المرأة العراقية .... صوت للتحدي

بنت الرافدين

 

مع اقتراب موعد الانتخابات .. يشتد العراقي في حماسه ومشاعره وحديثه ما بين المؤيد والرافض، فتكاد كل جلسة ما بين اثنين او أكثر، في بيت او دائرة أو مقهى او سيارة اجرة، لا تخلو من حديث الانتخابات.

موقع بنت الرافدين، طاف بين الناس او بالأحرى وسط الشريحة النسائية وشاركت المرأة العراقية اشجانها وحديثها وآمالها فكان هذا الاستطلاع.

* السيدة اقبال الموسوي ـ معلمة وأم لخمسة أولاد ـ قالت لنا: (لقد عانينا الكثير خاصة نحن المعلمين والمعلمات فقد كنا الطبقة الأكثر محرومية في الشعب في راتب لا يتجاوز الـ (3 الاف دينار) اضافة الى الخوف من كل ما حولنا فهناك جواسيس علينا حتى من الطلبة .. لذلك أرى من الصعوبة ان يكسر العراقي قيود الخوف في داخله .. وخاصة في ظل هذه الأوضاع الامنية، أما أنا فإني أرى فرصتي وفرصة العراقيين الأخيرة هي الانتخابات لذلك لن أتوانى عن ابداء رأيي حتى لو أيقنت الموت وأحاول أن أقنع الآخرين بعدم جدوى الخوف).

بنت الرافدين: أو تظنين ان الخوف سيكون عائق كبير امام نجاح الانتخابات؟

السيدة اقبال: نعم، اعتقد ذلك ولكني اعتقد ايضاً ان العراقي قادر على ان يتحدى كل المخاوف والأوهام .. المسألة مسألة مصيرية لابد من التحدي.

* السيدة ام احمد ـ 60 عاماً، أم لسبعة أولاد، ثلاثة منهم ضحايا النظام السابق، اثنان في المقابر الجماعية وثالث في الحرب مع ايران ـ قالت لنا والدموع تتألق صبراً في عينيها: (أشكركم كثيراً وأشكر بنت الرافدين لأنها ستوصل صوتي للعالم، أنا أم عراقية منكوبة كالكثير من أمهات العراق وأريد الثأر لأولادي وعمرهم الذي ضاع هدراً، والثأر هو أن تجري الانتخابات ويشارك فيها الجميع حتى نفقأ عيون الأشرار والبعثيين والإرهابيين وكل من يريد بنا شراً، سنقول كلمتنا ونعطي صوتنا لمن نريده لنبني عراقنا من جديد وتفرح أرواح ابنائنا عندما يسود العراق الأمن والسلام ويعمّ الخير كل الناس ... نعيش آمنين احرار، لا نريد شيء سوى الحرية والأمان ولقمة العيش لكل الناس .. أنا سوف أكون أول من ينتخب منذ الصباح الباكر).

* السيدة منى شاكر ـ موظفة ـ قالت لنا: (السؤال المهم الآن، هل يستطيع العراقي وهو الذي عاش ردحاً طويلاً في ظل الخوف والقهر والاستبداد أن يقول كلمته وأن تكون هذه الكلمة ديمقراطية وبناءة؟!).

بنت الرافدين: ألا تظنين أن الخوف مدرسة يتخرج منها الشجعان؟! ألا تعتقدين بقدرة العراقي على تحدي الخوف عندما يرى وضوح المستقبل أمامه؟!

ابتسمت السيدة منى وقالت: أتمنى ذلك.

* السيدة هيفاء كاظم ـ ممرضة وأم لثلاث بنات ـ قالت: (أظن أننا بحاجة الى وعي تربوي قبل كل شيء ... فمثلاً في البيت نربي أبنائنا على حرية التعبير ونفسح لهم المجال لإعطاء آرائهم ومناقشتهم في هذه الآراء، وكذلك في المدرسة المعلم مع الطلاب وفي الدائرة المدير مع موظفيه وهكذا ... هكذا نستطيع الحصول على مجتمع يجيد التعبير ويستطيع ابداء رأيه في أي موضوع وأي زمان).

بنت الرافدين: هذه مهمة الجميع الآن أن نسعى الى ثقافة الرأي، كيف نصنع الرأي وكيف نطرحه وكيف نحترم الرأي الآخر، لأن أهم صفات المجتمع الذي تحكمه الديمقراطية أن يتقبل الرأي الآخر وأن لا يكون الاختلاف سبباً للخلاف.

* السيدة سهام العميد ـ باحثة اجتماعية متخصصة في قضايا المرأة ـ أعقبت على حديثنا قائلة: (الشعب العراقي يمتاز عن غيره من الشعوب بالوعي الناضج، فنرى بعد كل سنين الخوف والاستبداد وتكميم الأفواه وخنق الآراء والأفكار، نرى المواطن العراقي ناضج في رؤياه ولديه قدرة تحليلية واعية لما يجري حوله، أظن ان حقبة القهر التي عاشها صنعت منه انساناً قوياً، فالعراقي قادر على اعطاء صوته وبوعي ايضاً ... والمرأة العراقية ناضجة في وعيها، اني متفائلة بالغد ... وبالمرأة العراقية، فهي التي تجاوزت المرحلة السابقة بكل قهرها وخوفها ومشاكلها وصعوباتها، ستكون اقدر على تجاوز المرحلة الراهنة وصناعة غد افضل ... سترون المرأة العراقية في الصفوف الأولى يوم الانتخابات تسبق زوجها وابنها وأخيها).

* السيدة فاطمة محمود ـ ربة بيت، متقاعدة منذ زمن صدام ـ قالت لنا: (الجميع الآن يزمر ويطبل للانتخابات ما بين مؤيد ورافض ... ولكن أقول لك، عندما يحين الجد وتحين ساعة الصفر ستجدين كل العراقيين واقفين في صف الانتخابات ولن تتأخر المرأة العراقية عن ذلك أبداً).

* السيدة أم مهند ـ أم لأربعة اولاد فقدت زوجها في الحرب مع ايران ـ قالت: (كان زوجي يحدثني دائماً عن أناس على أرض أخرى في بقاع الله الواسعة ينتخبون من يريدون ويخرجون في تظاهرات ويكتبون في الجرائد تعبيراً عن رأيهم، كان يقول لي نحن العراقيون مظلومون لا حق لنا حتى في أبسط شيء وهو ان نقول: لا؛ الله يرحمه يا ليته موجود الآن ليرى كيف سيقول العراقي كلمته ... سأذهب يوم الانتخابات نيابة عن روحه لأحقق له حلمه).

بنت الرافدين: الكثير .. الكثير يا سيدتي مثل زوجك رحلوا عن الأرض وهذا الحلم يداعب أرواحهم الطيبة ... سنقرأ الفاتحة على أرواحهم التي ستفرح يوم يسود العراق الأمن والأمان والعدل والخير.

* السيدة انشراح كامل ـ مهندسة كهرباء ـ قالت لنا: (يغالط نفسه كل من يقول أن لا فائدة من الانتخابات، وهي لن تحقق لنا شيئاً ... مجرد أن العراقي سيقول كلمته دون خوف ويكتب على ورقة الاقتراع ويضعها في الصندوق هذا أكر انجاز يحققه، الانتخابات كلمة حرم العراقي من الحلم بها، إن ممارسة هذه التجربة الجميلة وما تعطيه في النفس من احساس جميل، يكفي لأن نقول نعم للانتخابات ... ما أروع الانتخابات).

* الشيء الذي استرعى انتباه بنت الرافدين هو رفض البعض الادلاء برأيه أو رفضه كتابة اسمه أو حتى امتناعه عن الحديث بمثل هذه الأمور، وهي ملاحظة جديرة بالدراسة والتحليل ...

فما زال العراقي ـ وبعد زوال الديكتاتور ـ يرفض التعبير عن رأيه، البعض من العراقيين ... نتمنى ان يكون البعض القليل.

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com