|
مقالات سفينة بملاّحَين زينب الشمري (بنت الرافدين) / بابل لم نسمع حتى الان بعلاج وصل الى القلب الجريح عن طريق الأذن، فالكثير الكثير مما سمعناه سابقاً ونسمعه اليوم في القنوات الفضائية وغيرها من وسائل الاعلام حول النهوض بواقع المرأة وما تتكبده من معاناة وظلم وتسلط المجتمع، فما اكثر ما يشعرك بالاسى والرثاء على زوجة تشكو ظلم زوج فشل في تحقيق وفاق مع نفسه على الرغم من قيامها بالكثير من الواجبات المنزلية والتربوية وما يصاحبها من عنت ومشقة في حياة مليئة بالمطبات والعراقيل فالأعداد كثيرة ولا تحصى ممن تعاني اشد انواع العذاب والقسوة لدرجة انها تكون بحاجة ماسة للمساعدة وهي صامتة لا تستطيع التكلم والبوح بما في صدرها من آلام اثر سوء المعاملة المقيت الذي يستوجب لعنة الله والناس اجمعين .. فالزوجة هي المدرسة الاولى في الحياة وهي احد العنصرين الاساسيين في تكوين اسرة متكاملة وتوجيهها الى المسار الصحيح لبناء المجتع، فعندما تعامل بهذه الطريقة البشعة بالضرب الذي يؤدي بحياتها في بعض الاحيان وبالمهانة الجارحة وبمساوئ الخلق الذميم كل هذه تجعل لديها فجوة لا يمكن ان تنطمر ابداً وتبقى مدى الحياة ايضاً فهذه الاساءات كلها كانت في عصر الجاهلية وعندما جاء فجر الاغسلام وأطل على الدنيا اسقط تلك التقاليد البالية واشاد بإنسانية المرأة دستوراً خالداً لينير العقول فالمرأة بطبيعتها مرهفة الحس رقيقة المشاعر وأضعف جسمانياً وطاقة من الرجل فيجب السيطرة على هذه الاعراف والتقاليد التي لا تصلح ان تكون قياساً ثابتاً في تمحيص الحقائق وتقييمها واستجلاء الواقع المزيف الذي نعيش فيه ولذلك نجد الكثير من الازواج لا يكسبون السعادة الزوجية والهناء الاسري إلا برعاية كل منهما حقوق الآخر .. فمثلاً على الزوج ان لا يضع زوجته في مواقف تجعلها تقصر من غير قصد في واجباتها تجاهه وهو يطلب منها مثلاً أن تنجب له الكثير من الأطفال ليكون له نسل كبير يتباهى به امام اصدقاءه ولكنه في ذلك يحملها مسؤولية كبيرة بحكم الاعمال المنزلية الشاقة وواجباته الخاصة والعامة فهو يرميها في خندق من المشكلات والخلافات معه وهذه حالات متكررة بشكل ملحوظ في مجتمعنا العراقي بصورة خاصة والمجتمعات الشرقية بصورة اعم. فعلى الزوج ان يعامل زوجته بما يرضي الله وبالرفق والاناة والعدل وان يتغلب على انانيته وان يقاوم ميله الى المواقف السلبية تجاهها وان يبين ذلك بحسن النية تلطيفاً لمشاعرها ومكافأة لها على جهودها ولأن ذلك يسلبها ويخفف عنها المتاعب والضغوط التي تسري عليها. ومثلما يكون على الزوج حقوق وواجبات تجاه زوجته هي ايضاً عليها أن تبادله نفس الحقوق والواجبات فعليها ان تكون مطيعة له ولا تعصيه وان تلبي رغباته المشروعة وتشاطره في السراء والضراء وتواسيه في الافراح والاحزان وتحيطه بحسن المعاشرة وجميل الرعاية ولطف المداراة وان لا تطلب منه ما لا يقدر عليه أي فوق طاقته المادية وبذلك تكون الزوجة حظية عند زوجها .. وبعد ذلك يكسب الزوجان السعادة والهناء الاسري في محيط الحياة ولا تزعزهما عواصف النفرة والخلاف فالسفينةى الوحيدة التي تستطيع السير بملاحين اثنين هي سفينة السعادة الزوجية. قال تعالى: (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (الروم 21)
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |