كلمات مهداة الى صديقي الشهيد ثامر المصباح

لؤي قاسم عباس

loaay_kassim@yahoo.com

كُنتَ تحلمُ بيومٍ بلا طغاة واليوم سقط عن عرشهِ اعتى الطغاة ...

ومضيتُ ابحثُ عنك في غياهبَ السجون هنا وهناك وكلّ رجائي في الدنيا ان أجدك حياً وانا افتشُ قوائمَ الشهداء وأدعوا الله ان لا أجد اسمك فيها ... وصرع اليأسُ املي فصرتُ ابحثُ عنك على أعواد المشانق وأشمّ رائحة الحبال فلا يمكن لعطرك الزكي ان يزول . وسالتُ رصاصات الغادرين عنك فحارت جواباً ومضت في صمت رهيب . وسرتُ ابحثُ عنك في خنادق الوأد ابحثُ عن اثرٍ يدلني عليك , أتقلبُ بين الجماجم والعظام وبقايا الركام فليس هنا سوى كومةٍ من ثيابٍ نأت الاجسادُ عنها بعيداً وفرّت الروح الى عالم الملكوت ... يختلجني شعورٌ بأن روحي تكاد تُنتزعٌ منّي لتعانق روحك ,  وأن صدري يضيقُ رغمَ رحابته ,  وان الغمّ يجري في عروقي بدل الدماء , وان زفيري ما عاد لهُ شهيق , لا أصدق ان ذلك الوجه الصبوح صار حفنةٍ من تراب وأن روحك المملؤءة بالحياة صارت بلا حياة , وأن أمنيتي بأن ألقاك صارت وهمٌ ومحض خيال , فصار مَثَلي كمثل الضمآن يبحثُ عن الماء من بين السراب , وتسلل اليأس الى نفسي وهي تحدثني أن كانت روحك الطاهرة تنظر اليّ وتتعرفُ علي من بين هذه الجموع لتخبرني عن مكان وجودك ففضائي معتمُ محدودٌ في ابعادهِ وفضائكَ ليس له حدود .. هَلّمَ الي يا صديقي ودللّني عليك , هل انت هنا ؟ أم هناك ؟ وأعود أقول أنت هنا وهناك فلا زال صوتك يدوي في مسمعي وأنت تردد لا نامت أعين الجبناء . ولا زالت يداك تشبك يدي ونحنُ نطوف أزقة مدينتنا ونخط على الجدران ذكرياتُ بريئة لازال أثرها في القلب ولن تمحوها سنين الفراق وستبقى معي حتى نلتقي في عالم الملكوت .

            يا صديقي الحبيب

                            يا صديقي العزيز

                                               يا صديقي الشهيد