محسن ظافرغريب - لاهاي

algharib@kabelfoon.nl

عود الى مشرق الشمس، الى جبين الشمس، هوعود على بدء البدء في بابل حلة العراق التي تعود جديدة في حلة دفء قشيبة، والعود أحمد، بغيرالمحاباة، وعلى بساط أحمدي هي حضارة القدماء وإرث الحرس القديم، بغير دغدغة عرق دون عرق بمنطق المناطقية في عراق الأعراق العريق، وهوحوارحضارة وحوارأجيال الأسرة الواحدة في داخل وخارج العراق، بين الداخل الى كهف الحصار،والخارج مبكرا قبل أن يعم الحصار والجوع من كابده من عراقيي الخارج في الداخل، فتية آمنوا بربهم فهاجروا في الداخل ثم الى الخارج، وبين هؤلاء الأبناء المغتربين على شتى مشاربهم في الشتات المنفى الذي يكاد يكون جوعا روحيا وحشيا آدميا ومشفى ومنفى ومنسى، فتية تشردوا هياما بالعراق الغائب الحاضرفيهم وبهم بدء وإنسانا، أحبوا الرافدين كما أحب خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله،أحدا وهو"جبل أحبنا فأحببناه"(حديث نبوي شريف)،رغم ما كان من واقعة أحد وما كان من مرارة البكاء بين الدخول فحومل وقول" أشهد أنك خيرأرض الله طرا، ولو لم يخرجني أهلك ماخرجت، وأني خرجت مهاجرا لاهاجرا " حديث شريف، جرى إذ جرى مثل دموع حرى ترقرقت في عينيه الشريفتين، وهو خائف يترقب ويتطلع لرمال مكة،و" كرامة المؤمن خيرمن كرامة الكعبة"(الحديث)، وهي"يثرب" الصحراء القاحلة واليباب، وليل الجاهلية الجهلاء الجهول الذلول، فكيف بأرض الحزن العميق والسواد والفراتين وطن مد على الأفق جناحا مهيضا مريضا، يتهدد؟!.

وطن طاعن بماض بابلي، بلغ بدولته"حمورابي"(1792- 1750 ق.م) عصرها الذهبي، وكانت قد قامت حول مدينة بابل وسط النهرين. نبوخذ نصر بلغ بالدولة البابلية فجرها الذهبي623- 529 ق.م. أما مؤسسها فهو"نبوبلاصر"(625- 905 ق.م) القائل؛ وضعت صورة لشخصي الملكي حاملة سلة الآجر في أساس البناء، وحنيت رأسي لمردوخ ونزعت ثوبي الذي يشي بمقامي، وحملت الآجر والصلصال على رأسي. وأما ابني نبوخذ نصر(605- 562 ق.م)، حبيب فؤادي فجعلته يحمل الطين برفقة أبناء رعيتي. وثم يجيب هذا الإبن البار؛ أما بالنسبة لبرج الطوابق في بابل فقد أرسى نبوبلاصرأساساته وأقامه على إرتفاع 38 ذراعا، لكنه لم يبن قمته ولذلك قمت أنا بهذا العمل، فقطعت شجر الأرزالضخم من الغابة الناصعة البياض في لبنان، بأيد طاهرة وإستخدمته في البناء وجعلت الأبواب العالية رائعة كالنهار.

 حوار حضارة، مناداة على البدء والبعد،ومناجاة روح لروح العصرفي كل قطرومصر، بين أليفين مثل نورسين يتأبى أحدهما أن يحيا دون بعضه وبضعته؛ فيهلك دونه غلاء في عواء، في وفاء ندرحتى عند الكلاب التي لبس البعض منها هنا في لاهاي، بعض الثياب وبقي هناك حيث هتكت أسوارحديدية وبرلينية، البعض يأمر بالبر وينسى نفسه إذ يعظ و يعض!. حوار حضارة وألفة ومودة وجمال، وبدء بكلمة كن؛ فكان الكون محبة وجمال مثل الله خالقه سبحانه. وعندما يكون الحب في الأرض بعض من تخيل وجدان وجنان الشاعر( لو لم نجده عليها لأخترعناه، حاجة لجوج ملحاحة، مثل رسم الإنسان الأول الفنان في كهفه بوادي الرافدين لإله يعبده)، تصيرالبصيرة دوحة تدوح زمان عراق القرن الماضي بمكان غرب القرن21م،حيث ماعاد الميزبين الألوان والجنسين قائم، وما عاد إلآ ما أقره الإسلام،"لهن مثل الذي عليهن"، وماعاد المنصب سبيله التلقين تعليما يسوغ مثل حمل شهادة دراسية تجريدية صادرة في عالم ثالث حالم نائم نام، مثل عملة ذهبية معدنية تتآكل قيمتها بالتقادم وبفعل التداول والإحتكاك ورياح التعرية، وتحتفظ بقيمتها بمثل قيمتها الشرائية، أو مثل وهم أوهم يجرده الرجال مثل سيف حيف من غمده ،على شقائقهم النساء وبالعكس. ما عاد العلم مجردا من الثقافة والتجاريب الحية بالتراكم الكيفي مع الكمي العملي،هنا حيث العمل يصقل العلم كما يصقل البصرالبصيرة.هنا في لاهاي، يحترم الهولندي" الصميم"( بوصف مهاجر بصري متأخر؛ لحفيد الرسام الهولندي الأشهر فان كوخ الذي قتله مواطنه من أصل مغربي) إختيارالمرأة للحجاب، بينما يتطوع البصري الهرم ليتنطع فيكون ملكيا أكثرمن ملكة هولندا؛ فيتهجم على المحجبة عضو الجمعية الوطنية العراقية،بإستبدادية من عقل عقله بعقال في مشرق الشمس. فيزعم اليسارية العلمانية مخضرم نقل خدماته طوعا وكرها طمعا ورهبة قبل تقلبه على الرفاق في العراق وبين العباد وفي غيربلاد، ويسم أول رئيس حكومة عراقية إنتقالية منتخبة بعد نصف قرن من زمن الردة، بما هو أولى ثم أولى من قبل ومن بعد به، ويشوش على محاضرات السيد الرئيس الجعفري لدى زيارته الأخيرة للندن والكويت، وتناوله قضية المرأة محورا يبدأ بزوج فرعون السيدة آسيا بنت مزاحم الثائرة على إستبداد أمثال المومى إليه،كما أشارالى إبنة فرعون، الأنثى الأكثر وعيا من دعي اليسارالذي يجدف ويهرطق، مرورا يعرج منه الى خطر دورالمرأة المسلمة الحاكمة وولايتها الكبرى، وصولا الى المرأة غيرالمسلمة، مثل جان دارك المناضلة الفرنسية التي قضت لتحريرموطنها من الإحتلال البريطاني، مدلفا ومنيرا بشفافية، لما يدعو إليه.

 حوار بغيرمحاباة وعاظ سلاطين يدوفون المقدس بالمدنس، على أطراف عمقنا الحضاري بابل حلة العراق ووسطه واسط الكوت، بدء من الكويت وعموم شبه الجزيرة، وحيث هناك حزبان؛ تقدمي ورجعي في الجارتين الشرقية والجنوبية، الجمهوريةالإسلاميةالإيرانية سليلة الإسلام الثوري، في ظل الرئيس المنتخب المنتجب من الولي الفقيه(أحمدي نجاد) الذي عاد للولي الفقيه والعود على بساط أحمدي أحمد، والمملكة العربية السعودية سليلة سلفية الإسلام الأموي الأميركي ( الرسمي)، في ظل خادم الحرمة طويلة العمر الآنسة الشريفة كونداليزا رايز، في حالة مماثلة تتماهى في دولة الإحتلال الأميركي بالحزبين الجمهوري المحافظ المتحفظ على فضائح الرئيس الديمقراطي بيل كلنتن، لصالح رياح الإصلاح الزلفي، ممثلة بأمثال عضومجلس الشورى السعودي غيرالفاعل والمعين ( البطل البطر- المضطر" محمد آل زلفة كثرالله من أمثاله" )، والداعي لقيادة المرأة الجزيرية للسيارة بدل قيادتها للتاريخ عبرالدولة والمجتمع، وذلك للإستهلاك المحلي والعولمي .لأن من كان عرفه بدعة وشبهة في أي دين صحيح حنيف كان لأن باب أولى ثم أولى أن تكون في تجربته الشخصية سوء وسوءة يداريها عن ضحيته أخيه، ففي فمه ماء وهويفسرالماء بعد جهد بالماء، ويبرركناقل الكفربالقول؛ بأن المرأة السعودية النفطية المحلية ليست كغيرها في الدول الأخرى، حيث تتخصص النسوة هناك ببيع شرفهن بسبب كفرالجوع المدقع والفقر والفاقة، في عقل تلوث وعصرتلوث بما عرف بآخرصيحة تقنية؛( الباتلوث) أوجهازالباندا، ناقل العورة الصورة مع الصوت الحريمي العورة!.

 كان الشاعرالتشيكي ج . س . مارشار(ت1942م)، أيضا يعبرعن إحباط وخيبة تجربته الشخصية، وهو ينشد؛ " واكب الموكب الملكي متطامنا لكل أمر، ما خلا أمر، جأش تطامن للشمس والبدر، بيد أن طبع النسوة الغدر، كل مودتي كانت خدعة والفؤاد كان ألعبانا "!. كان البدر يسهر لمن كان يسهر في جناح الحكم ولمن كان يترهب في أجنحة القصورالملحقة بالكاتدرائيات سواء بسواء بما عرف بقلعة براغ التي يربوعمرها على ألف عام"هارولكاني"( كرملن يوغسلافيا)، حتى مقدم ماعرف بـ"ربيع براغ 1968م" الذي جاء بعد صبر40 سنة بعام فيه يغاث ناس ويبتلى فيه ناس، سنة عودة نفاق البعث النافق الذي ختم أيضا40 سنة بفراربنات آوى بين النهرين بـ"ربيع بغداد2003م"، بدء بـعرس" بنت الهوى" في ليلة رمضانية قمرية(إنقلاب عروس الثورات 8 شباط الأسود1963م)، سقط رئيس من العصرالسوفيتي نصب في براغ كان يدعى ( نوفيتي) وحل محله الرئيس الكسندردوبتشيك حتى12 آب( ذكرى ثورة بروكسل في آب 1830م للإستقلال عن هولندا) 1968م، الذي إختطفته دبابات الجيش الأحمرفي العصرالسوفيتي لإيام لايزيد عددها على عدد أصابع قبضة كف قيصرالكرلمن، القدرالإشتراكي الإمبريالي في محورموسكو، ليقف في ميدان فانسيلاس، ويحل في نيسان النسيان وفي براغ هوساك رئيسا، وقد وصف الأديب التشيكي ميلان كونديرا ذاك الرئيس الذلول في المدينة الذلول، ما يتسق ووصف مواطنه الأديب" فرانس كافكا" لرائعته روايته(المسخ )، ووصف مواطنهما الكاتب الأشهر ميلوش زيمان؛ " إنه وطن لايركن لماضيه!"، كان مطمعا لبروسيا وروسيا وحتى السويد الإسكندنافية!

 وكان الكاتب المسرحي المعارض للموسكوفية فاسلاف هافل، قد قبض وهو يوقد شمعة عند قاعدة نصب الميدان، قبل أن ينتخب رئيسا ليوغسلافيا قائلا كلمته ثم مترجلا لمن يأتي من بعده ولكل من يطرح الأشئلة، الطاعنة في العصرالسوفيتي دون خشية الجيش الأحمرالذي يصدرالثورة، والطاعنة في وجه العملة الآخر، العولمة، دون خشية من المارينز؛ فلماذا اليساريعتبر، براغ( أرض حرام) على البانزرالنازي الغازي، كحرمة الأشهرالحرم، أوكحرمة ربيع بغداد2003م، ويعتبر"ربيع براغ1968م" مستحب مندوب ؟!.

لماذا اليسار يحترم فلكلورالشعوب والرقص في الديسكوتيك ولايحترم تقليد صلاة التراويح في المسجد؟!.

لماذا اليسار يحترم قبعة ملكة هولندا الأم بياتريكس ولايحترم حجاب عضوات الجمعية الوطنية العراقية؟!