الى
سرى الرفاعي في صباحاتها
صادق مجبل الموسوي
شاعر وكاتب من مدينة الرفاعي ورئيس تحرير نشرة الاديب العراقية
sadeq_444@yahoo.com
ها أنا أدون كل ميراث
ذاكرتي، وأتجرأ لشطب دهرٍ من الإنزواءات، كي أتوضأ بملامح صبح أعلن الحضور،
أيقنت أن رغبتي في إحصاء خطواتي صوب رائحة الإحتفال تسبقني في حسم مرارة
البرد فوق شفتي، رغبتي التي تورق نظرات تتراقص خارج خيمة شهريار المتبدد ف!
ي براثن حكاية مسائية، ومع نشيد الغبشة المندس في برزخ الوقت تكبيرة تلوذ
بقامة الرب، يتكسر هامش الصقيع الناشب في دائرة الشك والشجن من حولي، أرى،
أسمع، \" و من قال أن ما قد أقوله هو حقيقتي لا ما أتوهمه ؟ أو ليس تسللك
إلى قلبي وتجاوزك للجدار الناري بحد ذاته داعيا إلى إعادة النظر في كافة
مسلماتي و الحقائق ؟! تباً لاينشتاين إذ يحضر بنسبيته حتى في قضايا العشق
وأركله باحتقار كمن ترغب في قتل من جاء بعكس ما جاءت به كتب القلب المقدسة
ولو أدى ذلك لحرق ما لا يناسبني ولإرهاب معاصر أكون فيه الضحية والجاني،
فيكون مني هابيل وقابيل وأقتل أوهامي بحثا عن يقين، نعم أرغب في يقين يظل
يقينا أبدا، وأحتاج أن أؤمن ولو تطلب الأمر أن أؤمن بوهم شريطة أن يكون
وهماً دائماً\" ،
أتوقع راية تتسلق ظهري ، وترنيمة تدعو بيادر عشقي الخابئة أن تمارس حفلة
تدوين المعنى، المعنى المرافق لموسم النزف والأضحيات، ومن حيث تشير سبابة
والدتي، أمد قدمي اليسرى لأجرح صمت العرّافة وكاتب التعاويذ في كهوف
حضارتنا، وأخال نفسي مارقة في سفح الخطيئة الوردية، أسمع : أدخلْ بقدمك
اليمنى كي تحب كما يشاء سيدنا النبيل، وتسقط الجرّة عند قدميّ ! لتتشظى
الحكاية رماداً يملاً أخاديد الوجه وحرثاً لم يتبرعم بذاره، \" فجائعي
تتلون بالغناء مع استسلامي للشوق ودعوة الفرح المتراقصة في عينيك الحزينتين
وها أنت تدعوني للمستقبل بفرح أجمل ما فيه أنه موعود ، وأجمل الأحلام هو ما
لم نحققه بعد ولم نفقد إثر بلوغه شهوة الحلم و أمنيات الوصول، تحتاجني بكل
ما فيك، وإلا ما كنت تشربت حديثي كالأرض العطشى منذ أمد، أنت مثلي ووجدتني
في الوقت المناسب الخارج من رزنامة الصدفة إلى تاريخ المواعيد ولقاءات
العشاق، صحيح أنه كان من الممكن أن نلتقي في أوقات ماضية ونحن نعبر الأماكن
ذاتها ونناظر ذات الوجوه، ولكنه الوقت المناسب بالنسبة لي أو هذا ما أتخيله
فكل الأوقات مشرعة أمام الحب متى ما حضر، ومن ذا الأحمق الذي يقول بغير ذلك
؟ لست نادمة على بضع حيوات كان من الممكن أن أحياها معك، أن أكونها أنا
تماما فلا معنى للندم ولا وقت له، نعم لست نادمة بقدر ما أنا مأخوذة على
بساط نسيجه الأحلام إلى كوني معك، وما أحلى أن أكون معك\" .
في صباح التباريك هذا سوف أمارس علمانيتي في تحد وتجاهل لعباءة الرّاهب
المندحر في ميراث جدّتي، وأفترض أن نداءً لازوردياً يتشكل عند حافات الأفق!
المحكوم بالابتعاد، وفلسفة يتناولها قلب مقصيّ كل الوقت عند هوامش يزدريها
العقل، وأتناغم وافتراضات الوجه الآخر، الوجه الذي حضر متجاهلاً كل صيحات
التساؤل، أو لأقل هي، المرأة التي كانت تقف وراء بوابات الأثير ترقب حوار
يقظتي ولا مبالاتي، وكانت تعيش هاجس يقينها الذي أجبر كل حشود فلسفتي على
قبول المساومة، تلك المساومة التي كشفت عن وجه نظر لعشب الربيع وآخر مكفهر
لمداد الصحراء، فكان صوتها يحرث كل الحقول المترقبة : \" وبعد أن كنت قد
ألقيت عصا الترحال في واد غير ذي زرع ، لا ورد فيه ولا شوك واكتفيت
بالرمضاء والهجير يقينا لما بقي من أيامي التي ارتضيتها بتخاذل مني صحراء
من التيه اللانهائي الحياد في مفازات قلبي ، حيث لا شيء يسعد، لا شيء يشقي،
لا سراب .. ولا شيء يهم !\" ، حينما انقطع صوتها كان الصدأ ينشب في أفقي
غيمة مثخنة بالمطر، فأعود لبذر كلماتها في سواد أيامي، وأقرأ تساؤلاتها :
\" وربما إمعانا في تأكيد أفكاري حول العشق الذي يطرق قلوبنا ويكويها مرة
قاتلة ! أيزهر الحب في قلوبنا ثانية ؟! وإن كان الأصح أن أسأل إن كان هناك
حب أصلا أم أنه وهم نعيشه بدعوى الاحتياج إلى آخر؟ ولكني الآن أنسى كان
وأعيش مضا! رع أوهامي وأتساءل: أهناك حب للمرة الثانية؟ لطالما نفرت من هذه
الأفكار واعتبرتها نتاج اللهو العاطفي والشتات، أولم أكن امرأة الخيار
الواحد كما وصفت نفسي حتى من قبل أن تتفتّح أنوثتي أو أدرك كنهها