|
مقالات أشتات محمد علي الشبيبي للتذكير أعيد ماكتبته من مقدمة متواضعة عن ديوان الوالد (أنا والعذاب) حول القسم الأخير (أشتات) وقد جاء فيها: هي أبيات شعرية وقصائد قصيرة، فيها المراسلات، والعتاب، والمزاح، وطلب المساعدة ... ولا تخلو من حكم وعبر استخلصها الوالد من تجاربه وتجارب الآخرين الحياتية. وكذلك احتوت –أشتات- على أبوذية باللهجة العراقية كان الوالد بصوته الشجي ينشدها في خلواته أو إذا تألم أو ضويق لسبب ما. وهي تغطي فترة زمنية لكل العهود. وقد حاولت نشرها معتمدا على التسلسل الزمني لها وحسب تدوين الوالد. فهي تبدأ بأبياته حول المجالس (المجالس درس) ورغم أن الوالد لم يسجل تأريخها ولكن أستنتج من بعض كتاباته أنه كتبها وهو دون السادسة عشر من العمر. ومن بين هذه المجموعة توجد (الرباعيات) كما سماها الوالد، وسوف أنشرها بحلقة مستقلة. أشتات/1 ألمجالس درس أنبني أبي مرة لكثرة ترددي على المجالس الأدبية – وما أكثرها – آنذاك في النجف. وكانت تلك المجالس، ندوات ثقافية، ومعرفة. أنبني لأني أترك خدمته، وهو الملازم للبيت. كان بيدي كتاب عليه ورقة بيضاء فكتبت عليها عفوا لخاطر، وكنت في بداية الشباب.
إن المجـالس درس . . . . . . أولا
فـتفسـيـر درس وعدت بعد الغروب فوجدت الشيخ الجليل –شيخ عبد المحمد- المعروفة عائلته في النجف بـ (آل زاير دهام)، وقد أبدل شبابهم المثقفين هذا اللقب بـ (المخزومي) والدكتور مهدي المخزومي هو ابن أخ الشيخ. رفع رأسه مبتسماً بل ضاحكاً ضحكة هادئة، وقال: بكم تشتري علم أبيك؟؟ خجلت أول الأمر وأحرجت. لكنه أستمر، وقال الحق: إن المجالس درس، أنها مدرسة، أبوك، وأشار إليه، مشتبه كل الاشتباه. أنما عليك أن تصاحب الشباب النزيه وتصغي لمساجلات الفضلاء. *** * * * * * * * * * *** زواج اللذة تسلمت رسالة من أبي من العمارة، كانت عبارة عن ثورة عنيفة، بسبب ما يتحمل من مشاق خلال سفره من أجل كسب قوتنا. فقد كانت مدة سفره تتجاوز الستة أشهر، يجوب بها جنوب العراق. ويشتد به السخط فيتمنى : لو لم تكن!؟ وأجبته برسالة ضمنتها هذه الأبيات وكنت ما أزال في مطلع الشباب معمماً ولعل هذه الرسالة أحد الأسباب الموجبة لنفوري من حياة المعممين.
أوجـدتنـا شـرراً ومـا . . . . . .
أعـددت للإطفـاء ماء
*** * * * * * * * * * **** إهداء صورة
هيهات أنسى عهودي . . . . . . وأنت
نـايي وعـودي أبا سـليـم في الأربعينات حين اشتدت الحرب العالمية الثانية، وأخذت جيوش هتلر النازية تكتسح المدن، وتحتل المواقع الإستراتيجية، وتنهار أمامها الدول العظيمة كفرنسا وغيرها. كان الشباب الجاهل عندنا، الخالي من فهم أية نظرية علمية في الاجتماع والسياسة، قد انجرفوا بداعية النازية وهي تهرج وتلوح للشعوب الرازحة تحت نير الاستعمار الفرنسي والبريطاني وخصوصا الشعوب العربية، في قضية فلسطين من جهة وفي اضطهاد النازية لليهود من جهة ثانية. ان من أشهر هؤلاء، سيد محمد أبو مدار، وعبد المنعم العكام، ونعمة حنون، وتقي الكويتي، وعلي الجزائري، ولكن بينهم معلم أيضاً كبير السن ولكنه متعصب بشكل فضيع ومضحك هو عبد الغني الأنصاري. وكان الجميع يجاهرونه. كنا نكثر من الهزل ولم يكن بيننا عداء، على العكس كان بيننا مودة ولكن بعض الخبثاء لعب دوراً سيئاً. حين انتبهت السلطة إلى أن هنا من يحقد على الإنكليز، ويبجل الألمان. فقد قام بعض هؤلاء بوشاية على المحسوبين على الشيوعية، حسب ظنهم، بعد هذا تطور الحقد وتعددت الوشايات. فصدر فصل عدد من المعلمين من كلا الجانبين، وبالطبع شملني الفصل. إلا إن عبد الغني المجاهر لم يشمله. ربما كان السخف الذي يظهره ساتراً، وربما شيء آخر! أوصل إليه –عبد الغني- من جماعتنا الهزليين ذات مرة بيتاً من الشعر ونسبوه لي، وأنا لا علم لي. فهاجمني، لكني اعتذرت منه، وقلت له: سأقدم قصيدة في ذمهم ومدحك. فحضر في اليوم التالي إلى مدرستي. وأوصيت زملائي المعلمين أن يمسكوا به حين أصل إلى الهزل بشخصه. أثناء الإلقاء أرتاح كثيراً، فراح يشكرني ويستحسن ويستعيد، فلما وصلت إلى بعضها وهي صريحة في سخريتها، خرج عن وعيه وراح يطاردني.
أبـا سـليـم دم وعـش مهـنـا . . .
. . . ولـيعـش الهـاجي لكـم مُـعنـى ـــــــــــــ 1- المقوس من الكلمات هي ما وصفه بها بعض الذين ساجلوه من أولئك الشاعر هادي ملا محي الخفاجي بقوله: حمار لو تراه وقد علته . . . . . . خطوط الشيب قلت: مطي احتياطي والفنان الفكه عبد الوهاب شمسه بقوله: يا شاريا جحشا من وگفة الطَرشي . . . . . . لا تنس شايبنا عبد الغني القرشي التفر: عامية محرفة عن الثفر، وهو السير الذي يشد تحت ذيل الحمار في مؤخر السرج. 2- المگوار: أي –المقيار- وهي أداة من الخشب برأسها قير، يستعمل كسلاح يدوي. 3- بالصفوف: تورية عن كونه معلم *** * * * * * * * * * **** معـذرة*
أبـا رزاق مـعــذرة فـانـي . . . .
. . تجاوزت الحـدود من (الميانة) ـــــــــــ *- محمد جواد الحاج علي (أبو رزاق) بزاز من أصل نجفي (يسكن في الناصرية حينها/ ألناشر)، يحب الأدب والأدباء، ولذا كان رزقه شحيحاً! ذو أخلاق عالية. له علاقات وثيقة مع أدباء وشخصيات من النجف تعرفوا عليه فكان محله محل لقائهم. وقد كان له عليّ حساب بينما أنا بحاجة إلى أكساء العائلة، فأرسلت له في 16/10/1948 رسالة مع هذه الأبيات. إن قوافي هذه الأبيات بين عامية خالصة أو على قياسها.... ألميانه: كلمة بلهجة شعبية تعني إن العلاقة بين الصديقين متينة بحيث يأخذ ما يريد. السدانه: آنية من طين بحجم ألتنور البيتي تحفظ فيها الحبوب أو الطحين أو الملح، وهي إشارة إلى المثل الشعبي حالي حال السدانة بالماي. النجانه: الاجانة، أي ما يعجن به الطحين والمثل (خبزه تحت النجانه) كناية عن كل شيء له موفر. الخستخانه: المستشفى وهي محرفة عن كلمة أجنبية. *** * * * * * * * * * **** إلى عبد الوهاب الركابي في عام 1945 – 1946 كان مدير معارف لواء كربلاء*. وكانت إذ ذاك حركة الشباب مشبوبة النار مع الاستعمار والعهد الملكي. فكانت المظاهرات، والمعارضة في المجلس والجرائد. وفي النجف تمسك الشباب في ندرة الحاجات الضرورية، وتهاون الإدارة في توفيرها للمواطنين، بل هي شاركت في نهبها. منها ما خصص للمدرسين والمعلمين (قماش سرج انكليزي) لكل واحد –بدلة-. لكن القائم مقام إذ ذاك (توفيق حاج أعذار) حرمهم واكتفى بتوزيعه على المدرسين ومدراء المدارس الابتدائية فقط. وباع القائم مقام حصص المعلمين بواسطة سماسرة محتفين به. واختفت الطماطة من الأسواق، وحرمت الحديقة العامة من الماء تمهيدا لبيعها كأرض، واستغل –القائم مقام- عمال البلدية (الكناسون) للعمل في بناء بيت رئيس البلدية (احمد النجم). فكانت معركة نهارية،نجم عنها اعتقال جملة من الشباب، ولكنهم انتصروا أخيرا. وكان معاون شرطة النجف (عبد الرحمن دربندي) في مقدمة المطاردين للشباب يعاونه القائم مقام المذكور، وجروا أليهم مدير معارف لواء (محافظة) كربلاء -عبد الوهاب الركابي-، ورفعت التقارير السرية إلى الوزارة عنا. فصدر الأمر بفصلنا من الوظيفة لمدة ستة أشهر، امتدت إلى ثلاثة عشر شهرا، وشملت عددا من المتهمين بالنازية والشيوعية – الماركة المسجلة إذ ذاك- . كنت احد أولئك. وعدت بعد أن عادوا جميعا وبعد متاعب وتشدد. واخترت لواء المنتفك –في الناصرية-. وفي هذا العام جيء بالركابي مدير لمعارفها فإذا به يعمل على حرماني من الترقية بل ويحرض على فصلي. وهذا ما سأفصله في (ذكريات معلم) وقد ألح علي صديق محترم قبل أن يعمل ضدي أن اكتب إليه. فكتبت بعض الأبيات ، ورغم انه أعلن سيكون نصيري الأول عمل جهده على حرماني من الترقية ومحاولة فصلي ثانية.
أُؤَمل فـيـك الأمن والـنفـع
والـخيـرا . . . . . . فـأنت أبـا إقـبـال في وضـعنـا أدرى ــــــــــ *- كانت النجف في تلك السنوات قضاء تابع للواء (محافظة) كربلاء./الناشر ** * * * * * * * * * **** عش مهنا من النجف أرسل إليّ ابني همام وكان في العطلة الصيفية (1953) يقيم عند جده "أبي" وعمره آنذاك 12 عاما، بطاقة معايدة. يتصدرها هذا البيت: عش مهنا فكل يوم يمر . . . . . . لك عيد وللحواسد نحر فأجبته عليها: أيَ عيـدٍ!
كيف يا ابني وفي الـوجـود عتاة . .
. . . . ظلمـونـا وظـلـمهـم مسـتمـر لا تلـمني إلى سكرتير جمعية المعلمين مفتش المعارف ( عيسى الساجر ) في الناصرية! وصل الناصرية موظف كمفتش للمدارس الابتدائية. زار المدرسة التي أنا فيها. وبعد تفتيش الصفوف اختلى بي. وأخذ يحدثني أن للأستاذ محمد حسين الشبيبي عليه فضل وهو الذي عمل على تعيينه بالتفتيش. ووجدتك وأنا مستعد لمساعدتك. شكرته. وصادف أن دورة انتخابية لجمعية المعلمين قد حانت. فأرسل إلي بطلب يحثني على أن أرشح نفسي. فكتبت هذه الأبيات معتذرا عن ذلك. ذلك لأن وجودي في هيئة إدارية في مثل ظروف العهد الملكي مع (البهلوانية) الذين يحتلون الجمعية دائما لا لخدمة المعلمين بل لمصالحهم الخاصة. وحضرته لا يختلف عنهم:
لا تـلـمني فـأنـني مـلسـوع . . .
. . . وبقلبي من الـزمان صـدوع سلـوا جيبي نشرت إحدى المجلات المصرية هذه الأبيات هازلة ومعارضة لقصيدة أمير الشعراء، أحمد شوقي –سلوا قلبي- التي غنتها أم كلثوم. وأقامت ذات مرة مدرسة الملك فيصل الأول الابتدائية في الناصرية حفلة ساهرة فأعددت لها القصيدة نفسها مع زيادة بالمناسبة وإبدال بعض الكلمات المناسبة لمحيط "الناصرية" مثل "زوري" و"راشي" وتعرضت أبياتي لحادث تأميم النفط في إيران والقنال في مصر. والأبيات الأولى في القصيدة والمحصورة بين قوسين مأخوذة من المجلة المصرية.
(سـلـوا جـيبي غـداة خـلا وذابـا .
. . . . . لعـل على الـفـلـوس لـه عتـابـا 2- إلى هنا انتهى مانشرته المجلة المصرية. 3- تشرشل: رئيس وزراء بريطانيا. 4- إشارة إلى المثل العامي "إذا الماءي يروب ....." أي يصير خاثراً كاللبن. * * * * * * * * * * **** تحليل الشخصية! كتاب أو كراس مؤلفه –عبد الرزاق الشيخلي- عام 1955. كان يواجه الأدباء ورجال الدين والدوائر، ويهدي لهم نسخا من الطبعة الجاهزة. ويطلب منهم أن يقرضوا إنتاجه بأبيات من الشعر، أو كلمة نثر مناسبة. وجاء إلي يوماً، مذ كنت في الناصرية، وألحّ عليّ أن يقرأ –كفي- وان أقرض كراسه –وعرض علي ما قيل فيه- من كلمات الثناء، نظماً أو نثراً. فوعدته بذلك. حين قرأ كفي قال: أترك الصراحة، وجامل –إن لم تنافق-! وتجنب حتى النصح، فان أحسانك ينقلب عليك شراً. سوف لن تنال في حياتك راحة، أو تملّك لبيت. ولكنك بنفس الوقت –محبوب- حتى لدى من يشتمك!؟ وقرضت كتابه بهذه الأبيات:
صفني. فقـد صـدقت في وصفي . . . .
. . أستجليت ما في النفس من كَفي إلى أبي عماد "مظهر اطيمش"* في بداية انتقالي إلى كربلاء في العام الدراسي 1955، مرضت مرضاً أقعدني حتى دخلت مستشفى للمعارف في بغداد، وكنت بحاجة إلى مبلغ بينما لا علاقة لي بأحد. فكتبت إليه لأني أعرفه وقريبي بنفس الوقت كما انه سبق وأبدى لي استعداده للمساعدة :
أنـقــذ أخــاك فـأنـه . . . . . .
يـشـكو من الإفـلاس قسـوة فردّ علي بأبيات مصحوبة بدينار واحد ، أعدته إليه في الحال؟! وعلم منه بالحال مدير إعدادية كربلاء الأستاذ حسن الفلوجي –الحلي- فزارني مع مدير المعارف ورئيس الصحة، الذي فحصني وقرر تزويدي بكتاب إلى مديرية مستشفى صحة الطلاب. كذلك دس إلي الفلوجي بظرف يحتوي 15 دينار من جمعية المعلمين –كان رئيسها- وسافرت إلى بغداد حيث دخلت المستشفى للتداوي مدة 15 يوم.
أأبا كفـاح إن خـلـت . . . . . .
كفـاك من غُنم وثـروة ـــــــــ *- وقد توفى بسبب إصابته بتشمع الكبد الذي هو نتيجة إدمانه لشرب الخمرة. ولم يكن يصغي لنصح ولوم. *** * * * * * * * * * **** ألـولاء والمحبة سبق لي أن تعرفت على المعلم الشاعر الشيخ محمد القريني في بداية تعييني معلما وتعيينه عام 1934 وحين نقلت إلى كربلاء عام 1955 التقيت به فقدم لي ديوان شعره الموسوم – تغاريد الحياة – للاطلاع عليه وإعادته إليه إذ ليس لديه نسخة يهديها لي. ومن سوء الصدف إني مرضت وأرسلت إلى مستشفى صحة الطلاب – المديرية – في بغداد. ولم اقرأ منه إلا عدة قصائد، بعد أن تصفحته. وحين عدت من بغداد أرسل إليّ يطلبه فأعدته إليه. ودهشت حين جاءني صديقه معاون إدارة مدرستي المرحوم عبد الحميد شريف، يقول عن لسانه: انه كان قد نسي بين طيات الديوان ورقة نقدية من فئة خمسة دنانير. غاضني هذا الادعاء الذي هو في الواقع اتهام لي بالسرقة؟!! فأرسلت إليه في 1/1/1956 هذه القطعة:
قـرأت شـعـرك لـكـن . . . . . .
أصبـت مـنـه بنـكـبـه وأجاب هو معتذراً:
بـأي لســان أم بـأي عـبـــارة . .
. . . . أقـدم للأخ الـعطـوف مـعـاذيـري *** * * * * * * * * * **** رسالة مفلس إلى صديق!
أصاب الجيب يا ابن ألأكرمينـا . .
. . . . فـراغ طيـر الـعقـل الـرزيـنـا ــــــ 1- جُعيفر أو جعفر: مصطلح شعبي عند النجفيين يقصدون به الأفلاس. مگوطر: بالكاف الفرسية، عامية معناها الأستعداد للرحيل. *** * * * * * * * * * **** نبذة مختصرة عن حياة الشهيد حميد شلتاغ* حميد شلتاغ حالوب ولد في العمارة عام 1924 وهجرها منذ الصغر إلى بغداد، مع والدته وأخويه موسى وعلوان، حيث أكمل دراسته الأعدادية ..... ومن ثم الجامعية عام 1954. انتمى للحزب الشيوعي منذ شبابه وشارك الشعب العراقي نضالاته البطولية التي كان الحزب لولبها ومحركها. كان مؤمناً بقوة وإرادة شعبنا وانتصاره. اعتقل وسجن لمرات عديدة في الستينات والسبعينات. وخلال اعتقاله في الستينات والسبعينات تعرض لأشرس تعذيب على أيدي أزلام النظام الصدامي الدكتاتوري الفاشي، ولم تنكسر شوكته وبقي أميناً على مبادئه ورفاقه وصان حزبه ... ورغم اشتداد الهجمة الشرسة على الحزب (في أواخر السبعينات) والتي تعرض لها أيضاً رفض مغادرة الوطن مؤمناً بحتمية انتصار الشعب على الفاشست. فبعد عدة أستدعاءات واعتقالات لم تمهله السلطة الفاشية سوى أشهر لتعود وتعتقله لآخر مرة في آب 1980 مع زوجته الوفية بدرية داخل علاوي (أم ماجد)، والتي وقفت بشجاعة بوجه الفاشست وهي أم لتسعة أطفال، كما أعتقل أبنه عبد الكريم في نفس الوقت واختفى أثرهم من ذلك الحين... وبعد السقوط عثرت عائلته على وثائق أحالتهم إلى محكمة الثورة السيئة الصيت وموقعة بأسم الدكتاتور صدام شخصياً بتهمة محاولة قلب نظام الحكم كما وجدت عائلته قرار إعدامهم عام 1983 شنقاً حتى الموت موقع باسم المجرم عواد البندر ... وللأسف لم تعثر العائلة على أثر لشهدائها بين المقابر الجماعية المكتشفة لحد الآن. وهم ينتظرون كبقية عوائل الشهداء أن يتكرم عليهم العهد الجديد في إقامة نصب تذكاري يخلد تضحية الشهداء ويكون مزاراً رمزياً يعوضهم عن زيارة مقابر ذويهم الشهداء. / الناشر. بين مخطوطات والدي الشعرية وجدت قصيدة (دعابة سجين) كتبها الوالد بعد خروجه من السجن بأقل من ثلاثة أشهر، أي نهاية صيف 1965. القصيدة مهداة لحميد شلتاغ وهي لا تخلو من دعابة ومزاح وتصوير لبعض جوانب الحياة الاجتماعية في السجن. وكتب الوالد في مقدمة القصيدة ما يلي: إلى زميلي في سجن الحلة حميد شلتاغ 07/10/1965 حميد شلتاغ أحد زملائي في سجن الحلة في غرفة رقم 6 وكان مسؤولها، وهو ملاح جوي، ظريف، ومرح، وجدي بنفس الوقت. كان مسؤول إدارة عمل الشاي وتصريفه على زملائه السجناء. وقد بعثت له هذه الأبيات إلى سجن الحلة بعد خروجي من السجن. دعابة سجين
حـمـيـد يـا ابـن شـلـتـاغ . . . .
. . شـقـيق الـشـمـس والـبدر ــــــــــ *- شكراً للأستاذ د. وليد شلتاغ بتزويدي بالمعلومات والصورة عن والده الشهيد حميد شلتاغ. (ألناشر) 1- الكتالي جمع كتلي وهو آنية يغلى فيه الشاي. 2- حذفت بعض الأبيات لخصوصيتها. / الناشر. 3- ما ذكر من أكلات، إشارة إلى ما كان يقوم به زميل محترم حين أممنا جميع ما يردنا من أهلينا ليكون لمصلحة الجميع وفينا من لا يستطع أهلوهم الوصول إليهم لفقرهم أو لبعدهم لكونهم من البصرة أو شمال العراق، حيث أخفى هذا الزميل المحترم ما لديه من الأكلات المذكورة ضانا بها. وكان يستعملها في فترات خلو الغرفة من زملائه. فحاسبه حميد حسابا يتناسب مع مكانة الزميل، الذي أصر على نهجه. *** * * * * * * * * * **** هـدايا!
هـدايـاك وما أروع . . . . . . يـا
سُـهلُ هـداياك* ــــــــــــ *- هذه رسالة بتأريخ (05/07/1967) إلى سهيلة زوجة ولدي همام، كانت علاقتها بنا قبل الزواج، وقد أرسلت بعض الهدايا إلى بعض أخوات زوجها، فداعبتها بهذه الأبيات. 1- قيس، كناية عن ولدي همام وكانت خطيبته وكان يحبها حبا جما بينما حالت الظروف دون انجاز عملية الخطوبة والزواج في حينها. *** * * * * * * * * * **** أستفتاء أرسل إلي الصديق السيد مهدي –أبو لميس- الموظف الصحي في مستوصف العلاج الطبيعي في كربلاء، بعد ما نقل إلى بلده –الكوت- استفتاء من صديق له أسمه (جعفر حسون) هذه الأبيات:
هو الشعر قد أضنى فؤادي وعقني . .
. . . . وخـلّـف ما بيـن الـضلـوع نـدوبـا
الاثنين 30/01/1984
أرى الشعر لن ينقاد طوعا لخائف . .
. . . . إذا هـاج كالبحر الخضم غضـوبـا *** * * * * * * * * * **** هـدية!
أهـدى أبـو اشـرف عكازة . . . . .
. لعمه فـاستـوجب الشـكـرا* *- سافر صهري –أبو أشرف- إلى السودان في مهمة رسمية، وجاء إلي بعصا جميلة ورائعة ذات لونين، لون بني وآخر أصفر يمثل أفعى ملتفة على العصا لهذا اعتقدت أنها من صنع مصري . وعصا النبي موسى (ع) ومعجزته التي انقلبت إلى أفعى أفسدت ما ألقى السحرة من حبال. لكنه قال: أنها تركية الصنع، بعد أن قرأ أبيات الشكر 16/07/1986. *** * * * * * * * * * **** إلى الصديق حسن عبد الأمير- أبو دكه- بمناسبة لوم وتقريع وكأني أنزلت به كارثة عظمى. ذلك إني استعرت منه كتاب –العقد المفصل- وكان من عادتي أن أعلق على ما استحسن أو ما أجده شاذا –الواقع إني أخطأت- ومن حق صاحبه أن ينفعل. لكن تلك العادة قلدتها عن كثير من الفضلاء القدامى، إذ كانوا يعلقون –شعرا ونثرا- وهم كثيرون. فلما أعدت الكتاب قابلني بثورة عنيفة. قاطعته على أثرها مدة طويلة. ونظمت هذه الأبيات معتذرا ثم عدلت لانفعالي الشديد لألفاظه النابية التي سمعتها منه.
قد اعتراك السَـخطُ . . . . . . مذ
لاح مني الغَلـطُ 1- السيد حيدر الحلي مؤلف كتاب العقد المفصل 2- إشارة إلى القصيدة الدعدية أو القصيدة اليتيمة المشهورة. *** * * * * * * * * * **** هذه الأبيات أرسلها والدي لشقيقتي الكبرى أحلام، ولم تكن موجودة ضمن مخطوطات الوالد/ الناشر أحلام
أحلامُ. يا رمزَ البـراءةِ . . . .
. . بنتَ والـدهـا (علي) *** * * * * * * * * * **** أهدى الوالد صورته إلى شقيقتي أحلام وكتب خلف الصورة العبارة التالية: ( للذكرى! ) خاطرة جاءت بعد أن اشتدت عليّ بعض الأمراض وأخذت آخر تصوير لي في أستوديو –حياتنا –
للذكـرى! علي الشبيبي كربلاء 02/12/1988
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |