مقالات

ايضا ... عن بعض البغداديات الجواهرية الراهنة  

 

رواء الجصاني

  .... ما زلنا في بغداد - دارة المجد - بعد ازيد من واحد وثلاثين عاما من الاغتراب والغربة ،وما برح الحديث والتوثيق الذى نُعنى به في هذا القسم الثاني من " البغداديات الجوهراية " قائماً،  وها نحن نرصد ، ونسجل  من جديد لقطات تحمل اكثر من مغزى  كما نظن ، وليس كل الظن اثمُ ، في عالم اليوم ، الملئ بالعجيب وبالغريب المتراكم ...

  ... نشهدُ حوارا بين جمع أليف ، ومن بينه :  مقدم عسكري ، باسل ، متقاعد برغمه ، وكادر سياسي سمير للنشاط الميداني ، و"بطران" مسرف في الاثارات  اللامتناهية ... الى جانب معنية  في العمل الجماهيري،  تركت السويد وترفها لتعاشر الاحياءالبغدادية الشعبية  ، واخر فاعل  في منظمة للأمل في عراق اليوم ، .. . ويحتدم النقاش حول السياسة والاقتصاد  والدين والثقافة ، ويكون الجواهري حاضرا : شعراً ، ورؤى ومواقف اباح بها ، ونشرها ،علنا قبل ازيد من ستين عاماً ، وما برحت نيّرة  كأنها بنت اليوم ، يستشهد بها ، ويدعو  لتبنيها العديد من الدينين والعلمانيين ومن بينهما من  "الوسطيين"  وغيرهم ... اما هو القائل :

 أنا العراق لساني قلبه ودمي فراته وكياني منه اشطارُ

  ... نزور- ومعي احد ابناء الجواهري - مديرية الاقامة لتمديد  فترة البقاء في بلاد "نا" عشرة ايام اخرى فيلتف حولنا ضباط شرطة ومراتب ، وليحتفوا بنا بما هو ميسور ، و ليسألوا عن بعض مقامات الشاعر والرمز الوطني  في براغ ، التي جئنا منها زائرين  ، وليتباهى امامنا  ضابط امن في العراق الجديد ، ببعض معلومات ، واعتزازٍ بصاحب " دجلة الخير"...

  ...نلتقي شاعراً ، صادق العطاء ، عاش سنوات شباب بهيجةٍ في براغ ، فراح وعلى مدى اربع  ساعات في ذكريات واستذكارات خاصة وعامة ، يطوفُ  الكثير منها ،ويحوفُ  حول جملة من الاستثنائيات الجواهرية الشعرية والاجتماعية  والغزلية و... تداعياتها ، وليوثق – صاحبنا- وهو شاهد عيان، كيف كان الشاعر العظيم صريحاً ومباشراً وجريئا في عشقه للحياة والجمال ، ودون مدى ، ولنستذكر سوية :

 لو قيلَ: كيف الحبُ ، قلت : بأن تُداء ولا تشافى

  .. نزج في "معمعان"  عائلي، جمع بين اباء وابناء وحتى احفاد ، فتتزايد تساؤلات وتمنيات لو يتحول منزل الجواهري- االاول والاخيرفي بغداد – الى متحف لاثاره ومنجزه الابداعي ، قبل ان يُزال شيوعُه ، ويضيع بين هذا وذاك ، وليُجهدَ ،ولربما بعد اكثر من الف عام تالية – كما هي حال  المتنبي الخالد – فيبحثُ لصاحب " دجلة الخير " عن مقام هنا اوهناك  ...

 ...نزور وزيرا ، لطيف السجية ، للمجاملة والتشاور في شأنٍ وظيفي ، ومعي  صديق ظافرٌ بالاخلاق ، واذ باكثرمن نصف وقت الزيارة ينقضي بالحديث عن بعض محطات الجواهري الستينية في اوربا ، وهو في المغترب االاضطراري ، وكيف كان الشبيبة والطلبة الكورد به ، ومن بينهم الوزير ذاته ، يحتفون بشاعر الامة العراقية  بكل محبة وتقدير ، وخاصة وهو صاحب العصماء الحديثة انذاك ونعني بها  ""قلبي لكردستان يهدى والفم  "" ذائعة الصيت ...

......وندعى لاحتفال الحزب العراقي الاعرق ، بمناسبة ذكرى تأسيسه السادسة والسبعين ،وحيث الاحباء والاصقاء " من قطعوا ومن وصلوا...." واذ بالعديد من  لافتات ، الاحتفال ، وكلماته ، تتباهى وتنقل هذا المقطع الشعري او ذاك من بعض قصائد الجواهري الوطنية والسياسية الاشهر ....  ثم نخرج سارحين في شارع السعدون الزاهر شيئا فشيئا ، لتطالعنا ، وليس بعيدا عن موقع ذلك الاحتفال الحافل  سوى بعشرات الامتار فقط ، وفي ساحة التحرير بالذات  ، حيث  وسط العاصمة  ، لوحة شامخة تحمل بعض  ابيات منتقاة من قصيدة " امنت بالحسين " االعينية المتفردة في تمجيد البطولة والتضحيات الاجل ، والهاتف مطلعها بشموخ :

  فداء لمثواكَ من مضجعِ ، تنورَ بالابلج الاروعِ

 ...وتقودنا صداقة جديدة لزيارة القائم باعمال رئيس تحرير الصحيفة العراقية الاولى ، فنتسامر  ونتحاور في رواهن متنوعة ... ثم ليدور الحديث ، وكالعادة في مثل تلكم المجالس الثقافية والاعلامية ، عن الجواهري ، ول "نتفاوض" حول امكانية المساهمة بكتابة دورية  او توثيق او تأرخة ، عن الشاعر وتراثه وارثه الثري ...

 ... اما عن حال واخبار " مركز الجواهري في براغ " ونشاطاته وظروف عمله المتاحة ، والممكنة ، وما الى ذلك من شؤون وشجون ... فلربما لا نبالغ في القول ان ذلك الامر كان دائم الحضور في مجمل اللقاءات ذات الصلة ، وعلى مدى  الايام العشرين التى تقضت ببغداد وكأنها سويعات فقط ... اما الملموس من كل ذلك  فهو مؤجل كما يبدو والى اشعار اخر ، لانشغال اولى الامر والنهي ، وهو ما ندعيه بالنيابة عنهم ...

  ....وهكذا اذن ، جهدنا ان ننقل بكل ايجاز ما نحسبه بعض حصاد عن محطات ابرز في بغداديات جواهرية انية ، نثق انها ذات اكثر من مدلول ومغزى... وللحديث تتمة كما يقولون   

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org