|
العنوسة شبح يطارد الشباب
زهراء سعدي (عضوة في بنت الرافدين) / بابل
وهي ظاهرة اصبحت منتشره هذه الايام وتعني تقدم المرأة او الرجل في السن بدون زواج، قد تكون اسباب عدم الزواج كثيرة منها كثرة الحروب او عدم رغبة المرأة او الرجل في الزواج لاسبابهما الخاصة وكذلك بعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي برزت افرازاتها على المجتمعات الشرقية المتعصبة. وظاهرت العنوسة اثقلت كاهل المرأة والرجل وارعبت النساء اكثر من الرجال فالمرأة بعد بلوغها العقد الثالث اومنتصف العقد الثالث تبدو متشنجة في كل تصرفاتها بسبب الظاهرة على الرغم من ان معظم افراد المجتمع العراقي مؤمن بالقسمة والنصيب. تقول الانسة (ح) طبيبة اختصاص اطفال، يبدو عليها الشباب تتميز بوفرة الجمال فهي بيضاء البشرة عيناها خضراوتان والشهادة العالية وهي من عائلة ميسورة الحال ومن اصل عريق، عن سبب عدم زواجك لهذه المرحلة من العمر؟ عندما كنت في الكلية كان الشباب يتقدمون لخطبتي، انا ارفضهم لعدم اكمالي دراستي وبعدما تخرجت وضعت شروطا لزواجي ومنها يجب ان يكون لديه نفس شهادتي او أعلى منها وكذلك ان يكون بسني, وكذلك اريد منزل خاص بي قريب من اهلي وكذلك يتميز بالجمال والدين ولم يأتني مثلما اريد وانا سعيدة بوضعي ولم أبال بعدم زواجي, ومازلت اريد شاب بهذه الشروط ولم اتنازل عنها. اما السيد ابو عامر مدير حسابات متقاعد وهو في العقد السادس من العمر اسمر التجاعيد بدت واضحة في جبهته واسفل عينيه وهو طويل القامة اسمر اللون. فيقول للعنوسة اسباب عديدة منها متوارثة من الاجداد والعادات والتقاليد مثل النهوه وغيرها فبامر ابن العم تبقى الفتاة عانسا وحسب مزاجه لايمكن لها ان تتزوج غيره كما انه بعضاً من عائلات مجتمعنا لايمكن ان تتزوج الا ابن احد من عشيرتها وعلى الاخص السادة العلويين ومن المعروفين بتصلب الرأي او ان تتزوج العلوية من العشائر الاعلى من عشيرتها بالسيدية, كما للفقر والعازة يضيفان اسبابا اخرى للعنوسة اما معالجة العنوسة برأي السيد ابو عامر فهي زيادة الثقافة الدينية والعلمانية للعوائل العامة وتثقيف الفرد بالاخلاق الحسنة وحب الناس للخير وعدم التقيد بالعادات القديمة السيئة ومعاملة الناس كلهم سواسية كما قال الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) (الناس سواسية كأسنان المشط) ولافرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى وكذلك المركز الاجتماعي مثل ان ابنة الاغنياء لاتتزوج من ابن الفقراء وكذلك ابن الاغنياء لايتزوج الا من الاغنياء وهكذا وكذلك التحصيل الدراسي كالطبيبة مثلا لا تتزوج الا ذو ثقافة عالية. اما رأي السيدة ام رسل تعمل مدرسة في العقد الرابع من العمر بيضاء اللون صفراء العينين متوسطة القامة. فتقول العنوسة ظاهرة اصبحت منتشرة خاصة في هذه الايام بسبب قلة عدد الرجال مقارنة بعدد النساء لتعرضهم للقتل من جراء الحروب او السيارات المفخخة او ما شابه ذلك وكذلك تردي الحالة المادية للشباب ما يجعلهم غير قادرين على فتح بيوت لهم. وعند حديثي مع السيدة ام رسل شاركتني الحديث معها السيدة ام اماني وهي ربة منزل في العقد الثالث من العمر حاصلة على دبلوم فني سمراء البشرة قصيرة القامة مدورة الوجهه: - عدم السعي في تسهيل الامور من قبل المؤمنين في الجمع مثلما يقال في (الجمع بين رأسين على وسادة واحدة) كما قال سيد الوصين الامام علي (عليه السلام)، (أفضل شفاعة ان تشفع بين اثنين) فدعوتي الى كل الخيرين بتقريب هذه الفجوة البعيدة وذلك من خلال وضع البنات العوانس والذكور العزب واسباب تاخرهم عن هذا النبأ العظيم الذي قال عنه الرسول العظيم (صلى الله علية واله وسلم)، (ما بني في الاسلام بناء خير من زواج)، وانا بكل صراحة مشجعة على هذا المشروع ومستعدة ان اقابل كل من يرغب في الزواج ويلقى الصعوبات. اما السيد ابو علي مسؤل اجتماعي في دوائر الدولة وهو في العقد الثالث من العمر لديه قليل من التجاعيد في جبهته اسمر اللون حاد الصوت متوسط القامة وكان رأيه في هذا المضمار: اسباب العنوسة كثيرة منها رفض الفتاة للزواج لاسباب عديدة قد تكون شخصية او بعدم تقدم الازواج الجيدين, اوبالشروط التي يفرضها الاهل على كاهل الشاب من مهورغالية او بيوت فخمة او ملابس باهضة قد يكون هذا سبب في تأخير البنت عن الزواج او بعدم خروج البنات من البيت للدراسة او للعمل بالاضافة الى تفضيل الشباب للبنات العاملات لمساعدتهم في المعيشة. الاسباب السابقة خاصة بالنساء اما اسباب الرجال براي السيد ابو علي، قلة عدد الرجال بالنسبة للنساء وكذلك الحالة المادية للرجال فمثلا يتخرج الطالب من الجامعة في عمر 22 سنة فما فوق فيجد عدة مشاكل تواجهه أولها البطاله بسبب عدم وجود فرص عمل وقد تستمر هذه لسنوات وقد يكون هو عالة على اهله وياخذ مصرفة منهم وقد يكون دخله غير جيد لايكفي لفتح بيت بالاضافة الى ان قد تكون حالة اهله غير جيدة وايضا نلاحظ ارتفاع جنوني اسعار ايجار البيوت وحتى لو فرضنا تعين فيكون دخله قليل وهو لايكفي لايجار بيت فمن اين يصرف على بيته لا يستطيع الزواج الا عندما يكون عمره 30 عاماً وعندما يأتي التي يعرفها ويعرف اخلاقها وشخصيتها يجدها مثله اصبح عمرها 30 عاماً ايضا من غير زواج وبذلك يفكر بالزواج من اخرى اصغر من التي يعرفها وبذلك تضاف الى قائمة العوانس, ومن اسباب العنوسة ايضا هو لجوء بعض الشباب من التزوج بالاجنبيات اللواتي لهن حسن المظهر الخارجي من الجمال وسوء التصرفات والاخلاق اي سوء المظهر الداخلي حتى وجب زواج ابناء البلد من بنات البلد كما في بعض البلدان العربية ونلاحظ بعض البلدان تعطي الجنسية من الذين يتزوجون من بنات ذلك البلد. وبذلك يشكل سفر الشباب الى خارج البلد بحثا عن المعيشة وفرص العمل قد يلجئ للزواج من الاجنبيات للحصول على الجنسيه الاجنبية ويحصل على حقوق ابن ذلك البلد. من الاسباب ايضا هرب الشباب من المسؤلية والخوف من انقطاع العمل بين ليلة وضحاها وخصوصا اصحاب الاعمال الغير ثابتة والمنقطعة كعمال البناء وهذا ناتج من عدم الثقة بالله تعالى. اما بعض الشباب الغير ملتزمين اخلاقيا تراه لايفكر بالزواج ويتجه الى سبل اخرى الاعندما يكبر فيندم على مافاته من العمر او قد لايتزوج, ومن الاسباب الاخرى استمرار بعض الشباب بالدراسة دون تعيين فيدرس الماجستير ومن ثم الدكتوراه ويستمر بطلب العلم حتى يبلغ 40 دون زواج واحيانا لايتزوج اطلاقا. وكذلك سوء الوضع الامني بالنسبة للعراق ونزوح عدد كبير من العوائل الى خارج االقطر, وخوف بعض العوائل على بناتها فلن تمسح لهن باكمال الدراسة او العمل مما يقلل فرصة خروجهن خارج المنزل وهذا بالتالي يقلل لهن فرص الزواج, وكذلك عزوف بعض الشباب عن الزواج من الفتيات ذوات الحالة المادية العالية خوفا من الرفض, ومن الفتيات ذوات الحالة المادية الضعيفة جدا خوفا من المشاكل التي يسببها الفقر واختلاف الطبقات. اما راي السيد (م- ك) وهو طبيب بيطري في العقد الخامس من العمر طويل القامة نحيف الجسم اسمر اللون حاد النبرة. فيعزي اسباب العنوسة الى عدم الالتزام بالدين بخصوص ضرورة الزواج واكمال نصف الدين, وكذلك الاوضاع الاجتماعية للعائلة وتاثيرها على نفسية المرأة, والاخذ بنظر الاعتبار النموذج السيئ للزواج عند اقرانها او اخواتها او جيرانها وكذلك التطلع الى جمع المال وخصوصا عند النساء المدعيات للتحرر وعدم ايجاد الوقت الكافي للتفكير بالزواج حسب تبريراتهن. وكذلك من اسبابها ايضا غلاء المهور والشروط التعجيزية الموضوعة بوجهه الشاب ما يؤدي الى العزوف عن الزواج اما وقتيا او فترة طويلة (وهو بهذا الراي يطابق راي ابو علي), وكذلك انتشار مظاهر الفساد الاخلاقي وانحسار الثقافة الاسلامية في مجال تاديب الشباب او الشابات وقد يؤدي وجودها الجزئي الى غياب الموجة الفعالة, ومن الاسباب ايضاً انتشار بعض الثقافات المستوردة التي تبيح للمرأة الحرية كما يسمونها بأختيار الشريك او عدم الاختيار وهي سائدة ضمن ايديولوجيات مدروسة باطار ثقافي مقبول. والتسلط واستبداد احد افراد الاسرة بغياب الاب مثلا والا تحكم بمصير الفتاة او ارتباط زواجها بزواج احد من الاسرة المقابلة اوالاستحكام ببعض عادات العرب مثل (النهو) وغيرها, مما يجعل الفتاة ملتحفة بسواد الماضي المتخلف والبعيد عن تعاليم الاسلام (وهذه وجهه النظرتتشابة مع وجهة نظرالسيد ابو عامر). ومن كادر الجامعة راي السيد احمد كاظم طالب في كلية الادارة والاقتصاد وهو شاب في العقد الثاني من العمر حيث يعزى اسباب العنوسة الى: مبالغة النساء في وصف شركاء حياتهم فيبقين عمرهن ينتظرن صاحب هذه المواصفات, وكذلك مبالغة النساء في شروطهن (يطابق رأى السيد ابو علي) وكذلك البطالة المتفشية في العراق التي تؤثر على دخل الفرد العراقي مما يجعلة غير قادر على الزواج, واما معالجتها حسب راي السيد احمد كاظم هوعدم المغالات في المهور والمبالغة في وصف الشريك، اما المعالجات الاخرى هي فتح التعينات وزيادة رواتب الموظفين. اما السيدة (س ) استاذة في كلية العلوم وهي في العقد الثالث من العمر سمراء اللون متوسطة القامة كان رأيها في اسباب العنوسة: هي الظروف الاجتماعية والثقافية التي تحيط الفتاة ومستواها الثقافي ومستواها المعاشي وكذلك رفضها المستمر للزواج وعدم اقتناعها في الزواج والحالة المادية ايضا تؤثر في نسبة العنوسة والاختلاف في طبقات المجتمع وهجرة الشباب الى الخارج (بهذا الرأي تطابق رأي السيد ابو علي), وكذلك الظروف الامنية التي يمر بها البلد من قتل وخطف وبالتالي يؤدي الى قلة عدد الشباب. اما رأي السيدة ام ايسر ومهنتها محللة طبية والسيدة ام حسين ربة بيت فرأيهما يتطابقان في سبب العنوسة الحروب وبالتي تاخذ بالازدياد في البلاد. اما رأي الشيخ باقر القريشي في سبب العنوسة، فيقول الشئ الخطير الذي يهدد كيان الاسرة في جميع انحاء العالم هو تضاءل نسبة الزواج وانخفاضه الى حد كبير, فأن الحضارة المادية الحديثة قد جعلت المرأة متاعا رخيصاً, وسلعة مبتذلة, حتى امتنع الكثير من الشباب عن الزواج لان ما ينشدونه من المتعة الجنسية قد صار بمتناول ايديهم, لماذا يقدمون على الزواج ويعانون اعباءة واثقاله؟ ويقول الشيخ بهي الخولي: (يمتنع الشباب عن الزواج لانه قيد يحجزه عن تخوض فيما شاء من لذة متجددة, قد اقبلت عوامل التطور الحديث على الكثير من المجتمعات الغربية بحريات واسعة في الفكر والقول والعقيدة والسلوك الخاص, وانشأت لهم اهدافا في المال, والمنفعة واللذة الجنسية تعارض ما كان لهم من اهداف روحية, ومقايس لمعاني العرض والعفة, وصار لكل منهم حريتة الواسعة في حياته الخاصة يفعل منها ما يريد دون رقابة من قانون او حرج من عرف بل يفعل ما يريد بتحريض من العرف وعطف من المجتمع. وكان من ذلك ان تفجرت الشهوات وسيادة عبادة الجنس, وراح جنون اللذة يستبد بالشباب من افراد تلك المجتمعات, فرؤا في الزواج قيدا من حرياتهم في ابتغاء ما يريدون, فنبذوا حياة الاسرة وركنوا الى المخادعة, كلما فترت رغبة احدهم في خليلته او فترت رغبتها فيه انصرف كل منهما عن صاحبه الى حيث يجد اللذة في رغبة جديدة وشوق اشد.... ولا شك في ان ذلك يقضي في قلة النسل اي تناقص عدد السكان وضعف الامه في مقوماتها المعنوية وقد ظهرت اثاره السيئة منذ عشرات السنين في بعض البيئات الاوربية واخذت في الازدياد والاتساع حتى شملت الكثير من الدول.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |