|
اسطوانة الغاز والقهرمانة العراقية
استطلاع: زينب الشمري بنت الرافدين / بابل قال رسول الله (ص) المرأة ريحانة وليست قهرمانة المرأة زهرة تشيع كنسيم ساطع في سماء زرقاء .. وهي شمعة يتضائل نورها .. هي الخيمة التي يستظل بها الرجل. اما الريحانة العراقية فقط تكالب عليها الزمان فهي تعمل جاهدة لتربية اولادها والقيام بواجباتها اليومية من جهة وتكليفهما بمهام اضافية من جهة اخرى. فالظروف الراهنة التي يمر بها العراق أضافت العديد من المهام الى كاهل المرأة العراقية. فالعراق يعتبر من اغنى بلدان العالم النفطية.. أما الآن فقد اصبح المواطن العراقي يتحسر على لتر من النفط او البنزين او الكاز وحتى اسطوانة الغاز لم تعد متوفرة بيسر. بنت الرافدين استطلعت آراء عدد من العراقيات حول مشكلة الغاز في محافظة بابل، فتقول أم علي (صاحبة محل بقالة وأم لثلاث بنات وولدين): انا اذهب من الصباح الباكر وحتى ساعات الظهيرة للحصول على اسطوانة غاز لأعد بها طعام أولادي. وتضيف ام علي لبنت الرافدين: هذه الاسطوانة لا تكفينا سوى ايام معدودة لأنها في اغلب الاحيان تكون غير مملوءة بصورة كاملة. وتناشد ام علي المسؤولين في المحافظة عن طريق نافذة بنت الرافدين للعمل الجاد على حل هذه المشكلة. كان لقاءنا الثاني مع السيدة أم أمير، التي قالت: لماذا نقف ساعات طويلة بانتظار سيارة الغاز فأنا برأيي لماذا لا يجلبون الغاز الى المنازل بدلاً من التعب والوقوف في الشمس اللاهبة حتى لو اضطرنا الامر الى دفع مبلغ اضافي من المال. فلماذا نظل نلهث وراء اسطوانة الغاز. اجابتها السيدة (ام مصطفى) حول نفس الموضوع قائلاً: انا ارحت نفسي من هموم الغاز فقد عدت الى عصر الاباء والاجداد حيث اصبحت اعتمد على النفط للطهو وعلى الحطب للخبز. (انتهى) فهل اصبح من واجب المرأة العراقية الوقوف ساعات طويلة في طوابير الغاز؟ ألا يكفيها ما تحمل من هموم منزلية وتربوية حتى نحملها المزيد.. هل هذا تقديس المرأة العراقية التي قدمت تضحيات عديدة؟ لماذا لا تستطيع المرأة ان تطالب بحقوقها المشروعة وتسترد كرامتها المفقودة التي اصابها الصدأ وانسانيتها التي اصبحت من كماليات الحياة؟؟!! هل خلقت امهاتنا واخواتنا وبناتنا لتحمل الظلم والحيف فقط؟؟ توجهنا بعد ذلك الى عدد من ارباب الاسر لنسألهم نفس السؤال، وهو هل من واجب المرأة الوقوف ساعات طوال للحصول على الغاز او القيام بأعمال هي ليست من واجباتها: فقال السيد ابو احمد: نحن كعراقيين نناشد المسؤولين ان يجدوا حلاً لهذه الظاهرة لأننا سأمنا هذه الحياة الصعبة .. ومن الطبيعي ان لا نقبل بأن تقف نسائنا في طوابير الغاز او النفط او على محطات البنزين للحصول على لترات من الوقود للمولدة.. ولكن ماذا نعمل فنحن نخرج من الصباح الباكر وحتى ساعات النهار المتأخرة للحصول على ما يسد رمق اطفالنا .. فاسطوانة الغاز تجاوز سعرها في السوق السوداء العشرة الاف دينار وهو ما يرهق كاهلنا ما يضطرنا الى تكليف النساء بهذه المهمة .. وهو أمر يعز علينا كثيراً. ويقول السيد سمير علوان: انتم تقولون ان المرأة نصف المجتمع وتساعد نصفها الآخر في كل شيء ألم تقولوا انتم دعاة المساواة ومنظمات المرأة بأن تطالب المرأة بحقوقها، فنحن كذلك لنا حقوقاً على زوجاتنا وعليهن ان يقفن معنا في جميع مجالات الحياة .. وما الضير في ان تخرج النساء للذهاب وجلب الغاز او ما شابه من اعمال اخرى فليشاركننا في همومنا ومشاكلنا؟! وسألنا السيد (م. م. ر) صاحب وكالة لبيع الغاز عن كيفية توزيع الغاز بين الجنسين فأجاب قائلاً: نحن نعمل على طابورين احدهما للنساء والآخر للرجال لتسلم حصتهم من الغاز. ويضيف بشموخ: نحن سبقناكم أنتم اصحاب منظمات المجتمع المدني بانصاف المرأة فنحن نعاملها كالرجل في الطابور، فنسلم مقابل كل رجل أمرأة حصتها من الغاز. فتتدخل السيدة (سهيلة) (وهي معلمة متقاعدة، بهجوم لفظي حاد: (الانصاف لا ينفع في هذه الحالة لأنه ظلم للمرأة بل يجب تطبيق قاعدة ثلاثة نساء مقابل رجل واحد). وتعلل ذلك قائلة: نحن لدينا واجبات منزلية يومية واطفال نتركهم في البيت ولا نستطيع ترك المنزل ساعات طويلة اضافة الى ذلك نحن نرتدي ملابس كثيفة واغلبها ذات اللون الاسود والذي بطبيعة الحال يكون ممتصاً للحرارة والعباء من جملتها وهو يشكل عبئاً اضافياً علينا. (انتهى) وهنا تذكرت قولاً للفيلسوف اليوناني (افلاطون) الذي كان يحمد ربه على ثلاثة اشياء: (بأنه خلق يونانياً وليس بربرياً، وخلق حراً وليس عبداً، وخلق رجلاً وليس أمرأة). ومن هذا الموقع نوجه نداءً الى افلاطون ونقول له: اشكر ربك بكرة وأصيلاً أن لم يخلقك امرأة عراقية.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |