|
بأقلامكم
رسالة الى الشهيدة جميلة شلال
أنوار البياتي 12 آذار 2005
أفرحي يا جميلة .. اليوم عيد .. افرحي جميلة فقد عرس العراق على الحبيبة الحرية ،والحرية اختارت العراق من بين العاشقين والمعجبين عريساً لها . أفرحي يا جميلة اليوم تذرف الدموع فرحاً وسعادةَ للآلاف الشهيدات والشهداء مثلك. جميلة أدعوكِ للرقص معي ، بل رأيتك ترقصين يوم وضعتُ ورقة الانتخاب في الصندوق ، وقبلها عندما وضعت إشارة [صح] بالمربع الذي يقابله رقم 324 دون أن أفكر أو أبحث فقد وجدته مثل اللؤلؤة ناصعة نظيفة متميزة فريدة علياء . جميلة يا جميلة أضحكي وأفرحي جميلة مثل الزهرة كانت تتألق حمرة خديكِ الأبيضين الناعمين . عندما تحدثين الرفاق وتبادرين بإلقاء محاضرة عن الحركة أو الفلسفة ، وحين تلتقي عيناكِ الناعستان بميلهما الأنيس للروح لمن ينظر إليها وكأنك تحاولين أن تدحظي وحشتهم الغريبة المتسائلة ، لتقولي لهم إن كان جسمي الصغير ، وربما الضعيف والنحيل والناعم لا يتحمل ولا يقاوم قساوة هذه الصخور الحادة النتوءات المستقيمة الحافات مثل جبل قنديل عندما أُرغمنا على تسلقه في ذلك المساء ، في ذلك الليل ، في ذلك الفجر والذي يليه والذي بعده وبعده حتى وصولنا أول قرية ، أول مكانٍ يمكن أن يأوى إليه إنسان ، لتقولي إن إرادتي أكبر من كل شيئ وهي من صنع انتصاري وفرحي . جميلة يا جميلة .. أم عمار .. ولم يكُ عمار قد ولد ..ولكنني سمعت من حديث رفيقتكِ وكما قالت إنها تدعى فاتن عندما كنتما في الاعتقال معاً ، وقبل استشهادكِ أن عمار كان معكِ . قبل أن ينفذ المجرمون حكم الإعدام بكِ ، وكان رضيعاً . كيف هان على الإنسان أن يحرم الوليد من أمه ؟ كيف هان عليهم تعذيب والدتك البطلة التي علمتكِ البطولة وهي حية بتعذيبها أمامكِ لتعترف عليكِ وعلى بقية أفراد الأسرة الشيوعية المناضلة من الصغير إلى الكبير ، والذين ضحوا بأكثر من شهيد قبلكِ ، كيف لا وكانت سوسن صديقتي ورفيقتي قبلك ، وهي التي دعمتني وساعدتني في ظروف ٍ عائلية ٍ ألمت بي . جميلة أرقصي يا جميلة ، أيوم أمكِ قد وزعت الحلوى نذراً لكِ عليها ، نعم لقد وزعت الحلوى في الشوارع وهي تذرف الدموع فرحاً بسقوط الطاغية وتقبل جبينك الناصع . جميلة أهمسها مع صوتك العذب ونحن في مقر الحزب ، وفي فرقة 14 تموز للإنشاد ، وفي كردستان أيضاً ونحن نردد أغانينا ، ونردد الألحان حباً بالناس وبالحزب وبالربيع الآتي ، وما زلنا نغني ، ولكن آه كم كان صوتك مشحوناً بالدفء وبراءة بنت عراقية شيوعية تريد اقتحام الزمن لتعزف المثل الكريم والبساطة الطبيعية في استلهام مواضيع الحياة واستيعابها ، وتحليلها بكل مرونة معجونة بخبرة الكبار وحكمتهم ن مع الرقص على أوتار التواضع الرفاقي الذي تتميز به جميلة .. أفرحي يا جميلة فاليوم سنرقص كلنا معكِ وإلى الأبد .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |