|
مقالات ثوره الحسين .. دروس وعبر للشباب
جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة تنطوي ثورة الحسين (ع) على معان سامية وقيم رفيعه تتجلى ارقى صورها في ان ابطالها وحاملي لوائها اغلبهم من الشباب الذين سلكوا طريق ترسيخ الدين الاسلامي وتعزيز مبادئه واصوله . فلم تكن ثورة الحسين (ع) ثورة ضد الظلم فقط ,فأذا ما تمعنا فيها بعمق , لوجدناها ثورة للبناء وانشاء مجتمع اسلامي وجيل من الشباب هدفه أقامه حكومه اسلاميه تهتدي بخطى اهل البيت (ع) كون الحسين (ع) يمثل رمزا للوحده الاسلاميه بتفاق جميع المسلمين والمنصفين . ان المتتبع لثورة الحسين ,يتواصل الى نتيجه انها ثورة للتعبير والبناء الرصين , وكما حاملوا افكار التغيير جمع مبارك من الشباب , فقد استشهد خمسه وسبعون في العاشر من محرم ,كان منهم (55) خمسه وخمسون شابأ دون السن الثلاثين اي من شريحة الشباب وهذا يعني ان الشباب مثلوا 70% من المشاركين في الثورة كما قاد هذه الحركه الشبابيه علي ابن الحسين و تسلم الراية من بعده اخيه الامام السجاد بأكثر جديه وحركية , حيث ان اسلوب الحركه الشبابيه عند علي الاكبر يختلف عنها عند الامام السجاد في الشكل لكنها في كل الاحوال حركتان يكتمل احداهما الاخر في المضمون ,وتنتهي الى نجاح ديمومة ثورة الحسين (ع) من حيث ما تحمله من قيم ساميه الى وقتنا الحاضر . فاذا ما كانت مطامح انشاء جيل من الشباب يرفل بالنعم فان جل اماني ومطامح شاب كربلاء دحض الباطل واقامه دوله الحق وتطبيق فريضه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تمثل الشعار الذي رفعه الحسين بن علي (ع) . ففي العاشر من محرم اليوم الحاسم . كان الشاب من الانصار واحفاد ابي طالب يتسابقون على التضحيه من اجل اعلاء قيم الحق , فكلما كان علي الاكبر يتكلم بأسمهم ويعبر عما في نفوسهم وضمائرهم فكان اول شهيد من اولئك الشباب الابطال الذين اجتمعو تحت لواء واحد يحمل افكارأ واتجاهات مشتركه تصب في خانه انقاذ العباد من الظلاله وحيرة الجهالة . واذ يستذكر العالم الاسلامي ثورة الحسين المباركة ,لابد وان يستلهم شباب العراق من مبادئها وقيمها دروسا من خلاله : 1. ان الحركه الشبابيه في الامه متجسده في حركة علي الاكبر (ع) في القياده وقوة الاراده والهدفيه والامام علي السجاد (ع) في تربيه واعداد الشباب والحفاظ على المكتسبات وديمومة الحركة وفق اسس تنظيميه مدروسه, كلاهما جسدا نهج الامام الحسين (ع) فيا شباب العراق عليكم معرفة هذه المبادئ والتمسك بها والبحث عن كل جوانبها بما حمله من قيم عاليه وسلوك بناء رفيع وان الجهل بها يتتطلب منكم البحث عنها والسير على خطاها لانها تمثل المبادئ التي اختطتها وساره عليها الامام الحسين (ع) وصحبه الابرار. 2. في كربلاء كان حضور كبير للمراة الشابه من خلال سكينه ورقيه , سلوكهن درسأ يمكن ان تستفيد منه بناتنا لاسيما في تكامل العقيده والثبات على المبدأ والحجاب والشرف , لانرى هل يعمل بهذه القيم الان , فهذه دعوه لكن ايتها الشابات للتعلم من تلك البطلات . 3. المجالس الحسينيه تمثل تجمعا للشباب يمكن ان يفعل بالطريقة التي تجعله تجمعا ايمانيا ربانيا يؤسس لتجمعات خيريه تكون نواة لتجمع اسلامي بناء. 4. ان ثورة الحسين ثورة شبابيه متحركه مستلهمه من القران الكريم وسيرة الائمه الاطهار وافكارهم في الحركه والتأثير في كل زمان ومكان بعيدا عن الافكار الخاطئة والممارسات المنحرفة والبعيدة عن السنة النبويه الشريفه وان اي افكار حاولت تحريف ذالك كانت في غفلة ونتيجة ظروف طارئة تتناقض مع روح الحركه الشبابيه التي قادها علي الاكبر وبعده الامام السجاد (عليهما السلام ) والتي سارت وفق هدى القران وافكار العتره الطاهرة . 5. يعيش شباب الامه مشاكل بالغة التعقيد من خلال الغزو الثقافي والايباحيه المفرطة عبر الفضائيات والانترنت والتوجهات الفكرية الضارة ولغرض المحافظة على قيم ومبادئ ثورة الحسين (ع)على الشاباب ان يتمسك بثقافة الاسلام وخلقه ومبادئه وسلوك شباب ثورة الحسين . 6. ياشباب العراق عليكم في ظل تنامي المد الاسلامي وعودة الناس الى قواعد دينها بفضل الله الافادة القصوى من هذا التنامي وخاصتأ في ايام محرم التي تخشع فيها القلوب لله تعالى ويتنامى فيها حب الـ البيت الاطهار لكسب اكبر عدد من الشباب لتوسيع دائرة التغير والاصلاح . 7. ان الشعائر الحسينيه تمثل بركة الهية ومائدة فكريه للجميع, فعلى العلاماء والخطباء والمثقفين والراساليين والشباب الواعي الافادة القصوى من خلال اعطائها بعدها الالهي ومحتواها الرسالي وجعلها اقرب ما تكون الى الاهداف السامية التي اختطها السبط الشهيد عليه السلام في نهضته الربانية . 8. من اجل تحقيق اهداف النهضة الحسينية بعتبارها اهداف التطور والعصرنة وبأساليب تنضيمية تحافظ على الدين والتراث وبأجتهادات عصريه مرنة تساعدنا ان نتشاور ونتعاون مع شباب العالم بما يتعلق بحل مشاكل الامة وشبابها التي تشخص من خلال المؤتمرات والندوات العلميه والعمل على ايجاد الحلول لها من خلال التواصل والتشاور مع الحركات الشبابية والمختلفة مناطقيا ومع المثقفين والمتصدين لشؤون المجتمع ومع سائر الناس . 9. اعمال العقل والتشجيع على ممارسة التحليل العقلي اتجاه احداث انسانية كحادثة مقتل الحسين بن علي بن ابي طالب واهل بيته واصحابه التي يسعى البعض غير القليل الى تصويرها وكأنها شأن غير بشري تتجاوز في صورها الادراك الطبيعي للانسان . فالمساعي متنوعه ومتباينة في شرح وتحليل واقعه كربلاء ومن الخطورة بمكان ان يسعى البعض الى القاء الضوء عليها من خلال الثنائيات الدنية التي تقسم المجتمع الى حق مطلق وباطل . ان استذكارنا للثورة الحسينية العضيمة في هذه الايام الخوالد انما تجعلنا امام مسؤلية كبيرة امام شبابنا الذين ندعوهم الى الاقتداء بالمبادئ والقيم النبيلة التي انطوت عليها هذه الثورة الخالدة ولنجعل منها مناسبة نتوحد فيها على حب العراق وترسيخ القيم النبيلة وتعزيز النظام الديمقراطي الجديد الذي اول ما رسخه كفكر ديننا الحنيف .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |