|
مقالات أطفال حي التنك بين الفقر والإرهاب في العراق
معتز الراوي/ رئيس منتدى الطفل العراقي نينوى
منذ عام2003 ونحن نسمع كثير من الصحف الموالية للامبريالية الصهيونية الانكلوايرانية عن أخطاء الحكم السابق وأصبح شماعة لكل هؤلاء الأحزاب والكيانات والمليشيات الكردية على انه كان نظام متعسف ولكن ماذا بعد الاحتلال ماذا صنعت الحكومات المتوالية للشعب العراقي وبالذات للأطفال الصغار الأيتام والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم هل أنقذتهم على حد قولهم من العذاب السابق هل بنت لهم دور سكنية ومدارس ومستشفيات وأماكن ترفيهية وسياحية ورياضية الحديث يطول ويطول اذ ما أردنا أن نتكلم عما جرى للأطفال بعد الاحتلال ولكن يجب أن نبين صورة الفقر والخوف المتزايد في بعض الإحياء السياحية العراقية مثل حي التنك السياحي في مدينة الموصل وحي التنك في شمالي العاصمة بغداد وفي البصرة وكركوك والرمادي وأصبحت هذه الإحياء منتشرة وبكثرة في كافة أرجاء العراق في بلد الأربعين مليون نخلة ثاني اكبر بلد في العالم لإنتاج التمور وبأنواعها وأسمائها وبلد البترول بلد الموارد البشرية والمائية والزراعية وبلد الأمن والأمان والثقافة والمعرفة كل ذالك من انعم الله على العراق كل ذلك قضي علية بالخيانة واحتلال العراق حيث أدت أيدي المحتلين غالى دماره وتفككه ونهب خيراته وثرواته وآثاره والعمل على تدمير وإزالة الآثار العريقة مما أدت تلك الأمور غالى صنع الفقر والخوف بقدوم الإرهاب للعراق وانتشاره وزرع الفتنة والتفرقة بين أطياف الشعب العراقي والتي راح ضحيتها الأطفال والنساء وكل الشعب أصابه الحزن والكدر والمأساة بيوت جديدة أسست بعد الاحتلال من صفائح التنك وعلى مرأى الصحافة وبعلم الحكومة الأمريكية العراقية والكردية وبشكل علني أصبحت تلك الإحياء تصور ويكتب عنها في الفضائيات وبدون خجل للحكومة ترى عدد الأحياء تكثر وعدد الأطفال يزداد وأمورهم تتراجع وفقرهم يكبر يوم بعد يوم اين ترى تلك الأحياء في نظرك هل هي قرب المنطقة الخضراء أم قرب الجسور أو في أحياء بغداد الراقية إنها موجودة فعلا في العراق ولكن قرب المزابل والقمامات وقرب معامل الطابق الآجر والاسمنت وفي المناطق الملوثة صناعيا التي ترمى فيها النفايات وفضلات المعامل والبلديات ترها عبارة عن صفائح مملوءة بالتراب أو الطين وأسقفها من سعف النخيل آو الأشجار التي لأتقيهم المطر ولا حر الشمس المحرقة فالفضاء المكشوف سوط مضاف لسياط المناخ وبقية سياط الطبيعة الأخرى ترى الدخان يتصاعد من احتراق المواد الكيمائية والبلاستكية والغازات المنتشرة من التعفن والتفسخ للأطعمة والحوم والدواب وكثير ما يشاهد أيضا جثث للمواطنين العرقيين يقتلون من قبل المليشيات المتنوعة والمسلحين بأنواعهم وتسمياتهم ومن قبل الأمريكان الإمراض كثيرة ومتنوعة والفقر كبير وقاتل لإماء صالح ولا صرف صحي ولا كهرباء ولا دواء لا تعليم ولا ثقافة الهم الوحيد لقمة العيش من اجل ديمومة الحياة الصبر والفقر الجوع والمرض تفشي الأمية والانحلال الأسري تكوين العصابات وبيع أجساد البنات واغتصاب الأولاد كلها صور حية في عراق ما بعد الاحتلال ومن اجل الفقر باعتباره السبب الرئيسي لمعناه الأطفال وعوائلهم وباعتماد تعريفه باعتباره النقص في إشباع الحاجات الأساسية لمكونات كثير من العوائل العراقية لأزماتها السكنية حيث لجأت أكثر العوائل الفقيرة إلى هذه المناطق بسبب التهجير والقتل والنزوح والخوف من السجن والتفجيرات التي لا يعرف المواطن في أي وقت ومكان او شارع يتعرض لمفخخة أو عبوة ناسفة أو انتحاري أو دهس وقتل من قبل قوات الاحتلال أو الشرطة والجيش الحكومي أومن البيشمركة أومن فيالق القدس وبدر الإيرانية أومن قبل المسلحين واللصوص لان هذه المدن العراقية أصبحت ساحات تمارس فيها الإرهاب وجوده ويفرض قوانينه لم يحصل الفقراء من الأطفال على قوتهم اليومي إلا بشق الأنفس فهم يبحثون وسط المزابل عن لقمة عيشهم إما مواد يجمعونها ثم يبيعونها أو ملابس رثة يرتدونها أو بعض المواد والأثاث المنزلية للاستفادة منها في خيمهم وكوخهم أو صريفتهم حيث كون أهالي تلك المناطق العشوائية كيانات للمحافظة على سلامة أطفالهم ونسائهم ومن جراء ذلك الفقر قد ينخرط بعض المراهقين مع جماعات مسلحة ينفذون عمليات إرهابية مقابل بعض الدولارات وهذه المناطق أصبحت تفرخ الإرهاب وترعاه وتصدره وتستورده وتحميه وتحتمي به. هذه المناطق النائية استوطنتها العوائل المشردة والنازحون من أصقاع الأرض العراقية، تقوم مستوطنة النفايات، أو وادي القمامة،وقرية المزابل بدأ بؤرة صغيرة في السنوات الأخيرة من القرن الماضي مع اشتداد ألازمة الاقتصادية العراقية من جراء احتلال العراق،حيث راحت الشاحنات التي تنقل القمامة من المدينة و ثم من بقية أحياء و أحياء في العاصمة والمحافظات كل في مكانه تباعا و تلقي بها في هذه المساحة ويتم حرقها بطريقة بدائية ثم استعيض عن حرقها بتركها لملتقطيها ومغربليها من الأطفال والمراهقين والنساء جامعي النفايات الصالحة للتدوير وقلنا إن ضغوط الفقر والحاجة إلى هذا النوع من العمل من الأطفال والنساء والمراهقين كانوا يأتون منذ الصباح الباكر وينتظرون وصول ناقلات القمامة من الشاحنات القلابية والشاحنات المكبسية التي صارت تتقدم إلى هذه المناطق النائية بسبب الفقر والمجاعة والضرورة والحاجة لهؤلاء العوائل فهم بدأوا يقضون وقتا أطول فيها لجمع الأغراض التي يتعاملون بها وفرزها ومن ثم نقلها إلى مصادر التصريف والبيع، وما لبث الوضع أن تغير فقد صار متعهدو البيع يأتون إلى هذه المستوطنة لشراء المقسوم مما يتعاملون به، وبذلك أصبحت مبررات الاستيطان متعددة وحتمية،وتعددت ضرورات الإقامة فيها، واماكانية تهيئتها للإقامة،فعمد جامعوا القمامة إلى إحضار عوائلهم وبناء تلك الأقفاص الطينية من اللبن والصفيح والأواني البلاستيكية وسقوف الجنفاص والمشمع والنايلون وعمدان الأشجار وسعف النخيل وأبدان السيارات المستهلكة وكل ما يمكن أن يكون جدارا أو سقفا وهكذا نشأت نواة قرية المزابل -carbige village التي استمرت تنمو وتتسع وهي تضع قوانين وجودها وحياتها وأعرافها وطريقة عيشها،وتسكنها اليوم أكثر من ثلاثمائة عائلة. وماعدا العوائل وأولادهم فان هذه المهنة أصبحت للأطفال الذين يعيشون في الشوارع الأطفال الذين تركوا أهلهم وسكنوا في الشوارع أو الفنادق أو دور الإيواء أو الأماكن المهجورة أطفال الملاجئ أو دور الأيتام المعرضون لخطر أن يصبحوا بلا مأوى و الأطفال الذين تكون علاقاتهم بأسرهم ضعيفة وتضطرهم الظروف الى قضاء ليال خارج المنزل والعمل لجلب المال لعائلته من المعروف أن المجتمع العراقي حافظ لمدد طويلة على مستويات عالية من القيم التي منشأ بعضها ديني ومنشأ بعضها الآخر اجتماعي عرفي يرتبط بالتكوين العشائري للمجتمع، ومن هنا فقد كانت ظاهرة عمل أطفال القمامة موجودة في نطاق ضيق حتى ربع القرن الأخير أسهمت هذه العوامل مجتمعة في دفع الأسر العراقية إلى القبول بأوضاع جديدة لم تكن لتقبل بها في الظروف الاعتيادية، فمثلاً صار لزاماً على الابن الأكبر أو الأبناء الكبار الذكور ترك مدارسهم والبحث عن عمل لإعالة عوائلهم، وتعدى الأمر الذكور إلى الإناث في العوائل التي ليس لديها أبناء ذكور كبار أو ليس لديها أبناء ذكور مطلقاً، فصار توفير لقمة العيش هو الأولوية الأولى لكل عائلة وهنا حصلت الخلخلة ألقيمي الأخطار الاجتماعية والثقافية للتسول والتشرد للكل ظاهرة اجتماعية امتدادات مستقبلية تمثل نتائج نمو وتطور تلك الظاهرة وسط ظروف مؤاتية أو غير مؤاتية بحسب الحالة لذلك على المنظمات الإنسانية والإعلام والصحافة مطالبة الحكومة بإجراء حل سريع لإعادة الأطفال إلى مدارسهم وبناء مساكن صحية متوفر فيها عوامل الصحة والعيش المرموق العادي الذي يطمح أن يكون الطفل والعائلة مثل اقرأنهم العراقيين عمل البرنامج حصصاً في التدريب المهني وفي تعليم القراءة والكتاب وساعده العوائل الفقيرة وجعل لهم رواتب إعالة اجتماعية البحوث تحاول ان تنشط ادوار المؤسسات التي ينبغي أن تضطلع بادوار اكبر في هذا المجال كوزارات العدل والداخلية والتربية والصحة والوقفين الشيعي والسني ومراكز البحوث والجامعات ومنظمات المجتمع المدني وغيرها لان من شأن تضامن كل هذه الجهات على معالجة ظاهرة أطفال القمامة أن تثمر نتائج واضحة في زمن اقصر، مما تظهر آثاراً ايجـابية واضحة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي للبلد و لكن من يسمع هذا الصوت وهذا النداء ليكون هؤلاء الأطفال وعوائلهم بذرة صحيحة ولتربي أجيال جديدة في حياة راقية غير مهمشة وصحية وثقافية وعاملة لخدمة العراق .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |