مقالات في الدستور

 

 

طرح تأجيل "الفيدرالية": خدعة خطرة!

و"الفيدرالية" هي البديل الواقعي للتقسيم

علي آل شفاف

talib70@hotmail.com

 

تتعالى في هذه الأيام القليلة والحرجة المتبقية على حسم القضايا العالقة في الدستور, حشرجات صدور أوغرها بوار مكرها, من جوقة (البعثيين الجدد, وهم ـ عينهم ـ البعثيين القدامى), الذين تسللوا إلى هيئة كتابة الدستور؛ ومن لف لفها, واشتمل بشمائلها, والتحف مخازيها؛ بعد أن نكص (الأبطال) على أعقابهم, هاربين على ضفاف دجلة! لا يدري أحدهم أي ساقيه أسرع لحاقا بالأخرى, أمام أنظار العالم كله! . . بعد أن بانت خيبة هؤلاء (البعثية), وصاروا عارا على العراق . . وبعد أن فقدوا الأمل في سرقة خيرات العراق مرة أخرى . . تتعالى أصواتهم بمناورة اللحظة الأخيرة, خادعين مكايدين:

داعية لتأجيل النظر في إقرار الإتحادية أو "الفيدرالية" باستثناء "كردستان" !!

أو داعية لخدعة ("فيدرالية" المحافظات), وباستثناء "كردستان" ـ أيضا!!

لا ندري . . على من يضحك هؤلاء؟!

بل, أي سفيه ذلك الذي تمر عليهم مثل هذه الخدع والألاعيب؟!

ومن هم أولئك الذين تصل الجرأة بهم ليفرطوا بحقوق الشعب الذي انتخبهم؟!

ومن هم أولئك الذي يستخفون بدماء الشهداء, ودموع الثكالى, وصراخ الجياع, وآهات الفقراء؟!

ومن هم أولئك الذين يجاملون على حساب الدم العراقي الذي يراق؟!

ومن هم أولئك الذين يخضعون لضغوط أمريكا أو العرب, ليداهنوا المجرمين, على مرأى ومسمع من المذابح والمحارق والدمار؟!

بل . . من هم أولئك الذين يتنازلون عن القصاص من قتلة العراقيين, فيتفاوضون معهم ثم يهادنوهم؟!

إن الشعب الذي انكسر عنه طوق الجبروت والطغيان والقهر والظلم, لم ولن يعود ليطوق نفسه بطوق آخر. . فإن فعل, فحري به أن يستعبد ويستذل ويهان!!

 "من يهن يسهل الهوان عليه * * * ما لجرح بميت إيلام"

 

إن جميع الطروحات التي عارضت الإتحادية " أو الفيدرالية" لم تقدم ـ ولو ـ سببا مقنعا واحدا لتقولاتها.

فأغلب دعاواها تتمحور حول أن إقامة الأقاليم (قد) تكون مقدمة لتقسيم العراق. ولكي نتجنب هذه (القد) علينا أن نهيئ العراق ـ مرة أخرى ـ لقمة سائغة للمركزية التي تريد أن تمتص دم العراقيين وخيراتهم ليصبح العراق أرضا يبابا خرابا بلا شعب إلا غربان البعث وصدام. وهذه خدعة ودسيسة ممن يتمنون إعادة عقارب الزمن, أو إرجاع التأريخ القهقرى!! وهو غفلة من حسني النية, ممن وقعوا تحت تأثير الإعلام المعادي للشعب العراقي.

إن وضع العراق الحالي, فيما لو استمر أو ازداد التطهير الطائفي ـ لا قدر الله ـ سيؤدي (حتما) إلى التقسيم. وليس لوحدة العراق وسلامته وأمنه, إلا إقامة أقاليم تتقاسم مع المركز بعض الصلاحيات, لتدير شؤونها بذاتها.

وبذلك, فإنها سوف تقبر أطماع الأفواه الشرهة والجشعة التي تطفلت على أموال الشعب العراقي, لتحولها إلى قصور لليالي الحمراء. أو تبعثرها في أصقاع الأرض, لتشتري بها ضمائر من هانت عليهم ضمائرهم.

تلك الأفواه التي ما إن أيقنت أن الشعب عرف سحت مأكلها, وفساد مشربها؛ حاولت جاهدة تحويل ما بقي من سحتها, مع ما جاءها من دعم من الحاقدين على الشعب العراقي؛ إلى متفجرات وقنابل, تقتل بها شبابنا وأطفالنا ونساءنا وشيوخنا, وتخرب أرضنا, وتدمر مقدراتنا.

 إنها مسؤولية الجميع في التمسك بحكم الأقاليم, الذي ينزع سلطان الطغاة, ويقسم ثروات البلد بالعدل والإنصاف. حيث لا يجوع عراقي ولا يعرى. فيعيش العراقيون سادة في أرضهم, وفي كل بقاع الأرض, بما أنعم الله عليهم من الخيرات.

إنها الفرصة التأريخية في رفع الحيف والظلم عن الشعب العراقي.

فعلى أبناء شعبنا عدم التقاعس عن المطالبة بحقهم.

فلا يكونن البعثي أقوى على باطله, منكم على حقكم.

إن الحقوق تأخذ عنوة, ولا تمنح عطاءا ولا جودا ولا كرما . . فلا يتوقعن أحد أن يمن عليه آخر بحقه.

وعلينا جميعا المطالبة بإصرار على حقنا في إقامة الأقاليم التي تمنع تمركز السلطة بيد عصابة من الأشقياء. ولنقلها بصراحة:

إن نجاح الدستور يعتمد على إقرار حقوق الشعب العراقي, في إعتماد شكل الدولة الأكثر ضمانا واستقرارا وأمانا, وهو "الإتحادية الشاملة".

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com