|
مقالات ناهدة الرماح .. أسيرة ً للإحباط نادية فارس
دعوة مني ورجاء للأرواح العراقيةِ الجميلة التي تعيش في مدينة الضباب.. أن يقرؤا هذا النص لناهدة الرماح.. فالضوءُ المُستلبُ من عينيها يتركها في عزلة ٍ عما نكتب.. وإن كان لها أو عنها. لستُ أُخاطبُ الحكومة َ العراقية َ.. التي سقطت من جيبها معاييرُ التنظيم والتنسيق والوجدان والضمير أثناء عبورها الشارع المؤدي الى دهاليز السلطةِ والمصارف وعائدات النفط.. ومعدلات الدخل والأرقام وحمى التعلق بالكراسي. ولست أتوسلُ السياسيين المهرولين من أزقة مباني الفضائيات.. الى صناديق الأقتراع من أجلِ التصويت العشوائي المبرمج.. أو التصويت المنظم المؤدلج. لكنني أأملُ أن يقرأ مقالي هذا رجلُ سياسة ٍ عراقي ٌ يحسن القراءة َ والكتابة َ ولديه الرغبة َ في أن يقرأ مايكتبهُ المنفيون المراقبون للصورةِ بكل أبعادها..والرافضون للتعاملِ مع جزيئات ٍ مقتطعة خاضعة ٍ للبرمجةِ القومانية أو الطائفيةِ أو الجندرية.. أو الأنسانية. وليكن في علم الجميع.. أنني لم ألتقِ السيدة ناهدة الرماح إلا من خلال شاشة التلفزيون.. ولم ألتق جلال الطالباني وبرزان التكريتي إلا كما التقاهما معظم العراقيين.. عبر القنوات السياسية. لكن ناهدة الرماح.. الفنانة الكبيرة.. نثرت على مسرح الحياة الثقافية أريجا ً وضوع محبة!! وبرزان..زرع مؤسسة ً لتدميرِ روح الأنسان وعفوية المواطن المسحوب الى حتفه بآخر ما استجدت صناعته من وسائل التعذيب النفسي والجسدي !! ناهدة الرماح.. عشتار ٌ عراقيةتحدٌت مواسم الخريف الحضاري واستفحال آفة فن الغجر والكاولية.. لتشرق على المسرح العراقي دون أن تضطر الى قتل أحد.. أو تعذيب إنسان.. أو التآمر.. أو الأختلاس ,..أو التوقيع على حكم إعدام !!
بالغت
كثيرا ً في عراقيتها.. في زمن بالغ فيه الكثيرون بإجرامهم الذي زرعوه في
رحِمِ العراق ! فقدت الخيط الذي يربط نظرها.. بنظرتها للأشياء والشخوص والحدث وخلفية المسرح الدامي وماوراء كواليس الدهشة الممزوجة بالألم! ناهدة الرماح.. عظيمةُ المسرح العراقي.. تذوي كما ذوت الوردة العراقية الأخرى.. زينب! فالحكومة في العراق.. لاتؤمن بأن للسياسةِ باب ٌ آخر يؤدي الى حضارة الأنسان ورُقي الوطن. أعلامُ الحضارة في العراق.. يموتون عادة ً في عوالم من الأحباط والأهمال وشظف العيش الذي يمنعهم حتى من تأمين علاج أمراضهم.. أو دفنهم.. أو ايجاد قبر ملائم لهم! أما برزان التكريتي.. الطرف الاخر السالب من قطبي الحضارة.. فيجدُ كل الرعاية والشفقة والرحمة من لدن الحكومة العراقية الأنسانية جدا ً! هو الذي لايستحق حتى أجرة َ نقله من سجن الى اخر.. تنقله طائرةٌ الى أحسن المستشفيات.. ويعالجه أمهرُ الأطباء.. وتقوم على خدمته.. أجمل الممرضات !! ديموقراطية؟ يابتاع الديموقراطية انتو؟ إنسانية؟ وفاء لصداقاتكم؟.. يامن ضحكتم على عقول الناس؟ كيف يمكن لكل هذا التناقض أن يمُرٌر َ علينا.. ونحن نتفرج ونلعق جراح بعضنا البعض؟ كيف يمكن لرئيس دولة ما أن يعلن تفضيله لأصدقائه الشخصيين وإن كانوا من المافيويين.. على ابناء شعبه وإن كانوا من بناة حضارة العراق؟ ناهدة الرماح.. لايمكن بأي حال ٍ أن توضع في كفة ميزان ٍ يتربع على كفته الأخرى.. رئيس مخابرات! فهي ضوع ٌ من قصب البردي.. وسنابل محبة ٍ.. وابتسامة ٌ تنثُ ندى سومري. وهو رعب ٌ.. وجذورٌ شائخة أسٌست لجمهورية الخوف والجريمة والسرقة المنظمة الرسمية.. والأغتصاب.. ودموع الثكالى.. ولوعة اليتامى. هي.. عشقت العراق واحترمته.. وأفنت روحها إجلالا ً لخدمةِ إرثهِ الحضاري. وهو عشق خضرة الأموال في بنوك سويسرا.. وحمرة َ دم الأبرياء في دهاليز جهاز المخابرات.. ومناظر الأظافر والعيون المقلوعة من محاجرها. هي القويةُ.. التي تكابر في منفاها! وهو الهزيلُ الجبان.. أمام مرضه ! السرطان الذي فتك بالاف الأطفال.. وماتوسلوا! كيف لنا أن نحترم من كان صديقا لبرزان التكريتي.. والأصدقاءُ يُعرفون بأصدقائهم؟ ناهدة الرماح.. لاتتوسل أحداً! ولاتبعث برسائل تناجي فيها أعضاء مافيا سياسية! فهي لم تنتمِ الى المافيات !! بل انتمت الى عراقها وعراقيتها.. والى ضميرها.. والى نخيلها وفراتيها.. والى عالم ٍ مشرق بالمحبة الندية ! هي رمز ٌ من رموز الحضارة العراقية.. وصنو للفنانة العظيمة المرحومة زينب !! هي تجسيد ٌ لحالة الأنحطاط في الوضع السياسي الذي يتناقلهُ الأصدقاء المافيويون فيما بينهم.. ويروح ضحيته الشعب المستثنى من الأجندة.. والحضارية العراقية المُهملة! لكننا.. نحن الموضوعون قسرا ً خارج دهاليز المؤتمرات والأجتماعات والصداقات.. السرية! نحن من يُذكر ومن يطالب! وقد طالب الكثير من أبناء العراق الغيارى حكومتهم غير الشفافة بأن تكرٌم ناهدة الرماح.. فنانة ورمزاً ! فهل استجابت دولة الصداقات المافيوية السرية للندءات ؟ كلا!! لربما لأن حكومتنا لاتحسن القراءة والكتابة! أو.. لربما لاتحسن الفهم!! أو.. لربما لاتملك فائضا ً تصرفهُ على ناهدة الرماح في غمرة أم الحواسم وأم المهازل.. وأم المنزلقات اللا إنسانية واللا ديموقراطية
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |