|
مقالات تراتيل من أعماق الروح
عقيلة آل حريز هل لنا أن نحكي رؤيانا فنندفع بها لخارج حدود الصمت .. قد تتضح الأشياء فينا، حين يكون القلب متسع للبوح وطريق للإفاضة .. ففي التراتيل نحمل (أسفارنا) نعبئ فيها آدميتنا وننحني للخالق نبحث عن قرارنا في اختصار ذكر بتلبية وتكبير .. نقف عند مفترق المشاعرنؤدي نسكنا حيث لا شيء هنا غير بضعة أنفاس نرددها لنجد أنفسنا في فراغ الكون .. نملأه بالصلوات والحمد والتسبيح فنبقى على صلة باليقين . هنا حيث تذوب الماديات تماماً .. لا نجد ما يقيد الأشياء فينا .. لا شيء يجعلنا نشتاق للخارج حيث تفقد الأشياء أهميتها وتبقى صلاة الروح ترف على خواطرنا تترى بينما صوت الداخل يقف صمتاً يتوسلنا أن نكمل تلاوة الحمد ففيها اغتسال نراوحه كلما أوغلنا عمقاً في التلاوة . نكرر لفظ التلبية ألف مرة، وندخل في سكون مع الذات .. سكون نهرع إليه ويلحقنا بالتأمل ويكسونا بالوقار وإعادة التفكير بأشياء كثيرة تحدث حولنا لا نملك فيها غير مواصلة التسبيح والدعاء . نقص رؤيانا على أنفسنا فنصغي لها .. كم هو لذيذ هذا الإحساس الذي يداهمنا في العبادة يغرقنا في تفاصيله من خلال رحلة روحية تمنحنا فرصة التعرف على أنفسنا وسط سلالات البشر بكل أطيافهم ومراقبة الأشياء من الداخل كما الخارج . تنتهي الرحلة سريعاً ونعود أدراجنا، لآدميتنا التي تركناها على جانب الطريق وانحدرنا جموعاً وأفراداً وأتينا مسرعين على كل ضامر، ومن كل فج عميق نغتسل ببياض يحاكي ما نصبو إليه . كل الوقت نقضيه ونحن ممتنون لتلك اللحظات التي تمتد فيها نظرتنا نحو أفق نعشق التفقه فيه، وكل الفرح يحاكي اطمئنان وجوهنا ونحن نجزم أننا لن نعود من رحلتنا خائبين .. بل، سنعلق بجبيننا شعاع متراسل يحكي حلاوة الفوز بالقبول.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |