|
|
 |
 |
 |
 |
مفتاح الشاعر هو صدق القصيدة خذ الحكمة من سيدوري نموذجا ً قاسم ماضي يا ليل العراق لست متعجلا على السماء وديدانها العلوية البيضاء أريد جرعة أيام أخرى لأرى أكثر مما رأيت ثم أموت الحلم الداخلي الذي يلاحقه / وكعادته لقد كان قليل الكلام / ألتقيته في عمان / عندما قادني الشوق والحنين الى بلدي العراق / الغربة وما أدراك ما الغربة فهي مذلة أينما تكون / التقيته في مؤتمر المجلس العراقي للثقافة هو والعديد من أصدقائي وغير الاصدقاء من المبدعين الذين عرفناهم من خلال الابداع وفي كل المجالات الفنية والأدبية / ليهديني مجموعته الشعرية خذ الحكمة من سيدوري الصادرة عن منشورات بابل المركز الثقافي العربي السويسري ، الربيعي كما عرفته هوالطيبة ذاتها جعلني اتنشط لتلك البسمة الرزينة واكون واحداً من هؤلاء المبدعين الذين يجمعهم المؤتمر بالرغم من مرارة البعد عن الوطن /مرارة اصدقاءه الذين رحلوا عنه / مرارة لما يحدث الان لعراقنا ولنا هذا الشاعر الذي تلقى ما يكفي وزيادة من صدمات الواقع الذي عاشه/ورغم ذلك فهو مبتسم لمحبيه رغم مرارة الكون / خازن مرارة الكون في اعماقه .
ياعراق كلما نهرب من أوجاعك الخضر نرى ريح المنى تجري بنا صوب العراق
فالكلام عن شاعر مثل الربيعي يشكل شهادة خاصة فهو من الرومانسيين في الخيال ونحن ما أحوجنا في هذه الايام الى مثل هذا الشاعر / ولو تمعنا في معظم قصائده في هذا الديوان او بقية دواوينه لوجدنا قصائده دروس وعبر يمكن استخدامها دليل لترجمتها الى واقع ملموس / والشعر عملية ابداعية فطرية وهو خارج عن قيود الصناعة / متجاوز حدود المكان وابعاد الزمان / وكما يقول عنه الناقد الدكتور ضياء خضير ( لكأن عبد الرزاق الربيعي يبدأ مع هذه المجموعة الشعرية الجديدة من نقطة الصفر "لا تاريخ ولا تراث ولاايقاع غير ذلك الذي تصنعه هذه الكلمات المبعثرة يعززها في حائط اللغة لعله يجد منفذاً ً لضوئه العراقي المحاصر)فقصائده زاهية ويتنفس عن عطر يفوح في الاجواء كانساب الماء السليل في الجدول الرقراق / ففي قصيدة ( ظل العنكبوت ) التي حولتها الى مقالة قبل ايام قليلة بنفس العنوان يقول فيها
في بلاد نسج الخوف على الاعين ظل العنكبوت لم نعد نبكي على من مات بل من سيموت
الشاعر يمضي الى أين ؟ وهو المحاصر من زمن الى زمن ؟ ومن جيل الى جيل ؟ ولكن ! هل القصيدة في داخله تتورم شيء فشيء لتولد في مخاض صعب !حتى تصبح قصيدته مقدسة لتغوص في اعماقنا !وهل عليه التوقف والتريث لأجل انجاز منجز شعري فيه تراتيل الروح والانسان !لأن الشاعر يرسم صورة قصيدته بوعي اجتماعي ممكنة تنسجم مع المرحلة العصرية التي نحن الان بحاجة ماسة اليها ! مفتاح الشاعر هو صدق القصيدة واذا القصيدة فقدت صدقها فرمي بها الى مزبلة التاريخ !فالشاعر ثورة وهو يعالج وعيه لذاته من خلال ما مر بتجارب وكذلك من خلال علاقاته بمحيطه الذي يوصله الى ما يريده الشاعر في مضمون قصيدته .فالربيعي هو من الشعراء المهمين ومن الذين يحفرون في قلب الوجود كلمة لها رنة.
احفر في قلب الوجود كلمة لها رنة واخترع للمكان أذنين
|
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
