مقالات

مفهوم الطائفية نبذة تاريخية عن الطائفية وجذورها

 

الدكتور رحيم جبر الحسناوي

1- مفهوم الطائفية : نبذة تاريخية عن الطائفية وجذورها

الطائفية ليست الانتماء الى طائفة معينة لان ذلك من طبيعة المجتمعات البشرية فهي تحفل بتعدد الاديان والطو ائف و القوميات , فليس الناس امة واحدة بل تختار طبائعهم وتكويناتهم بالتنوع . فانقسام المجتمع الىطوائف ليس عيبا ولا نقصا في ذلك المجتمع وانما العيب ان يتسم سلوك هذة الطوائف بالتفرقة على اساس طائفي وقد تؤول هذة التفرقة الى سلوك عدواني وذلك ابشع مايمكن ان تعود الية الطائفة التي اشعلت الحروب الاهلية في المجتمعات .

فالسلوك العدواني ضد الطوائف الاخرى هو الذي نسمية الطائفية وهذا السلوك يبدا بالاستحواذ على فرص الحياة مصادرة الحقوق المدنية للطوائف الاخرى وذلك يتم بالسلطة والنفوذ الذي يتهيا الطائفة بالمجتمع دون اخرىفاولى امارات الطائفية حرمان الغير من الحقوق المدنية والاستحواذ على السلطة والثروة . وهذا السلوك الاستحواذي يخلق ردة فعل لدى الطوائف الاخرى ضد الطائفة المستحوذة واذا بالغت الطائفة المستحوذة على السلطة والثروة في حرمان الاخرين من سوى تلك الطائفة فان ذلك يشيع شعورا بالاضطهاد قد ينفجر اذا استمر الضغط فيؤدي الى خراب المجتمع وتنظيمة المتمثل بالدولة .
والسلوك المستحوذ ورد الفعل العدواني علية سلوك غريزي يغيب فية العقل فيفلت زمام الغرائز فيختفي السلوك الانسان الحضاري الذي يؤمن باستخلاف الانسان في الارض لاعمارها روحيا وماديا لاشاعةالخراب والفسادفيها.
وعلى هذا فالسلوك الطائفي هو السلوك الذي يرى مصلحة الطائفة فوق مصالح الاخرين ويتعصب في ذلك وهذا التعصب يؤدي الى التعامي عن رؤية مصلحة الطائفةفي الشراكةوالتعايش مع الطوائف الاخرىلاعمار الوطن المشترك وجعل الحياة تزدهر فية من خلال رؤية المصالح مشتركة لابناء الوطن كافة وان تعددت الوانهم واجناسهم طوائفهم واديانهم .
وقد شهدت مسيرة المجتمعات البشرية صور ا بشعة للصراع الطائفي ادت الى تضحيات جسام قبل ان تصل المجتمعات البشرية الى صيغ التعايش السلمي القائم على حرية الاديان والطوائف واحترام حقوق الانسان كافة وقد شهدت المجتمعات الااسلاميةصورا مشرقة من التعايش السلمي بين الطوائف والفرق هي التي تتهمنا في هذة المحاضرة اكثر من صور الاحزاب والصراع لاننا بحاجة الى استحضار صور التعايش السلمي تحت ضغط الواقع المعاصر وما يشهد من اعمال طائفية عدوانية فاقت في دمويتها وانعدام انسانيتها ما حصل من صور الصراع الطائفي عبر التاريخ.
 

2-اسباب استعمال هذة الظاهرة حاليا

يتضح من خلال الاستقراء الموضوعي لتاريخ هذة الطوائف في العراق مايفيد بان صور التعايش هي الغالبة وصور التناظر والصراع قليلة ومعدومة ولم يشهد تاريخ العراق حرب طائفية ضروسا كالحروب الاهلية في امريكا واوربا ولبنان وسواها وانما تحصل احتقانات تؤدي الى قتل علماء الشيعة وسواهم وحرق مدارس دينية لهذا الطرف او ذاك .
لكننانشهد اليوم قتل الابرياء تقف وراءة اعلانات طائفية لجهات تكفيرية واستطاعت هذة الجهات ان تجند بعض العراقيين لتنفيذ اعمال القتل والارهاب ولذلك اسباب منها :
أ- انهيار النظام الامني للعراق انهيار تاما بعد9/4/2003.
ب- انهيار النظام الدفاعي وفتح الحدود لمن يريد دخول البلاد دون رقيب .
ت- ادى ذلك الى دخول عناصر طائفية متعصبة تكفرالشيعة وتدعوا الى قتلهم بشتى الوسائل .
ث- تحاول هذة الجهات ومن يقف ورائها اشاعة القتل والقتل المقابل من الشيعة والسنة لاشاعة القتال والحرب بين الطائفتين .
ج- اذكاء روح الطائفية والفرقة واشاعة شعارات تقدم مصلحة الطائفة والقومية على المصلحة العامة للمجتمع العراقي الواحد .
ح- دخول مؤسسات غير عراقية تسعى لاشاعة روح الخوف والقلق لدى كل طائفة او قومية من مكونات الشعب العراقي على مستقبلها وعدم الاطمئنان الاخر بما يشيع من اجواء مناسبة للنشاط والفعاليات الممهدة للحرب الطائفية في العراق .
خ- الفشل الذي يواجه السلطات الفتية على صعيد الاقتصاد والامن الاجتماعي وتوفير المستلزمات الضرورية لاستمرار الحياة لكل مواطن فولد ذلك احباطا شديدا لدى الناس واضعف الثقة بالمستقبل .
د- ضعف المؤسسات الداعمة للتعايش الاجتماعي وافتقار للوسائل المادية اللازمة لذلك
ذ- تصنيف الاحزاب السياسية الى احزاب شيعية واخرى سنية اضعف الدور الاجتماعي لهذة الاحزاب على مساحة المجتمع العراقي, وكذلك الامر بالنسبةللاحزاب التي يقتصرنشاطها على التعبير عن مصالح قومية دون سواها .
ان المطلوب من هذة الاحزاب ان تقيم جبهات وتحالفات للعمل الوطني على اساس توحيد بين الشيعية والسنة وكذلك الحال بالنسبة الاحزاب والقوميات لتجاوز حالة الاصطفاف الطائفي والعرقي في الاداء السياسي , كل ذلك وسواه من العمل الوطني المشترك يبعد شبح الحرب الطائفية عن العراق .
ومن تلك الصور المشرقة لذلك التعايش السلمي ووضع الحرب عن الناس. عهد التعايش الذي وضعة الرسول الاكرم محمد 0ص) في يثرب تلك المدينة المنورةالتي عرفت بالتعددية الدينية والقبلية والتطاحن بين الاوس والخزرج ثم ما انتجة الفكر الاسلامي بعد ذلك من قواعد الحوار الحضاري المتمثل بالمناظرة وادبها وقواعد البحث فيها وغايتها المتمثلة في اظهار الحق والاذعان له على لسان اي من المتناظرين ومن امثلة ذلك ماجرى من المناظرات بين عبد الله بن العباس (رض) والخوارج وعودة عدد كبير منهم عن ذلك والخروج ثم مناظرة امير المؤمنين علي(ع) وعودة الفين والمعتزله والشيعة منهم بعد المناظرة الى معسكره .  

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com