|
مقالات بغداد مازالت تحتضننا ونحتضنها ريا عاصي الخروج بعد الساعه السابعه مساء من المنزل في بغداد يعتبر من المخاطر........ كونها مظلمه وموحشة ليلا مع ان نسبة التفجيرات والتفخيخ نهارا اكبر منه مساءا مع ذلك آثر اغلبيتنا عدم الخروج مساءا وصار مجرد التفكير بالخروج بعد السابعه يعد مظهر من مظاهر الاستهتار....... بالرغم من ذلك خرجت بالامس من منزلي الذي هو في اليرموك الى منزل احد الاصدقاء الذي هو في المنصور ..... المسافة قريبه وسهل الامر لي صديقة وزوجها فقد عرجا علي بسيارتهم وذهبنا لنشارك صديقنا مرور عام جديد عليه فبالامس كان عيد ميلاده ال...... لاداعي لعد السنون كان الهواء عليلا والطريق سالكا لان السيارات كانت قليلة جدا وتحصى بعدد اصابع اليد ولاتتجاوزها والكل كان عائد لمنزله الا نحن كنا مغادريه ودخلنا وهل بنا وفرح كونه محاصر فليس اليوم موعد خروج بالنسبة له كون ارقام سيارته زوجية ونحن في يوم فردي كانت هدايانا زهيدة الثمن لكنها غالية على قلبه احضرت له كتابا يتناول فترة زمنية جميلة جدا في العراق وهي فترة الثلاثينيات واربعينيات القرن المنصرم وصديقتي احضرت له شمعدانا جميلا يكسر وحشة الظلمة في انقطاع الكهرباء المتوالي والمتزايد واحضر صديق آخر زهرية وضع داخلها زهورا طبيعيه كان قد زرعها هو وامه في حديقة المنزل شربنا الشاي وتحاورنا وطربنا لصوت القبنجي وهو يغني وعشنا ليلة بغدادية جميلة بالرغم من سماعنا لصوت انفجار بعيد واتصل به صديقين وابنه كانوا قد غادرونا الوطن منذ اعوام عده وتساءلو كيف استطعنا القدوم في مساءات مظلمه مباركين لنا خطوتنا الجبارة وكسر القيود سألت صاحب المنزل عن يومه فحدثني بزهو وسرور عن انه اليوم شاهد منظرا جميلا من مناظر بغداد صباحا فسألته عن هذا المنظر فحدثني :
عزيزتي اليوم وكما تعلمين
يوم السيارات الفردية وليس يومي وعمري قد تقدم ولم يعد بامكاني المشي
لمسافات طويلة فخرجت صباحا لمكتبة قريبة من منزلي لاجلب الصحف وابدد وقتا
فكانت نزهه جميلة مررت بدار جاري الذي يبني منزلا لابنه في حديقة المنزل
فشاهدت العمال نشيطون يملؤن الصباح باصواتهم وغنائهم المتردي ولنشازات
صوتهم طربت ..... طربت لان الحياة تمضي وتتقدم وتبنى رغم التفخيخ وبطريق
عودتي انا المتسكع الذي اطلته بالنظر والتأمل حولي رن جرس المدرسة
الابتدائية التي في الحي وشاهدت الاطفال ورود هذه الدنيا وهم فرحين بفرصتهم
التي خلصتهم من توبيخ معلمه لهم وشرح اخرى ممل وطويل ....شاهدتهم فرحين
مسرورين غير آبهين لصوت انجار واطلاقات نار فهم مازالوا يمتلكون الحياة
وعدت لمنزلي وشاهدت ابنتي وهي تحمل اكياس الخضار وقد عادت بها للمنزل لتعد
لنا طبق افطار شهي لهذا اليوم دخلت منزلي وفتحت التلفزيون فشاهدت خبر
انفجار وخبر عاجل فأغلقته ورميت بالصحف ودخلت مكتبتي وتناولت كتابا احضره
صديق عزيز لي وكان هذا الكتاب يحكي عن مذكرات جميلة لصديق عمري وخرجت
لحديقة المنزل اجلس على كرسي العزيز واقرأ في كتاب جميل وبقربي زهرة
الرازقي التي زرعتها زوجتي رحمها الله من سنين عده فلمحت ظلها وابتسامتها
حبيبتي التي غادرتني مبكرا .......فعدت وتذكرت باني ما غادرت حبيبتي بغداد
وبرغم كل الالم مازالت تحتضنني
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |