|
مقالات لنعرف المراة
نضال العلوي المراة كالموج تعلو وتهبط في شخصيتها تبعا لظروفها النفسية وطريقة التعامل معها. فهي تعلو حتى تبلغ الذروة حينما تكون نفسيتها عالية لكنها سرعان ما تتغير فتهبط كما يهبط الموج. غير ان هذا الهبوط هبوط كاذب لانه ما ان يرتطم بالارتفاع تلقائيا. وحينما تكون امواج المراة في ذروتها تجد في نفسها الكثير من الحب الذي بامكانها ان تقدمه لكنها حينما تهبط تشعر بفراغ في باطنها لابد ان يملا بالحب. فحينما تسقط يحل وقت اهتزاز عواطفها ومشاعرها. وحينما تبلغ الذروة تحاول ان تتصدى لكل شعور سلبي او تسمح لمثل هذا الشعور بالاجتياز ثم تجربه خلال مرحلة الهبوط او السقوط. خلال فترة الهبوط تجد نفسها بحاجة للحديث عن مشاكلها وان يصغي الاخرون اليها ويدركونها. فتجربة الهبوط هذه اشبه بالسقوط في قعر بئر مظلم فحينما تسقط المراة في عمق بئرها فانها تشعر بواسطة حضورها الذهني في اللاشعور انها غارقة في الظلام وتبعثر افكارها وان كان من الممكن ان تنتابها بعض المشاعر غير المسموعة واللامفهومة. وقد ينتابها شعور بالياس والوحدة وعدم وجود من يحميها ويدافع عنها ولو شعرت ان هناك من يحبها ويتعاطف معها تبدا بالارتفاع التلقائي بنفس السرعة التي بدات فيها بالهبوط حتى تبلغ الذروة. وقابلية المراة على اعطاء الحب او اخذه هي في الحقيقة انعكاس لما تشعر به ازاء نفسها. وتعبر المراة طوال هبوطها ومن خلال ردة فعلها على انها حساسة جدا ومن الممكن ان تتعرض لاذى جاد وحقيقي وانها بحاجة الى حب اكثر لاسيما من قبل الزوج. فمن الضروري جدا ان يدرك زوجها حاجاتها ويتفاعل مع تلك الحاجات والطريقة التي تعرضها عليه ما لم تكن تلك الحاجات غير منطقية. وحينما يحب الرجل زوجته تمتلئ تلك الزوجة بالحب فتبدا بالتالق ويتوقع اغلب الازواج ان يكون ذلك التالق ابديا غير ان مثل هذا التوقع اشبه بان نتوقع من الجو ان يكون حسنا دائما والشمس مشرقة باستمرار. حينما يرى الرجل المراة على ما يرام يشعر بالسرور والنشوة لكنه يفقد هذا السرور ويشعر بالالم بمجرد ان تتغير حال المراة وتنتابها حالة الهبوط وما لا تريده المراة هو ان الا يقول لها احد في فترة هبوطها: لماذا هبطت؟ ما تحتاج اليه المراة هو ان يوجد من يشاطرها الامها ويصغي لكلماتها حينما تبدا خلال مرحلة الهبوط بالتحدث عن مشاكلها. وحتى حينما لا يدرك الرجل بشكل كامل لماذا تشعر المراة بالاظطراب والانفعال بامكانه ايضا ان يقدم لها حبه واهتمامه ودعمه. وقد يكون هبوط المراة عميقا جدا ويزداد عمقا حتى مع وجود تعاطف الرجل معها. ومن اجل الحيلولة دون ذلك فعلى الرجل ان يعلم بان المراة قد تزداد كابة في بعض الاحيان حتى مع وجود تعاطفه معها واهتمامه بها ولهذا على الرجل ان لايتوقع دائما من المراة ان تتحسن حالها مباشرة بعد تعاطفه معها وان لا يلح على هذا الامر كثيرا. وحينما تخرج المراة من البئر تعود الى حالتها الطبيعية من الحنان والحب والعاطفة وعادة ما لا يدرك الرجال هذه الحالة النفسية. فهم يتصورون بان ما كان يزعج المراة ويربكهاقد ارتفع فلابد ان تعود الى طبيعتها مباشرة ايضا. وهذا النوع من التصور تصور خاطئ اذ ان المراة قد تكون لازالت في مرحلة الهبوط ولم تبدا بعد بمرحلة الارتفاع لان ذلك بحاجة الة زمن طويل احيانا فلابد للرجل من ادراك هذه الحقيقة وان ياخذ بيد المراة من اجل اجتياز تلك الحالة لا ان يعبر عن تبرمه بها ويصب جام غضبه عليها لانها ليست كما ينبغي فهذا مما يزيد من كابة المراة ويشدد حالة الهبوط عندها.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |