تتوالى الأعياد على
سنيني القاحلة ..الجدباء ..
التي تنتظر مجيئك لتذرف دموع الفرح كي ترتوي سنين العذاب
وتنتعش..
للعيد طعم آخر ..
غير السعادة ..
غير الضحكة الرنانة..
غير البسمة العذبة ..
غير الهدايا ..
غير قطع الحلوى والسكاكر ..
ومافائدة كل ذلك إن لم تتواجد عيناكِ..
إن لم تلامس كفيّ يداكِ..
في زحمة أوقات العيد أبحث عنكِ ..
جهتي مختلفة عن مقصد الجميع ..
عيناي تبحث عن دروب الحزن .. ولا تسلك للترفيه طريقاً ..
الكل في عالمي سعيد .. يغني .. يفرح .. يرقص ..
وأنا وحيدٌ في شرنقتي ..
صباحات العيد لها لون آخر ..
كما لهذا العيد طعم آخر ..
هاهو العيد قادم وأنا أجترّ الأحزان ..
أخبيء لكِ الهدايا عاماً بعد آخر ..
يوم..
يومين ..
ثلاثة..
تنتهي المراسيم .. وينتهي أملي ..
وأبقى في انتظار العيد القادم لعلكِ تعودين فجأة بلا ميعاد
كما رحلتِ دون وداع ..
أقف على بابي أنتظركِ بلهفة لأحكي لكِ مرارة تلك الأعياد
التي مرّت ..
والتي كانت بدونكِ ..
شهقات خرساء ..
وسيول منهمرة من الدموع ..
وأماني نُحرت على بلاط الخيبة ..
وأزهار ذابلة .. جافة ..سوداء ..
تتهادى أحلامي كالأرجوحة شمالاً وجنوباً ..
تتماوج كأمواج البحر بين جَزرهِ ومدّه ..
قررت اخيراً الاستيقاظ من خيالاتي .. وأحلامي ..
وذهبت إليها ..
بملء اراداتي احتضنتها..
وطوقت بيدي على مابقي من خيالاتها ..
ناجيتها ..حادثتها ..
أحسست بروعة العيد معها..
عدت وفي الطريق سألني أحدهم : أين كنت ؟؟كنّا نبحث عنك
لتقضي العيد برفقتنا.
نظرت إلى الخلف وابتسمت بارتياح قائلا:لا بأس ؛؛ فلقد قضيت
العيد على شفير قبرها..