|
مقالات العراقي يوسف ابو الفوز قيس قره داغي تلفون المنزل يرن بعيدا عني فيحمله ابني البكر وبعد دقيقة يأتيني كاروان قائلا أحد اصدقائك الكورد على التلفون يطلبك ، اهرع الى هذا الصديق لاجده ليس الا عربي وعراقي اسمه يوسف ابو الفوز يكلمني بكوردية سورانية جميلة ، وعندما استحسن مستواه في هذه اللغة يعارضني بتواضع قائلا ان مشاغله تسرق منه الوقت اللازم لتقوية هذه اللغة المحببة على قلبه ووجدانه ، لا ادري ما هي لغة الحديث اليومي في بيت ابو الفوز ولكنني ارجح ان تكون اللغة العربية هي السائدة في ذلك المنزل رغم كون زوجته كوردية ابنة السليمانية الجميلة ، وترجيحي ينطلق من تجربتي مع أقاربي ومعارفي فان كل كوردية منهم إذا تزوجت من غير كوردي أخذت لسانه وكذلك الحال مع الرجل الكوردي قيقترن بلغة الزوجة ولا تخلو هذه القاعدة من شواذ وعذرا على التعميم ، ولكن الحال مع صاحبنا ابن السماوة الحبيبة يختلف ، فان جيال كوردستان هي التي علمته الكوردية حينما كان نصيرا من أنصار الحزب الشيوعي العراقي ، فلهذا الحزب تراث في كل بقعة من بقاع جنوب كوردستان وله مع الكورد تداخل أخلاقي فريد ، فقد منحته كوردستان ابنائه وبناته بفكرهم ودمائهم وهو أعطى كوردستان كوكبة من المفكرين والكتاب والادباء العرب يشكلون العمود الفقري لقائمة أصدقاء كوردستان حيث ترك البعض منهم صفوف الحزب ولم يتخلى عن وفائه لكوردستان وشعب كوردستان ولا أخطئ ثانية أن اذكر أسمائهم اللامعة حيث جربت مرة وذكرت قائمة طويلة من الكتاب العرب الاصدقاء والمناصرون لقضية كوردستان لاكتشف بعد حين أني لم أغطي الا القليل والقليل منهم فبت أمرّ بخجل على كل اسم كريم منهم فاتني ذكره في مقالتي تلك . لم أتوصل الى سر تعلق مثقفي السماوة بحب الكورد ، ولكني لست أدري لماذا ربطت الامر بوجود زنزانة نقرة السلمان في بادية السماوة حيث اقتيد الكورد اليها وحدانا وزرافات في كل عهد من عهود القهر العراقي وأخيرا تحولت أشلاء ضحايا الانفال في تلك الزنزانة الى قبر جماعي للكثير من ضحايا عمليات سورة الانفال التي مرت مرور الكرام على الوجدان والذاكرة العربية للأسف الشديد ، وبالمناسبة ان الصديق الشاعر الكبير خالد جابر المعالي من مواليد نقرة السلمان وقد قرأنا له مقالا رائعا عن قصة من قصص الانفال نشره في صحيفة الحياة في العام المنصرم ولا أنسى إنني سافرت الى السماوة مع صديقي الشاعر الدكتور احمد الملا في نهاية السبعينات بقصد لقاءه من دون موعد مسبق لكننا وجدناه قد سافر الى فرنسا فأستقبلنا احد أصدقاءه من أدباء السماوة الشباب لا أتذكر اسمه لكن حرارة لقاءه بنا انسانا غياب من قصدناه في زيارتنا . خبر قرأته عن انتخاب الاديب والروائي والكاتب يوسف ابو الفوز عضوا في الهيئة الادارية لمنظمة الكتاب والادباء الفنلنديين دفعني الى الكتابة عنه من فرط أعتزازي لعراقي يركن الى الابداع اينما حل ورحل ، وابو الفوز غني عن التعريف ، بطاقتة الشخصية في موقع الحوار المتمدن الموقر تقول أنه
• مواليد مدينة السماوة
20/3/1956 واضيف ان عمل روائيا كبيرا لابو الفوز ستتحف المكتبات مستقبلا وبلغات عديدة وسوف اتشرف بترجمة النسخة الكوردية من الرواية أذا ما كتبت لنا الصحة والحياة والوقت المناسب وما نتمناه ان نقرأ لكاتبنا كتابات كوردية الى جانب ما يكتبه بالعربية والفنلندية كما نقرأ وبأعتزاز مقالات المفكر الكبير د. منذر الفضل بهذه اللغة ، وكل التقدير لكل من يشمر يد الحب الى كوردستاننا المحبة للانسان والسلام والديمقراطية .
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |