|
مقالات المراة العراقية اول سفيرة في العالم
طارق العادلي / اكاديمي / عراقي قبل اربعة الالاف عام قبل الميلاد نشات احدى ارقى الحضارات في العالم على ارض بلاد ما بين النهرين والتي اغرقت العالم المعاصر بتراث غني قامت على صرحه الحضارة المعاصرة فلقد كانت الحضارة البابلية متحررة ومتطورة في كافة اصعدتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وكنتيجة حتمية ولا بد ان يكون للمراة نصيبا وافرا في هذا التطور وهذا التحرر فالمراة العراقية التي نشاهدها الان تقف جنبا الى جنب مع الرجل في المدرسة والمعمل والادارة والجيش لم تكن جديدة على المجتمع العربي بشكل عام ولا جديدة على المجتكع العراقي بشكل خاص فالمراة العراقية كانت قد سبقت المراة الاوربية في اقتحام ميادين العمل لا بشكل عفوي او محصور وانما بشكل رسمي وواسع . وقد تحتاج الى دليل عزيزي القارئ يثبت ذلك علمياً ونحن هنا لا بصدد سرد موضوع انشائي بل هو حقيقة واقعة تدعمها الوثائق التاريخية والبيانات الرسمية . وفي المتحف العراقي ببغداد وتحت رقم 40-67343 تطالعنا وثيقة تاريخية مكتوبة بالخط المسماري مأخوذة من موقع (تل حرمل) قرب بغداد وقد يندهش المء عندما يقرأ في هذا اللوح المسماري وهو من الالولح المسمارية (Misa & Lusa) وهي تعني انواع الوظائف والحرف التي يقوم بها الرجل والمرأة . قد تندهش حين تعرف ان المرأة كانت خلال الف الثاني قبل الميلاد تمتلك (حق التعليم) , كاتبة , محامية , قاصة , مغنية , عازفة , ومستشارة . وستزداد دهشتنا حينما نعلم بان منصب ( سفير او مبعوث ) من ضمن المنصب التي يحق للمرأة ان تزاولها في تلك العصور اذ ليس من الامور قليلة الاهمية ان تعمل المرأة في العهد البابلي القديم في التمثيل الدبلوماسي . ولقد وردت كلمة (مادات شيرم) في البابلية وهي تعني سفيرة او مبعوثة وهي ما يقابلها باللغة السومرية (ميدما كيمو) امام حقل الوظائف الخاصة بالمرأة كما هو مثبت بالصورة اللوح الذي عثر عليه اثناء التنقيبات عند حرمل . وبالتاكيد فان المجتمع الذي يعطي للمراة حق التعليم وممارسة الحرف الاخرى التي وردت كالتدريس والادارة والطب والسفارة له مدلولات كثيرة وكبيرة في مجال الادارة والحكم بالنيابة عن زوجها الحاكم طيلة غيابه وهنا يبرز عامل اخر علينا ان تناوله الا هو تمكن المراة من الحصول على حقوقها وابرازها كقوة فاعلة ومؤثرة في البناء والتنمية والاعمار . ومن الغرائب ما يستحق ذكره في هذا المجال ونحن الان امام هذه الحقيقة التاريخية الدامغة ان نذكر شيئاً عن المراة الانكليزية التي لم تحصل على مثل هذه الحقوق والامتيازات الا في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي . بوركت ايتها المراة العراقية الرائدة في اغداقك للحضارة التي سلفت ونهوضك لها وسيبقى التاريخ يخط لك هذه الشهادة .
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |