|
مقالات التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة .. الحلقة الأولى
د.مؤيد الحسيني العابد
لقد تطرّقت الى التلوث بالاشعة النووية في العديد من المقالات والمحاضرات هنا وهناك لكنّ للحديث عن التلوث في العراق وقع خاص سنشير اليه لاحقاً. وقد أشرت الى هذا التلوث في مقال سابق بشكل مقتضب خشية الاطناب، الذي أصبح سمة للقليل من الناس حيث العديد يركض وراء المعلومة السريعة والجاهزة ولا يرغب بالاسترسال والتفصيل لاسباب عديدة، منها ما يؤكده الواقع كعصر سرعة وعصر التهافت وراء الصرعة بعيدا عن الحقيقة! والتي هي هنا مٌرّة وأليمة لا مجال لاخفاء ألمها لكنّني هنا سأشرح بعض الأمور التي أرى من الضروري تفصيلها وتوضيحها بعيداً عن تداعيات الوضع الأمني والسياسي وبعيداً عمّا يسميه البعض بالدعايات الإنتخابية مع هذا أو ضد ذاك.!! وأقول أنّ الاشعة النووية التي نتكلم عنها في العراق حصراً! هي الاشعة الصادرة من مصادر عديدة، كانت في الاعم الاغلب من مصادر متحركة(بسبب عدم وجود أي نشاط نووي ثابت في مدن جنوب العراق التي سنشير اليها في حلقاتنا القادمة وهي البصرة والناصرية والسماوة. حيث لم يقم النظام السابق ببناء محطة أو مفاعل في هذه المدن أو في الاماكن المحيطة بها الا إن وجدت بعض التجارب في هذه الأمكنة فلا نستطيع تأكيدها لعدم توفّر الادلة لحدّ الان على الاقل!). وهي مصادر مشعة كانت قد صدرت من إستخدام النظائر المشعة في قذائف بعيدة المدى أو قصيرة المدى وأحياناً بعيدة وقصيرة معاً (وسنشير الى ذلك بالتفصيل. كلّ ذلك سنشير له الا اننا نلتمس العذر من اننا سنسترسل بعض الشيء عن تأثيرات الاشعة النووية لنبيّن الخطورة الحقيقية التي اخذت بعدها الواسع في المناطق المصابة والتي مازالت تعاني من هذه الاوضاع المأساويّة)!! لقد أثيرت مشكلة التلوّث الإشعاعي قبل فترة ليست بالقصيرة، منذ أن تمّ التعامل مع الأشعة النووية الصادرة من المصادر المشعّة ضعيفة الشدّة أو قويّة الشدّة أي منذ فترة التعامل مع النظائر المشعّة .وقد تعقّدت المشكلة كلّما تطوّر التعامل مع تلك النظائر المشعّة وإستخدمت في المجالات العديدة في الحياة. والكثير من الناس لا يعلم مدى هذا الإستخدام الذي يمكن القول أنّ السرعة في عملية تطور إستخدامها قد تجاوزت سرعة التطور في مجالات أخرى حتى في مجال الطاقة النووية في أجزائها وفروعها الأخرى. وهذا الذي لعب الدور الكبير في تسرّب العديد من نتاجات هذا التطور الى الطبيعة المحيطة وقد إضطرّ الباحثون الى تقسيم التلوّث الناتج الى نوعين هما: التلوث المتعلّق بالمحيط العام أي التغيير الذي حصل بسبب إختلاف نسب العناصر المكوّنة للهواء والماء والتربة عموماً بالاضافة الى التغيّر في التركيب الداخلي للأجسام والذي يمثّل الجزء الثاني أو النوع الثاني من التلوّث والذي يتعلّق بنسب العناصر المكوّنة لتلك الأجسام والتي تغيّر نسبة التلوّث من وظائف الاعضاء مما يجعلها تحيد عن مسار عملها فتحدث ما تحدث من تغيّرات قد تؤدي الى موت العضو خصوصا والى موت الجسم عموماً. وسنأتي على ذلك في المواضيع القادمة. إذن يمكن القول أنّ التلوّث الإشعاعيّ يعدّ من المشاكل الخطيرة