مقالات في الدستور

 

المهمة الاهم..

وليد الحديثي

ma_frhad@yahoo.com

 

بشكل الدستور القادم الذي تعكف لجنة الصياغة على كتابة مسودته هذه الايام منعطفاً تاريخياً مهماً في حياة الشعب العراقي، لأنه يمثل خطوة الانطلاق الاولى التي يجب ان يبدأ منها الجميع لمواصلة مسيرة البناء الديمقراطي وفق أسس محسوبة بدقة تأخذ بنظر الاعتبار خصوصية الشعب العراقي وتوجهاته..

وبالتأكيد فان عملية الاتفاق على مثل هكذا مشروع، مهمة صعبة وشاقة لكنها غير مستحيلة اذا وضعت اطراف العملية السياسية مصلحة الوطن والشعب في الاولوية واستبعدت المصلحة الانانية الضيقة عن طروحاتها، ومن خلال قراءة سريعة للمناقشات التي تدور حالياً حول الدستور، يمكن الاستنتاج ان بعض الاطراف السياسية لازالت متمسكة بشروطها دون تقديم اية تنازلات تذكر ولا حتى اعتماد المرونة السياسية المطلوبة في مثل هكذا نقاشات، الامر الذي يسد الطريق امام التوصل الى حل وسط ويدفع بسفيري امريكا وبريطانيا الى التدخل في المناقشات وفرض ارادة الاحتلال بالكامل على بنود ومواد الدستور، وهذا ما حدث بالفعل؟ن فالاجتماعات الثنائية بين الكتل السياسية وسفيري امريكا وبريطانيا مستمرة، وعلى مايبدو ان هذه الضغوط، سينتج عنها دستوراً مبتوراً، غير مؤهل على حسم الامور الامر الذي سيترك الاوضاع كما هي عليهن وبالتالي فان المواطن وحده هو الى الوحيد.

ان نقاط الدستور المختلف عليها يمكن تسويتها، اذا تحلى الجميع بالحكمة ونظروا الى المستقبل بروح متفائلة، وشرعوا بالفعل على تجاوزها من خلال اعتماد لغة الحوار الهادىء والبناء الذي يجب ان يسهم فيه الجميع دون تغييب او تهميش لاية جهة، لأن العراق للجميع، وان زمن البقاء في الحكم الى مالا نهاية قد ولى، وان من يزرع بذرة خير في هذه الارض المعطاء ستثمر خيراً حتماً، اما من يريد مصلحته فقط او يفكر بكرسيه، فسيكون هو الخاسر لا ريب.

ان على جميع الشرفاء ان يضعوا وحدة العراق نصب اعينهم لأن اقامة الفيدراليات هي البداية لتقسيم العراق وحينها سيخسر الجميع وسيعلن التاريخ كل من يحاول الاساءة لوحدة العراق.

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com