مقالات في الدستور

 

 

نريد دستورا عصريا لا يعيدنا الى القرون الوسطى

 

الباحث القانوني محمد الموسوي

almosawy1967@yahoo.com

 

لست من الذين يتشائمون من المطالبة بدستور يعتمد الاسلام منهجا عمليا في ادارة المجتمع وسياسة الناس لاني مؤمن ان الله جعل في الاسلام كافة المبادىء العليا التي تستمر معها الحياة، الا انني قد اجد العذر للمتشائمين اذا ما ربطوا التسمية بالواقع الاسلامي بعد وفاة النبي الى اليوم فواقع الحال يشير بما لايقبل الشك الى ان استبدادا مورس وطغيانا استشرى وثروات نهبت والكل من الذين حكموا قالوا نحن مسلمون وهناك من لبس العمائم ليساندهم ..

فاذا كان الحكم الاسلامي  باختيار رجل من قبل اخر او تعيينه ممن سبقه او او ان يستاثر قلة بالاختيارفهذا زمن مضى وتغيرت الاحكام والازمان،واذا كان الحكم الاسلامي كحكم معاوية الذي قتل معارضيه ووصل بالسيف المسلط على العباد او كحكم يزيد الذي حرق الكعبة واستباح المدينة او كحكم اسلافه في البطش والقتل والدكتاتورية او حكم بني العباس الذي ضجت سجونهم بالعراقيين وامتلات الارض بالدماء من سيف الحجاج وغيره او حكم العثمانيين او الصفويين او البويهيين،فانا مع القائل بالتشاؤم مع ادراكي ان ما سلف ذكره من طرق لايعبر عن جوهر الاسلام باستثناء دولة الخلافة الراشدية والتي لاتصلح طريقتها اليوم لانه ببساطه لايمكن ان تنجح الطريقة الا باشخاصها ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وهولاء اموات يرحمهم الله.

ولكي لانعيد الماضي المرير او ناخذ باراء ابن تيمية او غيره لابد ان نعي حقيقة ان الاسلام بيّن مباديء الحكم واصوله وشروط الحاكم من اسلام وعدل ومهنية وخبرة وخيرية ورجاحة عقل وعلم بالقانون والادارة اما طريقة الحكم فهي متروكة لتلائم العصر وحيث ان اختيار برلمان منتخب كسلطة تشريعية أ وانتخاب رئيس للسلطة التنفيذية مع اقرار مبدا الفصل بين السلطات واقرار قدسية حقوق الانسان ودولة المؤسسات لايعارض الاسلام وهو يمثل اضافة الى ذلك انسجاما مع التطور  والرقي الانساني كان لابد من ان يكون مطلبنا دستورا يحمل هذه المباديء التي نرى انسجامها مع جوهر الاسلام دين التسامح والحب وضمان الحقوق..

وان اشترار الاحكام ببلادة من الماضي ومحاولة تطبيقها على الحاضر يكون طعنا في الدين الاسلامي اولا ويمهد لانقلاب شعبي جارف نحو كل ما يبعده عن تاريخ الظلم والاستبداد وكما تعرفون جميعا ان الامركة جاهزة وبقوة للحلول كبديل اذا قرر العقلاء الغاء عقولهم والتمسك بظاهر التاريخ واراء البشر الموتى..وقد اعذر من انذر...اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com