|
مقالات الأديب الألماني " لينس" في عامه الثمانين محسن ظـافـر غـريـب - لاهاي في 17 آذار مارس 2006م يحتفل القطرالأوربي ألمانيا، بعيد الميلاد الثمانين لأديبه"ويغفريد لينس"، الذي عاش تناقضات أحداث بلاده، وتفعاعل مع متغيراتها وتعامل مع أشخاص فرضتهم تلك المتغيرات بدء بصعود النازية وليس إنتهاء بسقوطها المروع خلال ثمانين حولآ لاأبا له يسأم. وكان مولد لينس، كاتب القصة القصة القصيرة في المقام الأول، ثم الرواية والمسرحية، في مدينة لوك. في سنة 1939م إنضم لشبيبة هتلر، جريا على عاد شبيبة الأقطار التي تأخذ بمذهب" الناس على دين ملوكها "، وما أكثر أقطارنا التي شابت شبيبتها على هذا المذهب. لقد تشابهت الأمثلة والعبر ومامن معتبر، إذ كالعادة، فشل" لينس" في دراسته، وبعد أن وكد حضوره في هذه المنظمة النازية، يعود الى مقعد الدرس ليحصل من خلالها في الزمن الطارىء سنة1943م على شهادة الدراسة الثانوية، لكن الفشل يظل حليفه رغم وساطة العمل التنظيمي وحاجة طاحونة الحرب للموالي قبل الكفؤ بإسم الوطن الجريح ليترك الدراسة ثانية ملتحقا بالقوة البحرية إبان الحرب الكونية الثانية، لكن الفشل يظل يطل بقرنيه فيهرب من الخدمة العسكرية مع موجة الهروب الكبير المضطرد طرديا مع إشتداد أزمة الحرب وهزائم القوات النازية المتوالية عدديا، وتحول النظام النازي الى اللآنظام فيفشل لينس كما هو شأن شبيبة شبت مع حرائق تلك الأقطار، ويفشل أيضا في الهرب إذ تأسره القوات البريطانية ثم تطلق سراحه ليعود ثانية لمقعد الدرس لكن بجامعة "هامبورغ"، ليدرس تاريخ الأدب والأدب الإنجليزي خاصة مع الفلسفة، فيفشل أيضا بحلول سنة1950م ليلجأ للعمل في مهنة محنة من لا مهنة له تصون كرامته من الإمتهان، الصحافة، في صحيفة دي فيلت اليومية الألمانية ثم ليتفرغ للهو بالكتابة، فيضع باكورة أعماله، خلاصة معاناته مع الفشل، مستحضرا إحتضار الإنسانية في الزمن التعيس، روايته الموسومة بعنوان" ثمت صقور كانت في الهواء"، فأهله الإعراب عن فشله المستطيل للإنضمام لجماعة 47 الأدبية مع مواطنيه كل من غونترغراس وهينرش بول وباول سيلان وأنغبورغ باخمان. مال الى حزب المستشار الألماني الأسبق فيلي برانت (الإشتراكي الديمقراطي 1969- 1974م) مع غراس الحائز على جائزة نوبل في الآداب، مسوقا سياسة التعاون مع محور موسكو، وقد حضر مع غراس في وارسو توقيع الإتفاقية الألمانية البولونية. أصدرسنة1955م مجموعته القصصية" كانت زولكين جد مرهفة" فمنحته مدينة بريمين سنة 1961م جائزة الأدب، كما نال سنة1970م جازة غيرهارد-هاويتمان الأدبية عن مسرحيته" زمن الأبرياء"التي تحولت الى فيلم، وفي سنة 1999م نال جائزة غوته من مدينة فرانكفورت، ونال سنة2001م " جائزة فاللهويمر" وكرمه عامذاك رئيس حكومة بافاريا الألمانية أيضا. بعض أعماله تتحول الى تمثيليات إذاعية. وبين الفشل والنجاح على أكتاف الفشل يضع لينس روايته" مبارزة في الظلام" سنة1953م وقصته" أروع أعياد العالم" 1956م وروايته" خبز ولعب" 1959م ثم قصصه" أصوات البحر" 1962م. وممن ترجم له الى العربية مصطفى ماهر قصة" العقوبة" في كتابه(ألوان من الأدب الألماني) صدرعن دارصادر بيروت في1974م ثم ترجم له أيضا مسرحيته" زمن الأبرياء" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة1987م. المترجمة العراقية إقبال أيوب ترجمت له سنة1984م قصته" سباق المتباينات". وترجم له المترجم العراقي زياد طارق العاني قصته " ليلة في فندق" ضمن مجموعة بذات العنوان صادرة سنة1995م عن دارالشؤون الثقافية العامة ببغداد.عبر لينس في قصصه القصيرة الأقرب الى نفسه عن حبه للحياة كما هو شأن ضحايا ساسة زمانه، ولظرف الإنسان بداخله. وصفه الناقد الألماني الشهيرمارسيل رايش رانسكي بأنه منسجم في قصصه مع نفسه حد كونه قاصا تقليديا، موكدا بأن لينس تعلم من أعيان أدب القرنين19-20م دون أن يقلد أو ينسخ منهم. يطل لينس من السوداوية الحزينة والإنطوائية الى التفائل المتشائل والعزاء لكل من توارت إنسانيته، فيتنقل بطل لينس من زمن النازية ناقدا العبارة " نفذ الأمر" الى زمن مابعد النازية. ويبرر هذا البطل في الزمن الثاني بروايته رائعته الدالة" درس باللغة الألمانية". بيد أن المشاعرالإنسانية إيقاع متناغم الهارموني لا وطن لها في أقطار الأرض الناطقة بها..
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |