|
مقالات في ذكرى عبد الغني الخليلي وهادي العلويخلدون جاويد أشهد أن ريّا المحبة، هذه المرة، هو العبق النجفي الزاكي الذي تنسمتُ شذاه وتنسكتُ بشميمه على راحتي اثنين ومضا في حياتي كنجمين خاطفين، أحدهما الأديب الشاعر والناثر الألمعي عبد الغني الخليلي الذي راسلته 13 عاما ولم أره! والثاني هو استاذ الاساتيذ هادي العلوي. وقد تكونت وشيجة ادبية عميقة بالأول اورثتني الندم طوال سني العمر المتبقية لي بعد وفاته. فقد حال دوننا الموج وعز اللقاء فلمن ياترى ولماذا ؟، انه اغلب الظن ارتباك منافينا، امراضنا، انشغالاتنا، ومصدّات اخرى!. لكني اتذكر صديقي الدكتور غانم حمدون الذي ورطني بحب هذا الأديب الكبير، الذي اذا لم يكن كبيرا كفاية، فانه كذلك في غزارة ذكرياته وقراءاته وعلاقاته واسلوبه. كنت معجبا اشد الاعجاب بمادة منشورة لعبد الغني الخليلي بعنوان ذكريات عن النجف منشورة في الثقافة الجديدة – في الثمانينات - لغتها شعرية ومفرداتها انيقة فاتنة ونسيجها اللغوي آسر الحسن وديباجتها تختلف عن كل مايُكتب. ظلت المادة عالقة في ذهني وكان الاعجاب ربما هو السبب بمعرفتي بمكان سكنى الخليلي او منفاه خاصة عندما عجزت عن تجديد عقد عملي في الجزائر والتحقت بركب اللجوء في الدانمارك عام 1991. ظللت اتلفن له على مدار 13 عاما وهو كذلك، وقد كتبت عن ذلك كتيبا صغيرا بعنوان تلفون منافي، فيه كثير من الاسرار والآراء بالآخرين لا أجرؤ حتى على ان انقله للآخرين على طريقة ناقل (الكفر) ليس بكافر، واحيانا ألوم نفسي فأقول ان لم انشر هذه الآراء الآن فما قيمتها ان تنشر لجيل غير جيلنا. في أول نداء تلفوني من الساندهولم مركز اللجوء الأول في كوبنهاغن، نوه لي الاستاذ الخليلي بأدبه الجم أنه انسان بسيط أبعد من ان يتقبل الاطراء ممن يناديه بكلمة استاذنا الجليل... وقد اثبت مع الأعوام انه الجدير بما يندغم في القلوب من اكبار والى أبد الآبدين. وفي رحاب تواضعه الزاهد احببت خصالا كثيرة منها : ان لا اجلس على "كرسي"! بل على الأرض كي لا أسقط. وفي المحافل اختار المقاعد الخلفية فاشعر بنشوتي الحضور والغياب! كان استاذي بحق لكن من دون اشعار ٍ بأستذة، طريقته في النقد والحياة انه يمتدح الوردة لتغتاظ الشوكة او على الأقل لتدرك الأخيرة كم هي بعيدة في عنفها عن جمال الطبيعة وعذوبة الحياة. وعندما يقول ان علينا ان نربي جيلا لايمتدح السلطان في قصيدة ولا الامير في مسرحية ولا الوزير في نص ابداعي او غير ابداعي، فان الشاعر المرتزق – الذي نعرفه كلنا - مداح السلاطين والملوك والمتنفذين سيطأطئ رأسه خجلا لو كان بمستوى ان يخجل. قاموس الخليلي هو اللفظة الطيبة، واداته الأدبية كلها خزامى وخرير ماء ونخلة سامقة، وحنين الى الوطن.. ان ادب الخليلي هو مسكني الذي احاول ان الوذ بظلاله، مبتعدا جهدي عن ادب المهارشة، وما أبعد الخليلي كنجمة قصية عن بعض صغار الصحفيين الغارقين في الوحل ممن اذا فتحت مقالاتهم تختنق للروائح الكريهة القادمة من كنيف نفوس ميتة!!!. كان الخليلي يسأل في كل نداء تلفوني : ماذا تقرأ هذه الأيام ماهو آخر كتاب بين يديك ؟ كأنه يريد ان يقول من نحن اذا لم نقرأ وهل يعقل ان تمر أيامنا بدون كتاب ؟. كان يحدثني عن اتصالاته التلفونية بكثير من الادباء وهذا حسب ما ظننت مكلف ماديا، لكن كرمه اكبر من هذا، اذ يحلق في احاديثه وذكرياته حتى انه يقرأ نصوصه لي عن بغداد والنجف وعن وفاة اخيه علي في مادة شفيفة هي الصيف الأخير إلى آخره من المواد. وكان يتحدث لأطفالي ويغدو مع الأيام صديقهم حتى انه ارسل مرة طردا مليئا بالهدايا لإبنتيّ الصغيرتين اللتين اعتادتا عليه وفرحتا لكل حديث معه. انه صديق الأطفال في مكان تواجده وسكناه وناثر الحلوى والابتسام الأبوي الحنون. هو الذي علمني جمالية ادب الرسائل فظل ذلك بيننا لسنوات طوال. ودفعني الى مراسلة اديبين، خذلني الأول وهو اديب يعيش في فرنسا كنت قد اهديت له ديوانا شعريا وارسلت له معايدة ورسالة الخ وكل تلاوين المحبة العراقية الا انه كما تقول الاغنية : قلبك حجر جلمود!!!!. امتنعت عن مراسلة الثاني وقد عاتبت الخليلي على تحبيذه لي فلانا لإعادة الروح الى ادب الرسائل... بعد اشهر وبتلقائيته الحبيبة وببراءته قال لي الخليلي معك الحق انه كيت وكيت... لئيم جلف! وقد كانت ردود افعاله في قضايا عديدة جافة لا عراقية!. ليس كل اديب يصلح لأدب الرسائل. الايميلات اليوم تعوض نسبيا عن مراسلات أيام زمان، كأنها البريد في سنواته الحديثة تعويضا عن الزاجل. لا ازال احب التراسل لكني اخشى خذلان الآخر لي فأتروى.. احيانا اجمع رسائل المحبين وكتابات اصحاب المواقع الألكترونية وكل من يطري عملي الشعري فافرد للرسالة القادمة مكانا، انسى ان اعمل نسخة من رسائلي للأرشيف ولا ادري اذا كان المحبون الذين اراسلهم يؤرشفون لعلاقتنا وذكرانا. كان الخليلي يقول : كنا نضع الرسالة في صندوق خشبي يشبه صندوق ادخار الأطفال ليومياتهم او كيس يحوي كل مايرد لسنين طوال فيغدو مثل ارشيف جيل. علمني الحبيب عبد الغني الخليلي التغني الرومانسي بالوطن - نثريا- كاسلوب آخر جميل معوض عن المقالة السياسية وهي حالة مقاربة شعرية من النثر في اهتمامات العصر. آخر قصيدة لي كتبتها هي " قمر العراق قصيدتي وهيامي " هي تعبير عن حب العراق موحدا وبطريقة تختلف عن المقالة السياسية لكنها تعبر عن روحها. لا اريد الدخول الى الجنة خاطرة صغيرة ملهمة مؤنقة قطعة ذهبية صغيرة عبر فيها ابو فارس عن حب الاصدقاء والصداقة وهي اجمل من كل المواعظ السياسية او النصائح الاجتماعية، وقد دُبّجت في صفحة ونصف او مادون. الكثافة والصورة وجرس الكلمة كلها قاعدة مخطط لها في صياغة ادب رفيع.. اليوم رحت ابحث طويلا بين ارشيف اوراقي الذي اضطهدته بفوضاي والذي يغور عمقا مع السنين بعجزي عن الغوص! فيضيع فيه الجديد من الأوراق فكيف الحال بالقديم ؟. ولكم تمنيت لو اني اعثر على رسالة للخليلي قد بعثها الي ّ ولم ارسلها للنشر فآثرت هي الهيمان في وادي النسيان، واذ أتألم لذلك فقد زادني ألما اني اضعت رسالة من رسائل هادي العلوي لي عدا رسائله التي نشرتها في الانترنيت والتي ارسلتها الى ابنته زهرة في بكين. اذن هناك رسالتان كنت تمنيت لو وجدتهما.. وها انا منذ فترة ابحث بلا جدوى لكني سأظل لاحقا لامحالة بشبح هاملت الأب!! ويالها من صدفة نادرة وانا ابحث في ملفات ومخطوطات ودفاتر صفراء وصناديق كارتونية فيها من الشعر والخربشات والخواطر الخ واذا بي اعثر على قصاصة تعويضية! كان قد ارسلها الخليلي لي وهي من هادي العلوي تدور عن ادونيس ونوبل وحب الوطن، هذا هو نصها : كلا لن اغضب عليك يا أبا الفرسان
هادي العلوي عبد الغني الخليلي مهجّر عراقي يعيش في المنفى السويدي، تجاوز السبعين عاما، من اسرة دينية ادبية. ويعتبره العراقيون من رواة الجواهري فقد صحبه دهرا ً في عمله الأدبي والصحفي وهو بدوره شاعر وناثر رقيق الكلمة عذب العبارة يتقطر ماء الفرات من قلمه وتفوح من كلماته رائحة الطلع والقداح،لايحسن الكثير من السياسة لكنه يحب العراق : نخيله ورافديه، بغداده ونجفه وكربلاءه.. ويحب لغته العربية ويزهو بقاموسها الذي يعرف منه اضعاف مايعرفه الجهلة الذين اخرجوه من وطنه فهو ابن النجف وريثة الأدب العباسي وحملة لوائه في العصور المظلمة. يعرف عبد الغني علاقتي الحميمة بادونيس ودفاعي القديم عنه ضد ناقديه وشاتميه في اكثر من مشهد. وهو لذلك يطلب مني ان لا اغضب عليه اذا ذكر الحقيقة عن ادونيس في هذه الايام وقد عرفها من خلال الصحافة السويدية. واليكم نص الفقرة التي وردت في رسالته اليّ بتاريخ 17 آذار 1995. " لاتغضب علي ان قلت انني مع اتحاد الكتاب العرب في دمشق ولست مع ادونيس وكل من دافع عنه من اخوته الادباء خاصة في مصر.. فمنذ فترة بدأت صحافة السويد الموالية لاسرائيل تشيد بادب ادونيس وفكره وذلك تمهيدا لترشيحه لجائزة نوبل.. قلت لك لاتغضب علي ّ.. " كلا يا أبا الفرسان لن اغضب عليك واقول لك ماقاله الجواهري فيك :
أبا الفرسان انك في ضميري وذاك اعز دار ٍ للحبيب ِ
لأني أعرف انك لاتكتب عن ضغينة فانت تحب ادونيس كما احبه انا لكن فلسطين والعراق احب الينا من انفسنا، ومن جميع من نحبه من ذوينا واصفيائنا، والمقدس عندنا هو الوطن وهو وحده الذي لايخطئ، وهو وحده الجدير بالحب المطلق والطاعة المطلقة. ولامحبة لمخلوق في معصية الوطن. ".. انتهى نص الرسالة. تلك ورقة قديمة من شجرة ماقبل القرن الحالي.. من لدن اديب مرموق يعنى بالهم العراقي والعربي كما ان حب البشرية جمعاء هو ديدنه. رجل لا كل الرجال،عاشق من عشاق الدنيا الفكرية والادبية، مناضل من اجل السعادة للبشرية جمعاء من اجل الكادحين والفقراء والمظلومين وقد عرفت انه يكتب في الصحافة التقدمية ويرفض ان يتقاضى وعندما يمرض فان الجميع يتفانى من اجل شفائه والوقوف الى جانبه. رأيته لأول مرة وانا في دمشق في اتحاد الادباء حيث كان يقدم الشاعر السوري علي الجندي وقد كان يطريه لان علي الجندي شاعر وامض قوي العاطفات، والزاوية التي تناولها العلوي في شخصه هو ان الجندي عفيف صامد رغم الشحة وانه كان قد رآه، هكذا كان قد اشار هادي، على الرصيف بانتظار الباص بين اكتظاظ الناس قادما الى موعد الامسية الشعرية المنعقدة له. انه شاعر الشعب الزاهد الصامد الذي لايمدد يده لسلطان. رأيته في مكتب الاعلام في الثقافة الجديدة في ركن الدين – دمشق، حيث كنت اعمل مصححا، وكانت جلسة جميلة مع الدكتورغانم حمدون الذي كان يبدي بعض الملاحظات والاستفسارات عن مقالة للعلوي يروم نشرها وغانم دقداقي ونقناني بالحق ويبحث عن الكثافة والتركيز والدقة في النص مع التنقيط الصحيح وانه فضلا عن ذلك جرئ حتى بالاستفسار عن بديهية قد فاتته معرفتها فمن يصدق ان غانم حمدون بقضه وقضيضه يسأل هادي العلوي ماذا قصدت ب حراء ؟ فاجابه العلوي بانه غار حراء وكيت وكيت الخ.. مع هؤلاء الاساتذة لايخشى المرء تمويها بالعلم. وغانم هو الذي يضع قائمة الظاءات على الجدار قرب رأسه كي لا يخطئ او يسهو.. وقد قال الشاعر : وتراه يصغي للحديث بلبه وبقلبه ولعله ادرى بهْ واليوم يدخل علينا العشرات في فضاء الانترنيت ممن لا يهمهم ظلال من ضلال ويضع من يظع وظهر من ضهر!!! وعلى حد قول بيرناردشو في بيجماليون : ان لغة بائعة الورد إلآيزا : كربستون... وعندما ارسلت ملاحظة الى احدهم وهو مسؤول الكربستون! في موقع اليكتروني اجابني قائلا شنو ظاء شنو ضاد أنا ما تفرق معي!!!!!!! عذرا على جاحظيتي! وخروجي من النص الى شارع فرعي! لكني حزين من عصر الكربستون هذا. ولا اطيق كظما ً. رأيت العلوي مرة رابعة في جريدة النهج وبعد ان صافحته شعرت ان يده باردة جدا قلت له هاانت تعمل بكثرة قال لي هذا صحيح قلت هل تسمح لي ان اذكرك – متمنيا لك العمر المديد – بكتاب شهير عنوانه شمس للميت حيث حكمته تنصب على ان لايجب ان يحمل المرء الصخرة مرة واحدة! قرأ لي العلوي ابياتا من قصيدة لامية جميلة من معانيها انه يموت بالكسل ويحيا بالعمل. وفي بيت من بيوت ضيافة الرئيس حافظ الاسد حيث يحل الجواهري ضيفا عليه وعندما كنت قارئا للأخير، فرحت برؤياه – بهادي - هناك، وقد كان قد اسهم بهذا الشأن الأدبي او في اعمال الشاعر، وكان الجو متكهربا بحضور الشاعر المُدوي ولايستطيع أي جالس في المكان ان يحيص او يفيص او ينبس من دون ان يكون الجواهري هو مركز القول والسماع!!!!!! ياإلهي كم كانت الثريا الكبيرة الكبيرة جدا منفرة. من يومها وأنا أكره كل ثريا! ولا احب الاشخاص المهمين!!!!. اللقاء الأخير الذي تمنيت ان يكون وهو في بيت العلوي ذاته اذ توجهنا غانم حمدون وانا اليه واذا به قد غادر سوريا بسبب تصريحاته المعروفة اثر غزو العراق للكويت. فذهبت فرصة رائعة جديرة بالانتهال روحيا من هذا الطود الشامخ والمجد الباذخ. كان بوقتها قد ترك لي رسالة يطري فيها عملي على جبهة الشعر العمودي ووعدا بنشر قصيدة في الغد الديموقراطي. بعد ايام او اشهر راسلته وهو في الصين، وعندما عاد الى سوريا مجددا، وكانت اجاباته الودود والمشجعة بحقي مما لايمكن ان انساه بل مالايفعله اديب رائع وكبير مثله. جمعت الرسائل منه الي ّ في مقالة بعنوان ابنة هادي العلوي الصينية، بعد لقائي صدفة ً بها في لندن. نشرت المقالة في المواقع الالكترونية وهي ماتزال في موقعي الفرعي في موقع الحوار المتمدن. ان رسالته المتضمنة لمشروع دعم المحتاجين العراقيين في المنفى أي مشاعية بغداد هي تعبير عن روحية حب العراقيين والتفاني من اجلهم. سأبحث عن رسالته حول مشاعية بغداد كما سأبحث عن رسالة عبد الغني الخليلي بل ساتفانى!!! من اجل ذلك لثقتي انهما بين اوراقي. واكراما لذكراهما لابد من البحث عن روائعهما والروعة هي ليست خزانة ادب عالمي بمئات الكتب والبحوث بل هي كلمة حب صادقة واحدة. وأخيرا وليس آخرا ً اعيد كتابة قصيدتين قديمتين في ذكرى شيخيّ الجليلين.
* قصيدة بعنوان شهيد المنافي عبد الغني الخليلي : كتبتُها في اربعينيته : وداعا لا فانك ألف آتِ من الماء المقدس للحياةِ يعانق فيك نبض غدي بأمسي صدى مستقبلي من ذكرياتي كأنك في أديم الأرض بذرٌ تناسغ بالجذور المزهرات كأنك قائل : المهد لحدي ورغم الليل أبدأ من رفاتي فليس يليق في منفى وضوئي ولا اكتملت بلا وطن صلاتي شربت الماء من حوب وصوب فما يروي به جسد فراتي دفنت القلب عند غدير أهلي ونخلة منزلي ومهاد ذاتي وماراهنت سلطانا بشعري على ذلٍ ولارخصت دواتي ظللت على صيامي الدهر صبرا وقد زعموا هلال العمر آتِ ورغم الظلم، سوف أصون صمتا شفاهي فهي نذر للحفاةِ اغني في السجون وفي المنافي لشعبي لن اغني للطغاةِ واصبر كاظما جرحي منيفا فما استخذى لذي عرش شَتاتي وهودج عرسي َ العدويٌ نعشٌ ترف به الى نجف رفاتي وداعا ياغني...وياسماءا تبشر بالغيوم الممطرات فكل غد له قزح وشمس تطل على السفوح المورقات ويابدرا تنآى وهو أجدى بمعترك الليالي المعتمات وياسيفا أسفت عليه لما تهاوى، ساعة اجتمعوا قضاتي تهاوت وردة والريح تعوي وطاحت نجمة والليل عاتِ أيا عبد الغني أبا الأغاني وياصنو الرجا والامنياتِ تمهل فالطريق الى صباح ٍ ولا عهد يدوم على سباتِ وكل أخٍ أضاع أخاه يوما يقبل هامه رغم الجناةِ وان سفائني لابد يوما من المنفى لبابلَ مُرجعاتي ملايينا لأحياءٍ وموتى سيحضنهن صدر الامهات ِ ويزهر في غدٍ حقلٌ ( غنيٌ ) تفجر بالندى والمعجزاتِ ويبقى الموت في وطني حياة فهاتِ يديك رغم الموت هاتِ.
رثاء الى الاستاذ هادي العلوي هادي رسائلك الشذية زادي كتميمة بيدي وتحت وسادي رافقتني والبدر عرس هوادجي وهجرتني والشمس ثوب حدادي ولدوح فكرتك الظليلة زهرة ٌ علوية فواحة ياهادي لشميمها مازال يعدو فارسي ويرود عطرك في العثير جوادي قسما باسمك والتبتل والابا اني اناصب زيفهم واعادي لقبت بالعلوي اسم اميرنا قزح الزمان وكوكب الزهّاد فعليّ ُ مثل الجذع نسغ جذوره أبتي ونبع ثماره اولادي قسما سنطلع من تراب ضريحه وجروحه كالشمس وجه بلادي ولسوف يصدح في الاثير بلالنا الحبشي قدسي الشذى وينادي سقط الطغاة هلمي دجلة مازجي بدم الفرات جنونك الطروادي
عام 1999. من ديوان قم ياعراق. ص162
******* * توق أخير : " فقد الأحبة غربة " علي بن أبي طالب (ع ).
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |