وقفات مع الشعر والشاعرية – 5 –
 

ضياء العابدي

أنطلقَ سيلُ الشعر في دمي، من تداخل الأشياء في ذهني وأنا أقفُ على ذلك الممر الطويل بين الناس والذاكرة، وبين العمر وحكايات الطفولة، تذوقتُه عبر عُزلتي الأولى التي رافقتني بها أسئلة خضراء رطبة حتى أثمرت القصيدة وطاح عذق اللون من آخرها،

حتى بدأتُ أكتب، وأشطب، وأُغيّر وأتذوّق، أُمارس الركض بين مساحات الكون والذهن والشِعر، وأتسع الخيال عبر أشكال، وحوارات وألوان مختلفة، كان الطفل الشاعر يجوبُ فيها بلاد البياض،

فأكتشفَ بعد كل هذا أن له أصابع تُجيد تحريك القلم والصمت على حوّاف هذه المساحة برؤية لم تكتمل أضلاعها بعد،

وأكتشفَ أيضاً أن على الشاعر ألاّ يسير خلف القصيدة العرجاء.

ليست لديَّ طقوسٌ مُعينة للكتابة وبعض الأشعار تسقط فجأة كمطر الخريف الذي لا تسبقه في كثير من الأحيان أية علامات.

 

في بنت الرافدينفي الويب