كيف يعيش الاهل فرحة ثمرة نجاح اولادهم

 

اعداد: لقاء الربيعي

بنت الرافدين ـ بابل

بعدما انقضت ليالي السهر الطويل والجهد المكثف والخوف المستمر الممزوج بالامل الكبير في تحقيق الذات وبعد اجتياز مجموعة من العقبات والازمات التي اعترت طريق المسيرة العلمية لطلبتنا الاعزاء واصعب اوقاتها مرحلة الامتحانات توجه طلبتنا بتوجس وحذر شديدين نحو مدارسهم املين نيلهم النجاح وتحقيق الطموح الذي طالما كان حلما يراود خيالهم وسعوا الحقيقة يا ترى هل لذة النجاح تعود بطعمها الرائع للطالب نفسه ام يشاركه الوالدين بذلك وكل الاصدقاء والاقرباء عن المشاركة الجماعية في لذة النجاح كان للعدالة نصيب في حضور المشاركة والتفاعل اهالي محافظة بابل في هذه الفرحة.

في زيارتنا لاحد المدارس في يوم توزيع النتائج كانت لنا هذه الوقفة مع الطالب احمد اكرم الذي حدثنا ومنه تتساقط دموع الفرح قائلا:

هذا اليوم هو اسعد ايام حياتي اذ فيه اشعر با لرجولة وفي نفس الوقت العزة والشهامة والنجاح هذه الصفات التي يرغب كل واحد بحملها ويكون تواقا للتحلي بها احمد الله اني نلت استحقاقي بعد عنائي الطويل في ظل ظروف بلدنا هذه وبعد ما كنت بين نارين نار الامتحان ونار الظرف الصعب وصدق من قال من صبر نال. بفرحة اكبر وبابتسامة ملئت وجه ام احمد التي حدثتنا قائلة هذا اليوم يوم نجاحي هذا اليوم يوم ولادة احمد الجديد هذا اليوم به انجلت الآمي ومعاناتي فكما سهر احمد في ساعات دراسته للتهيأ للامتحانات كنت ابقى جالسة بقربه واطمئنه واذاكر له وعندما يغيب عنا نور الصباح او هواء المروحة كنت انا من يحاول توفير الضوء بأي وسيلة وكنت من يحمل تلك المروحة اليدوية لابعث نسمات من الهواء لتزيح عنه وجهه وهو حامل كتابه اثار العراق والحر الشديد وهكذا تقاسمت انا وابني اليوم لذة النجاح ونحمد الله ونشكره.

كما دخلت في حوارنا الطالبة الناجحة حنين حيدر وحدثتنا بلهجتها الطفوليه قائلة(اني كلش فرحانه) جئت لاستلام شهادتي اليوم ومعي صديقتي التي تربينا معا منذ الصغر اذ فقدت والداي في الحرب الاخيرة كانت صديقتي هذه هي العون السند وهي الضوء الهواء اذ استمدت منها كل المقومات والمحفزات التي تدفعني للمذكرة ونيل النجاح ووفرت لي كل الوسائل الممكنة وغيرالممكنة من اجل النجاح اليوم جئت معها وقد اعتلت وجهها البشري والفرح قبل ان تعتلي وجهي وردت علي قلئلة اليوم بعث والداك من جديد يا حنين.

سرنا وقد غمرنا الفرح الذي انصب علينا من جهتين الاولى كانت فرحتنا لفرحة طلبتنا الاعزاء بنجاحهم وفرحة ذويهم ومن الجهة الثانية فرحتنا برؤية هذا الالتحام والتوادد بين افراد الاسرة العراقية التي ناضلت وتناضل بصغيرها وكبيرها من اجل بناء هذا الوطن والدنا الاول والاخير الذي يفرح لفرحنا ولنجاحنا. وكانت لنا هذه الوقفة مع ام احد الطلبة حدثتنا قائلةعن مشاعرها في يوم نجاح فلذة كبدها مشاعري ممزوجة بلخوف والسعادة فمرة نكون خائفين في مستقبل قريب جدا تحدده هذه الدقائق التي نجتمع بها حول شباك توزيع النتائج وثم سعادة غامرة بحصولها على النجاح وخلال ثواني النجاح يتلاشى كل ساعلت وأيام العناء الطويل في الامتحانات وحدثنا والد الطالبة زينب قائلا. لا اتصور ان هناك لحظات اسعد من لحظة اب يفرح بنجاح احد ابنائه هذا النجاح يشعره بأبوتة وذلك النجاح الذي يزيح عنه كل المشاق يعد هذا النجاح هو بمثلبة هدية تقدم من قبل الولد الى الوالد الذي كد وتعب وجاهد من اجل ان يجلس لبنه على وقعد الدراسة وصرف له حياته لا غير..

خرجنا من بيوت مجموعة من الاسر وهي تشاركها فرحة نجاح اولادها بعد انقضاء ساعات طويلة من السهر والعناء خرجت بقلب يملئه اليقظة والسرور والشعور الجميل من ذلك المنظر الرائع المنبعث من التوادد والتراحم والخوف الذي يملئ قلوب اسرنا على مستقبل اطفالهم اذ بناءه هو الشغل الشاغل في اذهانهم لينعم وطننا وعراقنا الجديد بالخير وليتربى فلذات اكبادنا خير تربية في ظل هذه الاسر الشابحة بنظرها نحو اطفالها وعند ذلك لاخوف على حياتهم القادمة ومستقبلهم المشرق ولا هم يحزنون....

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com