|
مقالات رســــــالة اعتذار فاطِمة فتح الله الحجاج ترددت مرارا قبل أن أشرع بالإمساك بالقلم لأخطّ إليك أسمى كلمات الاعتذار وبعد محاولات فاشلة في الاعتذار المباشر قررت الكتابة ؛؛ لأنني كنت وجلة من ذلك ،لقد كنت خائفة من أن أقف بين يديك لأقدم لك اعتذاري فيخرس لساني وتتكلم دموعي التي ستنهمر وتفيض من الدمع كالسيل الجارف . دقت الساعة إيذانا بالساعة الثانية فجرا، وأنا أتقلب على فراشي كالمقروصة وسياط ضميري تؤنبني بقوة وتعنفني بشدة، حتى دقات الساعة الاثنتين وصداهما في أنحاء الدار صار يزعجني وكأنه يحذرني من نذير غضبك وعاقبته،نهضت بلا وعي مني ووقفت أمام المرآة أمثل دور المعتذرة ولكنني جثوت على ركبتيّ وأنا مشبكه قبضة يدي مدنيتهما نحو ذقني ودموعي تبللهما، لم أستطع فنهضت من فوري مما جعلني أرفع راية الاستسلام البيضاء. أمسكت بقلمي الذي بات يتفطر بين أناملي برعشة غريبة وكأن سمك الرعاش مسني فنفضني.. وكتبت .. بسم الحب إذا كان الحب من الولاء، وبسم الولاء إذا كان الولاء من الروح، وبسم الروح إذا أنت الروح من الله.. فبسم الله الرحمن الرحيم. عزيزتي: إذا كنت تضنين بأن هذا مجرد حبر على ورق مسطور!! فأنت مخطئة لأن هذه الكلمات سطرتها بدمعي . وإذا كنت تضنين بأنها مجموعة من الكلمات الجميلة مغلفة بغلاف الأناقة !! أيضا أنت في ذلك مخطئة لأنها لم تكن سوى تردد صدى صوت ضمير نثر على هذه الورقة .
غاليتي: أقسم
لك بأنني كنت سأجثو عند قدميك أقبّلها.. أقسم
بأنني كنت سأبلل كفيك بدموعي وأغرقها..أقسم بأنني
كنت سألثم يديك وأرتمي بين ذراعيك لأغوص في أعماق
أعماقك وأدفن نفسي بين ضلوعك. لذا بعثت لك لوعتي وندمي وحسرتي على ما جرى عبر أثير هذه الكلمات .. فسامحيني.. سامحيني أرجوك يا أمــي.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |