كيف تنصف المرأة في قانون وضعه الرجل

فاتن حسين ناجي (بنت الرافدين) / بابل

منذ البدء والمرأة تطالب بحقوقها .. منذ البدء والرجل يقول: (إن المرأة حصلت على جميع حقوقها لدرجة أنها اصبحت تتمتع بحقوق أكثر مما يتمتع به الرجل). ولكن الحقيقة غير ذلك تماما فالمرأة مازالت ذلك الكائن الذي لايحق له الكثير من الحقوق التي من حقه.

المرأة اليوم لاتريد أن تكون وزيرة او رئيسة دولة حيث ليس هذا هو الهم الاكبر بالنسبة لها بل تريد ان تكون من ضمن الأنامل التي تمسك الاقلام وتضع القانون لتضمن ان هذا القانون سينصفها.

والمرأة العراقية اليوم ليست تلك المترفة التي لاهم لها سوى شغل المناصب العليا والجلوس خلف المكاتب الفاخرة لكن المرأة العراقية هي تلك الأم التي فقدت ابناءها جراء الحروب وهي تلك الزوجة التي فقدت زوجها وجلست ارملة تتطلع صوب المستقبل وتبكي ألما وهي تلك المجاهدة المناضلة في سبيل الاستمرار والبقاء هي وعائلتها وبعد ذلك نأتي لنسلبها حقوقها دون اللجوء الى ماضيها المليء بالالام والاحزان دون التفكير في انها عانت ما عاناه الرجل وظلمت كما ظلم الرجل ودفنت وهي ما زالت تتنفس كما دفن الرجل وان كانت النسب متفاوتة.

والمشكلة اليوم لاتكمن في قلة وعي الرجل بقضية المرأة او قلة وعي المرأة بقضيتها بل المشكلة تكمن في قلة ادراك معنى التضحية التي تقدمها المرأة سواء أكانت في العراق ام في الوطن العربي والاصرار المكرر لمقولة (ناقصات عقل ودين) تلك المقولة التي يرددها الجاهلين لمعنى المرأة فالمرأة هي الام وهي الزوجة والمقولة لاتعني السب والشتم والتقليل من القيمة والكرامة كما يستخدمها بعض الجاهلين بل هي شيء آخر له معنى آخر والرجل يقف ويقول (ناقصة) ولا يدرك ان الله قد خلقنا على اتم صورة وكرم بني ادم رجالاً ونساء فالمرأة مازالت تمتلك ذلك الدور الرائد في بناء المجتمع والتقدم به نحو الأمام كلما رأينا مشاركة واسعة لها لكن بسبب التهميش الاجتماعي والسياسي والفكري والثقافي الذي عانته المرأة في البدء وبسبب هيمنة الرجل على جميع المجالات اصبح مفهوم ضياع حقوق المرأة مفهوماً واسع النطاق لن يتغير سوى عندما تمسك المرأة القلم مع الرجل وتضع القوانين التي تراها منصفة للطرفين.