التي يتعرّض لها الإنسان والذي يكون على طريقين هما طريق التعرّض المباشر وطريق التعرّض غير المباشر(وكلاهما قد أخذ نصيبه من المدن العراقيّة المذكورة!!). أي من الأرض التي لوّثت ومن النبات الذي يأكله أو يستخدمه ومن الحيوان الذي يأكله أو يعيش بالقرب منه وكذلك من الماء الذي يشربه. لذلك نقول أنّ التعرّض المباشر سيكون أشدّ وأخطر. أي التعرّض بشكل مباشر الى المصدر المشع أو مصدر الأشعّة المذكورة وهناك أمثلة كثيرة لعمليتي التعرّض الاشعاعي سنأتي عليها في وقتها. وكمثال قريب نقول أسوأ تعرّض يسجّله التأريخ للتعرّض المباشر هو تعرّض مدام كوري لعنصر الراديوم دون علمها بذلك وقت عمل أبحاثها في هذا الجانب. كذلك التعرّض بسبب سقوط القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناغازاكي في آب 1945 حيث أدى هذان التفجيران الى قتل عشرات الآلاف في التعرّض المباشر للأشعة يالإضافة إلى إصابة العدد الكبير من السكان الساكنين في المنطقة المحيطة بموقع الانفجار وعلى مسافات متباينة وقد بقي هذا التلوث لسنوات عديدة، ادى تأثير هذا الإشعاع الى العديد من التشوّهات والكثير من الأمراض في جيل واحد على الاقل من البشر. ويعتمد آثار التلوث الاشعاعي على عدد من العوامل لتتوسع دائرة انتشاره باستمرار، ومن هذه العوامل: اختلاف المصدر المشع، نسبة التعرض للاشعاع النووي، اختلاف شدة هذا الاشعاع، المدة التي يتعرض فيها الانسان للاشعاع بالإضافة إلى منطقة التعرض لاي عضو من اعضاء جسم الانسان ان النسبة المتفق عليها بصورة عامة والتي يجب ألاّ يتعرض الانسان لاكثر منها في حالته الاعتيادية وبشرط ان لا يعيش في منطقة المفاعل, هي 5 ريم ــــــــــــــــــــــــــــ الريم: وحدة تستخدم لقياس نسبة الاشعة الممتصّة من قبل الجسم وهي تعادل رونتغن واحد من الاشعة السينية وهي اختصار لعبارةRoentgen Equivalent Man. ـــــــــــــــــــــــــــ ان الاشعة النووية الصادرة من المصادر المشعة إن كانت هذه المصادر تبعث بالاشعة بشدة عالية أو بشدّة ضعيفة فإنّ الاشعة الصادرة عموما ستكون مؤثّرة بشكل أو بآخر. لكن يمكن القول بأنّها مؤثرة في كل الاحوال بشدّتيها العالية والضعيفة، وان الشدة العالية يمكن لها ان تؤثر على المحيط اذا كانت نسبة التعرّض لفترة وجيزة وتؤثر مثل تأثير الاشعة الضعيفة لفترة طويلة حيث اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية واللجنة الدولية للحماية من الاشعاع ان التعرض المستمر للاشعة قليلة الشدة تسبب مرض السرطان في العضو المتعرض او في اي عضو آخر من جسم الكائن الحيّ الذي يحتويه هذا المحيط. فهناك احتمال اصابة شخص واحد من مجموع ثمانية آلآف شخص تعرضوا لاشعاع ضعيف لاتزيد قوته على ريم واحد. ويطلق على التأثير الإشعاعيّ في جسم الكائن الحيّ بالتأثير البايولوجي للأشعة. ان من اهم سمات التاثير البايولوجي للاشعاع هو تأثير هذه الاشعة على الخلايا الحية للكائن الحي. حيث تقوم الاشعة النووية بتفكيك الخلية الحية وبالذات جزيئات الماء والتي تشكل حوالي 70% من الخلية، فتفكك الجزيئة الى ذرات غير متجانسة في حالة نموها. وقد استخدم العلماء والمتخصصون مصطلح الجرعة المؤذية والجرعة غير المؤذية او الجرعة العالية وغير العالية، علماً ان كلمة مؤذية تعبير مجازي غير دقيق بسبب كون الاشعة مؤذية في كل حالاتها وباي قدر كان. ولملاحظة معدل الجرع المكافئة من المصادر المختلفة نرى الجدول التالي: مصدر الاشعة النووية النموذج بوحدات مايكروسيفيرت/ سنة المدى بوحدات مايكروسيفيرت-سنة الطبيعي: من الارض والبيت:الرادون 200 200 الى 100000 من الارض والبيت: أشعة غاما 600 100 الى 1000 الاشعة الكونية(عند سطح البحر) 300 بزيادة 20 لكل 100 متر ارتفاع ــ 0 الى 500 الغذاء، الشراب، وانسجة الجسم 400 100 الى 1000 الاصطناعي: من تجارب الاسلحة النووية 3 ــــ الاستخدامات الطبية 370 لغاية 75000 من الطاقة النووية 0.3 ــ من الملاحظ ان الجرعة المكافئة تتعرض لظروف معينة فتؤثر على قيمها ناهيك عن التاثيرات التي حدثت وتحدث بفعل لم يحسب له حساب كالذي حدث لدول عديدة عندما حدثت كارثة تشرنوبيل المعروفة حيث ادى الحادث الى زيادة مضطردة للجرعة المكافئة في بريطانيا مثلاً حيث كانت الزيادة في هذه الجرعة وصلت الى 70 مايكروسيفيرت وهي زيادة تقترب من 4% والى الاشعة المصنعة تكون زيادتها تقدر 25% والارقام المذكورة تمثل النسبة المعدلة اما الحقيقية فهي 400 مايكروسيفيرت في الشمال و20 في الجنوب ليدل هذا الفرق على تركيز الاشعة في الشمال بسبب وصول السحابة الاشعاعية التي صدرت من تشرنوبيل الى الشمال وغطت مناطق واسعة من المنطقة. ان عملية التعرض الى الاشعة النووية اياً كان المصدر فان العملية تعتبر عملية مؤثرة في كل الاحوال والتاثير يكون مشتركاً ما بين الانسان والطبيعة.وقد لوحظ من خلال الدراسات المستمرة في جانب المراقبة لتاثير الاشعة النووية لوحظ التاثير على محورين الاول تاثير جسمي غير مؤثر في الجينات الوراثية والاخر تاثير في الجينات يطلق عليه بالتاثير الجيني . وقد لوحظ ان التاثير الجيني اكثر خطورة من الاخر .وسنتكلم عن التاثيرين بشيء من التفصيل لاحقاً. لقد اكدت الدراسات التي اجريت خلالها تجارب عدة على الانسان والحيوان، ان هناك علاقة مهمة ما بين التاثير على الخلايا النسيجية للكائن وشدة ونوعية الاشعة النووية المؤينةالتي يتعرض لها الكائن.بالاضافة الى زمن التعرض ومساحة او حجم التعرض حيث ان التعرض ل 400 ريم ( اي حوالي 4000 ميلليسيفيرت ) يؤدي الى وفاة 50 % من الذين تعرضوا الى تلك الجرعة من الاشعة والمسماة بالجرعة المميتة Lethal Does خلال فترة لا تتجاوز 30 يوماً. وان التعرض الى 2000 ميلليسيفيرت يؤدي الى زيادة الاحتمالية بالاصابة بالسرطان قد تصل نسبة هذه الاحتمالية الى 80% ، بينما حددت اللجنة الدولية للوقاية من الاشعاع الجرعة السنوية للعاملين بالمجال النووي ب 20 ميلليسيفيرت ، ولعموم الناس والذين يسكنون بعيدا عن مكان العمل بالاشعة ب 1 ميلليسيفيرت.حيث يتم تحديد الجرعة المذكورة وفق علاقة رياضية بسيطة يتم التعامل من خلالها في هذه الظروف وهي: [الجرعة المكافئة بوحدة الريم= 5 × عمر العامل بالسنين ــ 18 ] ومن العلاقة المذكورة تستدل على ان العامل في مجال الاشعة النووية يجب ان لا يقل عمره عن 18 عاماً في كل الاحوال. والسبب يعود الى ان الجينات الوراثية له ستتاثر بشكل مباشر وتحدث ما نسميه بالطفرات الوراثية: genetic mutations. والسؤال المهم الذي يثار دائماً هو ما الذي تحدثه الاشعة النووية بالخلايا تفصيلاً؟ وللاجابة على ذلك يجب القول بان الخلية الحية عبارة عن نظام معقد وبالتالي عند حدوث الامتصاص من قبل الخلية للاشعة النووية فسيكون التاثير متناسباً مع هذه التعقيدات للخلية حيث تقوم الاشعة المؤينة الى كسر الجزيئات حيث تؤدي الى تفكيك اواصرها بعملية التاين الذي تحدثه الاشعة وهذا ما نطلق عليه بالتاثير المباشر لتلك الاشعة. ثم تنشأ اشكال جديدة للخلية فيؤثر ذلك في الفعل الكيميائي للاشكال الجديدة المتكونة حيث ان الماء الذي يشكل 70% من كيان الخلية كما قلنا سابقاً، فان الاشكال الجديدة تكون عبارة عن اوكسي O وهيدروكسيل OH وبالتالي سيكون فعل الاشكال الجديدة يختلف تماماً عن الفعل الاساسي لجزيئة الماء الاصلية H2O.حيث يطلق على الفعل الجديد بالفعل غير المباشر. وللعلم فان هناك عدة عوامل تتحكم بنوعية وشكل هذه التفاعلات منها مثلاً نوع الاشعة التي امتصت من قبل العضو المصاب هل هي من نوع الفا او بيتا او غاما ام نيوترونات. وعلى نوع التعرض للاشعة هل هو تعرض داخلي ام تعرض خارجي. وعلى كمية ومعدل التعرض للاشعة اضافة الى قابلية اعضاء الجسم المختلفة لتخزين المواد المشعة ونوع العضو او جزء الجسم ومدى حساسيته للتعرض الاشعاعي.وبالتالي ستكون قوة التاين الذي تحدثه الاشعة الممتصة،تلعب الدور في عملية تشويه العضو المصاب والتي تعتمد على تلك العوامل التي ذكرناها. فإن كل عضو يختلف عن الآخر في نوع المادة المشعة المستخدمة أو المادة الكيميائية التي تضاف إلى المادة المشعة قبل إعطائها للمريض(هذا إذا تكلّمنا عن جرع مسيطر عليها ومدروسة بدقّة ولا مجال للخطأ فيها ولو بنسبة قليلة!!) ومثال ذلك عند فحص الكبد يعطى المريض التكنيشيوم مضافاً إليه مادة غروية تلتقطها خلايا الكبد أما في حالات فحص المخ فيعطي التكنيشيوم بدون إضافات أو بإضافة مادة أخرى تسمي DTPA ، وأما في حالات فحص الغدة الدرقية فيعطى المريض اليود131 عن طريق الفم وفي حالات المسح الإشعاعي للرئتين تستخدم مادة الزينون133 عن طريق الإستنشاق. وبعد أن يتناول المريض المادة المشعة يمتص الجسم هذه المادة وتلتقط بالعضو المراد فحصه من الدم ثم يتم تصوير هذا العضو عن طريق جهاز متصل بكاميرا لالتقاط أشعة غاما ويسمي هذا الجهاز بجهاز المسح الإشعاعي Scintillation Scanner with gamma Camera ومنه يتم الحصول على صورة فوتوغرافية على أفلام بولورويد أو أي نوع خاص من أفلام الأشعة العادية للعضو المراد فحصه. ومن هنا يتضح الاختلاف بين فحص المسح الإشعاعي والفحص بالأشعة العادية (أشعة إكس أو كما تسمى بأشعة رونتغن Roentgen - rays).ومن الفحوصات التي لا يمكن لأشعة رونتغن القيام بها وقامت بها طريقة المسح الإشعاعي هي مثلاً تصوير أعضاء الجسم مثل الكبد والطحال والغدة الدرقية. .ومن التاثيرات الاخرى للاشعة المؤينة الممتصة هونوعان من التاثير احدهما مباشر والاخر غير مباشر والتاثير المباشر يتم فيه تكسير الروابط بين الذرات المكونة لجزيئات الاعضاء وتكوين اشكال غريبة من الخلايا خاصة تاثير الاشعة على نواة الخلية الذي يجعلها تنقسم انقساما سريعاً خارج نطاق السيطرة فيتسبب السرطان او تؤثر على الجينات الوراثيةكما يحصل للحامض النووي DNA وبالتالي ستحدث ما نسميه بالطفرة الوراثية كما اسلفنا. او يكون التاثير غير مباشر فيحدث تحلل للماء بحيث يعطي نواتج كيميائية وسيطة وهي نواتج سامة تؤثر على الخلية ويمكن ان يمتد تاثيرها الى الخلايا المجاورة. ومن المعروف ان تاثير الاشعة على الخلية الجسدية الذي يؤدي الى الطفرة الوراثية انما يكون تاثيراً يتعلق بذلك العضو الذي تعرض للاشعة المؤينة ، والمقصود بذلك ان الشخص الذي امتص المقدار من الاشعة انما يؤثر عليه ذاتياً لكن التاثير ربما لن يكون واضحاً في ذات الوقت انما في الوقت الذي تحدث فيه الاشعة فعلها على المدى البعيد لذلك ربما تكون الخلايا التي امتصت الاشعة هي التي تاثرت دون الاخرى من الخلايا. والشيء المهم الذي ينبغي ذكره ان الخلايا الام هي تلك التي امتصت الاشعة بالمقدار الذي يؤدي الى انتقال التاثير الى الخلايا الوليدة اي الى الجيل الذي يلي جيل الامتصاص .والتاثير يكون فعليا لكن الاول ربما يختلف عن الثاني لاسباب كثيرة. واذا كانت الاشعة المتعرَّض لها من نوع النيوترونات فانها قد تؤدي الى تكوين نظائر مشعة داخل الجسم(وقد أكدت العديد من الدراسات التي أجراها متخصصون في الجيش الامريكي نفسه على أنّ هناك إستخدامات قد تمّت بالفعل للعديد من النفايات النووية أثناء قصف أهداف في المناطق العراقية في البصرة والناصرية!! وهذه النفايات قد إحتوت على نشاط نيوتروني ولو بعمر قصير). ونرى من المفيد ان نلقي نظرة على تكوين الجسم البشري حيث يتكون الجسم البشري من 40 مليون مليون خلية وكل خلية تحتوي على جزئين اساسيين هما السايتوبلازم والنواة وان السايتوبلازم تتشكل من ماء يحتوي على الاملاح غير العضوية والدهون والبروتينات اما النواة فهي عبارة عن جسم كروي يشغل مركز الخلية ويتحكم في وظائفها ويحتوي على الكروموسومات الحاملة للجينات الوراثية. ان اختلاف العضو الممتص للاشعاع يلعب دوراً خطيراً بالتاثر بالاشعاع فمثلاً قد يؤدي الاشعاع فعلا بحيث يقتل الخلية في حالة الجهاز العصبي المركزي والعضلات والقضاء على الخلية يؤدي الى فقدان الكفاءة الوظيفية للخلية او النهاية الوظيفية لهذه الخلايا غير القادرة على الانقسام فهي تحتاج الى كميات كبيرة من التعرض من تلك الجرع الاشعاعية لتدمير وظائف تلك الخلايا. وان المفقود من هذه الخلايا لايعوضه الجسم. ولكن في حالة الخلايا القادرة على التكاثر مثل خلايا نخاع العظم الاحمر وخلايا الغشاء المخاطي المبطن للامعاء الدقيقة حيث يؤدي قتل هذه الخلايا الى فقدان القدرة على التكاثر وهذا النوع من الخلايا شديد الحساسية للتعرض الاشعاعي فالتعرض الى جرعات في حدود 50 راد* ينتج عنه فقدان القدرة على التكاثر باستثناء الخلية اللمفاوية فهي شديدة الحساسية للاشعاع بالرغم من عدم قدرتها على التكاثر.
*************** ــــــــــــــــــــــــــــــ
ولنا عودة في
الحلقة الثانية..
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |