مقالات في الدستور

 

علم العراق رمزا لتأريخ وحضارة العراق

 

بقلم: د. لميس كاظم

lamiskadhum@hotmail.com

 ( 8 )

 المادة(12): نقرء النص

اولاً- ينظم بقانون علم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز الى مكونات الشعب العراقي.

  أن تشكيل العلم العراقي لايفترض أن يمثل كل مكونات الشعب العراقي، فالشعب العراقي متعدد المكونات، وأن دخلت فيه كل مكوناته فنحتاج الى علم طوله وعرضه عدة أمتار ليستوعب كل مكونات الشعب العراقي. وسيتخاصم ممثلي الأحزاب والكتل السياسية على ترتيب أولية مكانهم ووجودهم وشكلهم الذي سيظهر فيه مكوناتهم وحجم المساحة التي ستخصص لهذه الجماعة على حساب الأخرى، أنسجاما مع قوتهم الأنتخابية، التي اصبحت تدخل في كل التفاصيل. وفي هذه الحالة لن يستطع الدستور ولا غيره أن يحل المشكلة وسنخرج بعلم طائفي أو قومي أو يخرج علم عراقي غريب عن كل أشكال تصاميم الأعلام العالمية وسيرضي جماعة معينة ويزعّل أخرين وقد لا نصل الى نتيجة مرضية للجميع.

  لذلك يفترض أن لا يتضمن العلم العراقي أي تعبير لجماعة سياسية أو دينية أو عرقية. فالعلم العراقي هو تعبير رمزي لوجود للوطن بغض النظر عن نظامه السياسي. فأعلام بلدان العالم الديمقراطية لاترمز الى أي مكونات شعوبها. هذا التعبير الوارد في الدستور مبالغ فيه ونفسه ضيق. فهذا التحديد يكون فيه نوع من القصرية في التعبير وسيشكل عبأ كبير على المبدعين المعنيين بتصميم العلم ويقيدهم في خيارات محددة. وإن أفترضنا أدخال تعابير رمزية فمن المفترض أن تُعبر عن مكونات الوطن وليس مكونات الشعب. وان حكمت الضرورة فممكن تطعيم مفردات العلم برموز لحضارات وتأريخ وبيئة العراق.

  يجب أن نستفاد من أخطاء الماضي فهناك من رفض أن يرفرف العلم العراقي بشكله الحالي فوق أرضه العراقية كونه يمثل النظام الصنمي السابق. لذا أقترح أن لا يحدد العلم العراقي بشكل من أشكال التي تقيده بقائد او جماعة سياسية او لمكونات محددة من الشعب لأن ما جرى في السابق يجب أن لايتكرر وتبقى الوان وتصميم العلم تعبر عن أشكال رمزية لا علاقة لها بنظام الحكم.

  فنحن نعيش اليوم في ظل تحالف رمادي للكتل العراقية يخبأ تحت أرضها، نار جمرها متقد، وبراكين من المشاكل، ممكن أن تثور في أي وقت كان، ولانعرف ما يخبئ لنا المستقبل من مفاجأت بالتالي كي لا يكون العلم ضحية، مرة ثانية، مغتصبة لنظام حكم او تحالف معين. وعليه يفضل ان يكون العلم رمزا للوطن فقط بعيدا عن المفردات السياسية الطنانة.

  كذلك الحال بالنسبة للنشيد الوطني, فأسمه يدلل على أنتمائه للوطن وليس لمكونات الشعب. فما أجمل نشيد *موطني* الحالي فهو يتغنى برحاب الوطن وجمال طبيعته وقوة أرادة شعبه ولا أعرف ما الداعي لتغييره فهو لا يشير ولا بكلمة واحدة لنظام سياسي معين. بالعكس كانت المنظمات العراقية المهنية المعارضة، طول العقود الثلاثة المنصرمة،تنهي أعمال مؤتمراتها ،بنشيد موطني. أنا أعتقد أن نشيد موطني مناسب جدا ولا داعي لتغييره.

  أما بالنسبة للعملة العراقية فالحكام الشمولين يتباهون بتثبيت صورهم كونهم هم أبطال وصناع ومنقذي البلد كما فعل المعتوه الصنم ووسخ شكل وقيمة العملة العراقية عندما ألغى الصورة القديمة للعملة العراقية ولصق صورته الكريهة التي ألتقطها له المصور البغدادي المشهور أرشاك. تلك الصورة المنحوسة التي جلبت الفقر للبيت العراقي وأرعبت جيب المواطن بحيث لم يصادقها لأكثر من ربع قرن وكان المواطن طول الوقت جيبة فارغ من النقود ومفزوع من صورة الطاغية التي تختبأ في جيبه وتلاحقه في يومياته. كما نحست تلك الصورة قيمة الدنيار العراقي فهبط من اعلى مستواياته الى أدنى مستوى بحيث أصبح أقل من قيمة الكثير من العملات الضغيفة وحلت المأسي بأقتصاد العراق.

  وأن سلمنا بتلك القاعدة القديمة وعملنا لأصدار عملة عراقية فأننا سنواجهة أشكالية جدية هي أي صور للمحريين الأجانب سنضعها على العملة العراقية الوطنية؟

 انا اعتقد ان مسالة حمورابي هي أفضل تعبير للعملة العراقية إذ تمثل العمق التأريخي للعراق وقوة دستوره السابق وعدالة قوانينه وتعّرف العالم بأصالة العراق.

 مسك الختام: العلم ،النشيد، الشعار،العملة، هي مفردات ملك الوطن فقط وهو له الحق في إختيار أشكال وجودهم ولا تخضع تلك المفردات للمحاصصة وعلى الدستور حمايتهم من السطوة والأجهاز.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com