الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)

 

نبذة عن حياتها:

فتحت آمنة الصدر عينيها، على قباب الكاظمين «ع» الذهبية، في يوم من ايام عام 1937م(1357هـ)، وسميت آمنة تيمناً باسم ام الرسول الأكرم محمد «ص».

والدها، هو الفقيه المحقق آية الله السيد حيدر الصدر، وهو من ابرز العلماء المسلمين في العراق، وما لبث والدها ان ترك فراغاً في قلبها ـ وهي لمّا تزل طفلة تحبو ببراءتها على الارض ـ برحيله لدار الخلود،  فجهدت امها الفاضلة «اخت المرجع المحقق الشيخ محمد رضا آل ياسين»، واخواها السيدان اسماعيل ومحمد في أن يمحيا عن قلبها المفجوع هذه الذكرى المؤلمة.

في عام 1958م تشكلت في العراق «جمعية الصندوق الخيري الاسلامي» في مدينة بغداد، وكانت هذه الجمعية، متميزة بنشاطاتها الخيرية المتعددة. وفي الحقل التعليمي، كانت تشرف على كلية أصول الدين في بغداد، ومدارس الامام الجواد «عليه السلام» للبنين، بمرحلتيها الابتدائية والثانوية، ثم مدارس الزهراء «عليها السلام» للبنات، بمرحلتيها الابتدائية والثانوية أيضاً.

وتم اختيار السيدة آمنة الصدر في عام 1967، لتكون المشرفة على مدارس الزهراء «عليها السلام» في الكاظمية.

كتبت السيدة الشهيدة، النثر والشعر، وكانت تهتم بالمضمون اكثر من الشكل، ولم يكن همها ان تخرج كتاباً كيفما اتفق، بل انها دأبت على ان تنقل ما ترصده عيناها من ظواهر حياتية، يعيشها أيّ منا، ولكن ضمن حبكة قصصية، تضفي عليها الصبغة الادبية، التي تهوى اليها النفوس باعتبارها حاجة اصيلة لدى الإنسان..

تقول سيدتنا الفاضلة، في مقال لها، نشرته آنذاك في مجلة الاضواء، في عام 1960: «استحال بعض ادبائنا مع  الاسف، إلى مترجمين وناشرين لا أكثر ولا أقل...» وهذا الادراك المبكر لمحنة الأدب العربي (المكتوب باللغة العربية) هو الذي أعطاها زخماً قوياً، لكي تسهم في تعديل هذه الصورة المقلوبة، ولو بشكل يسير، وكان شعورها بخواء الاقلام التي تنشر آنذاك، والتي كانت في أغلب الاحيان مقلدة لما يكتب في الغرب أو الشرق قد جعلها تلج هذا الميدان الواسع، متسلحة بأيمانها وثقتها بنفسها واحساسها بظلامة المرأة ـ وخاصة المسلمة منها ـ وان من اولى واجباتها هو الاسهام في ازاحة حجب الافكار المستوردة عن عقول النساء المسلمات..

 

مؤلفاتها:

الفضيلة تنتصر، امرأتان ورجل، الباحثة عن الحقيقة (سنة 1979)، الخالة الضائعة «مجموعة قصصية ـ 1974»، ليتني كنت أعلم «مجموعة قصصية ـ 1977، صراع من واقع الحياة «مجموعة قصصية»، ذكريات على تلال مكة، كلمة ودعوة، بطولة المرأة المسلمة، المرأة مع النبي، لقاء في المستشفى «آخر ما كتبته الشهيدة».

وكتبت السيدة الفاضلة قصائد، ومقاطع شعرية، حاولت فيها التركيز على غرس روح التحدي والثبات لدى المرأة المسلمة، ولم يكن شعرها ترفاً، بل كان نابعاً من حاجة تراها الشهيدة فكانت تخاطب اخواتها وبناتها بأسلوب واضح لا لبس فيه.

 

شهادتها:

في 5 نيسان 1980م، اعتقل المرجع الشهيد محمد باقر الصدر، مع شقيقته الفاضلة، وأودعا أحد سجون بغداد، حيث أعدما بشكل فجيع، بعد ثلاثة أيام..

ولم تنثن «بنت الهدى» ولم تتراجع، وبرّت بقسمها الذي قطعته على نفسها، وحققت أملها، الذي أعلنته لإحدى تلميذاتها بقولها: «إنّ حياتي من حياة أخي، وسوف تنتهي مع حياته إن شاء الله».

  فكتوريا فتح الله غنيمة 

 كانت السيدة فكتوريا فتح الله (1866 ـ 1963) واحدة من ابرز نساء بغداد العاملات في الحقل الاجتماعي النسائي، فقد ساهمت في تدعيم النهضة النسائية في العراق وعملت جادة في المنظمة المسموح لها بالعمل العلني ايامها وهي (الاتحاد النسائي العراقي) اضافة لعملها في جمعية الهلال الاحمر ـ الفرع النسائي.

وتقديراً لخدماتها الكثيرة في هذا المجال فقد صدرت ارادة ملكية في شباط 1947 بمنحها نوط الهلال الاحمر من النوع الفضي.

كانت السيدة فكتوريا فتح الله اندريا من مثقفات عصرها تعلمت في المدارس الانجيلية واتقنت اللغات العربية والانكليزية والفرنسية. واسرتها اسرة بغدادية ـ موصلية معروفة وقد تزوجت من الناشط السياسي يوسف غنيمة (1885 ـ 1950) وزير المالية الاسبق المشهور بنشاطه الاقتصادي والثقافي وكان للرجل دوره في دعم نشاطات السيدة فكتوريا التي قامت بتأسيس جمعية خيرية هي ومجموعة من سيدات بغداد باسم (جمعية اخوات الفقير) عام 1945. وقد شغلت رئاسة هذه الجمعية حتى وفاتها عام 1963. وكانت هذه الجمعية من جمعيات النفع العام. ومن ابرز جمعيات العمل الانساني الاجتماعي لما قدمته من خدمات للاسر الفقيرة من خلال جمع التبرعات ومساعدة الاسر التي تعيش دون مستوى خط الفقر بإهداء مكائن خياطة وتدريب فتياتهن على الخياطة واقامة معارض خاصة لبيع المنتجات، اضافة الى التعاقد مع بعض المستشفيات ودور الايتام لعمل بدلات خاصة لمنتسبيها بأيدي منتسبات الجمعية وتوزيع الارباح على الاسر الفقيرة.

لقد كانت السيدة فكتوريا غنيمة من ابرز الناشطات اجتماعياً في عراق منتصف القرن العشرين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com