عندما تصطاف المرأة العراقية على حافة التنور؟!

 

اعداد: سارة خيري

تصوير: احمد الطائي

 

ها قد اطل الصيف من جديد بشمسه الحارة ونسائمه اللاهبة ليعطي الارض لونا اخر ويلبسها حلة جديدة .... ان فصل الصيف يعتبر فصلا للراحة والاستجمام لاغلب العوائل في مختلف بلدان العالم ففي فصل الصيف تكون العطلة الصيفية التي تعطى للطلاب بعد فصل الدراسة في اغلب بلدان العالم وهربا من حرارة شمس الصيف يلجأ معظم الناس الى اماكن تعتبر الاكثر برودة في بلدانهم او في بلدان العالم الاخرى فنلاحظ اغلب الناس يحزمون امتعتهم وياخذون الاجازات طويلة الامد ويذهبون الى اماكن الاصطياف... فاما يتوجهون نحو البحر او يذهبون الى الجبال حيث الطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة والجو المعتدل. ونرى معظم النساء في العالم عندما ياتي فصل الصيف تنصب اهتماماتهن حول اي الاماكن يقصدن او ماذا يفعلن خلال فترة الصيف؟! او ماذا يوفرن لابناءهن من وسائل المتعة والترفيه خلال فترة اجازتهم بعد انقضاء فترة الدراسة المتعبة للاطفال واهلهم؟...

فاين المرأة العراقية من كل هذا؟! ... وماهي اهتماماتها خلال فترة الصيف؟! فان الصيف في العراق مختلف عنه في باقي الدول فقد تصل فيه معدلات درجات الحرارة في بعض الاوقات الى ما فوق (45) درجة مئوية وخصوصا في شهري (تموز واب) ...

فحين تفكر معظم نساء العالم في كيفية توفير فرص الراحة والاستجمام لاولادهن خلال فصل الصيف نرى ان جل اهتمام المرأة العراقية هو توفير الظروف المعيشية المناسبة لاطفالها من اجل ان تقيهم حرارة الصيف القاتلة في ظل ظروف صعبة حيث لايوجد ماء او كهرباء .....ومن اجل معرفة هموم المرأة العراقية خلال فترة الصيف قامت بنت الرافدين بطرح عدة اسئلة على مجموعة من النساء العراقيات لمعرفة همومهن ومعاناتهن في فصل الصيف واول من اجابتنا كانت السيدة ام زهراء (ام لاربعة اولاد).

قالت لنا بمرارة: (تصوري صيف بدون مبردة وماء بارد ...انقلي هذا التصور الى اي امرأة في العالم وانظري بماذا ستجيبك؟!) واضافت ام زهراء ايضا: (مايؤلمنا مايراه اطفالنا في الفضائيات وخاصة الخليجية حيث يرون الاطفال هناك في مدينة الالعاب او المراكز السياحية وغير ذالك وهو يعاني من حرمانه لابسط حقوقه وهو اللعب في الشارع لان شارعنا غير امن).

اما السيدة ام محمد فقد قالت: (اود ان اذكر المعاناة التي تتحملها كل ام جريحة وكل مربية فاضلة وهي عدم وجود الوسائل الترفيهية المناسبة لاطفالها الاعزاء.... ونحن بحاجة الى الكهرباء لكي يستمتع ابناؤنا في عالم الانترنت والكمبيوتر التي هي من الواجب ان يتعلموها لكي تنمي عقولهم وتقوي الشخصية لديهم مع العلم ان اغلب العوائل العراقية لاتملك الامكانية لشراء جهاز الكمبيوتر ولو من النوعية القديمة.... حيث يقضي الاطفال اوقات الفراغ اما بالرسم او بالقراءة او مشاهدة التلفاز).

السيدة ام ليث قالت: (لدي ولد في الصف السادس الابتدائي واستغل هذه الفرصة التي اعطيتوها لي كي اتحدث بصوت عال واعتب على كل المسؤوليبن الذين لم يراعوا وضع اطفالنا واسرنا في هذه الظروف الصعبة حيث كانت الاسئلة صعبة وفوق طاقة الطلاب مع كل مايعانوه من انقطاع التيار الكهربائي والرعب في الشارع ، كيف يمكن للاطفال في هذه الظروف الدراسة فاذا بالاسئلة تاتي قاسية جدا ، ابني مكمل بالانكليزي والرياضيات ليس هو بل اكثر طلبة السادس ... كيف سيدرسون بهذا الحر ونحن لانملك ثمن شراء المولدة وحتى العوائل التي تملك القدرة على شراء المولدات يعانون من شحة البنزين وكثرة عطلات المولدة ... صيفنا جهنم ولا احد يرحمنا).

اما السيدة كريمة صالح ام لطفلة رضيعة قالت:

(معاناتنا في الصيف الكهرباء .... ابنتي عمرها ثلاثة اشهر ، برنامجنا في البيت (المهفة) لاننا لايمكن ان نتركها هكذا ... ولانستطيع شراء مولدة لان وضعنا المالي لايسمح، اهم شيء عندي هو المحافظة على ابنتي في هذا الجو الحار).

والسيدة ام هبة قالت:

(ان اكثر ما نعانيه خلال فصل الصيف هو انقطاع التيار الكهربائي والذي ادى بنا الى شراء المولدات الكهربائية الصغيرة والتي تعمل على البنزين ولكن الازمة لم تنته بسب شحة البنزين وارتفاع سعره .

كذالك المولدات تتعطل بسرعة واصبح همنا اليومي المولدة مابيها بنزين والمولدة عاطلة ،فعن اي برنامج صيفي تتحدثين)؟!

اما السيدة وفاء ابراهيم قالت: (اطفالي يقضون اوقاتهم في النوم الزائد ومتابعة التلفاز اكثر من المعتاد مما يؤدي الى الضجر ، ومعاناتي هي التفكير في كيفية الخروج الى الاقارب وانا لااحب الخروج الزائد من البيت ولم اضع اي برنامج لاني لم استطع السيطرة على اي وضع لان الكل في عمر المراهقة وهو عمر العناد).

اما السيدة منى ابراهيم التميمي قالت (ان معاناتنا في فصل الصيف هو اننا لانجد مكان لترويح النفس سواء للكبار او للصغار على الاخص فستجدنا نحتار اين نقضي الصيف هذا العام لانه لا الظروف المادية تساعد ولا ظروف الحياة العامة تعين كذلك يقضي الاطفال اوقات الفراغ في الصيف في اللعب بالاتاري واحيانا بالرسم دون تغييرها الى هواية يحبونها لانه لاتوجد وسيلة اخرى لقضاء وقت الفراغ ولقد وضعت برنامج للترفيه في العطلة اتمنى ان ينفذ ، اذا تحسنت الظروف المادية في المستقبل).

اما السيدة ام احمد قالت: (اكثر ما تعاني المرأة هو الحر الشديد وعدم وجود اماكن ترفيهية كاماكن الاصطياف وا ن وجدت مثل هذه الاماكن فهي غالبا ما تكون مكلفة بالنسبة للمواطن العادي كذلك نعاني من انقطاع التيار الكهربائي واكثر ما يكون تواجد الاطفال داخل المنزل نظرا لشدة الحرارة يقضون وقتهم في مشاهدة التلفاز وفي بعض الاحيان يذهبون لزيارة الاقارب وبعض الاصدقاء كما لم اعد برنامج للصيف وذلك بسبب عدم توفر اماكن ترفيهية للاطفال وان توفرت فلا نستطيع اصطحاب الاطفال اليها بسسب عدم توفر الامان).

اما السيدة زينب كاظم عبد قالت: (يقضي اطفالي معظم الاوقات في العمل لكسب العيش وتوفير المصاريف الدراسية للسنة الجديدة).

وام هناء قالت لنا: (اطفالي واطفال الجيران يقضون اوقاتهم في اللعب بالشارع، لا يوجد مكان آخر يروحون به عن انفسهم ... وهذا الشارع ايضا نخاف منه عندما تشتد حملات الارهابين علينا... لان بقائهم في البيت يعني الكثير من المشاكل بينهم اضافة الى جلوسهم على التلفزيون بشكل غير طبيعي، لذلك افضل لعبهم في الشارع على ما فيه من مخاطر تربوية وصحية على الجلوس الى التلفزيون).

هذه نماذج من صور كثيرة تزخر بها حياة المرأة العراقية المنتمية الى ارض الحضارات والخيرات .

فتحية للمرأة العراقية... في الوقت الذي تصطاف به نساء العالم على شواطيء البحر او تنعم بمظاهر الحياة ومباهجها، تصطاف المرأة العراقية على حافة التنور وهي تجهز رغيف اولادها وفي راسها تشتعل الف فكرة والف خوف.

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com