الكهولة

 

دنيا الحداد/ بابل

بسم الله الرحمن الرحيم

"قال رب اني وهن العظم مني واشتعل الراس شيبا ولم اكن بدعائك رب شقيا"

صدق الله العلي العظيم

شجرة مثمرة من العطاء المتواصل ذات الجذور القوية والاغصان المتفرعة الطويلة والاوراق الخضراء اتعبتها السنين نتيجة العطاء المتواصل دون توقف او استراحة قصيرة ولو للحظة واحدة من رحلة العمر كبرت فتناثرت اوراقها وخوت اغصانها ونحلت جذورها فاصبحت لالون ولاطعم ولارائحة ولامنظر براق.

الكهولة هي فترة من حياة الانسان تبدا بعد مرحلة النضوج وتنتهي بعد مرحلة الشيخوخة وتمتد هذه الفترة.

عادة في البلدان المتقدمة من سن "الاربعين" حتى سن "الخامسة والستين".

اما في الشرق العربي تبدا بعد "الثلاثين" وتنتهي بعد سن "الخمسين" وعلى الرغم من ذلك لايلاحظ اي تغير في الممارسة السلوكية البدنية للشخص في اي من هذه الفترات وان الفرق بين سن الطفولة وسن الكهولة هو ان دائرة العمر تبدا من نقطة ومن ثم بعد دورانها في سنوات طويلة يعود المرء الى نفس النقطة التي بدا منها كطفل نعم انه عمر الانسان عندما يتقدم وهو يصارع معترك الحياة بكل مايملك من انياب كي يبقى له تاريخ عريق تتناقله الاجيال جيل بعد جيل وترسم له خارطة الطريق الممتلئ بالنور والايمان وحب الله.

فالننتبه اثناء سيرنا في دروب الحياة وسط زحام المشاكل الى تللك الشجرة العظيمة التي انها وان وهنت وضعفت فهي مازالت معطاء بتجربتها للحياة ومازلنا ناخذ من عطاءها انها وان توقفت فهي تعطي ذلك الظل الكبير الذي نستفيء تحته وهي تردد لحنا.

ياليت الشباب يعود يوما

                         لاخبره مافعل المشيب