأراد اللهُ عزّوجلّ أن يسوّيَ بين خَلْقه، وأن يُذيق الغنيَّ مسَّ الجوع والألم؛ ليرقّ على الضعيف ويرحمَ الجائع.

من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق 43:2

* قال الإمام الصادق عليه السّلام: خَلوف فم الصائم أي نكهته أفضل عند الله مِن رائحة المِسْك.

 واب الأعمال للشيخ الصدوق 51

* قال الإمام الصادق عليه السّلام: للصائم فرحتان: فرحةٌ عند إفطاره، وفرحةٌ عند لقاء ربّه.

الكافي للكلينيّ 65:4 / ح 15

قال الإمام الصادق عليه السّلام: فازَ واللهِ بجوائز، ليست كجوائز العباد.

ثواب الأعمال للشيخ الصدوق 64 ـ 65

* عن الصّادق عليه السلام المروي في كتاب الاقبال:

اَللّـهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ
القرآن، هذا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذي اَنْزَلْتَ فيهِ القرآن، وَاَنْزَلْتَ
فيهِ آيات بَيِّنات مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ، اَللّـهُمَّ ارْزُقْنا صِيامَهُ،
وَاَعِنّا عَلى قِيامِهِ، اَللّـهُمَّ سَلِّمْهُ لَنا وَسَلِّمْنا فيهِ
وَتَسَلَّمْهُ مِنّا في يُسْر مِنَكَ وَمُعافاة، وَاجْعَلْ فيـما تَقْضي
وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ الَْمحْتُومِ وَفيـما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الْحَكيمِ
في لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ الْقَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، اَنْ
تَكْتُبَني مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْكُورِ
سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ،
وَاجْعَلْ فيـما تَقْضي وَتُقَدِّرُ اَنْ تُطيلَ عُمْري وَتُوَسِّعَ عَليَّ مِنَ
الرِّزْقِ الْحَلالِ

الامام موسى الكاظم عليه السلام

* قال الكاظم عليه السلام

فطرك اخاك الصائم خير من صيامك.

الكافى، ج 4 ص68، ح2

قال الكاظم عليه السلام

دعوة الصائم تستجاب عند افطاره

بحار الانوار ج 92 ص255 ح. 33

* قال أبو الحسن الأوّل الكاظم عليه السّلام: قيلوا: فإنّ الله تبارك وتعالى يُطعم الصائمَ ويسقيه في منامه.

 الكافي للكليني 65:4 / ح 14. وقيلوا: من القيلولة، النوم قبيل الزوال

الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام

* قال الرضا عليه السلام:

انما امروا بالصوم لكى يعرفوا الم الجوع و العطش فيستدلوا على فقر الاخر.

وسائل الشيعه، ج 4 ص4 ح 5 علل الشرايع، ص10

* قال الرضا عليه السلام

من قرأ فى شهر رمضان اية من كتاب الله كان كمن ختم القرآن فى غيره من الشهور.

بحار الانوار ج 93، ص346

* قال الإمام الرضا عليه السّلام في بيان بعض علل الصيام: فإن قال: فلِمَ أُمِروا بالصوم؟

قيل: لكي يعرفوا ألمَ الجوع والعطش، فيستدلّوا على فقر الآخرة، وليكونَ الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً، مأجوراً محتسباً عارفاً، صابراً لما أصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب.

مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات، وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل، ورائضاً لهم على أداء ما كلّفهم ودليلاً في الآجل؛ وليعرفوا شدّة مبلغِ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدّوا إليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم. .

 من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق 43:2

 الامام محمد الجواد عليه السلام

* روى المفيد في المقنعة عن الثّقة
الجليل عليّ بن مهزيار عن الامام محمّد التّقي عليه السلام انّه يستحبّ أن تكثر
في شهر رمضان في ليله ونهاره من أوّله الى آخره:  يا ذَا الَّذي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيء، ثُمَّ
خَلَقَ كُلَّ شَيء، ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيء، يا ذَا الَّذي لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شيءٌ، وَيا ذَا الَّذي لَيْسَ فِي السَّماواتِ الْعُلى، وَلا فِى
الاَرَضينَ السُفْلى، وَلا فَوقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ، وَلا بَيْنَهُنَّ اِلـهٌ
يُعْبَدُ غَيْرُهُ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِهِ إلاّ اَنْتَ،
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمِّد صَلاةً لا يَقْوى عَلى اِحْصائِها إلاّ
اَنْتَ.

* روي في كتاب الاقبال عن الامام الجواد عليه السلام:

اَللّـهُمَّ يا مَنْ يَمْلِكُ التَّدْبيرَ
وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ، يا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الاَعْيُنِ وَما تُخْفِي
الصُّدُورِ وَتُجِنُّ الضَّميرُ وَهُوَ اللَّطيفُ الْخَبيرُ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْنا
مِمَّنْ نَوى فَعَمِلَ، وَلا تَجْعَلْنا مِمَّنْ شَقِيَ فَكَسِلَ، وَلا مِمَّنْ
هُوَ عَلى غَيْرِ عَمَل يَتَّكِلُ، اَللّـهُمَّ صَحِّحْ اَبْدانَنا مِنَ الْعِلَلِ،
وَاَعِنّا عَلى ما افْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنَ الْعَمَلِ، حَتّى يَنْقَضِيَ عَنّا
شَهْرُكَ هذا وَقَدْ اَدَّيْنا مَفْرُوضَكَ فيهِ عَلَيْنا، اَللّـهُمَّ اَعِنّا عَلى صِيامِهِ، وَوَفِّقْنا لِقِيامِهِ، وَنَشِّطْنا فيهِ لِلصَّلاةِ، وَلا
تَحْجُبْنا مِنَ الْقِراءَةِ، وَسَهِّلْ لَنا فيهِ ايتاءَ الزَّكاةِ، اَللّـهُمَّ
لا تُسَلِّطْ عَلَيْنا وَصَباً وَلا تَعَباً وَلا سَقَماً وَلا عَطَباً،
اَللّـهُمَّ ارْزُقْنا الاِفْطارَ مِنْ رِزْقِكَ الْحلالِ، اَللّـهُمَّ سَهِّلْ
لَنا فيهِ ما قَسَمْتَهُ مِنْ رِزْقِكَ، وَيَسِّرْ ما قَدَّرْتَهُ مِنْ اَمْرِكَ،
وَاجْعَلْهُ حَلالاً طَيِّباً نَقِيّاً مِنَ الاثامِ خالِصاً مِنَ الاصارِ
وَالاَجْرامِ، اَللّـهُمَّ لا تُطْعِمْنا اِلاّ طَيِّباً غَيْرَ خَبيث وَلا حَرام،
وَاجْعَلْ رِزْقَكَ لَنا حَلالاً لا يَشُوبُهُ دَنَسٌ وَلا اَسْقامٌ يا مَنْ
عِلْمُهُ بِالسِّرِّ كَعِلْمِهِ باِلاِعْلانِ، يا مُتَفَضِّلاً عَلى عِبادِهِ
بِالاِحْسانِ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ وَبِكُلِّ شَيء عَليمٌ خَبيرٌ
اَلْهِمْنا ذِكْرَكَ وَجَنِّبْنا عُسْرَكَ، وَاَنِلْنا يُسْرَكَ، وَاَهْدِنا
لِلرَّشادِ، وَوَفِّقْنا لِلسَّدادِ، وَاعْصِمْنا مِنَ الْبَلايا، وَصُنّا مِنَ
الاَوْزارِ وَالْخَطايا، يا مَنْ لا يَغْفِرُ عَظيمَ الذُّنُوبِ غَيْرُهُ، وَلا
يَكْشِفُ السُّوءَ إلاّ هُوَ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، وَاَكْرَمَ الاَكْرَمينَ،
صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ، وَاجْعَلْ صِيامَنا
مَقْبُولاً، وَبِالْبِرِّ وَالتَّقْوى مَوْصُولاً، وَكَذلِكَ فَاجْعَلْ سَعْيَنا
مَشْكُوراً وَقِيامَنا مَبْرُوراً، وَقُرْآنَنا مَرْفُوعاً، وَدُعاءَنا مَسْمُوعاً،
وَاهْدِنا لِلْحُسْنى، وَجَنِّبْنَا الْعُسْرى، وَيَسِّرْنا لِلْيُسْرى، وَاَعِلْ
لَنَا الدَّرَجاتِ، وَضاعِفْ لَنا الْحَسَناتِ، وَاقْبَلْ مِنَّا الصَّوْمَ
وَالصَّلاةَ، واسْمَعْ مِنَّا الدَّعَواتِ، وَاغْفِرْ لَنَا الْخَطيئاتِ،
وَتَجاوَزْ عَنَّا السَّيِّئاتِ، وَاجْعَلْنا مِنَ الْعامِلينَ الْفائِزينَ، وَلا
تَجْعَلْنا مِنَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضّالّينَ، حَتّى يَنْقَضِيَ
شَهْرُ رَمَضانَ عَنّا وَقَدْ قَبِلْتَ فيهِ صِيامَنا وَقِيامَنا، وَزَكَّيْتَ فيهِ
اَعْمالَنا، وَغَفَرْتَ فيهِ ذُنوبَنا، وَاَجْزَلْتَ فيهِ مِنْ كُلِّ خَيْر
نَصيبَنا، فَاِنَّكَ الاْلـهُ الْمجيبُ، وَالرَّبُّ الْقَريبُ، وَاَنْتَ بِكُلِّ
شَيْء مُحيطٌ

توصيات الشيخ عباس القمي في التعامل مع شهر رمضان

الرجوع للعلماء الربانيين المتقين هو من اهم سبل النجاة في زمن اشتداد الفتن. ومن علمائنا الربانيين الذين بذلوا حياتهم الشريفة في خدمة الاسلام والمسلمين ومدرسة اهل بيت النبوة هو الامام المحدث الفقيه الشيخ عباس القمي قدس الله نفسه الزكية.  كان هذا الشيخ مدرسة تربوية كبرى لابناء الاسلام وقد نفث من روحانيته المباركة عليهم ما نور به ايامهم ولياليهم. وتبركا بهذا الشيخ المبرور نرجع اليه في تعاملنا مع الشهر الكريم. يقول الشيخ العارف والفقيه المتقي وامام المحدثين مؤلف كتاب مفاتيح الجنان اية الله الشيخ عباس القمي طيَّب الله ثراه عن شهر رمضان المبارك هو:

أشرف الشّهور شهر يفتح فيه أبواب السّماء وأبواب الجنان وأبواب الرّحمة ويغلق
فيه أبواب جهنّم، وفي هذا الشّهر ليلة تكون عبادة الله فيها خيراً من عبادته في ألف
شهر فانتبه فيه لنفسك وتبصّر كيف تقضى فيه ليلك ونهارك وكيف تصون جوارحك وأعضائك عن
معاصي ربّك، وايّاك وأن تكون في ليلتك من النّائمين وفي نهارك من الغافلين عن ذكر
ربّك، ففي الحديث انّ الله عزوجلّ يعتق في آخر كلّ يوم من أيّام شهر رمضان عند الافطار ألف ألف رقبة من النّار فاذا كانت ليلة الجمعة ونهارها اعتق الله من النّار
في كلّ ساعة ألف ألف رقبة ممّن قد استوجب العذاب ويعتق في اللّيلة الاخيرة من
الشّهر ونهارها بعدد جميع من أعتق في الشّهر كلّه، فايّاك يا أيّها العزيز وأن ينقضي عنك شهر رمضان وقد بقى عليك ذنب من الذّنوب وايّاك أن تعد من المُذنبين
المحرومين من الاستغفار والدّعاء، فَعَنِ الصّادق عليه السلام انّه: مَنْ لَم
يُغفَر لَه في شَهر رَمَضان لَم يُغفَر لَهُ الى قابِل اِلاّ أن يَشهَدَ عَرَفَةَ.

وصن نفسك ممّا قد حرّمه الله ومن أن تفطر بمحرّم عليك، واعمل بما أوصى به مولانا الصّادق صلوات الله وسلامه عليه، فقال: اذا أصبحت صائماً فليصم سمعك وبصرك وشعرك
وجلدك وجميع جوارحك، أي عن المحرّمات بل المكروهات أيضاً، وقال عليه السلام: لا
يكن يوم صومك كيوم افطارك، وقال عليه السلام: انّ الصّيام ليس من الطّعام
والشّراب وحدهما فاذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضّوا أبصاركم عمّا حرّم
الله، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تمارُوا ولا تحالفوا كذباً بل ولا
صدقاً ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تضاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصّلاة وألزموا الصّمت والسّكوت والصّبر والصدّق ومجانبة أهل الشّر،
واجتنبوا قول الزّور والكذب والفرية والخصومة وظنّ السّوء والغيبة والنّميمة وكونوا مشرفين على الاخرة منتظرين لايّامكم ظهور القائم عليه السلام من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم منتظرين لما وعدكم الله متزوّدين للقاء الله، وعليكم
السّكينة والوقار والخشوع والخضوع وذلّ العبيد الخيّف من مولاها خائفين راجين.

ولتكن أنت أيّها الصّائم قد طهر قلبك من العيوب وتقدّست سريرتك من الخبث ونظف جسمك من القاذورات وتبرّأت الى الله ممّن عداه وأخلصت الولاية له وصمتّ ممّا قد نهاك
الله عنه في السّر والعلانية وخشيت الله حقّ خشيته في سرّك وعلانيك، ووهبت نفسك
الله في أيّام صومك وفرغت قلبك له ونصبت نفسك له فيما أمرك ودعاك اليه، فاذا فعلت
ذلك كلّه فأنت صائم لله بحقيقة صومه صانع له ما أمرك، وكلّمأ انقصت منها شيئاً فيما بيّنت لك فقد نقص من صومك بمقدار ذلك، وروي عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم انه سمع امرأة تساب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم بطعام فقال لها: كُلي، فقالت: أنا صائمة يا رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك انّ الصّوم ليس من الطّعام والشّراب وانّما جعل الله ذلك حجاباً عن سواهما من الفواحش من الفعل
والقول، ما أقلّ الصّوم وأكثر الجّوع، وقال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه:
كم من صائم ليس له من صيامه الّا الظّماء، وكم من قائم ليس له من قيامه الّا
العناء، حبّذا نوم الاكياس وافطارهم، وعن جابر بن يزيد عن الباقر عليه السلام قال: قال النّبي صلى الله عليه وآله وسلم لجابر بن عبد الله: يا جابر هذا شهر رمضان
مَن صام نهاره وقام ورداً من ليلته وصان بطنه وفرجه وحفظ لسانه لخرج من الذّنوب كما يخرج من الشّهر، قال جابر: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أحسنه من حديث، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وما أصعبها من شروط.

وسنرجع مرة اخرى الى هذا الشيخ الجليل في تفاصيل التعامل مع شهر رمضان وايامه المباركات.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org