العراق أولا
د. أحمد عبدالله sultan_10002003@yahoo.co.uk
بعد تحسّن الوضع الأمني في العراق بشكل بيّن في أعقاب العمليات الأمنية الأيجابية في البصرة والموصل ومدينة الصدر بدأت بعض التصريحات الصحفية لمسؤولين بمستوى وزراء تشير الى أمكانية أستقدام نحو مليون عامل مصري في قطاعي الزراعة والبناء لسد النقص في هذا المضمار مستقبلا. كما رافقت زيارة السيد رئيس الوزراء المالكي الى الأردن تسريبات أعلامية مفادها أن العراق ينوي بيع النفط باسعار خاصة الى الأردن مثلما كان عليه الحال أيام صدام المندرسة. ولاريب أن مثل هذه الفرقعات الأعلامية، رغم عدم أتخاذها شكلا رسميا قد أثارت حفيظة الشارع العراقي كثيرا وجعلت المواطن العراقي البسيط يتسائل بذهول: هل يعقل أن تتخذ الحكومة مثل هذه الأجراءات ، ولو مستقبلا، في وقت يعيش فيه الكثير من العراقيين حالة من الفقر المدقع والفاقة والحرمان الرهيب من الخدمات الأساسية والأحباط والبطالة! وهل يعقل أن يتم أستغفال العراق مرة أخرى فتذهب موارده الكثيرة الى جيوب الغير؟!
نود هنا أن نلفت نظر الحكومة ومجلس النواب والرئاسة الى حقيقة ساطعة قوامها أن سائر دول العالم تنظر الى مواطنها أولا وقبل كل شيء، فهل المواطن العراقي أستثناء من هذه القاعدة؟ ومن غير العراقيين في هذه المعمورة تحملوا ماتحملوا من مآسي ومصاعب وألم وحرمان وحيف وظلم من الحكومات المتوالية خاصة ايام صدام الحالكة؟ لابد للحكومة أن تحسب حساباتها بدقة وأن تدرك تماما أن العراقيين وخاصة الكفاءات المتقدمة قد ذاقوا طعم الأهانات والضغوط النفسية والمراقبة الشديدة والتعامل القاسي غير الحضاري من لدن السلطات المصرية أثناء هجرتهم الأجبارية الى ليبيا في تسعينيات القرن الماضي عبر الأراضي المصرية. كما عومل العراقيون بقسوة وفي أحيان أخرى بحقد طائفي من لدن السلطات الأردنية في المنافذ الحدودية فضلا عن المتابعة الشرسة لمن لايمتلكون أقامات (أصولية). ونقول لكبار مسؤولي الدولة: لاتعيدوا أيام صدام التي مرغ فيها رأس العراقيين بالتراب وأنتهكت كرامتهم وغدو نسيا منسيا! عليكم العمل بكل جد ومثابرة لأسعاد العراقيين الأبطال الصابرين المظلومين دوما وتعويضهم عما فاتهم وضمان عيشة كريمة لهم يستحقونها بجدارة ، فضلا عن متابعة شؤون وشجون الفقراء منهم بشكل خاص وسريع والذين تكشف الستار عنهم الفضائيات العراقية يوميا. أنها مسؤوليتكم الشرعية والتاريخية والرسمية وهي فرصتكم السانحة اليوم لتخليد أعمالكم الطيبة مثلما حصل مع زعماء قلة في هذا العالم المترامي.
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب