|
مقالات منير النمر وعقيدة تناسخ الأرواح الدكتور عبد العليم فارس / كاتب سعودي، القطيف- المنطقة الرابعة القول بتناسخ الأرواح عقيدة من عقائد وثنيي الشرق الأقصى التي انتقلت إلى العرب في أواخر أيام العصر الأموي وبدايات العصر العباسي، وقد نسبها علماء الملل والنحل إلى فرقة السمنية الهندية، وقد تباحثها علماء الكلام في بداية ظهور المذاهب الفكرية في الحواضر الإسلامية، قال الأصفهاني في كتابه الأغاني : " كان بالبصرة ستة من أصحاب الكلام: عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، وبشار الأعمى، وصالح بن عبد القدوس، وعبد الكريم بن أبي العوجاء، ورجل من الأزد، وقال أبو أحمد - يعني جرير بن حازم - فكانوا يجتمعون في منزل الأزدي ويختصمون عنده، فأما عمرو وواصل فصارا إلى الإعتزال، وأما عبد الكريم وصالح فصححا التوبة، وأما بشار فبقي متحيراً مخلطاً، وأما الأزدي فمال إلى قول السمنية وهو مذهب من مذاهب الهند وبقي ظاهره على ما كان عليه ". وقد غابت تلك العقائد الوثنية عن سماء الفكر العربي لولا محاولة أدباء المهجر من العرب النصارى في إعادة إحيائها بأدبهم الفذ الذي قدموا من خلاله الفلسفة الشرقية البوذية والهندوكية المشوبة بالنصرانية إلى عقل القارئ العربي، وحاولوا ترسيخها في ذهنه من حيث لا يشعر. قال العالمون بأحوالهم الدارسون لأدبهم أنهم اكتسبوا ذلك الاعتقاد السفيه أثناء انتمائهم للجمعية الثيو صوفية. إنني أعتذر من القارئ الكريم عن توضيحي لهذه الواضحات فيما يتعلق بالروح والمعاد وتناسخ الأرواح، وما كتبت هذا التوضيح إلا بعدما اشمأزت نفسي من مقالة تقيأها برميل شبكة ( راصد ) للسائر في طريق الـWrong side الثقافي الأخ العزيز منير النمر. وقد كان مفاد مقالته المتطرفة ضد الإسلاميين عموماً ورجال الدين خصوصاً توجيه نقد لاذع للشيخ عبد الحميد المهاجر لتناوله في ليلة الثلاثاء من يوم الإثنين الموافق 8 من شهر صفر عام 1428هـ أبيات إيليا أبو ماضي السابقة وذكره للرأي الإسلامي بشأنها، ذلك الرأي الذي لا يختلف فيه مسلم شيعي مع مسلم سني وهابي أو مسلم سني صوفي أو خارجي أباظي بكفر المنكر للمعاد الجسماني. والكافر قطعاً في النار. إلا أن صحافينا العزيز وعلى طريقته المفضلة في نشر الأخبار المثيرة الفاضحة المشوهة لمجتمع القطيف في جريدة الحياة أراد أن يقدم من الشيخ المهاجر والعقائد الإسلامية المتفق عليها بين جميع الطوائف الإسلامية والتي يعد إنكارها إنكاراً لضرورة من ضرورات الدين قرباناً لهرطقات أدباء المهجر وبالخصوص إيليا أبو ماضي. وما يدريكم فلربما يلتمس في الغد عذراً لمسيلمة الكذاب في ادعائه النبوة، ولا عجب إن دافع عن أطروحاته المتطرفة بعض السائرين معه في طريق الـWrong side الثقافي الملئ بالمفاجآت، وعش صفرا ترى كدرا.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |