|
مقالات في رفات تناجي ملائكة السلام يكتب رسائل أستذكار لرسل الأنسانية وثمت تساؤل أشبه بالأسى حكيم نديم الداوودي ستبقى نافذة مشرعة لحين مرور ملائكة السلام لكل من ذهب مع الريح الحرب مفقوداً ولا يملك الى الآن، قبراً غير بطن الهوام!
تقديم. د. توفيق آلتونجي هذا الشاعر الرقيق في عذب قصائده المتنوعة يحمل في وجدانه خميرة تجربة إنسانية ووعي عميق لمدركات الأحداث قلما يُحلّق في آفاقه البشر. وعيٌ يدخله في سوح النضال مع لذات وبشعوره الثاقب بماهية الأشياء مقيمة في تلك التحف الشعرية النفس البشرية وهي تسمو حالماً في عالم الإبداع الإنساني. لا يمكن لتلك الذائقة حتى من التظاهر بالامبالات عن تلك القيمة والبحث عن مفردات الأشياء وعن علة الوجود في خضم ذلك الصراع المستميت لبني البشر للوصول الى جوهرمعنى الحياة على الثرى. الحكيم نديم الداوددي في ديوانه رفات تناجي ملائكة السماء يبتعد تماما عن رتابة العيش العيش على هامش التفكير المادي للوجود الأنساني أنه يحلق في فضاء عالمه الشعري علّه يجد ضوءاً في كيفية تفسير تلاقي الروح والجسد في ما وراء الطبيعة في بحثه عن الأجوبة المشفرة والعصّية للفهم لتسائلات العصر ولكل العصور الآتية مستقبلاً، فنراه يعاتب الوقت المضاع وقطار العمر في مسيره لا يتوقف كي يهتدي لعنوان قرينه في الوجود قرين الأمل والحلم بقضاء الوقت مع العمر الذاوي من أنتظار تلك اللحظة قائلا:
كانَ الوقت نصف العمر عند طلوع الشمس وأنا بعدُ في دوّامة، البحث عن عنوان.
أترانا في صراعنا نناجي دوماً المبهم من الأشياء، ونبتعد عن كل واقعٍ يُذكّرنا بالظّلم ومن زحمة الأيام العصيبة وفوق كل تاك المنغصّات جحود بني الإنسان لأخيه الإنسان؟.
منذ عقودٍ خلتْ تَفزع أمي من الحُلم ومِن إستلام البَرقيات ومِن دقّاتِ الجَرس ومِن رَنين هاتف مُنتصف الليل.
نحن أبناء الرافدين ما ذنبنا منذ الولادة على الحقائق المُّرة ِ يَفطموناعلى حُبّ شُربِ ماء زُلال الفرات وَيعمدُوننا في شواطئ دجلة كييحنّ الى تنور أمّنا والى آذان مآذننا، وأصوات أجراس صلوات كنائسنا. هناك ألبسونا صَباحّية العيد ملابسَ بيضاء من وهج ثلوج قمم جبال كوردستان. وكان ُعرس الدّم مصاحباً دوماً في مواعيد فرحنا،والحُزن ذلك المرادف أبداً لغنائنا، ممزوجا في ونّةٍ تراجيدية في السويحلي وفي الحيَران والاّوك والقوريات. نبتهج للحزن كسَاديٍّ لا يَعرف خلاصاً أونهاية لألم الآخرين المصاحب بنشوة حُب! الحياة والترّفع الى درجاتِ الإنسان، وآلامٌ بمعنى صُوري يُوشِح صُدورنا بلوحةٍ قاتمة تكاد أن تكونَ مُرادفة للعذاب فهي لا ترى أية نهايةٍ لعذاباتها كزوجةٍ رَحِل صاحِبُ الدار وعِماده عنها رافعاً السّلاح ليقاوم الطُغاة حتى لو كانَ الموتُ مُصاحباً لتلك الرحلة له ولابناءه ولكّل من َسار مِثل مسيره الشامخ. لتبقى تلك السيدةُ الكريمة مريضة بهواجس هؤلاء القادمين بشرورهم بعد حلول المساء فاقدي الضمير والوجدان جلاوزة من بقايا أنظمة القمع والإرهاب.
في وطني المحاصر! من كل مكان بشبح الأصنام كلما طرقت الباب خلسة تمنيتُ أنْ لا أسمعً ثانية مَواويل الأحزان وأرى وجه أمي مُشرقاً من دياجير الظلام وكردستان المهج وهي بلا جحيم الانفال.
وتبقى محطات المنفى تلك التجربة التغيرية القَسرية وهي تحمل في محطاتها المتباعدة حزناً جديدا َيلّف شِغاف الأفئدة بوشاحٍ خَمريٍ ومتاهات ُطرقٍ تمتد من سواحل خرير شلالات بي خال وصولا الى محطة النهاية، والبداية على قمة الثرى قُرب جليد القطب الشمالي.
أنتظرتها بمحطات الرحيل مائة عام، عندما كلمتني في الحُلم همسة، باغتتها الأحزان جفاف جذور الإتصال وأنا أبحث عن الامل دونها سُبل المنفى.
عندما جلست لارى صور صورها أيادي ترتجف في إحدى سجون النظام السابق في مدينة كركوك راعني ذلك الأيمان العميق للسجين الذي حفر بأظافره آيات من الذكر الحكيم وأسماء الأئمة والرسل على الحائط الذي ظهر عليه بقع من دماء جافة في حين مد جذع نخلة شدت بإحكام في أرضية الغرفة كان السجناء يربطون بها بسلاسل حديدية.... تلك الصورة المذلة للإنسان وجدت طريقها الى تاريخ أبناء مدينة جلبت الرخاء والنور الى العالم ودار برحيق نفطه عجلات الآلات والمكائن في المصانع والمعامل في شتى بقاع الدنيا بينما كانوا يعذبون في سجون ومعتقلات مدينتهم. سلاما الى أرواحكم أينما كنتم.
تكدس غضب الله، بخفايا شرور حملاتهم البربرية، يا صمت الضمائر المليئة النفط أقدس عندكم من دفن الطفولة
كركوك بوابة فردوس العشق والآهات! سلالة الهُزبر ورحلة الدم والعذاب... كركوك توأم النور والنّار، وعَذب الشِعر والأحلام... كركوك سيمفونية الرّوح وجُرح أيام النضال.
هكذا يأخذنا حكيمنا الداوودي نديم من خلال كلمات قصائده الدافئة الى مدينة العذابات كركوك ليذكرنا مرات ومرات بهذا الوطن الصغير الذي يزيد من حرارة أحشائنا كلما تذكرنا طرقها،أزقتها، أحيائها، قلعتها، نَهرها الجاف ورائحة الكبريت ونيران باباگرگر وسمائها القرمزية معشوقتنا ذات الجدائل الذهبية. وخلال محاولتنا المتواضعة لقراءة ديوانه رفات تناجي ملائكة السلام خرجنا بانطباع يستحق الوقوف على محطات شعره المتنوعة وبقيت لنا الورقة الأخيرة وهي القاء نظرة على بطاقة الشاعر الشخصية بأنه كاتب وشاعر وفنان تشكيلي من مواليد العراق- كركوك- طوز- 1956 درس الفن التشكيلي والسيراميك من خلال الكورسات الدراسية الخاصة بالفن الحديث في السويد. له نتاجات في الشعر والنقد والفن والسياسة منشور في العديد من المواقع الألكترونية وفي الجرائد والمجلات داخل العراق وخارجه وفي داحل العراق وخارجه.حاصل على البكالوريوس القانون في جامعةبغداد. عضو اتحاد الكتاب والأدباء السويديين.عضو اتحاد الادباء السويديين للأجانب. ويقع الديوان في 112 صفحة من القطع الصغير ومن منشورات مؤسسة دراسات كردستانية للطباعة والنشر،السويد
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |