الانتخابات العراقية والمراة البابلية  

 

اعداد: لقاء الربيعي

تصوير /مسلم المعموري

منظمة بنت الرافدين / بابل

قد يسبق الصمت الكلام وقد تسبق الصورة الحدث وقد تتنافس المفردات فيما بينها وتتسارع لتقف اجلالا لتصوغ اجمل العبارات والجمل لتوصف ولتعبر عن عظمة يوم الانتخابات واثره الفعال في النفس البشرية العراقية . وفي هذه المرحلة يمر عراقنا العزيز بتجربة فريدة من نوعها لطالما منها حرم شعبنا الذي بات دوره مهمشا ومغيبا لفترات طويلة في ظل حكم جائر عن ممارسة حقه في أ نتخاب ممثليه لادارة هذا الوطن الغالي . وقفت المراة البابلية الى جانب اخيها الرجل في يوم عرس العراق ...... عرس العراقيين لتظمن معه حقها في بلدها ولتؤمن لمستقبلها ومستقبل اولادها وعلى اوسع الضمانات .

كان لنا هذا الاستطلاع في محافظة بابل ( الحلة ) وقد تجولنا في عدد كبير من الاقضية والنواحي التابعة لها لنارك المرأة البابلية فرحة عرسها الكبير واخذن اخواتنا يسردن مشاعرهن بأجمل العبارات المطرزة بالفرحة الغامرة على وجوههن وهن يدلين بأصواتهن .

وقفتنا الاولى مع الاخت (ميادة حسين25سنة موظفة ): أذ حدثتنا قائلة قد يعجز اللسان ولا تفي كل العبارات حق هذا اليوم الكبير الذي حرمنا من عيش لحظاته والاحساس بها لفترات طويلة قضيناها تحت حكم جائر استباح ما استباح من الحرمات وكان شعاره هدم القيم وتخريب الانفس وهدر الدماء لم يعرف للحرية طريقا ولم يطرق لها بابا بل اغلق كل الابواب التي تمت بصلة للتحرر او التعبير عن الرأي والديمقراطية. لكن بحمد الله جاء هذا اليوم الموعود الذي كنا بأنتظاره وعلى احر من الجمر وانتظرناه كما نتنظر الام وليدها وخصوصا مجيئه بعد ولادة عسيرة ابارك عبر هذا المنبر لكل عراقية وقفت اليوم الى جانب اخيها الرجل لتسجل حظورها ولتدلي بصوتها الاغلى من الذهب لتشعر بعمق اصالة هذا اليوم واهميته في بناء وتحديد مصيرها ومصير الاجيال القادمة .

بينما نعيش اجواء هذا اليوم الذي تدمع له العيون فرحا وترقص المشاعر ابتهاجا هنا سرق انظارنا مشهد جميل لمرأة عجوز قد بلغت من الكبر عتيا لتدلي بصوتها وهي تحمل معها دوائها ومرضها وأهاتها وتحبو كأالاطفال  نحو صندوق الاقتراع . كانت لنا هذه الوقفة مع الحاجة ام حيدر 65سنة اذ حدثتنا عن مشاعرها  في هذا اليوم قائلة وبعباراتها ( اليوم تشافت مني العلل وغادرتني الاوجاع اليوم بعث ابنائي الشهداء من جديد ) واكملت قائلة اليوم اشعر ان اولادي الاربعة قد حققوا ارادتهم وهدفهم الذي من اجله ارخصوا دماءهم الشريفة في سبيل هذا الوطن الغالي هم من ذهبوا ضحايا للدين وقربانا الى وجه الله تعالى هم ضحايا المقابر الجماعية .

واضافت الاخت (زينب المعموري 30سنة ) احد مراقبي صندوق الاقتراع قائلة :

من خلال وجودي في هذا المركز لا حظت مناظر جميلة ومشرفة من الاخوات العزيزات اللواتي جئن للادلاء بأصواتهن فهنا جاءت أمرأة وترتكز على يديها عجوز كبيرة السن وتقدمت نحو صندوق قائلة لي هذه والدة زوجي وهي بكبر سنها كانت الحافز الذي يدفعنا بالتوجه الى صندوق الاقتراع تحفزنا عن طكريق اناشيدها وهتافاتها واهازيجها وابياتها الشعرية القديمة والجميلة التراثية الاصيلة المستوحاة من حب الوطن . ومن جهة اخرى هناك امأة تحمل دوائها وهي خارجة من المستشفى الى المركز ذلك الدواء الذي يساعدها على التنفس اذ انها مصابة بمرض الربو لكنها تحدت اوجاعها والامها وجاءت لتدلي بصوتها وتشفي عللها بوضع اصبعها في الحبر الازرق الذي هو بنظرها اشبه بدواء لدائها .

كما حدثتنا الاخت (نظال طارق ) ام لسبعة اطفال قائلة : والله انه يوم فرح كبير بل يوم عيد عظيم لم يغمض لنا جفنا طوال الساعات الماضية كلنا لهفة انتظار ساعة الانتخاب فهذا هو زوجي ادى صلاة الفجر مع اولاده واخذ يساعدني في تهيئة اولاده الصغار وتحضيرهم وترتيب ملابسهم وكأنه يوم العيد حيث قد وعدنا بأنه سنذهب جميعا الى مراكز الاقتراع ليشاهدوا ويعيشوا لحظات حرمنا من عيشها ومنذ سنين طويلة وفعلا جئت اليوم مع اولادي وزوجي وهم مستبشرون اكثر منا وطلبوا وضع ايديهم بالحبر ليكون هذا الحبر بمثابة رمز مشرف يتشرف به صغيرنا قبل كبيرنا.

وكان لنا هذه الوقفة مع الاخت (سعاد محمد /مدرسة الفيزياء40سنة) حدثتنا قائلة :

ان يوم الانتخابات هو ملحمة تأريخية تضاف الى الملاحم التأريخية المجيدة التي سطرها ابناء شعبنا منذ سقوط النظام البعثي الفاشي والتي بدأها منذ الملحمة التاريخية الاولى في الانتخاب يوم 31/كانون الاول ومرورا بأنتخاب الدستور وانتهاءا الى يومنا هذا . نحن جئنا النساء في ناحية ابي غرق اليوم بحفل زفاف كبير لنصوت على مستقبلنا الذي نرجو من العلي القدير ان يكون ضمانا لعيش اولادنا وهو العيش الرغيد ومن اللطيف ان تتناسب في الثورة البنفسجية الثالثة ذكرى ولادة غريب طوس الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام ) لتكون الفرحة فرحتان هذا يوم تاريخي سيبقى في الاذهان لانه رسم بسمة واضحة على شفاهنا وشوكة افقعت اعين الطغاة والارهابيين الذين خسئت افعالهم الشنيعة وسقطت رذيلة اليوم منذ اول صوت ادلي به في صندوق الاقتراع .

واضافت الاخت(سلوى عبد الكريم 24سنة – طالبة في كلية التربية ) قائلة:

اليوم جئنا نلبي نداء المرجعية في انتخابنا  لمن يحقق ثوابتنا ومصالحنا العليا اليوم جئنا نقول الف مبارك للمرجعية وهنيئا لها فوز ارادتنا القوية على قوى الارهاب بعد ان تحدينا كل التهديدات ولم تمنعنا تفجيراتهم وما تطلقه السنتهم من السموم الخبيثة من ان نحقق ونخط بدماءنا علامة تدل على انتخابنا وتحقيق ارادتنا وبهذا نعاهد شهداءنا الابرار بأننا على العهد باقون وان الريح الصفراء الهوجاء التي تقودها الزمر اللعينة لم ولن تثني عزيمتنا التي هي كالجبل الاشم جئنا اليوم وبدون اي فارق طبقي  او طائفي بجميع شرائح مجتمعنا لنصوت على حماية مستقبل عراقنا .

 بسعادة غامرة وبقلوب ملئها الفرح خرجنا بعد اكمال هذا الاستطلاع نتامل بعيون  المرأة البابلية غدج العراق المشرق ومستقبله القادم النير الذي سيرسم لاجيالنا طريق التحرر من كل انواع العبودية والتسلط وليمحو الظلام وليحل النور على ارض موطننا الحبيب ارض علي والحسين (عليهما السلام ) التي تأبى الظلم والجور وهذه هي بداية النهاية للارهاب.    

 
 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com