|
مقالات انجح ثم انجح...! .. " النجاح هو أفصح الخطباء"
د-مراد الصوادقي النجاح يعني تحقيق الإرادة وتألق الطموح، وهو الذي ينجب النجاح، ويكون بالعمل الجاد المكثف والمتفاعل. وتكاتف الناجحين وتفاعلهم يحمي المجتمعات البشرية من الضربات والغارات بأنواعها وقواها المتزايدة. والإقدام جوهر النجاح، والناجحون يضعون أساس العمران الحضاري بتفاني وثبات وإيمان بضرورة التفاعل الخلاق مع الأيام. ويبرمون العهد مع أنفسهم على تحقيق النجاح وسبر أغوار دروب الظفر، ولا يحسبون الفشل هزيمة، ويدركون أن التعرض لهم ولمشاريعهم نوع من التحدي، الذي يزيد من قدراتهم على الإبداع والتطور والنماء والتجدد الفكري والروحي والنفسي، فالتحدي يستنهض فيهم طاقات الصيرورة الأفضل. ولهذا فأنهم قادرون على إنجاب النجاح من رحم الفشل، ويحققونه لأنهم يحبون ما يقومون به ويؤمنون به بصدق وإخلاص مطلق، ولا تختلط عليهم المواقف والحالات، ويتعلمون كثيرا من تجاربهم ويحسبونها مدرسة للقوة والحكمة والرقاء. ويتحلون بالصبر والأمل والتفاؤل بالوصول إلى غاياتهم والإمساك بأمانيهم, فعجلات إصرارهم تقود مركبة نجاحهم وتقطع طريق الأحراش والعثرات بعنفوان العزم وأنوار البصيرة والإمكان. ويحاولون ويحاولون ولا يعرفون اليأس في لغتهم، وممنوع عليه زيارة خيالهم والاقتراب من أفكارهم وتدفق رغباتهم العارمة بالنجاح وطرد كل خوف وتردد وفتور . ومن مميزاتهم قدرتهم على التفاعل مع البشر بكل ما فيهم وعليهم وبجميع نواياهم وأضغاث أحلامهم. ولا يستسلمون أو يذعنون لعواصف البطلان والخذلان، بل يمسكون بلجام حصان الوثوب إلى سوح الغايات ويقفزون به موانع التصدي وخنادق المعوقات. ويعرفون أسرار الإمساك بعنق الفرص والدخول من الأبواب حال انفتاحها، لأنهم يدركون بأنها ستغلق بعد حين أو يدخلها غيرهم. ولا يمكن للناجحين أن يفقدوا حماستهم، بل يتواصلون في بذل أفضل ما عندهم من القدرات والأفكار لتعبيد الطرق المؤدية إلى قطف ثمار إرادتهم. وهم الأعرف بمعادلة النجاح الأرضي ويفهمون العناصر الداخلة فيها، ولهذا يمسكون بالنتائج المتمخضة عنها. وإذا وضعوا خطوة في غير موضعها يمتلكون القدرة على تصحيح مكانها وتحديد اتجاهها من جديد. والناجحون يجلبون القلق ويصنعون الأعداء، ويؤسسون لتفاعلات ضارة تهدف إلى النيل من إنجازاتهم، وإعاقة خطواتهم الماضية في سبل الصعود والجد والعمل. وأعداء النجاح يحسبون الناجح كالخطيئة التي تأكل أحشاءهم وتحطم وجودهم، وهذا يدفعهم إلى استخدام آليات أولية وعدوانية ضد الناجحين لكي يعززوا فشلهم وعجزهم فيحسبونه قانون الحياة الصحيح. فهؤلاء الأعداء يدينون بالكسل والاستسلام والخنوع والضياع والغباء. ويريدون للناجح أن يفقد طعم نجاحه ويسقط في حبائل الخسران، لكي يفرحوا ويأنسوا بحياة القاع وظلمات الجحور وزوايا البهتان. ومَن ينجح يجب أن يتوثب ويتمسك بعقيدة النجاح ولا يتنازل عنها، ولو اشتدت رياح العدوان وعواصفه من حوله ، بل عليه أن يجد ويجتهد ويحافظ على وضوح الغاية والهدف ، ويأبى أن يرى حدودا للصيرورة وبناء عمارة الأمل وصرح الطموحات. فالناجحون لا يمرون في الحياة كالأحطاب، بل يتفاعلون معها بكل أبعادها، ولا يمكنهم الركون للاندثار وقلة الحيلة. إنهم أصحاب عقول متوقدة ونفوس عالية وأرواح سامية، ولديهم قيم وأخلاق ومعايير تساهم في صناعة مسلة كينونتهم الكبرى. وبهم تتحقق الحياة وبغيرهم يتأكد الخراب. فلماذا نعادي الناجحين ولماذا نقف ضد أي مشروع ناجح فهل نحن حقا نعبر عن أنفسنا أم نؤكد إرادة غيرنا فينا؟!
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |