للزوجة حقوق كما لزوجها

 

دنيا رياض المدني

تسود حاليا مشكلة قد تكون صعبة في المجتمعات العربية والاسلامية، ألا وهي ازواج اليوم وتعاملهم الجاف والحاد وغير مرضي مع المراة جاعلين منها مجرد آله لخدمة الزوج ومستودع للانجاب، بالوقت الذي تحيط بالزوج الكثير من العوامل التي تسيطر على عقولهم وتؤثر بشكل مباشر وفعال لديهم، منها العادات والتقاليد السيئة والموروثة عشائرياً وأسرياً، وضعف ثقة الرجل بالمراة بنشأته الاحتماعية ومستوى تعليمة والحالة الاقتصادية له وبقية العوامل العديدة من ضغوط خارجية ونفسية التي تصب جميعها في القراءة الخاطئة للمعايير الدينية والانسانية .. وجميع هذه العوامل تؤدي بالتالي الى زرع ثغرة صغيرة في بداية الحياة الزوجية لا تلبث ان تتسع بمرور الزمن للتحول الى مشاكل قد تؤدي الى انحلال رباط الاسرة الحديثة بالكامل.

كلنا نعرف شباب اليوم بتسرعهم وغضبهم والركون الى خراجهم الخاص فقط وانعدام التروي والحكمة والتصرف السليم الموزون والاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة فيختلق الجدال والاستخفاف بين الطرفين (قال الامام الحسن بن علي العسكري (ع) لاتجادل فيذهب بهاءك ولا تمازح فيتجرأ عليك) .. وهنا يبدأ الصراع بين الرجل والمرأة ولكي يتسنى للرجل اثبات شخصيته، يجب تنفيذ جميع قراراته حتى ولو كانت خاظئة، وعدم عترافه بالخطأ ويمنع اي رأي للمراة من التنفيذ .. قال الامام الصادق (ع) "احب اخواني من اهدى الي عيوبي" لذا فالاعتراف بالخطا حالة صحية عند الانسان وقبول النصيحة تعتبر من درجات الايمان والاعتراف بالخطا فضيلة.

ولكوني شاركت في احدى دورات بنت الرافدين التثقيفية (وهذا ما افتخر به) وجدت الكثير من الرجال متمسكين بجميع عوامل التخلف المفسدة للحياة السعيدة، معتبرين طاعة المراة لهم امر مقدس لجميع الامور الحياتية دون الاخذ برأيها .. وهذا لا يعني ان الزوجة يجب ان تخالف زوجها ضمن ظوابط الشريعة الاسلامية السمحاء، وعليها طاعتة في ما يرضي الله من تعامل مطلوب .. فالمراة هي انسانه قبل ان تكون ربه منزل لها واجبات، لذا فمن الضروري مساهمتها في تطوير الاسرة ثم المجتمع عن طريق اشراكها مع الرجل في جميع مجالات الحياة، ومن الملاحظ ان التسلط الذكوري ازداد في الوقت الحاضر، وبدأ سحب الثقة المراة المتعلمة بنفسها ووجوب حل تلكم المشاكل قبل ان تتفاقم عن طريق نشر الوعي والثقافة الدينية والاجتماعية، من ندوات ودورات تثقيفية (كما يحصل حاليا) في منظمة بنت الرافدين وبشكل مكثف للمتزوجين بالخصوص ولبقية افراد المجتمع عموما للحفاظ على نشاة الاسرة الحديثة التي هي اساس المجتمع ذات الرباط المقدس (الا هو الزواج) .. وممارسة كل من الزوج والزوجة مفاهيم والحقوق والواجبات (وياحبذا ان تكون هناك دورة خاصة بهذا الموضوع) مما يسهل عملية البناء الصحيح بين الزوج والزوجة وكسر حاجز الصمت المقيت لدى المراة (الزوجة، الام، الابنه) من خلال رفضها للخضوع والخنوع والاستسلام للوسائل الخاطئة بغية تحقيق مجتمع عادل وبناء حياة سعيدة مرهفة.

 

في بنت الرافدينفي الويب