متى يشعر الوالدان بالذنب تجاه أبنائهما؟!

 

استطلاع: لقاء الربيعي (عضوة في بنت الرافدين) / بابل

عزيزي المربي

هل شعرت يوما بالذنب تجاه أسلوب تعاملك مع أبنائك؟ وكم مرة راودك هذا الشعور؟ وماذا فعلت للتخلص من هذا الإحساس؟.. آباء وأمهات فتحوا قلوبهم وتحدثوا بصراحة لبنت الرافدين، وكانت هذه اللقاءات

 

العصبية

تبدأ الحديث (أم أحمد) قائلة: في كل مرة أغضب من أبنائي وأتعامل معهم بعصبية أشعر بالذنب تجاههم ويتنامى لدي هذا الشعور عندما أعلم فيما بعد أن لا ذنب لهم في الموقف، فأبدأ بالتسامح معهم وإفهامهم أني قد أخطأت في حكمي.

 

الأب الغائب

أما (أبو جاسم) فيقول: إن انشغالي التام في عملي وبعدي عن المنزل لفترات طويلة يشعرني بالذنب تجاه أبنائي فأنا لم أعد متواجدا بينهم لأحل مشاكلهم وأستمتع بالحديث معهم.. وألقي كل هذه المسؤوليات على والدتهم التي أصبحت تقوم بدور الأم والأب معاً.

 

التدريس

(ام محمد) تقول: أنا شخصياً أشعر بذنب الكبير عندما لا أقوم بتدريس أبنائي استعدادا للامتحانات وأحمل نفسي مسؤولية كبيرة ويتنامى شعوري بالذنب عندما تكون نتائجهم الدراسية غير جيدة.. فهذا التقصير يشعرني بذنب كبير... أحاول تداركه في السنوات المقبلة.

 

ضعف البصر

وتشارك (أم اشراق) قائلة: لم أشعر بالذنب في حياتي يوماً بقدر ما شعرت به عندما قال لي الطبيب إن ابني يعاني من ضعف البصر الناتج عن قضائه فترات طويلة أمام شاشة التلفزيون، مما جعلني أشعر بالذنب من رأسي لأخمص قدمي وبدأ تأنيب الضمير يأكلني، فأنا لم أكن حاسمة في تحديد أوقات معينة لابني كي يشاهد التلفاز، فإهمالي هذا هو السبب في ضعف بصر ابني وارتدائه النظارة الطبية وهو لا يزال في الخامسة من عمره.

 

الضرب

وتعبر (أم حسن) عن شعورها بالذنب قائلة: ابني يبلغ من العمر (3 سنوات) لكنه عنيد جداً ولا يسمع كلامي فأضطر لضربه عندما يغضبني ولكني ما أن أرى الدموع في عينيه حتى أشعر بالألم يعتصر قلبي وأشعر بالذنب لأنني دائماً أتعامل معه بقسوة ثم أعقد العزم على أن أتمالك نفسي في المرة القادمة.. لكن دون فائدة!!

 

التفرقة

أما (أبو عبدالله) فيشارك قائلاً: وهبني الله ستة أبناء أحبهم جميعاً وأسخر كل وقتي لإرضائهم والجلوس معهم والتقرب إليهم لكن في بعض الأحيان ودون قصد أجد نفسي أفضل الابن الكبير عن باقي إخوته إما بشراء شيء يحبه أو اصطحابه دائماً معي أو الافتخار بعمل قام به أي أنه أصبح مميزاً عن إخوته وهنا أشعر بالذنب تجاه أبنائي الآخرين فأحاول التراجع وتعويضهم عن تقصيري معهم.

 

ابنتي المراهقة

تقول (أم علا): من أصعب المواقف التي مرت بي وشعرت فيها فعلا بالذنب والتقصير هو عندما جاءتني ابنتي يوما وقالت لي إنها بلغت وأن زميلاتها في المدرسة ساعدنها وتحدثن معها وأفهمنها ما هي (الدورة الشهرية) وكيف تتصرف، وهنا لمُت نفسي كثيرا.. كيف لم أحدث ابنتي عن مظاهر سن البلوغ، كيف لم أكن أنا أول من يدلها ويحدثها ويثقفها بطريقة سليمة وصحيحة، كيف لم أضمها إلى صدري وأخفف من روعها لتجد عندي الرد على جميع تساؤلاتها؟! وما زال شعوري بالذنب والندم تجاه ابنتي يزيد يوماً بعد يوم.. فأشعر بأنها لا تصارحني في أمور كثيرة وأنها تفضل إخبار صديقاتها عن أسرارها ومواقفها، لكنني سأظل أحاول التقرب منها وبناء علاقة صداقة بيني وبينها علَّ شعوري بالذنب تجاهها يخف يوما.

 

الطلاق

ويحدثنا (أبو جمال) قائلا: بعد انفصالي عن زوجتي وتشتت الأبناء بيني وبينها بدأت أشعر بالذنب تجاههم لما يعانونه من انعدام الاستقرار الأسري خصوصاً بعد إجبارهم على الإقامة معي بحكم من المحكمة.

 

زوجة أب

ويستطرد (أبو جمال) قائلا: ومما زاد شعوري بالذنب أيضاً هو إساءة معاملة زوجتي الجديدة لأبنائي حيث كانت دائماً تظهرهم لي بصورة سيئة وتتهمهم بسوء الخلق ونعتهم لها بألفاظ نابية، ولكن بعد تكشّف الأمور عرفت أنها هي التي كانت تسيء معاملتهم وتضربهم في بعض الأحيان، ولكي أتخلص من هذا الشعور القاتل انفصلت عنها وكرست كل حياتي لأبنائي لأعوضهم عما سببته لهم من آلام

 

لا نتحدث

أما (أم عبدالعزيز) فتقول: تعودت أنا وأبنائي على الجلوس يومياً للتحدث والمناقشة والحوار أثناء شرب الشاي عصراً، لكن في بعض الأوقات أنشغل عنهم سواء داخل المنزل أو خارجه إما بأمر طارئ أو ظروف خارجة عن الإرادة، قد تدوم فترة من الوقت، وهنا أشعر بالاشتياق لهذه الجلسة وهذا الحديث الشيق كما أشعر بالذنب والتقصير تجاههم علماً بأنهم لا يجتمعون إلا إن تواجدت معهم مما يضاعف شعوري بالذنب

 

لا للشكليات

وفي هذ الصدد تشاركنا الدكتورمهاعودة برأيها قائلة: إن الاهتمام بتوفير النواحي المادية مثل: الطعام والشراب والملبس واللعب طغى على اهتمام الوالدين بغرس القيم والآداب والسلوكيات والمعاني الفاضلة في نفوس أبنائهما، بل أصبح الهم الوحيد لديهما ارتداء أحسن الملابس، والأكل في أفضل المطاعم، وشراء أغلى الألعاب، ولم يعد الاهتمام بنفسية الطفل وتعويده على السلوكيات الصحيحة هاجساً لديهما وأصبحا غير حريصين على أن لا يشعر الابن بأنه أقل من غيره وهذا هو الخطأ.. فأنا كمربي لابد أن أبتعد عن الشكليات وأهتم بالأخلاقيات فلا أشعر بالذنب إذا لم أشتر لابني ملابس غالية أو لم نسافر في العطلة الصيفية، أو لم يشتر لعبة جديدة يمتلكها أصدقاؤه ،ولكن يجب على الوالدين أن يشعرا بالذنب إذا لم يكن ابنهما حريصاً على الصلاة، أو ناجحا في دراسته، أو أنه كاذب مهمل، غير متميز، اهتماماته تافهة، لا يمتلك هدفا في الحياة يسعى لتحقيقه، لذلك لابد للوالدين أن يعيا دورهما التربوي في حياة أبنائهما وأن يهتما بالأخلاقيات ويبتعدا عن الشكليات ولا يحاولان المغالاة في تعويض أبنائهما إذا شعروا بالذنب تجاههم كي لا يستغل الأبناء هذه النقطة استغلالا سلبياً يعود بالضرر على الأسرة..

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com